لا ينقضي العجب من قول بعض المخالفين: إن يزيد بريءٌ من دم الإمام الحسين عليه السلام، وأن عبيد الله بن زياد هو المُدبر والقاتل، وهو الذي جيش الجيوش، وجعل القادة لذلك الجيش، وخطط ودبر من دون علم يزيد بالأمر، ولو علم يزيد بما عزم عليه عبيد الله بن زياد من قتل الحسين عليه السلام لنهاه عن ذلك. سماحة الشيخ علي ال محسن
وهذا قول باطل، لا شك في بطلانه، وذلك لثلاثة أمور:
1- أنه لا إشكال في أن يزيد بن معاوية هو المسؤول الأول عن قتل الإمام الحسين عليه السلام، وذلك لأن يزيد بن معاوية كان الخليفة المتصرف والمسؤول عن كل ما يصنعه ولاته وعماله، وكان هو الآمر بحرب الحسين عليه السلام وقتاله وقتله، وقد جهز الجيش العظيم لقتاله، ومن غير المقبول بحال أن تحدث مثل هذه الحادثة التي هزت مشاعر المسلمين من دون علمه وموافقته؛ لأن الإمام الحسين عليه السلام لم يكن رجلاً عاديا، وإنما كان أشهر شخصية في ذلك الوقت، وكان يزيد يعلم بكتب أهل الكوفة إليه، وذهابه عليه السلام إلى العراق، ولذلك عزل والي الكوفة المغيرة بن شعبة، وولى عبيد الله بن زياد، لأنه كان أكثر حزماً منه.
ومن الواضح أن الخلفاء لا يباشرون الأعمال بأيديهم، وإنما يأمرون ولاتهم وعمالهم بعملها، ولكنها تنسب إليهم، ولذلك يقال: (عمر بن الخطاب فتح الفتوحات، وعمر البلدان)، وهكذا، مع أنه لم يباشر شيئاً من ذلك بنفسه، وإنما أمر بتلك الفتوحات، وجهز الجيوش لأجلها، ومد الجند بالأموال والسلاح.
2- أن يزيد نسب قتل الحسين عليه السلام إلى نفسه حيث قال لما جيء له برأس الحسين وصار ينكته بمخصرته:
نفلق هاماً من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما
(مجمع الزوائد 9/195، المعجم الكبير للطبراني 3/123، قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات).
3- أن فرح يزيد لما أرسل إليه ابن زياد رأس الحسين، وما قاله وصنعه برأس الحسين عليه السلام من ضربه بعصا في يده، دليل على أنه كان آمراً بقتله.
source : اهل بیت