من الواضح أن امامة الكاظم (عليه السلام) تبدأ من عام ۱٤۸-۱۸۳هـ، وهي فترة طويلة الأمد دون أدنى شك، الا أن الملاحظ ان الامام (عليه السلام) قد تحرك فكرياً في ظل ظروف اجتماعية خاصة، أبرزها سيطرة سلاطين بني العباس على الحكم وتشبثهم به بعد تسلمهم لذلك خلال عقدين أو اكثر من الزمن مما يستتبع ان تتضخم وسائل ارهابهم- في غمرة الاستقرار السياسي المؤقت- حيال الأئمة الشرعيين... لذلك تعرض الامام (عليه السلام) للسجن في البصرة وبغداد- بعد ان استدعي من المدينة وقطع شطراً كبيراً من عمره الكريم في السجن الانفرادي، حتى استشهد من خلال عملية دس السم في طعامه... والمهم هو ان طبيعة هذا المناخ الذي كان يحياه، تقلل -دون ادنى شك- من امكانات التحرك الفكري،.. لكن بالرغم من ذلك نجد ان النصوص المأثورة عنه (عليه السلام) تحتل مساحة كبيرة من المبادىء التي رسمها ائمة اهل البيت عليهم السلام سواء اكان ذلك في صعيد الفقه او العقائد او الاخلاق او مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية التي طرحها (عليه السلام)، من خلال التوصيات، أو كان ذلك من خلال اللقاءات المختلفة التي أتيح له أن يتوفر عليها، حيث أن الرشيد مثلاً او سواه من سلاطين الدنيا يفيدون منه (عليه السلام) في مسائل متنوعة، مثلما كان رؤساء المذاهب مثل ابن حنبل وسواه يفيدون منه ايضاً على نحو ما لحظناه لدى المعصومين عليهم السلام جميعاً...
والمهم هو: أن نعرض لنماذج من النتاج الذي صدر عنه (عليه السلام)، ونبدأ ذلك بالحديث عن:
source : www.arabic.irib.ir