قال معاوية اللعين لضرار الضبابي يوماً: صف لي علياً، فقال...
كان والله المدى شديد القوى
ثم قال: فاشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: > يا دنيا يا دنيا إليك عني أبي تعرضت أم إليّ تشوقت، لا حان حينك، هيهات! غرّي غيري لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة، فيها فعيشك قصير، وخطرك يسير وأملك حقير، آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظم المورد<([1]).
إن قلبي مثل وردة لالة ([2]) في حزنه يحترق
ليس قلبي وحده، بل بيتي وكل حياتي ولهيب شمع فراقه في ليل الهجران
أضرم النار في وجودي كفراشة تحترق وبريق حبه يغمر العالم في كل اتجاه
فاحترق الساقي والكأس والشاربون
لست وحدي الذي تداعى وهوى نصباً
في حزن هجرانه احتراق كل عاقل ومجنون ولكي أنجو من بلبلة النفس كنت في جانب الخمار
فرأيت الحانة ومن فيها في حريق
رحت أمرض قلبي في ليل الهجران
فإذا آهة منه تندّ وفي الحال احترق
وفي سويداء الفؤاد حيث أذكره دوماً
وإذا الصدر القلب والسويداء في احتراق وإذا أنا كـ >المسكين< تنبعث من فؤادي
شعلة أحرقت كل وجودي وهويت([3]) .