عربي
Thursday 4th of July 2024
0
نفر 0

عظمة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) عند الرشيد

عظمة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) عند الرشيد

روي أن المأمون قال لقومه : أتدرون من علمني التشيع ؟

فقال القوم : لا والله ما نعلم ذلك .

قال : علَّمَنِيه الرشيد .

قيل له : وكيف ذلك ، والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت ؟!!

قال : كان يقتلهم على الملك ، لأنَّ الملك عقيم .

ثم قال : إنه دخل موسى بن جعفر على الرشيد يوماً فقام إليه الرشيد واستقبله وأجلسه في الصدر وقعد بين يديه ، وجرى بينهما أشياء .

ثم قال موسى بن جعفر لأبي : إن الله عزَّ وجلَّ قد فرض على وُلاةِ عهده أن ينعشوا فقراء الأُمَّة ، ويقضوا عن الغارمين ، ويؤدوا عن المثـقل ، ويكسوا العاري ، ويحسنوا إلى العاني – الأسير – ، وأنت أولى من يفعل ذلك .

فقال الرشيد : أفعل يا أبا الحسن .

ثم قام موسى بن جعفر فقام الرشيد لقيامه ، وقبَّل ما بين عينيه ووجهه ، ثم أقبل عليَّ وعلى الأمين وعلى المؤتمن فقال : يا عبد الله ، ويا محمد ، ويا إبراهيم ، امشوا بين يدي ابن عمِّكم وسيِّدكم ، خذوا بركابه وَسَوُّوا عليه ثيابه وشيِّعوه إلى منزله .

فأقبل إليَّ موسى بن جعفر سرّاً بيني وبينه فبشرني بالخلافة وقال لي : إذا ملكت هذه الأمر فأحسن إلى ولدي .

ثم انصرفنا وكنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلما خلا المجلس قلت : يا أمير المؤمنين ، ومن هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته ، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له ؟

قال : هذا إمام الناس ، وحجة الله على خلقه ، وخليفته على عباده .

فقلت : يا أمير المؤمنين : أَوَ ليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟!!

فقال : أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حقٍّ .

والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مني ومن الخلق جميعاً ، ووالله لو نازعتني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، لأنَّ الملك عقيم .

فلما أراد الرحيل من المدينة إلى مكة أمر بِصرَّة سوداء فيها مائتا دينار ، ثم أقبل على الفضل فقال له : إذهب إلى موسى بن جعفر وقُل له : يقول لك أمير المؤمنين : نحن في ضيقة ، وسيأتيك بِرّنا بعد هذا الوقت .

فقمت في وجهه فقلت : يا أمير المؤمنين ، تعطي أبناء المهاجرين والأنصار ، وسائر قريش وبني هاشم ، ومن لا تعرف حسبه ونسبه ، خمسة آلاف دينار إلى ما دونها ، وتعطي موسى بن جعفر وقد عظَّمته وأجللته مائتي دينار ، وأخسَّ عطيةٍ أعطيتها أحداً من الناس ؟

فقال : اسكت لا أمَّ لك ، فإني لو أعطيته هذا ما ضمنته له ، وما كنت آمنه أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه ، وفقر هذا وأهل بيته أَسْلَمُ لي ولكم من بسط أيديهم وإغنائهم .

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

سجن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ومحاولة اغتياله
أدعية الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) لأيام ...
موقف الإمام الكاظم ( عليه السلام ) من فدك
من روات الامام الکاظم عليه السلام وأصحابه
مناظرة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) مع هارون ...
قبسات من حیاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام
فقه الإمام الکاظم عليه السلام
رسالة الامام الکاظم عليه السلام في العقل
ادعية الامام الکاظم عليه السلام
الظروف السياسية في عصر الإمام الكاظم

 
user comment