مهج الدعوات : قال سلمان : قلت : علمني الكلام يا سيدتي ، فقالت : إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه .
ثم قال سلمان : علمتني هذا الحرز فقالت :
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله النور ، بسم الله نور النور ، بسم الله نور على نور ، بسم الله الذي هو مدبر الأمور ، بسم الله الذي خلق النور من النور ، الحمد لله الذي خلق النور من النور ، وأنزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، في رق منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور وبالفخر مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .
قال سلمان : فتعلمتهن فوالله لقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم الحمى فكل برئ من مرضه بإذن الله تعالى .
بيان : الاعتجاز : لف العمامة على الرأس ، قولها ( عليها السلام ) : فمه .
أي فما السبب في ترك زيارتنا أو اسكت ؟ والتنكر : التغير على وجه الاستيحاش والكراهة ، ولما كانت الذرة موضوعة للصغيرة من النملة قالت ( عليها السلام ) : أنت مع نبلك وشرفك لم سميت باسم يدل على الحقارة ، والخشكنانج لعله معرب أي الخبز اليابس .
- من بعض كتب المناقب : بإسناده عن أسامة قال : مررت بعلي والعباس وهما قاعدان في المسجد فقالا : يا أسامة استأذن لنا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت : يا رسول الله هذا علي والعباس يستأذنان ، فقال : هل تدري ما جاء بهما ؟ قلت : لا والله ما أدري ، قال : لكني أدري ما جاء بهما فأذن لهما فدخلا فسلما ثم قعدا فقالا : يا رسول الله أي أهلك أحب إليك ؟ قال : فاطمة . وبإسناده عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها .
وبإسناده ، عن أحمد بن محمد الثعلبي ، عن عبد الله بن حامد ، عن أبي محمد المزني ، عن أبي يعلى الموصلي ، عن سهل بن زنجلة الرازي ، عن عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه ، وطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا ، فأتى فاطمة فقال : يا بنية هل عندك شئ آكله فإني جائع ؟ فقالت : لا والله بأبي أنت وأمي ، فلما خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وغطت عليها وقالت : لأؤثرن بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على نفسي ومن عندي ، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرجع إليها ، فقالت : بأبي أنت وأمي قد أتانا الله بشئ فخبأته ، قال : هلمي ، فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما ، فلما نظرت إليه بهتت فعرفت أنها كرامة من الله عز وجل فحمدت الله وصلت على نبيه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : من أين لك هذا يا بنية ؟ فقالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فحمد الله عز وجل وقال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء العالمين في نساء بني إسرائيل في وقتهم ، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى فسئلت عنه قالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ثم أكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته جميعا وشبعوا وبقيت الجفنة كما هي ، قالت فاطمة فأوسعت منها على جميع جيراني وجعل الله فيها البركة والخير كما فعل الله بمريم ( عليها السلام ) .