عربي
Monday 22nd of July 2024
0
نفر 0

ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) بين الشيعة والسنة

ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) بين الشيعة والسنة


اتَّفق المسلمون على ظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجَهل و الظُلم و الجَور ، و نشر أعلام العدل ، و إعلاء كلمة الحقِّ ، و إظهار الدين كله ، ولو كره المشركون .

فهو بإذن الله ينجي العالم من ذلِّ العبودية لغير الله ، و يلغي الأخلاق و العادات الذَميمة ، و يبطل القوانين الكافرة التي سَنَّتْها الأهواء ، و يقطع أواصر العصبيّات القومية و العنصرية ، و يمحو أسباب العداء و البغضاء ، التي صارت سبباً لاختلاف الأمَّة و افتراق الكلمة .

فيحقق الله سبحانه بظهوره وعده ، الذي وعد به المؤمنين بقوله عزَّ و جلَّ : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ، وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ، وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ، الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ، وَ لَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ، يَعْبُدُونَنِي لَايُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، وَ مَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، ( النور : 55 ) .

و قوله : ( وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ، وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ، وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) ، ( القصص : 5 ) .

و قوله : ( وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ، ( الأنبياء : 105 ) .

و تشهد الأمَّة بعد ظهوره ( عليه السلام ) عَصراً ذهبياًَ ، حيث لايبقى فيه على الأرض بيت إلا و دخَلَتْه كلمة الإسلام ، و لاتبقي قرية ، إلا و ينادَى فيها بشهادة( لا إله إلا الله ) بُكرَةً و عشياً . لقد تواتَرَتْ النُصُوص الصحيحة و الأخبار المرويَّة عن طريق أهل السنة و الشيعة المؤكدة على إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و المشيرة صراحةً إلى أن عَدَدهم كعدَدِ نُقَباء بني إسرائيل ، و أنَّ آخر هؤلاء الأئمة هو الذي يملأ الأرض - في عهده - عدلاً و قسطاً ، كَمَا مُلِئَت ظُلماً و جوراً .

و أن أحاديث الإمام الثاني عشر المعروف بالمهدي المنتظر ( عليه السلام ) ، قد رواها جملة من محدِّثِي السنة في صِحَاحِهم المختلفة ، كأمثال الترمذي و أبي داود و ابن ماجة و غيرهم .

حيث أسندوا رواياتهم هذه إلى جملة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و صحابته ، أمثال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، و عبد الله بن عباس ، و عبد الله بن عمر ، و أم سلمة زوجة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ، و أبي سعيد الخدري ، و أبي هريرة ، و غيرهم .

و نذكر من تلك الروايات ما يلي :

الأولى :
 روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ يَوم لَبَعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أهْلِ بَيْتِي ، يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً ) .

الثانية :
أخرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :(  لاَتَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلكُ العَرَبَ رَجُلٌ مِن أهْلِ بَيْتِي ، يُواطئ اسْمُه اسْمِي ) .

الثالثة :
أخرج أبو داود عن أم سلمة قالت ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( المَهْدِي مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وُلْدِ فَاطِمَة ).

الرابعة :
 أخْرَجَ الترمذي عن ابن مسعود أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( يَلي رَجُلٌ منْ أهْلِ بَيْتِي ، يُواطئ اسْمُه اسْمي ) .

إلى غير ذلك من الروايات المتضافرة التي بلغت أعلى مراتب التواتر ، إذ يقول الدكتور عبد الباقي : ( إن المشكلة ليست مشكلة حديث أو حديثين ، أو راوٍ أو راوِيَيْن ، إنها مجموعة من الأحاديث و الآثار تبلغ الثمانين تقريباً ، اجْتَمَعَ على تناقلها مِئاتُ الرُواة ، و أكثر من صاحب كتاب صحيح ) . هذا هو المهدي الذي اتَّفق المحدِّثون و المتكلِّمون عليه ، و إنما الاختلاف بين الشيعة و السنة في ولادته . فالشيعة ذهبت إلى أن المهدي الموعود ( عليه السلام ) هو الإمام الثاني عشر ، الذي ولد بمدينة سامراء عام ( 255 هـ ) ، و اختفى بعد وفاة أبيه عام ( 260 هـ ) ، و قد تضافرت عليه النصوص من آبائه ، على وجهٍ ما تَرَك شَكّاً و لاشُبْهَة ، و وافقتهم جماعة من علماء أهل السنة ، و قالوا بأنه وَلَد ، و أنه محمَّد بن الحسن العسكري .

و الكثير منهم قالوا : سيولَدُ في آخر الزمان ، و بِمَا أنَّ أهل البيت ( عليهم السلام ) أدرى بما في البيت ، فمن رجع إلى روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في كتبهم يظهر له الحق ، و أنَّ المولود للإمام العسكري ( عليه السلام ) هو المهدي الموعود ( عليه السلام ) .

و نذكر ممن وافق من علماء أهل السنة بأن وليد بيت العسكري هو المهدي الموعود ( عليه السلام ) فيما يلي :

1- محمد بن طلحة بن محمد القرشي الشافعي في كتابه ( مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ) .

2–محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتابيه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) ، و ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ) .

3- نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في كتابه ( الفصول المهمة في معرفة الأئمة ) .

4- سبط ابن الجوزي في كتابه ( تذكرة الخواص ) .

و إلى غير ذلك من علماء و حفاظ ذكر أسماءهم و كلماتهم السيد الأمين في كتابه (أعيان الشيعة ) ، و أنهاها إلى ثلاثة عشر . ثم قال : ( و القائلون بوجودِ المَهْدي من علماء أهل السنة كثيرون ، و فيما ذكرناه منهم كفاية ، و من أراد الاستقصاء فليرجع إلى كتاب ( البرهان على وجود صاحب الزمان ) ، و رسالة ( كشف الأستار ) للشيخ حسين النوري ).


source : تبیان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

رد الشمس لعلي عليه السلام
أهل البيت^ خلفاء الله
حياة العبّاس بن علي عليه السلام
الارتباط بالمعصومين(ع) و أقسامها
ابو ذر فـي الـرّبـذَة
الانصار والغیبة
مجلس في شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
العناصر النفسية في شخصية العباس بن علي (عليهما ...
الجزع على الإمام الحسين (عليه السّلام)
عبرات الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف على جده ...

 
user comment