عربي
Thursday 26th of December 2024
0
نفر 0

الشيعة ...

معنى الشيعة في اللغة قال ابن منظور: الشيعة : القوم الذين يجتمعون على امر, وكل قوم اجتمعوا على امر فهم شيعة . وقال الزجاج : الشيعة : اتباع الرجل و انصاره .

وقال الازهري : الشيعة : قوم يهوون هوى عترة النبي (ص ) ويوالونهم .

وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا و اهل بيته رضوان اللّه عليهم اجمعين , حتى صار لهم اسما خـاصـا, فـاذا قـيـل : فـلان مـن الـشيعة , عرف انه منهم , و اصل ذلك من المشايعة , وهي المتابعة والمطاوعة .

هذا ما جاء في لسان العرب 8: 188 و189 (مادة شيع ).

وفـي قـاموس المعجم الوسيط: الشيعة : الفرقة والجماعة ... والاتباع والانصار.

, ويقال :هم شيعة فـلان , وشـيعة كذا من الاراء, وفرقة كبيرة من المسلمين اجتمعوا على حب علي وآله و احقيتهم بالامامة .

وقد استعمل القرآن الكريم كلمة شيعة بمعنى الاتباع والانصار, فقال : (وان من شيعته لابراهيم ).

كيف نشا التشيع ؟

هناك آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع : الر اي الاول : يرجع التشيع الى جذور خارجية , و اصحاب هذا الاتجاه ينحون منحيين مختلفين : المنحى الاول يحاول نسب الظاهرة الى اصل يهودي .

ومـن الـمـؤرخين والباحثين الذين تبنوا هذا المنحى الطبري في تاريخه , ومحمد فريدوجدي في دائرة المعارف .

قـال الطبري في تاريخه : عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي قال : كان عبد اللّه بن سبا يهوديا من اهـل صـنـعـاء, امـه سوداء, فاسلم زمان عثمان , ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم , فبد ا بـالـحـجـاز ثـم البصرة ثم الكوفة ثم الشام ..., ثم قال لهم :لكل نبي وصي , وكان على وصى محمد, ومحمد خاتم الانبياء, وعلي خاتم الاوصياء.

وقـال محمد فريد وجدي في دائرة المعارف : كان ابن السوداء (عبد اللّه بن سبا) في الاصل يهوديا مـن الحيرة فاظهر الاسلام , و اراد ان يكون له عند اهل الكوفة سوقاورياسة , فذكر لهم انه وجد في التوراة ان لكل نبي وصيا, و ان عليا وصى محمد.

الملاحظات العابرة امام هذا الر اي ملاحظاتنا العابرة والعاجلة على هذا المنحى في الاتي : اولا: الـمـصـدر الـتاريخي الاول الذي دون قضية عبد اللّه بن سبا هو الطبري , ومنه استقت بقية المصادر الاخرى القديمة والحديثة .

ثانيا: الاساس الوحيد الذي اعتمده الطبري في تدوين هذه القضية هو روايات سيف بن عمر.

ثـالـثـا: اذا اسـتـطاع البحث العلمي ان يسقط وثاقة سيف بن عمر على مستوى الرواية , وان يثبت اسطورية ابن سبا على مستوى الواقع التاريخي , فان هذا المنحى ينهار من اساسه .

وفـعلا دفع هذا الموضوع الى دراسات علمية تاريخية مستوعبة اكدت الحقيقتين آنفا,ولطالب هذا ان يـقـر ا الـفتنة الكبرى للدكتور طه حسين , وعبد اللّه بن سبا في مجلدين للعلامة السيد مرتضى العسكري , وهوية التشيع للدكتور احمد الوائلي .

وقد اثبت هؤلاء العلماء ان سيف بن عمر ـ واضع اسطورة عبد اللّه بن سباـ رجل كذاب , و انه ليس لعبد اللّه بن سبا وجود في العالم الخارجي , فضلا عن ان يكون منشالمذهب آل البيت (ع ).

ولابـد من التنبيه على ان اثبات اصالة آراء الشيعة وبنائها على الكتاب والسنة يغنيناعن هذا البحث , كـمـا ان الطبري نفسه قد الف في السنوات الاخيرة من عمره , كتابا في ولاية علي (ع ) في خمس وثمانين من طرق حديث الغدير و اسماه كتاب الولاية .

المنحى الثاني يـحـاول نسب الظاهرة الى اصل فارسي , و ان الفرس انما اختاروا التشيع من مذاهب الاسلام مذهبا لانـفسهم , كي يحتفظوا تحت ستاره بعقائدهم القديمة .

وهذا الاتجاه نجد له ايماءات من بعض الكتاب الـمـسلمين , كابي زهرة في كتابه تاريخ المذاهب الاسلامية , و احمد عطية اللّه في كتابه القاموس الاسلامي .

الملاحظات العابرة والعاجلة على هذا المنحى .

اقـول : انما تحتمل هذه التهمة فيما اذا كان الشيعة ايرانيين فقط, او كانت الفرقة الاولى من الشيعة فارسية , او كان جميع الذين اسلموا من الفرس او اكثرهم على الاقل , وانهم اختاروا مذهب التشيع مـن اول الامـر, بـينما نرى ان لا سابقة للفرس في التشيع ,سوى سلمان الفارسي (ره ), و ان اكثر الـذيـن اسلموا من الفرس ما اختاروا مذهب التشيع من اول الامر, بل نرى ان اكثر علماء المسلمين مـنـهـم فـي الـتفسير والحديث وعلم الكلام والادب من السنة لا من الشيعة , بل لقد كان بعضهم من الـمتعصبين ضدالتشيع بشدة , و ان هذا الامر استمر بهم الى ما قبل الصفوية , فان اكثر بلدان ايران الى عهد الصفوية كانوا سنة لا شيعة , وكان الفرس كسائر المسلمين يسبون امير المؤمنين عليا (ع ) عـلـى مـنـابرهم بتاثير من دعايات الامويين .

حتى قيل ان بعض مدن ايران قاومت منع عمر بن عبد العزيز من ذلك , فاصرت على سب على (ع ), ونجد كما اسلفناان اكابر علماء السنة الى ما قبل عهد الـدولة الصفوية كانوا من الفرس , من المفسرين والفقهاء والمحدثين والادباء والمتكلمين واللغويين والفلاسفة وغيرهم .

فـان ابـا حـنيفة الامام الاعظم للسنة كان فارسيا, والبخاري صاحب الصحيح و اكبرمحدثي السنة فـارسـي , و سـيـبـويه امام النحويين فارسي , والجوهري صاحب كتاب الصحاح في اللغة فارسي , والـفـيروز آبادي صاحب القاموس المحيط في اللغة فارسي ,والزمخشري اكبر و اقدم المفسرين فـارسي , وهكذا الطبري والرازي وغيرهم , و ابوعبيدة وواصل بن عطاء فارسيان , وهؤلاء كلهم مـن عـلـمـاء السنة , وهكذا كان اكثرعلماء ايران والفرس سنة , و امام هؤلاء نرى عددا كبيرا من الـفـقـهاء الشيعة حتى القرن السابع الهجري غير ايرانيين او فارسيين , كابن الجنيد وابن ابي عقيل والـشـيـخ الـمـفـيـد,و الـسيد مرتضى علم الهدى والقاضي عبد العزيز بن البراج و ابي الصلاح الـحلبي والسيد ابي المكارم بن زهرة وابن ادريس الحلي والمحقق الحلي , والعلامة الحلي والشهيد الاول والشهيد الثاني .

نـعم ان اكثر الفرس تشيعوا منذ عهد الصفوية فما بعده .

ونحن لا نريد ان نقول : ان التشيع لم يعرف في ايران الا في العهد الصفوي , اذ لا شك ان ايران منذ صدر الاسلام كانت اصلح تربة لبذرة التشيع من المناطق الاخرى .

والـحـقـيـقة ان اسلام الفرس يعزى لسبب واحد, هو ان الفارسي ر اى الاسلام منسجمامع روحه الـحية , ووجد فيه ضالته المنشودة , ولهذا اشتاق الى اءمة الاسلام اءكثر من اءي امة اخرى , فدخل فيه , بل طفق يخدمه اكبر خدمة ممكنة .

ان الـبـاعـث الـذي شـد واجـتذب الفارسي الى الاسلام اكثر من غيره , لهو المساواة والعدالة التي افتقدهما وحرم منهما منذ قرون , فكان في انتظارهما اشد الانتظار, وراى ايضا ان اعدل المسلمين الـعرب و ادعاهم الى العدل والمساواة مع سائر المسلمين بدون اية عصبية بل بعاطفة رحيمة , انما هـم اهل بيت الرسول الكريم (ص ), اذ كانواملاذ العدل ومهده في الاسلام , ولاسيما للمسلمين من غير العرب .

الر اي الثاني : يـؤرخ لـولادة التشيع بزمن الامام جعفر الصادق (ع ), وهو الامام السادس من ائمة اهل البيت (ع ), كما يقول علي عبد الرازق في كتابه (الاسلام وفلسفة الحكم ): ومـنـهم من يؤرخ هذه الولادة بزمن الامام جعفر الصادق , حين قام فيه تلميذه هشام بن الحكم بدور واضـع قـواعـد الـتـشـيع ومهندس بنائه الفكري , حسب قول الدكتور محمدعمارة , على القاعدة الـرئيـسية التي قام عليها التشيع , وهي النص على علي بالخلاقة والوصية اليه بهما, وهما لم يعرفا الا في عهد الامام الصادق وهشام بن الحكم .

الر اي الثالث : يـعتبر التشيع ظاهرة تمخضت عن الظروف والملابسات التي انتجتها واقعة كربلاء, وما افرزته من تطورات جديدة داخل الساحة الاسلامية .

ويـمـكـن ان نـلمس هذا الاتجاه عند الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه (الصلة بين التصوف والتشيع ), حيث قال : ان دلالة الاصطلاح (شيعة ) على الكتلة التي ندرسها من المسلمين , وانصرافه الـيـهـم دون غيرهم , قد بد ا بحركة التوابين التي ظهرت سنة 61 ه,و انتهت بالفشل سنة 65 ه, وكان قائد الحركة يلقب بشيخ الشيعة .

الر اي الرابع : يـنسب ولادة التشيع الى ايام خلافة الامام علي بن ابي طالب (ع ), حيث توافرت الظروف الملائمة لبروز هذه الحالة .

ونجد عند ابن النديم في (الفهرست ) هذا اللون من التوجه في تفسير الظاهرة الشيعية ,حيث قال : لما خـالـف طـلـحة والزبير على علي (ع ), و ابيا الا الطلب بدم عثمان بن عفان , وقصدهما علي (ع ) لـيـقـاتـلـهـمـا حـتـى يفيئا الى امر اللّه جل اسمه , سمى من اتبعه على ذلك الشيعة , فكان يقول :(( شيعتي ...)).

وهـنـاك مـن الباحثين من يفترض ان ولادة التشيع كانت يوم واقعة صفين , كعبد اللّه نعمة في كتابه (روح التشيع ).

الر اي الخامس : يـفـترض ان ولادة التشيع كانت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان , نتيجة لاحداث وتناقضات برزت في داخل المجتمع الاسلامي , هيات جوا ملائما لنشوءالفرق والاحزاب والانتماءات .

ومـن الـذاهبين لذلك جماعة من المؤرخين والمتكلمين , منهم ابن حزم الاندلسي ,وجماعة آخرون ذكرهم يحيى هاشم في كتابه (عوامل و اهداف نشاة علم الكلام )بالتفصيل .

الر اي السادس : يـؤرخ لولادة التشيع بالمرحلة التاريخية المبكرة التي اعقبت وفاة الرسول (ص )مباشرة , ونلمس هذا الر اي في كلمات بعض الباحثين والمؤرخين , ومنهم اليعقوبي في تاريخه , حيث قال : وتخلف عن بيعة ابي بكر قوم من المهاجرين والانصار, ومالوا مع علي بن ابي طالب , منهم العباس بن عبد المطلب والـفضل بن العباس والزبير بن العوام ,وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي , و ابو ذر الغفاري وعمار بن ياسروالبراء بن عازب واءبي ابن كعب .

ومـنـهـم الـدكـتور احمد امين في كتابه (فجر الاسلام ), حيث قال : وكانت البذرة الاولى للشيعة الجماعة الذين ر اوا بعد وفاة النبي (ص ) ان اهل البيت اولى الناس بخلافته .

ومـنهم الدكتور محمد علي ابو ريان في كتابه (تاريخ الفكر الفلسفي في الاسلام ),حيث قال : وكان علي بن ابي طالب يرى في الخلافة حقا شرعيا له , فهو ابن عم الرسول (ص ) وزوج ابنته فاطمة , و اول من آمن بالرسالة , والتف حوله اتباع كانوايرون الخلافة يجب ان تؤول الى آل البيت , وعلى ر اسهم علي بن ابي طالب .

الرؤية الحقيقة حول نشوء التشيع ومراحله

الر اي السابع : وهو الر اي الصائب في نشوء التشيع , ان التشيع ليس امرا مستحدثا, بل اننا من خلال قراءة المصادر الـتـاريـخـيـة , وكتب الحديث والتفسير واللغة , نستطيع ان نعرف البدايات الاولى لولادة مصطلح الشيعة .

فـفـي مناسبات عديدة طرح الرسول الاعظم (ص ) هذا المصطلح , وجذره في وعي الامة , و اصله في ذاكرتها, وعمقه في وجدانها.

وبـحـجـم مـا اكدت تصريحات الرسول الاعظم (ص ) وخطاباته هذا المصطلح , فقدتكونت نخبة متميزة من صحابته (ص ) كسلمان الفارسي و ابي ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسواد وغـيـرهم , وهذه النخبة تحمل هوى وحبا لعلي بن ابي طالب (ع ) في ايام الرسول الاعظم (ص ), حتى اصبح لفظ الشيعة لقبا لهؤلاء الصحابة .

ذكـر ابو حاتم في كتاب (الزينة ): ان اول اسم لمذهب ظهر في الاسلام هو الشيعة ,وكان هذا لقب اربعة من الصحابة هم ابو ذر, وعمار, والمقداد, وسلمان الفارسي .

وقـال ابو محمد الحسن بن موسى النوبختي في كتابه (الفرق والمقالات ): الشيعة هم فرقة علي بن ابـي طـالـب , المسمون بشيعة علي في زمان النبي (ص ) وما بعده ,معروفون بانقطاعهم اليه والقول بامامته .

نماذج من النصوص الدالة على نشوء التشيع في ايام الرسول (ص ) وتحت رعايته

روى ابـن حجر المكي في الصواعق عن الديلمي ان رسول اللّه (ص ) قال : ((يا علي , انت وشيعتك تـردون عـلـى الـحـوض رواء مرويين , مبيضة وجوهكم , وان عدوك يردون على الحوض ظماء مقمحين )).

وقـال بـعـد ما اورد قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خيرالبرية ): اخرج الـحـافـظ جـمال الدين الزرندي عن ابن عباس , ان هذه الاية لما نزلت ,قال (ص ) لعلي : ((هو انت وشيعتك .

تاتي انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ,وياتي عدوك غضابا مقمحين )).

وقـال : و اخـرج الـدار قـطني عن رسول اللّه (ص ) انه قال : ((يا ابا الحسن , اما انت وشيعتك في الجنة )).

وقـال : و اخـرج احـمـد في المناقب انه (ص ) قال لعلي (( اما ترضى انك معي في الجنة ,والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا, و ازواجنا خلف ذريتنا, وشيعتنا عن ايمانناوشمائلنا)).

وقـال : و اخـرج الـطـبـراني انه (ص ) قال لعلي : (( اول اربعة يدخلون الجنة انا و انت والحسن والحسين , وذريتنا خلف ظهورنا, و ازواجنا خلف ذريتنا, وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا)).

((1)) وروى السيوطي في الدر المنثور عن ابن عساكر بسنده عن جابر ابن عبد اللّه قال : كناعند النبي (ص ) فـاقـبـل عـلي (ع ) فقال النبي (ص ):(( والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة )), فنزل قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ).

وقـال : و اخرج بن عدي عن ابن عباس قال : لما نزل قوله تعالى : (ان الذين آمنواوعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ), قال النبي (ص ) لعلي (ع ): ((هم انت وشيعتك )).

و اخرج ابن مردويه عن علي (ع ) قال : ((قال لي رسول اللّه (ص ): الم تسمع قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )؟ هم انت وشيعتك , وموعدي وموعدكم الحوض اذا جاءت الامم للحساب .

تدعون غدا محجلين )).

وروى الـخـطيب البغدادي في كتابه (موضح اوهام الجمع والتفريق ) بسنده عن فاطمة بنت رسول اللّه (ص ), ان رسول اللّه (ص ) قال لعلي (ع ): ((يا ابا الحسن , اما انك وشيعتك في الجنة )).

وروى الـهيثمي في مجمع الزوائد عن ام المؤمنين ام سلمة (رضي اللّه عنها) قالت : كان رسول اللّه (ص ) عـنـدي , فقعدت اليه فاطمة (س ) ليلة ومعها علي (ع ), فرفع رسول اللّه (ص ) ر اسه اليه فقال : (( ابشر يا علي .

انت وشيعتك في الجنة )).

وروى في مجمعه ايضا عن ابي هريرة عن النبي (ص ) انه قال لعلي (ع ): (( انت معي وشعيتك في الجنة )).

وروى في مجمعه ايضا عن ابي هريرة عن النبي (ص ) انه قال لعلي (ع ): (( انت معي وشيعتك في الجنة )).

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.

وروى ابن المغازلي الشافعي في المناقب بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه (ص ): ((يدخل مـن امتي الجنة سبعون الفا لا حساب عليهم )) , ثم التفت الى علي (ع )فقال : ((هم من شيعتك و انت امامهم )).

رواه الـخوارزمي في مناقبه , وابن حسنويه الموصلي في در بحر المناقب , والقندوزي الحنفي في الينابيع .

وروى ا لـحـمـويـني الشافعي في فرائد السمطين عن جابر بن عبد اللّه (ص ) قال : كنا عندالنبي (ص ) فـاقبل علي (ع ),فقال (ص ): ((قد اتاكم اخي )).

ثم قال (ص ): ((والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة )).

و اخـرج الـحـاكـم الـحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ج 3 / ص 356 ـ 366,الاحاديث من 1135 الـى 1148, بـالاسـناد الى علي (ع ) قال : ((قال رسول اللّه (ص ): ياعلي , الم تسمع قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خيرالبرية ) ؟ هم شيعتك , وموعدي وموعدك الحوض .

يدعون غدا محجلين )).

ومـن المصادر الاخرى التي ذكرت نزول الاية : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ) في علي (ع ) وشيعته , و انهم هم الفائزون يوم القيامة : 1 ـ تفسير الطبري .

2 ـ روح المعاني للالوسي .

3 ـ جواهر العقدين للسمهودي .

4 ـ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي .

5 ـ فتح القدير للشوكاني .

6 ـ ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر.

7 ـ انساب الاشراف للبلاذري .

8 ـ نظم درر السمطين للزرندي .

9 ـ كفاية الطالب للكنجي الشافعي .

10 ـ المناقب للخوارزمي .

11 ـ نور الابصار للشبلنجي .

12 ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي .

13 ـ رشفة الصادي لابي بكر بن شهاب .

14 ـ فرائد السمطين للحمويني .

وهـكـذا نصل الى حقيقة كبرى في معرفة جذور التشيع ونشاة المصطلح وميلاده على عهد رسول اللّه (ص ).

ان مـشـاهير علماء المسلمين من المحدثين والمفسرين واللغويين يوضحون ان الشيعة هم اتباع اهل الـبيت و اولياؤهم , و ان الرسول الاكرم (ص ) الذي لا ينطق عن الهوى ,هو الذي سمى اتباع علي (ع ) بهذا الاسم .

ومن ذلك نفهم ان الرسول (ص ) كان يمهد لتعريف امته بمستقبل الاحداث والتطورات في حياتها من بعده , ومن يشايعون ويتبعون .

ان هـذه الـحقائق العلمية تلغي كل تفسير وتخرص وتشويه لنشاة التشيع وهويته الحقيقية , فالبذرة الاولـى لـنـشاة التشيع اذن , كانت على عهد رسول اللّه (ص ), غير انه تطور يوم وفاته (ص ) الى تكتل سياسي وخط فكري حول الامام علي (ع ), يستلهم من ذلك البيان النبوي فكره وموقفه , فسمي هذا التكتل بالشيعة .

ولاجـل ان نـعـرف شـيعة علي من الصحابة ناتي باسماء رواد الشيعة على وجه الاجمال , ومن اراد التفصيل فليرجع الى ما كتب حولهم من المؤلفات , وسناتي باسماءتلك الكتب في آخر البحث .

رواد التشيع في عصر النبي

ان الاحالة الى الكتب المؤلفة في ذلك المضمار لا تخلو من عسر وغموض , فلاجل ذلك ناتي باسماء جمع من الصحابة الشيعة المعروفين بالتشيع : 1 ـ عبد اللّه بن عباس .

2 ـ الفضل بن العباس .

3 ـ عبيد اللّه بن العباس .

4 ـ قثم بن العباس .

5 ـ عبد الـرحمن بن العباس .

6 ـ تمام بن العباس .

7 ـ عقيل بن ابي طالب .

8 آ ابو سفيان بن الحرث بن عبد الـمـطلب .

9 ـ نوفل بن الحرث .

10 ـ عبد اللّه بن جعفر بن ابي طالب .

11 ـ عون بن جعفر.

12 ـ محمد بن جعفر.

13 ـ ربيعة بن الحرث بن عبدالمطلب .

14 ـ الطفيل بن الحرث .

15 ـ المغيرة بن نوفل بن الحارث .

16 ـ عبد اللّه بن الحرث بن نوفل .

17 - عبد اللّه بن ابي سفيان بن الحرث .

18 ـ الـعـبـاس بـن ربـيعة بن الحرث .

19 ـ العباس بن عتبة بن ابي لهب .

20 ـ عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث .

21ـ جعفر بن ابي سفيان بن الحرث .

هؤلاء من مشاهير بني هاشم , و اما غيرهم فاليك اسماء جمع منهم : 22 ـ سـلـمـان المحمدي .

23 ـ المقداد بن الاسود الكندي .

24 ـ ابو ذر الغفاري .

25 آعمار بن ياسر.

26 ـ حذيفة بن اليمان .

27 ـ خزيمة بن ثابت .

28 ـ ابو ايوب الانصاري , مضيف النبي .

29 ـ ابو الهيثم مالك بن التيهان .

30 ـ اءبي بن كعب .

31 آسعد بن عبادة .

32 ـ قيس بن سعد بن عبادة .

33 ـ عـدي بـن حاتم .

34 ـ عبادة بن الصامت .

35 ـ بلال بن حنيف .

36 ـ ابو رافع , مولى رسول اللّه .

37 ـ هاشم بن عتبة .

38 ـ عثمان بن حنيف .

39 ـ سهل بن حنيف .

40 ـ حكيم بن جبلة العبدي .

41 ـ خالدبن سعيد بن العاص .

42 ـ ابن الحصيب الاسلمي .

43 ـ هند بن ابي هالة التميمي .

44 آجابر بن هبيرة .

45 ـ حجر بن عدي الكندي .

46 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي .

47 آجابر بن عبد اللّه الانـصاري .

48 ـ محمد بن الخليفة ابي بكر.

49 ـ ابان بن سعيد بن العاص .

50 ـ زيد بن صوحان الزيدي .

هـؤلاء خـمسون صحابيا من الطبقة العليا للشيعة , فمن اراد التفصيل والوقوف على حياتهم وتشيعهم فليرجع الى الكتب المؤلفة في الرجال , ولكن بعين مفتوحة وبصيرة نافذة .

وفـي الـخـتـام نـذكـر ما ذكره محمد كرد علي في كتابه خطط الشام قال : عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول اللّه (ص ), مثل سلمان الفارسي القائل :بايعنا رسول اللّه على النصح للمسلمين , والائتمام بعلي بن ابي طالب والموالاة له ,ومثل ابي سعيد الخدري الذي يقول : اءمر الـنـاس بـخمس فعملوا باربع وتركوا واحدة ,ولما سئل عن الاربع , قال : الصلاة , والزكاة , وصوم شـهـر رمضان , والحج .

قيل : فماالواحدة التي تركوها؟ قال : ولاية علي بن ابي طالب .

قيل له : وانها لـمـفـروضـة معهن ؟قال : نعم هي مفروضة معهن .

ومثل ابي ذر الغفاري , وعمار بن ياسر, وحذيفة بن اليمان .

كيفية نشاة الشيعة في زمن النبي الاعظم (ص )

بـعد ان عرفنا بداية نشاة الشيعة , التي سميت اول مرة في زمن النبي الاعظم (ص )بشيعة علي اول امـام مـن ائمـة اهـل البيت (ع ), لابد ان ننبه ان ظهور الدعوة الاسلامية وتقدمها وانتشارها خلال ثـلاث وعشرين سنة , زمن البعثة النبوية , ادت الى ظهور مثل هذه الطائفة بين صحابة النبي الاكرم (ص ) لدلائل منها: 1 ـ في الايام الاولى من بعثته (ص ) اءمر اءن يدعو عشيرته الاقربين , فصرح في جمعهم ان اول من يبايعه على هذا الامر سيكون خليفته ووصيه من بعده , فاحجم القوم جميعاالا عليا الذي قام وقال : (( انا يا نبي اللّه )), فاخذ النبي (ص ) برقبته وقال : ((ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له و اطيعوا)).

وهـذا قول الشيعة وجماعة آخرين من اكابر اهل السنة , منهم الامام احمد بن حنبل والامام النسائي والطبري , والسيوطي والثعلبي و ابو نعيم والبغوي واليعقوبي , وابن كثير وصاحب السيرة الحلبية والمتقي الهندي .

ويـسـتـحـيـل عـادة على قائد نهضة في ايامها الاولى ان يعين احد اصحابه وزيراوخليفة له على الاخـريـن , دون ان يـكـون مـعروفا عند الخلص من اصحابه و اعوانه , اوان يكتفي بهذا القدر من الـتعريف دون ان يطلعه على مهمته طوال حياته ودعوته , اوان يجعله بعيدا عن مسؤوليات الوزارة والخلافة , ولا يفرق بينه وبين الاخرين .

2 ـ ان الـنـبي الاكرم (ص ) ـ وفقا للروايات المستفيضة عن طرق اهل السنة والشيعة آصرح ان عـلـيـا (ع ) مـصـون مـن الـمعصية والخطا في اقواله و افعاله , و ان كل ما يقوم به مطابق للدعوة والرسالة , و انه اعلم الناس بالعلوم الاسلامية وشريعة السماء.

ومـن ذلـك قـولـه : ((عـلـي مـع الـحـق والـقـرآن , والـحق والقرآن مع علي , ولن يفترقا حتى يرداالحوض )).

نقل هذا الحديث عن خمسة عشر طريقا من السنة , و احد عشر طريقا من الشيعة , ورواتـه هـم ام الـمـؤمنين ام سلمة وابن عباس و ابوبكر و ام المؤمنين عائشة ,وعلي و ابو سعيد الخدري و ابو ليلى و ابو ايوب الانصاري .

هذا فضلا عن روايات مدينة العلم , والثقلين , و اصحاب الكساء وغيرها.

3 ـ قام الامام علي (ع ) بخدمات جمة وتضحيات جليلة للرسالة , كمنامه في فراش النبي (ص ) ليلة الهجرة , وبطولاته التي لا مثيل لها في بدر و احد والخندق وخيبروحنين وغيرها.

4 ـ حادثة غدير خم التي اعلن فيها النبي (ص ) الولاية العامة لعلي (ع ), بجعله ولياللمسلمين , له ما كان للرسول عليهم .

ومـن الـطـبيعي ان هذه الخصائص والفضائل التي انفرد بها الامام علي (ع ), والتي هي موضع اتفاق الـجـمـيـع , والـعلاقة الخاصة التي كانت بينه وبين النبي الاكرم (ص ), جعلت له مؤيدين ومحبين مخلصين من صحابة النبي و انصاره , كما اثارت لدى خصومه وابنائهم الحقد والحسد.

القرآن الكريم والسنة الشريفة اساس عقائد الشيعة الامامية

قال الامام شيخ الطائفة ابو جعفر محمد الطوسي : (المسالة 1 ) معرفة اللّه واجبة على كل مكلف , بدليل انه منعم , فيجب معرفته .

(الـمـسـالة 2): اللّه تعالى موجود, بدليل انه صنع العالم , و اعطاه الوجود, وكل من كان كذلك فهو موجود.

(الـمسالة 3): اللّه تعالى واجب الوجود لذاته , بمعنى انه لا يفتقر في وجوده الى غيره ,ولا يجوز عـلـيـه الـعدم , بدليل انه لو كان ممكنا لافتقر الى صانع , كافتقار هذا العالم ,وذلك محال على المنعم المعبود.

(المسالة 4): اللّه تعالى قديم ازلي , بمعنى ان وجوده لم يسبقه العدم , باق ابدى ,بمعنى ان وجوده لن يلحقه العدم .

(الـمسالة 5): اللّه تعالى قادر مختار, بمعنى انه ان شاء يفعل فعل , وان شاء ان يترك ترك , بدليل انه صنع العالم في وقت دون آخر.

(الـمـسـالة 6): اللّه تعالى قادر على كل مقدرة , وعالم بكل معلوم , بدليل ان نسبة جميع المقدورات والـمـعلومات الى ذاته المقدسة المنزهة على السوية , فاختصاص قدرته تعالى , وعلمه ببعض دون بعض ترجيح بلا مرجح , وهو محال .

(المسالة 7): اللّه تعالى عالم , بمعنى ان الاشياء منكشفة واضحة له , حاضرة عنده غيرغائبة عنه , بدليل انه تعالى فعل الافعال المحكمة المتقنة , وكل من فعل ذلك فهو عالم بالضرورة .

(الـمـسـالـة 8): اللّه تعالى يدرك لا بجارحة , بل بمعنى انه يعلم ما يدرك بالحواس , لانه منزه عن الـجـسـم ولـوازمـه , بـدلـيـل قـوله تعالى : (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصاروهو اللطيف الـخـبـير),

((2)) فمعنى قوله تعالى : (انه هو السميع البصير),

((3)) انه عالم بالمسموعات لا باذن , وبالمبصرات لا بعين .

(الـمـسالة 9): اللّه تعالى حى , بمعنى انه يصح منه ان يقدر ويعلم , بدليل انه ثبتت له القدرة والعلم , وكل من ثبت له ذلك فهو حي بالضرورة .

(الـمـسـالة 10): اللّه تعالى متكلم لا بجارحة , بل بمعنى انه اوجد الكلام في جرم من الاجرام , او جـسم من الاجسام , لايصال عظمته الى الخلق , بدليل قوله تعالى : (وكلم اللّه موسى تكليما),

((4)) ولانه قادر, فالكلام ممكن .

(الـمسالة 11): اللّه تعالى صادق , بمعنى انه لا يقول الا الحق الواقع , بدليل ان كل كذب قبيح , واللّه تعالى منزه عن القبيح .

(الـمسالة 12): اللّه تعالى مريد, بمعنى انه رجح الفعل اذا علم المصلحة (يعني انه غيرمضطر, و ان ارادتـه غير واقعة تحت ارادة اخرى , بل هي الارادة العليا التي ان ر اى صلاحا فعل , وان ر اى فـسـادا لـم يفعل , باختيار منه تعالى , بدليل انه ترك ايجاد بعض الموجودات في وقت دون وقت , مع علمه وقدرته ـ على كل حال ـ بالسوية , ولانه نهى , وهو يدل على الكراهة .

(الـمـسـالـة 13): انه تعالى واحد, بمعنى انه لا شريك له في الالوهية , بدليل قوله : (قل هو اللّه احد),

((5)) ولانه لو كان له شريك لوقع التمانع , ففسد النظام , كما قال تعالى : (لوكان فيهما آلهة الا اللّه لفسدتا).

((6)) (الـمـسـالة 14): اللّه تعالى غير مركب من شي ء, بدليل انه لو كان مركبا لكان مفتقرا الى الاجزاء, والمفتقر ممكن .

(الـمـسالة 15): اللّه تعالى ليس بجسم , ولا عرض , ولا جوهر, بدليل انه لو كان احدهذه الاشياء لكان ممكنا مفتقرا الى صانع .

وهو محال .

(الـمـسـالة 16): اللّه تعالى ليس بمرئي بحاسة البصر في الدنيا والاخرة , بدليل انه تعالى مجرد, ولان كـل مـرئي لابـد ان يـكـون له الجسم والجهة , واللّه تعالى منزه عنهما, ولانه تعالى قال : (لن تراني ),

((7)) وقال : (لا تدركه الابصار).

((8)) (المسالة 17 ): اللّه تعالى ليس محلا للحوادث , والا لكان حادثا, وحدوثه محال .

(المسالة 18): اللّه تعالى لا يتصف بالحلول , بدليل انه يلزم قيام الواجب بالممكن ,وذلك محال .

(الـمـسـالـة 19): اللّه تـعـالى لا يتحد بغيره , لان الاتحاد صيرورة الشي ء واحدا من غيرزيادة ونقصان , وذلك محال , واللّه لا يتصف بالمحال .

(المسالة 20): اللّه تعالى منفى عنه المعاني والصفات الزائدة , بمعنى انه ليس عالمابالعلم , ولا قادرا بـالقدرة , بل علم كله , وقدرة كله , بدليل انه لو كان كذلك لزم كونه محلا للحوادث لو كانت حادثة , وتـعـدد القدماء لوكانت قديمة , وهما محالان , و ايضالزم افتقار الواجب لصفاته المغايرة له , فيصير ممكنا وهو ممتنع , والدليل عليه انه واجب الوجود لذاته , فلا يكون مفتقرا.

(الـمسالة 21): اللّه تعالى ليس في جهة ولا مكان , بدليل ان كل ما في الجهة والمكان مفتقر اليهما, و ايضا قد ثبت انه تعالى ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض , فلا يكون في المكان والجهة .

(المسالة 22): اللّه تعالى ليس له ولد ولا صاحبة , بدليل انه قد ثبت عدم افتقاره الى غيره , ولان كل ما سواه تعالى ممكن , فكيف يصير الممكن واجبا بالذات , ولقوله تعالى : (ليس كمثله شي ء),

((9)) و: (ان مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب ).

((10)) (الـمـسـالـة 23): اللّه تعالى عدل حكيم , بمعنى انه لا يفعل قبيحا ولا يخل بالواجب ,بدليل ان فعل القبيح قبيح , والاخلال بالواجب نقص عليه , فاللّه تعالى منزه عن كل قبيح واخلال بالواجب .

(الـمـسالة 24): الرضا بالقضاء والقدر واجب , وكل ما كان او يكون فهو بالقضاء والقدر,ولا يلزم بـهما الجبر والظلم , لان القدر والقضاء ها هنا بمعنى العلم والبيان , والمعنى انه تعالى يعلم كل ما هو (كائن او يكون ).

((11)) (الـمـسـالـة 25): كـل مـا فعله اللّه تعالى فهو اصلح , والا لزم العبث , وليس تعالى بعابث ,لقوله : ( افحسبتم انما خلقناكم عبثا).

((12)) (المسالة 26): اللطف على اللّه واجب , لانه خلق الخلق وجعل فيهم الشهوة , فلو لم يفعل اللطف لزم الاغراء, وذلك قبيح , (واللّه لا يفعل القبيح ) فاللطيف هو نصب الادلة ,واكمال العقل , وارسال الرسل في زمانهم , وبعد انقطاعهم ابقاء الامام , لئلا ينقطع خيطغرضه .

(المسالة 27): نبينا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رسول اللّه (ص ) حقا صـدقا, بدليل انه ادعى النبوة و اظهر المعجزات على يده , فثبت انه رسول حقا.

و اكبر المعجزات (الـقـرآن الـمجيد) والفرقان المجيد الفارق بين الحق والباطل , باق الى يوم القيامة حجة على كافة النسمة , ووجه كونه معجزا فرط فصاحته وبلاغته , بحيث ما تمكن احد من اهل الفصاحة والبلاغة حـيث تحدوا به , ان ياتوا ولوبسورة صغيرة , او آية تامة مثله , واعتقادنا ان القرآن الذي انزله اللّه على نبيه محمد(ص ) هو ما بين الدفتين , وهو مافي ايدي الناس ليس باكثر من ذلك .

ومن نسب اليناان نقول انه اكثر من ذلك فهو كاذب .

(الـمـسـالـة 28): كان نبينا نبيا على نفسه قبل البعثة , وبعدها رسولا الى كافة النسمة , لانه قال : ((كنت نبيا وآدم بين الماء والطين )), والا لزم تفضيل المفضول .

وهو قبيح .

(الـمـسـالـة 29): جميع الانبياء كانوا معصومين مطهرين عن العيوب والذنوب كلها, وعن السهو والـنـسـيان في الافعال والاقوال , من اول الاعمار الى اللحد, بدليل انهم لو فعلواالمعصية او طر ا عليهم السهو لسقط محلهم من القلوب , فارتفع الوثوق والاعتماد على اقوالهم و افعالهم , فتبطل فائدة النبوة , فما ورد في الكتاب (القرآن ) فيهم فهو واجب التاويل .

(المسالة 30): يجب ان يكون الانبياء اعلم و افضل اهل زمانهم , لان تفضيل المفضول قبيح .

(الـمسالة 31): نبينا خاتم النبيين والمرسلين , بمعنى انه لا نبي بعده الى يوم القيامة .

يقول تعالى : (ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين ).

((13)) (المسالة 32): نبينا اشرف الانبياء والمرسلين , لانه ثبتت نبوته , و اخبر بافضليته , فهوافضل , لما قـال لـفاطمة (ع ): (( ابوك خير الانبياء, وبعلك خير الاوصياء, و انت سيدة نساء العالمين , وولدك الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة , و ابوهما خيرمنهما)).

((14)) (الـمسالة 33): معراج الرسول بالجسم العنصري علانية , غير منام , حق , والاخبار عليه بالتواتر نـاطـقـة صـريحة , و انه مر بالافلاك من ابوابها من دون حاجة الى الخرق والالتئام , وهذه الشبهة الواهية مدفوعة مسطورة بمحالها.

(الـمسالة 34): دين نبينا ناسخ للاديان السابقة , لان المصالح تتبدل حسب الزمان والاشخاص , كما تتبدل المعالجات لمريض بحسب تبدل المزاج والمرض .

(الـمـسـالـة 35): الامام بعد نبينا علي بن ابي طالب (ع ), بدليل قوله (ص ): ((يا علي , انت اخي ووارث عـلمي , و انت الخليفة من بعدي , و انت قاضي ديني , و انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انـه لا نبي بعدي )).

((15)) وقوله : ((سلموا على علي بامرة المؤمنين ,واسمعوا له و اطيعوا له ,وتـعلموا منه ولا تعلموه )).

((16)) وقوله : ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه .

اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )).

((17)) (المسالة 36): الائمة بعد علي (ع ) احد عشر من ذريته , الاول منهم ولده الحسن , ثم الحسين , ثم عـلـي بـن الـحـسين , ثم محمد بن علي , ثم جعفر بن محمد الصادق , ثم موسى بن جعفر, ثم علي بن موسى , ثم محمد بن علي , ثم علي بن محمد, ثم الحسن بن علي ,ثم الخلف الحجة القائم المهدي الهادي ابن الحسن صاحب الزمان , فكلهم ائمة الناس واحد بعد واحد حقا, بدليل ان كل امام منهم نص على من بـعـده نـصا متواترا بالخلافة .

وقوله : ((الحسين امام ابن امام , اخو امام ابو الائمة التسعة , تاسعهم قائمهم , يملاالارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا)).

(الـمـسـالة 37): يجب ان يكون الائمة معصومين مطهرين من الذنوب كله , صغيرة وكبيرة , عمدا وسهوا, ومن السهو في الافعال والاقوال , بدليل انهم لو فعلوا المعصية لسقط محلهم من القلب وارتفع الـوثـوق , وكـيـف يهدون بالضالين المضلين ؟ امامتهم .

(المسالة 38): يجب ان يكون الائمة افضل و اعلم , ولو لم يكونوا كذلك للزم تفضيل المفضول , او الترجيح بلا مرجح , ولا يحصل الانقياد به , وذلك قبيح عقلا ونقلا,وفضل ائمتنا وعلمهم مشهور, بل افضليتهم اظهر من الشمس و ابين من الامس .

(المسالة 39): يجب ان نعتقد ان آباء نبينا و ائمتنا مسلمون ابدا, بل اكثرهم كانوااوصياء, فالاخبار عند اهل البيت على اسلام ابي طالب مقطوعة , وسيرته ادلة عليه ,ومثله مؤمن آل فرعون .

(الـمسالة 40): الامام المهدي المنتظر محمد بن الحسن قد تولد في زمان ابيه , وهوغائب حى باق الـى بـقـاء الدنيا, لان كل زمان لابد فيه من امام معصوم , لما انعقد عليه اجماع الامة على انه لايخلو زمـان مـن حجة ظاهرة مشهورة , او خافية مستورة , ولان اللطف في كل زمان واجب , والامام لطف , فوجوده واجب .

(الـمـسـالة 41): لا استبعاد في طول عمره , لان غيره من الامم السابقة قد عاش ثلاثة آلاف سنة فـصاعدا, كشعيب ونوح ولقمان والخضر وعيسى (ع ).

وابليس والدجال .

ولان الامر ممكن , واللّه قادر على جميع الممكنات .

(المسالة 42): غيبة المهدي لا تكون من قبل نفسه , لانه معصوم , فلا يخل بواجب , ولامن قبل اللّه تـعـالـى , لانه عدل حكيم فلا يفعل القبيح , لان الاخفاء عن الانظار وحرمان العباد الافادات قبيحان , فغيبته لكثرة العدو والكفار, ولقلة الناصر.

(الـمـسـالة 43): لابد من ظهور المهدي , بدليل قول النبي (ص ): ((لو لم يبق من الدنيا الاساعة واحدة لطول اللّه تلك الساعة حتى يخرج رجل من ذريتي اسمه اسمي وكنيته كنيتي , يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا)),

((18)) ويجب على كل مخلوق متابعته .

(المسالة 44): في غيبة الامام فائدة , كما تنير الشمس تحت السحاب , والمشكاة من وراء الحجاب .

(الـمـسـالـة 45): يـرجـع بعض ائمتنا المعصومين في زمان المهدي مع جماعة من الامم السابقة والـلاحـقـة , لاظـهار دولتهم وحقهم , وبه قطعت المتواترات من الروايات والايات , كقوله تعالى : (ويوم نحشر من كل اءمة فوجا),

((19)) فالاعتقاد به واجب .

(المسالة 46): ان اللّه يعيد الاجسام الفانية كما هي في الدنيا, ليوصل كل حق الى المستحقين , وذلك امـر ممكن , والانبياء اخبروا به , ولا سيما القرآن المجيد مشحون به , ولا مجال للتاويل , فالاعتقاد بالمعاد الجسماني واجب .

(المساله 47): كل ما اخبر به النبي او الامام فاعتقاده واجب , كاخبارهم عن نبوة الانبياء السابقين , والكتب المنزلة , ووجود الملائكة , و احوال القبر وعذابه وثوابه ,وسؤال منكر ونكير, والاحياء فـيـه , و احـوال الـقـيامة و اهوالها, والنشور, والحساب والميزان , والصراط, وانطاق الجوارح , ووجـود الجنة والنار, والحوض الذي يسقي منه امير المؤمنين العطاشى يوم القيامة , وشفاعة النبي والائمة لاهل الكبائر من محبيهم ,الى غير ذلك , بدليل انه اخبر بذلك المعصومون .

(الـمـسـالة 48): التوبة ـ وهي الندم على القبيح في الماضي , والترك في الحال , والعزم على عدم المعاودة اليه في الاستقبال واجبة ـ لدلالة السمع على وجوبها, ولان دفع الضرر واجب عقلا.

(الـمـسـالـة 49): الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان , بشرط تجويز التاثير والامن من الضرر.

((20)) ومن هذه الرسائل نفهم مايلي : 1 ـ ان مـثل هذه الرسالة دليل واضح على ان جل عقائد الشيعة , ماخوذة من الكتاب والسنة , وكلمات ائمـتهم , و ان الشيعة كانت في اواخر القرن الثاني ذات عقائد منتظمة و مستوعبة لجميع ما يرتبط بـالمعارف الالهية , فترى ان ما كتبه الامام الرضا, وماعرضه السيد عبد العظيم الحسني على الامام الهادي , هو السائد في جملة امثال هذه الرسائل .

2 ـ انه يوجد في ثنايا هذه الرسائل آراء خاصة لمؤلفيها, ربما يقع فيها النقاش والجدال والخلاف مع غـيـرهـم من علماء الشيعة , فليس كل ما جاء فيها عقيدة اجمع عليها علماء الشيعة ومؤلفوهم , ولكن الـمـجـموع من حيث هو يمثل عقائد الشيعة في مجال صفاته سبحانه و افعاله , وما يرجع الى النبوة والامـامة والحياة الاخروية ,خصوصا ما يرجع الى الاعتقاد بمقامات الائمة وصفاتهم , فمن اراد ان يـطـلـع عـلـى عـقـائد الـشـيـعـة فـلـيـرجـع اليها, بدلا من الرجوع الى الكتب المؤلفة من قبل اعدائهم وخصمائهم .

3 ـ ان الامـعان في الاصول التي جاءت في امثال هذه الكتب والرسائل , يعرب عن موافقة الشيعة في اكـثـر الـمـسـائل العقائدية لعامة المسلمين , وربما يختلفون عنهم في اصول تختص بمجال الامامة والقيادة بعد الرسول .

عـن مـجلة رسالة الثقلين , العدد السادس والعشرين , السنة السابعة , ربيع الاخر آجمادى الاخرة , 1419 هـ ـ 1998 م .

 


1-راجع الصواعق المحرقة : 96.

2-الانعام : 103.

3-الاسراء: 1, وغافر: 56.

4-النساء: 164.

5-الاخلاص : 1.

6-الانبياء : 22.

7-الاعراف : 143.

8-الانعام : 103.

9-الشورى : 11.

10-آل عمران : 59.

11-الاضافة منا لاكمال العبارة .

12-المؤمنون : 115.

13-الاحزاب : 40.

14-راجع ينابيع المودة : 434 ـ 436.

15-راجـع صـحيح مسلم 7: 120 ـ 121, باب فضائل علي (ع ), وصحيح البخاري 5: 19, باب مناقب علي (ع ), و6: 3, باب غزوة تبوك , ومسند احمد 1: 174 ـ 177,و3: 32, و6: 369.

16-راجع البحار 37: 290 ـ 340.

17-راجـع مـسـند احمد 1: 84 ـ 152, و4: 281 و370 و372, و5: 366 ـ 419,وسنن الترمذي 5: 633.

18-راجع سنن ابي داود 4: 106 ـ 107, وكنز العمال 14: 264 ـ 267.

19-النمل : 83 .اءصل الرجعة اجماعي , والكيفية الواردة في المتن ليست كذلك .

20-طبعت الرسالة مع جواهر الفقه للقاضي ابن البراج , وفي ضمن الرسائل العشرللشيخ الطوسي (ره ).

 

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ...
سلمان الفارسي
دعاء الامام الصادق عليه السلام
النظرية المهدوية و صناعة التاريخ
خصوصيات الإمام المهدي عليه السلام:
السفياني في معركة فتح القدس
القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
حكم النساء في الصلاة
ما الذي حدث في الكون بعد مقتل الامام الحسين ...
آثار الغيبة على الفرد والمجتمع وإفرازاتها

 
user comment