علينا أن نعلم جميعاً بأن ما من شأنه إيجاد الوحدة بين المسلمين هي هذه المراسم السياسية، مراسم عزاء الأئمة الأطهار وخصوصاً سيد المظلومين والشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) الذي صان عقيدة المسلمين وخصوصاً شيعة الأئمة الاثني عشر (عليهم صلوات الله وسلامه).
*****
لقد وردت تأكيدات كثيرة من قِبَلْ الأئمة (عليهم السلام) على إقامة عزاء سيد المظلومين (عليه السلام)، باستمرار، والإبقاء على صوت مظلومية آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والاستمرار بفضح ظلم بني أمية (عليهم لعنة الله) مع أنهم قد انقرضوا، وإدامة صيحة المظلوم بوجه الظالم، إن هذه الصيحة يجب أن تبقى حيةً مستمرةً، وإنّ بركات ذلك واضحة ملموسة اليوم في إيران حيث الحرب مع اليزيديين.
حينما بدأ الدين يضعف وينهار بسبب تصرفات بعض رواد عصر صدر الإسلام ولم يــبق سوى بضعة أشخاص ملتزمين بهذا الدين، شاء الله تعالى أن ينهض الحسين بن علي (عليه السلام) ويوقظ الأمة بتضحياته وجُعِلَ للمشاركين في مراسم عزائه عليه السلام ثواباً جزيلاً من أجل إبقاء حالة الوعي لدى الناس، ولكي يصان أساس كربلاء من الاندثار والزوال، فكربلاء تقوم على أساس قلع قواعد الظلم والجور، وحث الناس على التوحيد ودفعهم نحو العدل والقسط.
وفي مثل هذا الحال فإن من الضروري أن يتم التمسك بمراسم التعزية والمواكب التي تملك مثل هذا الأساس ومثل هذا الثواب لكي يلتزم الناس بها برغم كل الضغوط والمصاعب ولا يَدَعُونــهَا، وإلا فإن جهود الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) ستسحق بسرعة البرق، الأمر الذي يؤدي إلى تلاشي واندثار جهود ومساعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي بذلت لوضع أسس ودعائم التشيع، بشكل كامل.
إذن فعلى فرض أن الله تعالى يُثيب ويجزي القائمين بهذه الأعمال، فإنه ثواب مجعول لعمل صالح وثمرته بقاء دين الحق وأساس التشيع وفي ذلك سعادة الناس في الدنيا والآخرة، وبالنظر لوضع الشيعة في ذلك الحين والضغوط المختلفة التي كانوا يتلقونها من مخالفي الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإن قيمة هذا العمل تفوق التّصور، والله ــ تبارك وتعالى ــ أعد لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وفي هذا كل العدالة.
*****
إن دماء سيد الشهداء (عليه السلام) هي التي جعلت دماء الشعوب المسلمة تغلي، ومواكب العزاء الحسيني العزيزة هي التي تحرك الناس وتهيجهم وتعدهم لحفظ الأهداف والمقاصد الإسلامية، وينبغي عدم التماهل أو التساهل في ذلك.
*****
إن الحق منتصر، ولكن للنصر مفاتيحٌ ورموزٌ ينبغي لنا العثور عليها ومعرفتها، علينا أن نعرف سر بقاء الشيعة طوال الزمن منذ عصر أمير المؤمنين (سلام الله عليه) حتى الآن، في الفترات التي كانت الشيعة لا تعدو جماعةً قليلةَ العددِ، أما الآن فقد صاروا كثيرين، طبعاً ليس بالقياس إلى الآخرين.
علينا أن ندرك سر بقاء هذا المذهب وبقاء البلدان الإسلامية والشيعية، وعلينا أن نحفظه. وأحد هذه الرموز الكبيرة ــ وهو أكبرها ــ قضية سيد الشهداء (عليه السلام) وعلينا أن نحفظ هذا الرمز، ونهتم بهذه المجالس التي كانت تقام على مر التاريخ وبأمر الأئمة (عليهم السلام).
لا يظن بعض هؤلاء الشبان أن هذه المجالس ما هي إلاّ مجالس للبكاء، وعلينا الآن أن نَكُفّ عن البكاء، هذا هو الخطأ الذي يقعون فيه.
*****
لقد ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) الأساس الذي حفظ كل شيء حتى الآن، فقد قال (صلى الله عليه وآله): "وأنا من حسين" أي أنه هو الذي يحفظ الدين، وإن هذه التضحية وهذا الفداء هما اللذان حفظا الإسلام، وإن علينا نحن أن نحفظه.
بعض هؤلاء الشبان ليسوا ملتفتين إلى الحقيقة، هم يتعرضون إلى الإيحاء من قبل أشخاص لا يريدون للشعائر أن تبقى أساساً، فالخطابة تقوم بتهييج عواطف الناس وتُحَمِّلُهُمْ على تسجيل حضورهم الفعّال في كل الميادين.
فعندما رأى الناس سيد الشهداء (عليه السلام) يُقدِّم شُبّانَهُ في ساحة الحرب فيقطعون إرباً إرباً هان عليهم أن يقدِّموا أبناءهم، وبهذا الحب للشهادة أخذ شعبنا يتطور ويتقدم، وهذا رمز العطاء الذي ورثناه من كربلاء انعكس على جميع نواحي حياتنا. فصار أبناء شعبنا يتمنون الشهادة، الشهادة التي كان الإمام الحسين (عليه السلام) سيدها المطلق فهو سيد الشهداء (عليه السلام)، والبعض من الشبان لا يفهمون بأن هذا هو الذي حفظ الدين، أما أولئك الذين يدركون السر فهم يلقنون الشبان ويخدعونهم.
*****
إن الخطابة الحسينية (المجالس الحسينية) تحفظ مدرسة سيد الشهداء (عليه السلام) ومنهجه، والذين يقولون: دعوها، لا يفهمون ــ أساساً ــ ما هو منهج الحسين (عليه السلام) ولا يدركون أن هذه المجالس وهذا البكاء قد حفظ الإسلام، منذ ألف وأربعمائة سنة. نعم، إن هذه المنابر وهذه المجالس والتعازي ومواكب اللّطم هي التي حفظت لنا الإسلام.
إن تلك الفئة من الشبان ممن لا يملكون نيّة سوء يتصورون أن علينا بعد الآن أن نتكلم بلغة العصر. والحال أن كلام سيد الشهداء (عليه السلام) هو عين الكلام العصري الجديد وسيبقى هكذا دائماً. وأساساً أن سيد الشهداء (عليه السلام) هو الذي علّمنا الكلام بلغة العصر وهذه المجالس والمراثي والبكاء واللّطم هي التي حفظت نهج سيد الشهداء (عليه السلام) وقضيته، ولو أراد امرؤُ الانفراد في إحدى زوايا غرف منــزله والاكتفاء بقراءة زيارة عاشوراء واستعمال المسبحة لما بقي شيء.
كل مذهب وكل مدرسة بحاجة إلى اهتمام شعبي واحتضان والتفاف بأمثال هذه المراسم: مراسم اللّطم والبكاء، ولو لم تكن موجودة لما أمكن أن يحفظ هذا المذهب ويصان. والذين لا يفهمون هذه الحقيقة مخطئون وجهلة، فهم لا يعلمون ما هو دور العلماء والخطباء في الإسلام ولربما كان بعضكم أيضاً لا يعلم ذلك جيداً. إن دورهم هو الذي حفظ الإسلام دائماً، كالزهرة التي تُروى بالماء الذي تسقى به باستمرار، فالبكاء على الحسين (عليه السلام) ومصائبه هو الذي صان خطّه وحفظ نهجه.
يجب علينا أن نبكي على الشهيد الذي نفقده ونهتم بإحياء ذكره ونقرأ المراثي ونبكي عليه، فالآخرون وعندما يقتل عضو من أعضائهم هكذا يفعلون، فلو أن أحد الأعضاء الحزبيين قتل لرأيتهم يبكون عليه ويهتفون ويعقدون الاجتماعات، ونحن هكذا نريد من خلال عقد التجمعات والهتافات إحياء نهج سيد الشهداء (عليه السلام)، لكن هؤلاء غير ملتفتين إلى هذه القضية، فهذا البكاء هو الذي حفظ المذهب، وهذه المآتم هي التي أحيتنا، هذه الأمور هي التي دفعت بنهضتنا إلى الأمام.
ولولا سيد الشهداء (عليه السلام) لما قامت هذه النهضة الإسلامية الحديثة ولما انتصرت، فالحسين (عليه السلام) حاضر في كل مكان وآثار نهضته مشهودة (كل أرض كربلاء) وكل المنابر محل لذكر سيد الشهداء (عليه السلام)، وكل محراب مصدره سيد الشهداء (عليه السلام).
لقد أنقذ الإمام الحسين (عليه السلام) الإسلام، فهل نَسْكُتُ على مقتل من نهض وأنقذ الإسلام باستشهاده؟ علينا أن نبكيه كل يوم وعلينا أن نرثيه من على المنبر كل يوم، من أجل حفظ هذا الدين والمحافظة على هذه النهضة، فهي مرهونة ومدينة للإمام الحسين (عليه السلام).
*****
أي انسجام أكثر من هذا؟ هل رأيتم شعباً متلاحماً منسجماً مثل هذا الشعب؟ من الذي حقق لهم هذا الأمر؟ سيد الشهداء (عليه السلام) هو الذي فعل ذلك. ونحن نلاحظ أن هذه الظاهرة تحصل في بقية البلدان الإسلامية في أيام تاسوعاء وعاشوراء، فتخرج المواكب الحسينية بمنتهى الأبــهة، تخرج بنفس المستوى والمضامين في كل مكان، فمن الذي يستطيع إقامة مثل هذه التجمعات؟ وفي أي مكان من العالم يمكنكم أن تروا أناساً منسجمين مع بعضهم البعض مثل هذا الانسجام.
اذهبوا إلى الهند تلاحظوا ذلك، وانظروا إلى باكستان تروا هذه المواكب، اذهبوا إلى أندونيسيا تشاهدوا نظيرها، واذهبوا إلى العراق تلاحظوا ذلك، وكذلك في أفغانستان وغيرها. من الذي نظم هؤلاء وجعلهم ينتظمون هكذا؟ عليه لا تفقدوا هذا التلاحم ولا تفرطوا به.
في هذه المجالس يقام العزاء وتلقى المراثي على شهادة سيد المظلومين، الذي ضحى بنفسه وبأولاده وأنصاره من أجل رضا الله، وبذلك دفع الشبان للتأثر به، وجعلهم يسارعون إلى الجبهات ويتسابقون نحو نيل الشهادة ويفتخرون بها، وإذا حرموا منها حزنوا وتأثروا، وبذلك أيضاً ظهرت أمهات يقدِّمن أبناءهن شهداء ثم يقلن إننا نملك المزيد من الأولاد ومستعدات لتقديمهم في سبيل الله.
إنها مجالس عزاء الحسين (عليه السلام) ومجالس الأدعية ــ كدعاء كميل وغيره ــ هي التي تبني وتصوغ شخصية هذه الشرائح الاجتماعية هكذا، والإسلام بنى الأساس هكذا منذ البداية وجعل الأمور تسير بهذا النمط وعلى هذه البرامج لكي يحقق التقدم.
*****
والآن ظهرت فئة تقول: كفانا نقيم المجالس ونقرأ المراثي، إنهم لا يعرفون أهميتها ولا يدركون أبعاد ومرامي المواكب والمآتم الحسينية، ولا يعلمون أن ثورتنا هي امتداد لنهضة الحسين (عليه السلام)، وتَبَعٌ لها، وشعاع من أشعتها، هؤلاء لا يَعُونَ أن البكاء على الحسين (عليه السلام) يعني إحياء نهضته وإحياء قضية نهوض ثلة قليلة بوجه امبراطورية كبرى.
فالإمام الحسين (عليه السلام) ثار ومعه مائة قليلة العدد من الأنصار ووقف بوجه امبراطورية كبرى وقال بصوت عال: لا. فيجب أن تستمر حالة الرفض هذه وأن تبقى، وهذه المآتم والمجالس هدفها أن تدوم هذه الــ "لا" كرمز لرفض الظلم.
لا يتصور أبناؤنا وشبابنا أن القضية قضية بكاءٍ لا غير! وأنّنا شعب بكاء! فهذا ما يريد الآخرون تلقيتكم إياه أيها الأخوة كي تتفوهوا به وترددوه، فهم يخافون هذا البكاء لأنه بكاء على المظلوم، وصرخة بوجه الظالم، وهذه المواكب التي تقام وتخرج للعزاء تواجه الظلم وتتحدى الظالمين.
*****
في عهد رضا خان كانت العبارة الرائجة التي يرددها الكثيرون هي: (الشعب البكاء) وذلك من أجل القضاء على مجالس التعزية. ولهذا فقد بادروا إلى منع إقامة هذه المجالس، وكان منعها على يد شخص كان يرتادها ــ بادئ الأمر ــ ويتظاهر بتلك الأعمال[4].
هل كانت القضية قضية منع إقامة مواكب العزاء وحسب، أم أنهم كانوا يرون شيئاً آخر ويريدون تدميره يكمُن وراء تلك المجالس؟ وهل كانت القضية قضية لبس العمامة أو القبعة أم أنها قضية أخرى كانوا يلحظونها فمنعوا لبس العمامة؟
لقد أدرك هؤلاء أن وجود هذه العمامة مضرُ بهم ولا يسمح لهم أن يفعلوا ما يحلو لهم، وأن هذه المجالس ستقوم بعمل ما يمنعهم من القيام بما يريدونه؛ فعندما يكون الشعب في أيام محرم وصفر صفاً واحداً ويتحرك نحو هدف واحد في كل أنحاء البلاد، وحين يتوجه ثلاثون أو خمسة وثلاثون مليوناً في شهري محرم وصفر وخصوصاً في أيام عاشوراء، نحو مقصد واتجاه واحد فبإمكان الخطباء والعلماء أن يعبئوهم ويستثمروا جهودهم لتحقيق قضية معينة. وهذه هي الناحية السياسية لهذه المجالس وهي الأهم من بقية النواحي الموجودة فيها.
*****
إنهم يرددون أن هذه المجالس ــ مجالس العزاء وذكر مصائب المظلوم وجرائم الظالم ــ تتصدى للظالمين وتواجههم في كل عصر ومصر.
*****
إنهم لا يعلمون أن هؤلاء يخدمون هذا البلد والإسلام، وعلى شبابنا أن لا ينخدعوا بتخرصات هؤلاء وادعاءاتهم ــ أيها الشبان ــ إن هؤلاء الذين يلقنونكم بالقول ــ شعبُ البُكاء! شعبُ البُكاء) أناس خونة.
فأسيادهم وكبراؤهم يخشون هذا البكاء، والدليل على ذلك أن رضا خان أقدم على منع كل تلك المواكب والمآتم وهو الآخر كان مأموراً بذلك، والدليل على ذلك أنه عندما نُحِّي عن السلطة قالت بريطانيا عبر إذاعة نيودلهي: إننا نحن جئنا برضا خان إلى السلطة ونحن أزحناه. وحقاً ما قالته بريطانيا.
فقد جاءوا به لقمع الإسلام وكان أحد أساليبه هو منعكم من إقامة هذه المجالس، على شبابنا أن لا يتوهموا بأنهم يقومون بعمل مفيد حينما يدخلون مجلساً ويغادرونه حين يصل الخطيب إلى قراءة المصيبة، قائلين: لا. هذا تصرف خاطئ جداً وينبغي أن تستمر هذه المجالس ويجب أن تُذكر المظالم كي يفهم الناس ماذا جرى وهذا ينبغي أن يجري كل يوم فإن لذلك أبعاداً سياسية واجتماعية.
*****
في المرة الأولى التي اعتقلتني سلطات النظام الملكي وجُلبت من قم إلى طهران، كان الجلاوزة يقولون لي أثناء الطريق: إننا عندما جئنا لإلقاء القبض عليك كنا نخشى أن يطلع على أمرنا أولئك الموجودون في الخيم بمدينة قم فنعجز حينذاك عن القيام بمهمتنا.
وليس هؤلاء وحدهم يخشون رواد المواكب والمآتم، بل إن القوى الكبرى تخشاهم أيضاً، هذه المؤسسات يجتمع لها الناس دون أن يكون وراء ذلك يدٌ تنظم اجتماعهم، تَرى الناس يجتمعون في كل أنحاء البلاد المترامية الأطراف في أيام عاشوراء وخلال شهري محرم وصفر وفي شهر رمضان المبارك فإن المجالس والمواكب والمآتم هي التي تجمع الناس.
وإذا كان هناك موضوع فيه خدمة للإسلام وأراد أمرؤٌ أن يتحدث فيه تسنى له ذلك في أنحاء البلد بواسطة هؤلاء الخطباء وأئمة الجمعة والجماعة وانتشر الموضوع المراد تبليغه للناس مرة واحدة. ولو أرادت القوى الكبرى عقد مثل هذه التجمعات الجماهيرية الكبرى في البلدان التي تحكمها فإن ذلك يحتاج منها إلى أعمال ونشاطات وجهود كبرى تستغرق عدة أيام أو عشرات من الأيام، فمثلاً إذا أرادت عقد اجتماع في مدينة من المدن، يضم مائة ألف أو خمسين ألفاً فإنها تضطر إلى إنفاق مبالغ طائلة وبذل جهود جبارة لجمع الجماهير وجعلها تصغي لحديث من يريد أن يطرح عليهم قضية معينة.
ولكن انظروا إلى هذه المجالس والمواكب التي تجمع الناس إلى بعضهم بعضاً؛ بمجرد أن يحصل أمر يستعدي التجمع والتجمهر، وليس في مدينة واحدة بل في كل أنحاء البلاد.. إنها تجمع كل الفئات والشرائح وتضم جموع المعزين لسيد الشهداء (عليه السلام) دُون الحاجة إلى بذل جهود كبرى وإعلام واسع النطاق.
إن الناس يجتمعون بكلمة واحدة تخرج من فم الحسين (عليه السلام).
____________________________________________________________________________________
[4] كتب ملك الشعراء بهار: كان يوم عاشوراء. دخلت مجموعة من القوزاق بقيادة رضا خان (قبل أن يصبح ملكاً) إلى السوق بشكل منظم. وكانت بعض الفرق الموسيقية تعزف موسيقى الرثاء، وكان معهم حصاناً، وشوهد رضا خان في مقدمة المجموعة نازعاً قبعته وينثر القش على رأسه... كما دخلت هذه المجموعة من القوزاق إلى السوق ليلة الحادي عشر من المحرم وهم يشعلون الشموع. وكان قائدهم عاري الرأس وحافي القدمين ويمسك بشمعة في يده، ثم دخل مع مجموعته إلى المسجد الجامع مسجد الشيخ عبدالحسين الذي كانت تقام فيه أكبر مجالس العزاء في تلك الأيام وطافوا مرة واحدة حول المجلس. وكشفت هذه التظاهرات أن القائد يهتم بشدة بمقدسات الدين، واستمرت هذه التظاهرات لسنتين أو ثلاثة حتى أصبح رئيسا للوزراء. إذ بدأ تدريجياً بمنع مجالس العزاء واللطم والمواكب، ثم أصبح فيما بعد العدو اللدود للإسلام". انظر تاريخ مختصر أحزاب سياسي، ج1، ص183ــ184.
source : اهل بیت