قال الذهبي:
وروى أبو شيبة العبسي، عن عيسى بن الحارث الكندي قال: لما قتل الحسين مكثنا أياماً سبعة، إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان، كأنها الملاحف المعصفرة، وبصرنا إلى الكواكب، يضرب بعضها بعضاً.
وقال المدائني، عن علي بن مدرك، عن جده الأسود بن قيس قال: احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر، يرى فيها كالدم، فحدثت بذلك شريكاً، فقال لي: ما أنت من الأسود? فقلت: هو جدي أبو أمي، فقال: أما والله إن كان لصدوق الحديث.
وقال هشام بن حسان، عن ابن سيرين قال: تعلم هذه الحمرة في الأفق مم? هو من يوم قتل الحسين.
رواه سليمان بن حرب، عن حماد، عنه.
وقال جرير بن عبد الحميد، عن زيد بن أبي زياد قال: قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس الذي في عسكرهم رماداً، واحمرت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عسكرهم، وكانوا يرون في لحمها النيران.
وقال ابن عيينة: حدثتني جدتي قالت: لقد رأيت الورس عاد رماداً، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين.
وقال حماد بن زيد: حدثني جميل بن مرة قال: أصابوا إبلاً في عسكر الحسين يوم قتل، فنحروها وطبخوها، فصارت مثل العلقم.
وقال قرة بن خالد: ثنا أبو رجاء العطاردي قال: كان لنا جار من بلهجيم، فقدم الكوفة فقال: ما ترون هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله - يعني الحسين -، قال أبو رجاء: فرماه الله بكوكبين من السماء، فطمس بصره، وأنا رأيته.
وقال معمر بن راشد: أوما عرف الزهري تلكم في مجلس الوليد بن عبد الملك?، فقال الوليد: تعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين? فقال الزهري: إنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
وروى الواقدي، عن عمر بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه قال: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس جالوت فقال: هل كان في قتل الحسين علامة? قال: ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
وقال جعفر بن سليمان: حدثتني أم سالم خالتي قالت: لما قتل الحسين مطرنا مطراً كالدم على البيوت والجدر.
وقال علي بن زيد بن جدعان، عن أنس قال: لما قتل الحسين جيء برأسه إلى عبيد الله بن زياد، فجعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال: إن كان لحسن الثغر، فقلت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه.
وقال حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف النهار، أشعث أغبر، وبيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، ما هذا? قال: هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل منذ اليوم ألتقطه، فأحصي ذلك اليوم، فوجدوه قتل يومئذ.
وعن سلمى أنها دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقالت: ما يبكيك? قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، على رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما لك يا رسول الله? قال: شهدت قتل الحسين آنفاً.
أخرجه الترمذي من حديث أبي خالد الأحمر: ثنا رزين، حدثتني سلمى.
قلت: رزين هو ابن حبيب، كوفي. قال الترمذي: هذا حديث غريب.
وقال حماد بن سلمة، عن عمار: سمعت أم سلمة قالت: سمعت الجن تبكي على حسين وتنوح عليه.
وروي عن أم سلمة نحوه من وجه آخر.
وروى عطاء بن مسلم، عن أبي جناب الكلبي قال: ثم أتيت كربلاء، فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغني أنكم تسمعون نوح الجن، فقال: ما تلقى أحداً إلا أخبرك أنه سمع ذلك، قلت: فأخبرني ما سمعت أنت، قال: سمعتهم يقولون:
مسح الرسول جبينـه فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قـري ش وجده خير الجدود
رواه ثعلب في أماليه.
ثنا عمر بن شيبة: ثنا عبيد بن جناد: ثنا عطاء، فذكره.
وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن حسن المخزومي قال: لما أدخل ثقل الحسين على يزيد ووضع رأسه بين يديه بكى يزيد (1) وقال: نفلق هاماً من رجال أحـبة إلينا وهم كانوا أعق وأظلما
أما والله لو كنت أنا صاحبك ما قتلتك أبداً. فقال علي بن الحسين: ليس هكذا، قال: فكيف يا بن أم? قال: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها "، وعنده عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان، فقال: لهام بجنب الطـف أدنـى قـرابة من ابن زياد العبد ذي النسب الوغل
سمية أمسى نسلها عدد الحـصـى وبنت رسول الله ليس لها نـسـل
قال يحيى بن بكير: حدثني الليث بن سعد قال: أبى الحسين أن يستأسر، فقاتلوه، فقتل، وقتل ابنه وأصحابه بالطف، وانطلق ببنيه: علي وفاطمة وسكينة إلى عبيد الله بن زياد، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية، فجعل سكينة خلف سريره، لئلا ترى رأس أبيها، وعلي بن الحسين في غل، فضرب يزيد على ثنيتي الحسين رضي الله عنه وقال: نفلق هاماً من أناس أعـزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال علي: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " فثقل على يزيد أن تمثل ببيت، وتلا علي آية فقال: " فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "، فقال: أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلوبين، لأحب أن يحلنا من الغل، قال: صدقت، حلوهم، قال: ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعد لأحب أن يقربنا، قال: صدقت، قربوهم، فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان ليريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه، فيستره عنهما، ثم أمر بهم فجهزوا، وأصلح آلتهم وأخرجوا إلى المدينة.
كثير بن هشام: ثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد قال: لما أتي يزيد بن معاوية برأس الحسين جعل ينكت بمخصرة معه سنه ويقول: ما كنت أظن أبا عبد الله بلغ هذا السن، وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب الأسود.
تاريخ الاسلام للذهبي ص 559 موقع الوراق
.............................
هامش:
(1) هذه رواية باطلة وقد جاءت من طريق الزبير بن بكار ، وهي مخالفة للروايات الأخرى التي تنص على أن يزيد (لعنة الله عليه) قد نكت ثنايا الإمام الحسين عليه السلام بالقضيب ، وفي مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ص 1679 موقع الوراق:
وعن الليث يعني ابن سعد قال أبي الحسين ابن علي أن يستاثر فقاتلوه فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطف وانطلق يعلى بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد وعلي يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية فامر بسكينه فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها وعلي بن حسين في غل فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين فقال: نفلق هاما من رجال أحبة الينا وهم كانوا أعق وأظلم
فقال علي بن حسين "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير" فثقل على يزيد ان يتمثل ببيت شعر وتلا علي بن الحسين آية من كتاب الله عز وجل فقال يزيد بل بما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير فقال علي أما والله لو رأنا رسول الله مغلولين لأحب أن يخلينا من الغل فقال صدقت فخلوهم من الغل فقال ولو وقفنا بين يدي رسول الله على بعد لأحب أن يقربنا قال صدقت فقربوهم فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس أبيهما وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأسه ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة.
قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات
فدخل أحد الوهابية معقباً :
في مسند الإمام أحمد
حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال
كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل ألا وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما كذلك فافزعوا إلى المساجد ثم قام فقرأ فيما نرى بعض الكتاب ثم ركع ثم اعتدل ثم سجد سجدتين ثم قام ففعل مثل ما فعل في الأولى
وفي صحيح مسلم
و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا مصعب وهو ابن المقدام حدثنا زائدة حدثنا زياد بن علاقة وفي رواية أبي بكر قال قال زياد بن علاقة سمعت المغيرة بن شعبة يقول
انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف
ـــــــــــــــــــــ
هذا الصحيح وأما ما أوردته عن كتب السنه ، وعن الذهبي وعن ام سلمه فهذا منكر من القول وزورا وبإمكانك أن ترجع إلى كتب السنه وستتفاجأ عندما لاتجد ماتقول
undefined undefined
فأجابه العزيز قاسم قائلاً :
* قلت أيها الناصح : (( وبإمكانك أن ترجع إلى كتب السنه وستتفاجأ عندما لاتجد ماتقول ))
* أقول :
* أقول :
أوليس الذهبي من أهل السنة
أم أنه أصبح شيعيا في نظرك
يا أخي هذا كلام الذهبي السني الذي لم يشم رائحة التشيع ، وهو أحد كبار علماء أهل السنة المعول عليهم ، ولذلك استشهدُ بكلامه كثيرا ...
هذا أولا ...
وثانيا الروايتان اللتان استشهدتَ بهما اجنبيتان ، فهما تنفيان ان تنكسف الشمس والقمر لموت احد ، ولم تنفيان الأمور التي نقلتها عن الذهبي ، فلماذا التعميم يا أيها الناصح ؟؟؟؟
أقول هذا بغض النظر عما قد يقال عن صحة الروايتين ... لكني لن أدخل معك ي هذا طالما اني اثبت لك انهما اجنبيتان عن الكلام ...
وأما ثالثا ففي كتب أهل السنة عشرات الروايات من هذا القبيل وسأنقل لك بعضها ان شاء الله تعالى ...
* قلت : ( وفي صحيح مسلم
و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا مصعب وهو ابن المقدام حدثنا زائدة حدثنا زياد بن علاقة وفي رواية أبي بكر قال قال زياد بن علاقة سمعت المغيرة بن شعبة يقول
انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف )
أقول : هذا النص يتحدث عن من مات ولا يتحدث عن من قتل ...
والإمام الحسين عليه السلا لم يمت بل قتل ، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى أن نصف من قتل في سبيله بأنه ميت ...
(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)
وعليه فتطبيق هذه الرواية على سيد الشهداء عليه السلام فيه مخالفة لنص الكتاب ...
فتأمل مليا
* خذ هذه الروايات أيها الناصح ولدينا المزيد ، وفي بعضها ان الشمس قد كسفت
قال الحافظ المزي (1) في تهذيب الكمال ج 6 ص 407
1 - وقال محمد بن عبيد الطنافسي : حدثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي ، عن عبدالله بن نجي ، عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذوا نينوى ، وهو منطلق إلى صفين ، نادى علي : صبرا أبا عبدالله صبرا أبا عبدالله بشط الفرات .
قلت : ومن ذا أبو عبد الله ؟
قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان (2) فقلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان ؟
قال : بلى ، قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات وقال : هل لك أن أشمك من تربته ؟ قلت : تعم . فمد يده فقبض قبضة من تراب ، فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .
أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء قال : أخبرنا إبو الغنائم بن المأمون ، قال : إخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي قال : حدثني يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، فذكره .
2 - وقال أبو القاسم البغوي بن أبي شيبة الحبطي ، قال : حدثنا عمارة بن زاذان قال : حدثنا ثابت ، عن إنس ، قال : استأذن ملك القطر ربه عزوجل أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له وكان في يوم أم سلمة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أم سلمة احفظي علينا الباب ، لا يدخل علينا أحد .
قال : فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فطفر واقتحم فدخل فوثب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثمه ويقبله ، فقال له الملك : أتحبه ؟
قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ، فأراه إياه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها .
قال ثابت : كنا نقول : إنها كربلاء .
3 - وقال عبادة بن زياد الاسدي : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن الاعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أم سلمة ، قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل ، فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك . وأومأ بيده إلى الحسين . فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وضعت عندك هذه التربة " ، فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ريح كرب وبلاء .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل .
فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوما تحولين دما ليوم عظيم .
أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبدالله ، قالت أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني عبادة بن زياد الاسدي ، فذكره .
4 - وقال عبد الرحمان بن صالح الازدي ، عن أبي بكر بن عياش ، عن موسى بن عقبة ، عن داود : قالت أم سلمة : دخل الحسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع ، فقالت أم سلمة : مالك يا رسول الله ؟
قال : إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل وأنه اشتد غضب الله على من يقتله .
وفي الباب عن عائشة ، وزينب بنت جحش ، وأم الفضل بنت الحارث ، وأبي أمامة الباهلي ، وأنس بن الحارث وغيرهم .
5 - وقال عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهني : مر علي على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم ، فمر حسن ، فقالوا : هذا يا أبا إسحاق ؟ قال : لا . فمر حسين فقالوا : هذا ؟ قال : نعم .
6 - وقال محمد بن سعد : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان - يعني الاعمش - قال : حدثنا أبو عبد الله الضبي ، قال : دخلنا على ابن هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي ، وهو جالس على دكان له ، وله امرأة يقال لها خرداء هي أشد حبا لعلي وأشد لقوته تصديقا ، فجاءت شاة فبعرت ، فقال : لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي . قالوا : وما علم علي بهذا ؟
قال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء ، فنزل فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ، ثم قال : أوه ! أوه ! يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب .
قال : فقالت خرداء : وما ينكر من هذا ؟ هو أعلم بما قال منك . نادت بذلك وهي في جوف البيت .
7 - وقال أبو الحسن الدارقطني : حدثنا محمد بن نوح الجند يسابوري ، قال : حدثنا علي بن حرب الجند يسابوري ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان قال : حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد أبي حيان ، عن قدامة الضبي ، عن خرداء بنت سمير ، عن زوجها هرثمة بن سلمى ، قال : خرجنا مع علي في بعض غزوه ، فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة يصلي إليها ، فأخذ تربة من الارض ، فشمها ، ثم قال : واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب .
قال : فقفلنا من غزاتنا وقتل علي ونسيت الحديث ، قال : فكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة ، فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لي ، فقلت : أبشرك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثته الحديث .
قال : معنا أو علينا ؟
قلت : لا معك ولا عليك ، تركت عيالا وتركت .
قال : أما لا ، فول في الارض ، فوالذي نفس حسين بيده ، لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم .
قال : فانطلقت هاربا موليا في الارض حتى خفي علي مقتله .
8 - وقال الحسين بن إسماعيل المحاملي : حدثنا الحسن بن شيب المؤدب ، قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن أبيه ، قال : لما قتل الحسين اسودت السماء ، وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الاحمر .
9 - وقال : وقال علي بن مسهر ، عن جدته : لما قتل الحسين كنت جارية شابة ، فمكثت السماء بضعة أيام بلياليهن كأنها علقة .
10 - وقال علي بن محمد المدائني ، عن علي بن مدرك ، عن جده الاسود بن قيس : أحمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين بستة أشهر ، نرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم . قال : فحدثت بذلك شريكا ، فقال لي : ما أنت من الاسود ؟ ، قلت : هو جدي أبو أمي قال : أم والله إن كان لصدوق الحديث ، عظيم الامانة ، مكرما للضيف .
11 - وقال عثمان بن محمد بن أبي شيبة : حدثني أبي ، عن جدي ، عن عيسى بن الحارث الكندي ، قال : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا .
12 - وقال محمد بن الصلت الاسدي ، عن الربيع بن المنذر الثوري ، عن أبيه : جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد .
13 - وقال مسلم بن إبراهيم : حدثتنا أم شوق العبدية ، قالت : حدثتني نضرة الازدية ، قالت : لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما ، فأصبحت وكل شئ لنا ملآن دما .
14 - وقال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، لما قتل الحسين بن علي كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي .
15 - وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا قطن بن نسير أبو عباد ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثتني خالتي أم سالم ، قالت : لما قتل الحسين بن علي مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر ، قال : وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة .
16 - وقال أيضا : حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثني أبويحيى مهدي بن ميمون قال : سمعت مروان مولى هند بنت المهلب ، قال : حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين فوضع بين يديه ، رأيت حيطان دار الامارة تسايل دما .
17 - وقال يعقوب بن سفيان الفارسي : حدثني أيوب بن محمد الرقي ، قال : حدثنا سلام بن سليمان الثقفي ، عن زيد بن عمرو الكندي ، قال : حدثتني أم حيان ، قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ولم يقلب حجرا ببيت المقدس إلا أصيب تحته دم عبيط .
18 - وقال أيضا : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن معمر ، قال : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبدالملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي ؟ ، فقال الزهري : بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط .
19 - وقال عباس بن محمد الدوري ، عن يحيى بن معين : حدثنا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، قال : قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة ، وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران .
20 - وقال أبو بكر الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن جدته أم أبيه : لقد رأيت الورس عاد رمادا ، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين .
21 - وقال محمد بن المنذر البغدادي ، عن سفيان بن عيينة : حدثتني جدتي أم عيينة : أن حمالا كان يحمل ورسا فهوى قتل الحسين ، فصار ورسه رمادا .
22 - وقال محمد بن عبدالله الحضرمي : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا ، أبو نمير عم الحسن ابن شعيب ، عن أبي حميد الطحان ، قال : كنت في خزاعة فجاءوا بشئ من تركة الحسين فقيل لهم : ننحر أو نبيع فنقسم ؟ قالوا : انحروا ، قال : فجعل على جفنة فلما وضعت فارت نارا .
23 - وقال حماد بن زيد ، عن جميل بن مرة : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل ، فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم ، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا .
24 - وقال قرة بن خالد السدوسي ، عن أبي رجاء العطاردي : لا تسبوا أهل هذا البيت ، فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا من الكوفة ، قال : أما ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله - يعني الحسين بن علي - فرماه الله بكوكبين في عينيه فذهب بصره .
وفي رواية : فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره .
قال أبو رجاء : فأنا رأيته .
25 - وقال عمر بن شبه النميري : حدثني عبيد بن جناد ، قال : أخبرني عطاء بن مسلم قال : قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البن بها فعمل لنا شيخ من طي طعاما فتعشينا عنده ، فذكرنا قتل الحسين ، فقلنا : ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوء ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق ! فأنا ممن شرك في ذلك ، فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد ، فنفط ، فذهب يخرج الفتيلة بإصببعه فأخذت النار فيها ، فذهب يطفئها بريقه ، فأخذت النار في لحيته ، فغدا فألقى نفسه في الماء ، فرأيته كأنه حممة .
أخبرنا بذلك أبو العز الحراني بمصر ، فقال : أنبأنا أبو الفرج ابن كليب ، قال : أخبرنا أبو علي بن نبهان ، قال : أخبرنا أبو علي ابن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، قال : حذثني عمر بن شبة ، فذكره .
ورواه أحمد بن العلاء أخو هلال بن العلاء ، عن عبيد بن جناد ، عن عطاء بن مسلم عن ابن السدي ، عن أبيه . رواه أبو السكين الطائي ، عن عم أبيه زحر بن حصن ، عن إسماعيل بن داود من بني أسد ، عن أبيه ، عن مولى لبني سلامة ، قال : كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث بالليل ، فقلنا : ما أحد ممن أعان قتل الحسين خرج من الدنيا حتى تصيبه بلية ، ومعنا رجل من طي ، فقال الطائي : فأنا ممن أعان على قتل الحسين ، فما أصابني إلا خير ، قال : وعشي السراج فقام الطائي يصلحه فعلقت النار في سباحته ، فمر يعدو نحو الفرات ، فرمى بنفسه في الماء فأتبعناه ، فجعل إذا انغمس في الماء رفرفت النار على الماء ، فإذا ظهر أخذته حتى قتلته .
أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمان بن أبي عمر بن قدامة وأبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد ابن عبدالملك بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ ، قال : أخبرنا أبو العلاء الوراق هو محمد بن الحسن بن محمد ، قال : حدثنا بكار بن أحمد المقرئ ، قال حدثنا الحسين بن محمد الانصاري ، قال : حدثني محمد بن الحسن المدني ، عن أبي السكين البصري ، فذكره .
26 - وقال شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن علقمة بن وائل ، أو وائل ب علقمة : أنه شهد ما هناك ، قال : قام رجل فقال : أفيكم الحسين ؟ قالوا : نعم ، قال : أبشر بالنار ، قال : أبشر برب رحيم وشفيع مطاع ، من أنت ؟ قال : أنا حويزة ، قال : اللهم حزه إلى النار ، فنفرت به الدابة ، فتعلقت رجله في الركاب ، فوالله ما بقي عليها منه إلا رجله .
27 - وقال إسحاق بن إسماعيل ، عن سفيان بن عيينة : حدثتني جدتي أم أبي ، قالت : شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي ، قالت : فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه ، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى يأتي على آخرها . قال سفيان : رأيت ابن أحدهما كان به خبل ، وكان مجنونا .
28 - وقال محمد بن الصلت الاسدي : حدثنا سعيد بن خثيم ، عن محمد بن خالد ، قال : قال إبراهيم - يعني النخعي - لو كنت ممن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم .
29 - وقال حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار أشعث أغبر وبيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم . فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ .
30 - وقال أبو خالد الاحمر : حدثني رزين ، قال : حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يارسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا .
31 - وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عبدالله الانصاري ، قال حدثنا قرة بن خالد ، قال : أخبرني عامر بن عبد الواحد عن شهر بن حوشب ، قال : إنا لعند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فسمعت صارخة فأقبلت حتى انتهت إلى أم سلمة ، فقالت : قتل الحسين . قالت : قد فعلوها ، ملا الله بيوتهم ، أو قبورهم ، عليهم نارا ، ووقعت مغشيا عليها ، وقمنا .
32 - وقال أيضا : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني محمد بن عبدالله بن عبيد بن عمير ، قال حدثنا ابن أبي مليكة ، قال : بينما ابن عباس جالس في المسجد الحرام ، وهو يتوقع خبر الحسين بن علي إلى أن أتاه آت فساره بشئ ، فأظهر الاسترجاع فقلنا : ما حدث يا أبا العباس ؟ قال : مصيبة عظيمة عند الله نحتسبها . أخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير يقول : قتل الحسين بن علي فلم نبرح حتى جاء ابن الزبير ، فعزاه ثم انصرف ، فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس يعزونه ، فقال : إنه ليعدل عندي مصيبة حسين شماتة ابن الزبير ، أترون مشي ابن الزبير إلي يعزيني ، إن ذلك منه إلا شماتة .
قال محمد بن عمر : فحدثني ابن جريج ، قال : وكان المسور بن مخرمة بمكة حين جاء نعي الحسين بن علي فلقي ابن الزبير ، فقال : قد جاء ما كنت تمنى موت حسين بن علي ، فقال ابن الزبير يا أبا عبد الرحمان تقول لي هذا ؟ فوالله ليته بقي ما بقي بالحمى حجر ، والله ما تمنيت ذلك له ، قال المسور : أنت أشرت إليه بالخروج إلى غير وجه ؟ قال : نعم أشرت عليه ولم أدر أنه يقتل ، ولم يكن بيدي أجله ، ولقد جئت ابن عباس فعزيته ، فعرفت أن ذلك يثقل عليه مني ، ولو أني تركت تعزيته ، قال : مثلي يترك لا تعزيني بحسين ؟ فما أصنع ، أخوالي وغرة الصدور علي وما أدري على أي شئ ذلك . فقال له المسور : ما حاجتك إلى ذكر ما مضى وبثه ، دع الامور تمضي وبر أخوالك فأبوك أحمد عندهم منك .
33 - وقال حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن أم سلمة : سمعت الجن تنوح على الحسين .
34 - وقال سويد بن سعيد ، عن عمرو بن ثابت ، عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم إلا الليلة ، وما أرى ابني إلا قد قتل - تعني الحسين - فقالت لجاريتها : أخرجي فسلي ، فأخبرت أنه قتل وإذا جنية تنوح :
ألا يا عين فاحتفلي بجهد ومن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا إلى منخير في ملك عبد
35 - وقال عمر بن شبة : حدثني عبيد بن جناد ، قال : حدثنا عطاء ابن مسلم ، عن أبي جناب الكلبي ، قال : أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب بها : بلغني أنكم تسمعون نوح الجن . قال : ما تلقي حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك . قلت : فأخبرني ما سمعت أنت ؟ قال : سمعتهم يقولون :
مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قريش جده خير الجدود
36 - وقال أبو الوليد بشر بن محمد بن بشر التميمي الكوفي : حدثني أحمد بن محمد المصقلي ، قال : حدثني أبي ، قال : لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلا يسمع صوته ولم ير شخصه :
عقرت ثمود ناقة فاستؤصلوا وجرت سوانحهم بغير الاسعد
فبنو رسول الله أعظم حرمة وأجل من أم الفصيل المقصد
عجبا لهم لما أتوا لم يمسخوا والله يملي للطغاة الجحد
37 - وقال أبو سعيد محمد بن أسعد التفلبي : حدثنا يحيى بن اليمان ، قال : أخبرني إمام بني سليم ، قال : غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم :
أترجوا أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب
فقالوا : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة ؟
قالوا : قبل أن يخرج نبيكم بست مئة عام .
أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري ، وأبو محمد عبدالرحيم بن عبدالملك بن عبدالملك المقدسيان ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، وأبو يحيى إسماعيل بن أبي عبدالله ابن العسقلاني ، وأم أحمد زينب بنت مكي بن علي الحراني ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبومكر محمد بن عبيد الباقي الانصاري ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري إملاء قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن الجنيد ، قال : حذثنا أبو سعيد التغلبي ، فذكره .
38 - وقال زكريا بن يحيى الساجي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمان بن صالح الازدي ، قال : حدثنا السري بن منصور بن عمار ، عن أبيه ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، قال : لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشرربون النبيذ وينحيون الرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب سطر دم :
أترجوا أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس ، ثم رجعوا .
أخبرنا بذلك أبو إسحاق بن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبدالله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، فذكره .
39 - وقال أبو القاسم الطبراني بهذا الاسناد : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ، قال : حدثنا جرير ، عن الاعمش ، قال : حرئ رجل من بني أسد علي قبر حسين بن علي فأصاب أهل ذلك البيت خبل ، وجنون ، وجذام ، ومرض ، وفقر .
40 - وقال محمد بن زكريا الغلابي ، عن عبدالله بن الضحاك ، عن هشام بن محمد : لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر فجاء اعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين ، فبكى ، وقال : بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا ، ثم بكى ، وأنشأ يقول :
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه فطيب تراب القبر دل على القبر .
41 - وقال يحيى بن أبي بكير : حدثنا علي - ويكنى أبا إسحاق - عن عامر بن سعد البجلي ، قال : لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال : إن رأيت البراء بن عازب فأقر منى السلام وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار ، وإن كاد الله ليسحت أهل الارض منه بعذاب أليم . قال : فأتيت البراء فأخبرته ، فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصور بي .
42 - وقال عبد العزيز بن أحمد الكتاني : عن أسد بن القاسم الحلبي : رأى جدي صالح بن السحام بحلب - وكان صالحا دينا - في النوم كلبا أسود وهو يلهث عطشانا ولسانه قد خرج على صدره ، فقلت : هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة ، وهممت لافعل ، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول : يا صالح لا تسقه ، يا صالح لا تسقه ، هذا قاتل الحسين بن علي أعذبه بالعطش إلى يوم القيامة .
43 - وقال الزبير بن بكار : وقال سليمان بن قتة يرثي الحسين رضي الله عنه :
إن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقابا من قريش فذلت
فإن يتبعوه عائذ البيت يصبحوا كعاد تعمت عن هداها فضلت
مررت على أبيات آل محمد فألفيتها أمثالها حين حلت
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها وأن أصبحت منهم برغمي تخلت
إذا افترقت قيس خبرنا فقيرها وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند غني قطرة من دمائنا سنجزيهم يوما بها حين حلت
ألم تر أن الارض أضحت مريضة لفقد حسين والبلاد اقشعرت
قال : يريد أنهم لا يرعون عن قتل قرشي بعد الحسين . وعائذ البيت : عبدالله بن الزبير .
...............................................................
هامش:
(1) ترقيم الروايات مني وليس من أصل الكتاب ... وأما المزي فقد قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 4 ص 1498 :
المزي: شيخنا [ الامام ] العالم ، الحبر ، الحافظ ، الاوحد ، محدث الشام ، جمال الدين أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف القضاعى [ ثم 1 ] الكلبى الدمشقي الشافعي ....
وقال في سير أعلام النبلاء ج 7 ص 250 :
ويمكن أن نذكر في كل طبقة بعد ذلك أئمة على هذا النمط ، إلى زماننا ، فرأس المحدثين اليوم أبو الحجاج القضاعي المزي ...
وفي الدرر الكامنة لابن حجر ج 5 ص 235:
وقال الذهبي كان خاتمة الحفاظ ، وناقد الأسانيد والألفاظ ، وهو صاحب معضلاتنا ، وموضح مشكلاتنا ...
(2) رسول الله صلى الله عليه وآله يبكي كلما تذكر أو ذكر بما سيجري على ريحانته سيد الشهداء عليه السلام ، والنواصب يضحكون ويستبشرون بذلك ، ومنهم الناصبي عبد السلام المغربي !!!
source : اهل بیت