1. حلّت عليك عقود المزن يا حلل وصافحتك أكفّ الطل يا طلل
2. وحاكت الورق في أعلا غصونك إذ حاكت بك الودق جلباباً له مثل
3. يزهو على الربع من أنواره لمعٌ ويشمل الربع من نوّاره حلل
4. وافترّ في ثغرك المأنوس مبتسماً ثغر الأقاح وحيّاك الحيا الهطل
5. ولا انثنت فيك بانات اللوى طرباً إلا وللورق في أوراقها زَجَل
6. وقارن اللسعد يا سعدى وما حجبت عن الجآ ذر فيك الحجب والكلل
7. يروق طرفي بروق منك لامعة تحت السحاب وجنح الليل منسدل
8. يذكى من الشوق في قلبي لهيب جوىً كأنما لمعها في ناظري شعل
9. فإن تضوّع من أعلى رباك لنا ريّاك والروض مطلول به خضل
10. فهو الدواء لا دواء مبرّحة نعلّ منها إذا أودت بنا العلل
11. أقسمت يا وطني لم يهنني وطري مذ بان عنّي منك البان والأثل
12. لي بالربوع فؤاد منك مرتبع وفي الرواحل جسمٌ عنك مرتحل
13. لا تحسبنّ الليالي حدّثت خلدي بحادث فهو عن ذكراك متشغل
14. لا كنت إن قادني عن قاطنيك هوى أو مال بي كلل أو حال بي حول
15. أني ولي فيك بين السرب جارية مقيدي في هواها الشكل والشكل
16. غراء ساحرة الألحاظ مانعة الألفاظ مائسة في مشيها مَيَل
17. في قدّها هيفٌ في خصرها نحف في خدها صلف في ردفها ثقل
18. يرنّح الدل عطفيها إذا خطرت كما ترنّح سكراً شاربٌ ثَمل
19. تريك حول بياض حمرةً ذهبت بنضرتي في الهوى خدّ لها صقل
20. ما خلت من قبل فتك من لواحظها أن تقتل الأسد في غاباتها المقل
21. عهدي بها حين ريعان الشبيبة لم يرعه شيب وعيشي ناعم خضل
22. وليل فودي ما لا ح الصباح به والدار جامعة والشمل مشتمل
23. وربع لهوي مأنوس جوانبه تروق فيه لي الغزلان والغزل
24. حتى إذا خالط السليل الصباح أو ضحى الرأس وهو بشهب الشيب مشتعل
25. وخطّ وخطُ مشيبي في صحيفته لي أحرفاً ليس معنى شكلها شكل
26. مالت الى الهجر من بعد الوصال و عهد الغانيات كفيء الظل منتقل
27. من معشرٍ عدلوا عن عهد حيدرة وقابلوه بعدوانٍ وما قبلوا
28. وبدّلوا قولهم يوم «الغدير» له غدراً وما عدلوا في الحب بل عدلوا
29. حتّى إذا فيهم الهادي البشير قضى وما تهيّا له لحدُ ولا غسل
30. مالوا إليه سراعاً والوصيّ برزء المصطفى عنهم لاهٍ ومشتغل
31. وقلّدوها عتيقاً لا أباً لهم أنّى تسود أسود الغابة الهمل
32. وخاطبوه أمير المؤمنين وقد تيقّنوا أنّه في ذاك منتحل
33. وأجمعوا الأمر فيما بينهم وغوت لهم أمانيهم والجهل والأمل
34. أن يحرقوا منزل الزهراء فاطمة فيا له حادث مستصعب جلل
35. بيت به خمسةٌ جبريل سادسهم من غير ما سبب بالنار يُشتعل
36. واخرج المرتضى من عقر منزله بين الأراذل محتفّ بهم وكل
37. يا للرجال لدين قلّ ناصره ودولة ملكت أملاكها السفل
38. أضحى أجير ابن جدعان له خلفا برتبة الوحي مقرون ومتّصل
39. فأين أخلاف تيم والخلافة والح كم الربوبي لولا معشر جهلوا ؟
40. ولا فخار ولا زهد ولا روع ولا وقار ولا علم ولا عمل
41. وقال : منها أقيلوني فلست إذاً بخيركم وهو مسرور بها جذل
42. وفضّها وهو منها المستقبل على الثاني ففي أي قول يصدق الرجل ؟
43. ثمّ اقتفتها عديّ من عداوتها وافتضّ من فضلها العدوان والجدل
44. أضحى يسير بها عن قصد سيرتها فلم يسدّ لها من حادث خلل
45. وأجمع الشور في الشورى فقلّدها أمية وكذا الأحقاد تنتقل
46. تداولوها على ظلم وأرّثها بعضٌ لبعض فبئس الحكم والدول
47. وصاحب الأمر والمنصوص فيه بإذ ن الله عن حكمه ناءٍ ومعتزل
48. أخو الرسول وخير الأوصياء ومن بزهده في البرايا يضرب المثل
49. وأقدم القوم في الإسلام سابقةً والناس باللات والعزى لهم شغل
50. ورافع الحق بعد الخفض حين قنا ة الدين واهية في نصبها مَيل
51. ألأروع الماجد المقدام إذ نكصوا والليث ليث الشرى والفارس البطل
52. مَن لم يعش في غواة الجاهلين ذوي غيّ ولا مقتدى آرائه هَبل
53. عافوه وهو أعف الناس دونهم طفلاً وأعلى محلاً وهو مكتهل
54. وإنه لم يزل حلماً ومكرمةً يقابل الذنب بالحسنى ويحتمل
55. حتّى قضى وهو مظلوم وقد ظلم الحسين من بعده والظلم متصل
56. من بعد ما وعدوه النصر واختلفت إليه بالكتب تسعى منهم الرسل
57. فليته كفّ كفّاً عن رعايتهم يوماً ولا قرّبته منهم الابل
58. قوم بهم نافقٌ سوق النفاق ومن طباعهم يستمد الغدر والدخل
59. تالله ما وصلوا يوماً قرابته لكن إليه بما قد ساءه وصلوا
60. وحرّموا دونه ماء الفرات ولل كلاب من سعةٍ في وردها علل
61. وبيتوه وقد ضاق الفسيح به منهم على موعد من دونه العطل
62. حتى إذا الحرب فيهم من غد كشفت عن ساقها وذكى من وقدها شعل
63. تبادرت فتية من دونه غرر شمّ العرانين ما مالوا ولا نكلوا
64. كأنّما يجتنى حلواً لأنفسهم دون المنون من العسّالة العسل
65. تسربلوا في متون السابقات دلا ص السابغات وللخطيّة اعتقلوا
66. وطلّقوا دونه الدنيا الدنيّة و ارتاحوا الى جنة الفردوس وارتحلوا
67. تراءت الحور في اعلا الجنان لهم كشفاً فهان عليهم فيه ما بذلوا
68. سالت على البيض منهم أنفس طهرت نفيسة فعلوا قدراً بما فعلوا
69. إن يقتلوا طالما في كلّ معركة قد قاتلوا ولكم من مارق قتلوا ؟
70. لهفي لسبط رسول الله منفرداً بين الطغاة وقد ضاقت به السبل
71. يلقى العداة بقلب لا يخامره رهب ولا راعه جبن ولا فشل
72. كأنه كلما مرّ الجواد به سيل تمكّن في أمواجه جبل
73. ألقى الحسام عليهم راكعاً فهوت بالترب ساجدةً من وقعه التلل
74. قدّت نعالاته هاماتهم فبها أخدى الجواد فأمسى وهو منتعل
75. وقد رواه حميد نجل مسلم ذو القول الصدوق وصدق القول ممتثل
76. إذ قال : لم أر مكثوراً عشيرته صرعى فمنعفرٌ منهم ومنجدل
77. يوماً بأربط جاشاً من حسين وقد حفت به البيض واحتاطت به الاسل
78. كأنما قسورٌ ألقى على حُمرٍ عطفاً فخامرها من بأسه ذَهل
79. أو أجدل مرّ في سرب فغادره شطراً خموداً وشطرٌ خيفة وجل
80. حتّى إذا آن ما إن لا مردّ له وحان عند انقضاء المدّة الأجل
81. أردوه كالطود عن ظهر الجواد حميد الذكر ما راعه ذلّ ولا فشل
82. لهفي وقد راح ينعاه الجواد إلى خبائه وبه من أسهم قَزل
83. لهفي لزينب تسعى نحوه ولها قلب تزايد فيه الوجد والوجل
84. فمذ رأته سليباً للشمال على معنى شمائله من نسجها سمل
85. هوت مقبّلة منه المحاسن وال حسين عنها بكرب الموت مشتغل
86. تدافع الشمر عنه باليمين وبا لشمال تستر وجهاً شأنه الخجل
87. تقول : يا شمر لا تعجل عليه ففي قتل ابن فاطمة لا يُحمد العجل
88. أليس ذا ابن عليّ والبتول ومَن بجدّه ختمت في الأمّة الرسل ؟
89. هذا الامام الذي ينمى إلى شرف ذريّة لا يُداني مجدها زحل
90. إيّاك من زلّة تصلى بها أبدا نار الجحيم وقد يردي الفتى الزلل
91. أبى الشقيّ لها إلا الخلاف وهل يجدي عتاب لأهل الكفر إن عُذلوا ؟
92. ومرّ يحتز رأساً طال لرسول الله مرتشفاً في ثغره قبل
93. حتى إذا عاينت منه الكريم على لدن يميل به طوراً ويعتدل
94. ألقت لفرط الأسى منها البنانَ على قلب تقلّب فيه الحزن والثكل
95. تقول : يا واحداً كنّا نؤمّله دهراً فخاب رجانا فيه والأمل
96. ويا هلالاً علا في سعده شرفاً وغاب في الترب عنّا وهو مكتمل
97. أخي لقد كنت شمساً يستضاء بها فحلّ في وجهها من دوننا الطفل
98. وركن مجد تداعى من قواعده والمجد منهدم البنيان منتقل
99. وطرف سبق يفوت الطرف سرعته مذ أدرك المجد أمسى وهو معتقل
100. ما خلت من قبل ما أمسيت مرتهناً بينُ اللئام وسدّت دونك السبل
101. أن يوغل البوم في البازي أن ظفرت ظفراً ولا أسداً يغتاله حمل
102. كلا ولا خلت بحراً مات من ظمأ ومنه ريّ إلى العافين متّصل
103. فليت عينك بعد الحجب تنظرنا أسرى تجاذبنا الأشرار والسفل
104. يسيّرونا على الأقتاب عاريةً وزاجر العيس لا رفق ولا مَهل
105. فليت لم تر كوفاناً ولا وخدت بنا إلى ابن زياد الأنيق الذلل
106. إيهاً على حسرة في كلّ جانحة ما عشت جايحة تعلولها شعل
107. أيقتل السبط ظمآناً ومن دمه تروى الصوارم والخطيّه الذبل
108. ويسكن الترب لا غسل ولا كفنٌ لكن له من نجيع النحر مغتسل
109. وتستباح بأرض الطف نسوته ودون نسوة حرب تُضرب الكلل
110. بالله أقسم والهادي البشير وبيت الله طاف به حافٍ ومنتعل
111. لولا الأولى نقضوا عهد الوصيّ وما جاءت به قدماً في ظلمها الأول
112. لم يُغلِ قوماً على أبناء حيدرة من الموارد ما تروى به الغلل
113. يا صاح طف بي إذا جئت الطفوف على تلك المعالم والآثار يا رجل
114. وابك البدور التي في الترب آفلة بعد الكمال تغشّى نورها الظلل
115. يا آل أحمد يا سفن النجاة ومن عليهم بعد رب العرش أتكل
116. وحقكم ما بدا شهر المحرم لي إلا ولي ناظر بالسهد مكتحل
117. ولا استهلّ بنا إلا استهل من الأجفان لي مدمع في الخدّ منهمل
118. حزناً لكم ومواساة وليس لمملو ك بدمع على ملاكة بُخل
119. فإن يكن فاتكم يصري فلي مدح بمجدكم أبداً ما عشت تتّصل
120. عرائس حدت الحادون من طرب بها تُعرس أحياناً وترتحل
121. فدونكم من (عليّ) عبد عبدكم فريدة طاب منها المدح والغزل
122. رقّت فراقت معانيها الحسان فلا يماثل الطول منها السبعة الطول
123. أعددتها جُنّة من حر نار لظى أرجو بها جنة أنهارها عسل
124. صلى الإله عليكم ما شدت طرباً ورقٌ على ورقٍ والليل منسدل
الشاعر : علاء الدين الشفهيني