1. معاهدهم بالابرقين هوامدُ رزقن عهاد المزن تلك المعاهد
2. ولولا احمرار الدمع لانبعثت بها سحائب دمع بالحنين رواعد
3. وقفت بها والوحش حولي كأنني بهنّ مليك حوله الجند حاشد
4. أسرّح في اكنافها الطرف لا أرى سوى أشعث شجته أمس الولائد
5. وإلا ثلاثاً كالحمايم جثماً ونؤباً عفته الذاميات العوائد
6. وأسألها عن أهلها وهي لم تحر جواباً وهل يستنطق العجم ناشد
7. لك الخير لا تذهب بحلمك دمنة محاها البلى واستوطنتها الأوابد
8. فما هي ان خاطبتها بمجيبة وان جاوبت لم يشف ما أنت واجد
9. ولكن هلم الخطب في رزء سيدٍ قضى ظمأ والماء جار وراكد
10. كأني به في ثلّة من رجاله كما حفّ بالليث الأسود اللوابد
11. يخوض بهم بحر الوغى وكأنه لواردهم عذب المجاجة بارد
12. اذا اعتقلوا سمر الرماح وجرّدوا سيوفاً أعارتها البطون الاساود
13. فليس لها إلا الصدور مراكزاً وليس لها إلا الرؤس مغامد
14. يلاقون شدّات الكماة بأنفس إذا غضبت هانت عليها الشدائد
15. إلى أن ثووا في الأرض صرعى كأنهم نخيل أمالتهن أيدٍ عواضد
16. أولئك أرباب الحفاظ سمت بهم الى الغاية القصوى النفوس المواجد
17. ولم يبق إلا واحد الناس واحداً يكابد من أعدائه ما يكابد
18. يكرّ فينثالون عنه كأنهم مهىً خلفهنّ الضاريات شوارد
19. يحامي وراء الطاهرات مجاهداً بأهلي وبي ذاك المحامي المجاهد
20. فما الليث ذو الاشبال هيج على طوى بأشجع منه حين قلّ المساعد
21. ولا سمعت أذني ولا أذن سامع بأثبت منه في اللقا وهو واحد
22. إلى أن أسال الطعن والضرب نفسه فخرّ كما أهوى إلى الأرض ساجد
23. فلهفي له والخيل منهن صادرٌ خضيب الحوامي من دماه ووارد
24. فأيّ فتى ظلّت خيول أمية تعادى على جثمانه وتطارد
25. وأعظم شيء أنّ شمراً له على جناجن صدر ابن النبي مقاعد
26. فشلّت يداه حين يفري بسيفه مقلّد من تلقى إليه المقالد
27. وان قتيلا أحرز الشمر شلوه لأكرم مفقود يبكّيه فاقد
28. لقى بمحاني الطف شلواً ورأسه ينوء به لدن من الخطّ وارد
29. ولهفي على أنصاره وحماتِه وهم لسراحين الفلاة موائد
30. مضمخة أجسادهم فكأنما عليهنّ من حمر الدماء مجاسد
31. تضيء به أكناف عرضة كربلا وتظلم منه أربع ومشاهد
32. فيا كربلا طلتِ السماء وربما تناول عفواً حظ ذي السعي قاعد
33. لأنت وإن كنت الوضيعة نلتٍ من جواره ما لم تنله الفراقد
34. سررتِ بهم إذ آنسوك وساءني محاريب منهم أوحشت ومساجد
35. بذا قضت الأيام ما بين أهلها مصائب قوم عند قوم فوائد
36. ليهنك أن أمسى ثراك بطيبه تعطر منه في الجنان الخرائد
37. وان أنس لا أنسى النساء كأنها قطاً ريع عن أوكاره وهو هاجد
38. سوافر بعد الصون ما لوجوهها براقع إلا أذرع وسواعد
39. إذا هنهّ سلّبن القلائد جددت من الضرب في أعناقهن قلائد
40. وتلوى على أعضادهن معاضدٌ من الضرب إذ تبتزّ منها المعاضد
41. نوادب لو أن الجبال سمعنها تداعت أعاليهن فهي سواجد
42. إذا هنّ أبصرن الجسوم كأنها نجوم على ظهر الفلاة رواكد
43. وشمن رؤوساً كالبدور تقلّبها رماح كأشطان الركي موائد
44. تداعين يلطمن الخدود بعولةٍ تصدع منها القاسيات الجلامد
45. ويخمشن بالأيدي الوجوه كأنها دنانير أبلاهنّ بالحك ناقد
46. وظلن يرددن المناح كأنما تعلم منهن الحمام الفواقد
47. فما الورق بزتها البزاة فراخها وحلأها عن حومة الوكر صائد
48. ولا رزحٌ هيمٌ تكاد قلوبها تطير إذا عنّت لهن الموارد
49. تهمّ بورد الماء ثم يردها أخيرق مرهوب البسالة ذائد
50. يدافعها عن ورده وهي لا تني تدافعه وهو الألد المعاند
51. فيرجعها حرى القلوب كأنما يؤجج في أحشائها النار واقد
52. بأكثر منها تلك نوحاً وهذه حنيناً وأنى والعيون جوامد
53. فيا وقعة ما أحدث الدهر مثلها يبيد الليالي ذكرها وهو خالد
54. لألبست هذا الدين أثواب ذلة ترث لها الأيام وهي جدائد
55. لحى الله قيساً قيس عيلان إنني عليهم لمسجور الحشاشة حاقد
56. لأمهم الويلات ما ذنب هاشم عليهم أما كفواً إذا لم يساعدوا
57. أغرتم فحللتم أواصر بينكم لها مضرٌ في سالف الدهر عاقد
58. وأبكيتم جفن النبي محمد ليضحك كلب من أمية عاقد
59. أمية هبّي من كراك فما جنى كفعلك جان وهو مثلك راقد
60. لأغرقتم في رمي هاشم بعدما أحلوكم حيث السهى والفراقد
61. على غير شيء غير أنكم معاً إذا حصل الانساب كفّ وساعد
62. خلا أنه أولى بكم من نفوسكم بنصّ من التنزيل والله شاهد
63. أنالهم ما لم ينلكم إلههم فكلكم بادي العداوة حاسد
64. أما وأبي لولا تأخر مدتي وأن الذي لم يقضه الله كايد
65. لا لفيتموني في رجال كأنهم ليوث بمستنّ النزال حوارد
66. بأيماننا بيض كأن متونها إذا اطردت أمواههن مبارد
67. وخطية ملس البطون كأنما أسنتها مما شحذن مناصد
68. نطاعنكم عنهم بهذي فأن نبت عواملها ملنا بتلك نجالد
69. لعمر أبي الخطي ان عز نصركم عليه فلم تعزز عليه القائد
70. من اللائي يدنين الخلي من الأسى ويتركن مثلوج الحشا وهو واجد
71. فدونكم آل النبي فرائداً تذلّ لها في سلكهن الفرائد
72. يزيركموها من فروع ربيعة فتى عرقت فيه الرجال الأماجد
73. يمدّ بضبعيه إلى أمد العلا إذا ما انتمى جدّ كريم ووالد
74. إذا شئت جاراني بمضمار مدحكم جوادان لا يشآهما الدهر طارد
75. إذا ركضا كان المصلي منهما الفتى حسن والسابق الفحل ماجد
76. هما أرضعاني درة الرشد يافعاً فها أنا ذا والحمد لله راشد
الشاعر : الشيخ جعفر الخطي البحراني