إنّ من الحقائق الثابتة في حياة النبيّ وسيرته هو معراجه الشريف من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك ، ومن ثمّ عرج إلى ربّه قاب قوسين أو أدنى ، وقد وردت قصّة المعراج في سورة الإسراء كما وردت في سورة النجم ، ويقال : إنّ الغرض في سورة النجم هو تذكير الناس بالاُصول الثلاثة : وحدانية الله في ربوبيّته أي المبدأ ، ثمّ المعاد ، ثمّ النبوّة بينهما . فتبدأ السورة بالنبوّة فتصدّق الوحي إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وتذكر بعض أوصافه المباركة في قصّة المعراج ، ثمّ تتعرّض لوحدانية الله وتنفي الأوثان والشركاء ، ثمّ تصف انتهاء الخلق والتدبير إليه تعالى من الإحياء والإماتة وغيرهما ، وتختم الكلام بالإشارة إلى المعاد والأمر بالسجدة والعبادة ، التي هي الطريق لسعادة الدارين ، ومن فلسفة الحياة والخلقة.
ثمّ المقصود من الوحي في الآيات الاُولى كما في الروايات هو وحي المشافهة الذي أوحاه الله إلى نبيّه ليلة المعراج ، وأصل القصّة في سورة الإسراء ، إلاّ أ نّه في سورة النجم يشار إلى بعض معالمها ، فيقسم ويحلف سبحانه بالنجم إذا هوى ـ بمطلق الجرم السماوي عند سقوطه للغروب أو القرآن لنزوله نجوماً ، أو الثريا أو الشعرى أو الشهاب الذي يرمى به شياطين الجنّ ـ .
( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ )[1] النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن الطريق الموصل إلى الله
ولا أخطأ في الغاية ، فأصاب الواقع في رشده ( وَمَا غَوَى ).
( وَمَا يَـنْطِقُ عَنِ الهَوَى )[2] هوى النفس ورأيها في مطلق نطقه أو ما ينطق به من القرآن الكريم.
( إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )[3] من الله سبحانه بالمشافهة أو بواسطة جبرئيل (عليه السلام).
( عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى )[4] علّم النبيّ القرآن جبرئيل أو الله الذي هو شديد القوى.
( ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى )[5] ذو شدّة أو حصافة العقل والرأي أو نوع من المرور من جبرئيل فاستوى على صورته الأصلية واستولى بقوّته على ما جعله له من الأمر ، أو ذو مرّة أي النبيّ ذو شدّة في جنب الله فاستوى واستقام واستقرّ.
( وَهُوَ بِالاُ فُقِ الأعْلَى )[6] بالاُفق والناحية العليا من السماء ، فهو جبرئيل أو النبيّ بالاُفق الأعلى حال استوائه.
( ثُمَّ دَنَا فَـتَدَلَّى )[7] أي قرب بل واقترب أكثر فأكثر ، فقرب جبرئيل من النبيّ ليعرج به إلى السماوات ، أو قرب النبيّ من الله سبحانه وزاد في القرب كما
هو الظاهر.
( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى )[8] قاب أي مقدار قوسين أو ذراعين كناية عن شدّة القرب ، فكان البعد قدر قوسين أو ذراعين بل وأقرب من ذلك.
( فَأوْحَى إلَى عَـبْدِهِ مَا أوْحَى )[9] فأوحى جبرئيل إلى عبد الله ما أوحى أو أوحى الله بواسطة جبرئيل إلى عبده محمّد (صلى الله عليه وآله) ما أوحى ، كما هو الظاهر.
( مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأى )[10] فما كذب فؤاد النبيّ فيما رأى وأراه الله ، فشهد النبيّ بفؤاده ما أراده الله وكان صدقاً وحقّاً ، فالرؤية هنا لله سبحانه رؤية قلبيّة ولغيره إدراكية قلبية أو حسّية ، والفؤاد القلب أو النفس أو الوجود ، فما كذب أو كذّب وجود النبيّ ونفسه وفؤاده ما رأى من آيات الله الكبرى ، وما قال فؤاده ـ ما رآه ببصره ـ لم أعرفك وكذّبه ، ففؤاده صدّق بصره فيما رأى ، فما كان يقوله النبيّ ويخبر به الناس كان بما يشاهده عياناً لا عن فكر وتعقّل ، فلا مجال لمجادلة المشركين ومماراتهم إيّاه فيما يشاهده عياناً.
( أ فَـتُـمَارُونَهُ عَلَى مَا يَـرَى )[11] وهذا توبيخ للمشركين في مجادلتهم النبيّ ، فإنّ المجادلة تتمّ في الآراء النظرية والاعتقادات الفكرية لا بما يشاهد بالعيان ، فلا تصرّوا على مجادلته.
( وَلَـقَدْ رَآهُ نَزْلَةً اُخْرَى )[12] النزلة بمعنى النزول الواحد والمرّة ، فرأى
جبرئيل النبيّ في نزلة اُخرى أو رأى النبيّ جبرئيل في نزلة اُخرى ، فبعد القوس الصعودي في معراجه رأى ما رأى كما سنذكر ثمّ رجع ونزل مرّة اُخرى فرأى جبرئيل بصورته الأصلية عند سدرة المنتهى ، أو المعنى أنّ النبيّ رأى الله برؤية قلبية أثناء معراجه عند سدرة المنتهى كما رآه في النزلة الاُولى.
( عِنْدَ سِدْرَةِ المُـنْـتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأوَى * إذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى )[13] السدرة شجرة معروفة وهو اسم مكان ولعلّه منتهى السماوات فإنّ الجنّة المأوى عندها والجنّة في السماء ، وفي الروايات أ نّها شجرة فوق السماء السابعة إليها تنتهي أعمال بني آدم ، عندها جنّة المأوى التي يأوي إليها المؤمنون وهي من جنان الآخرة ، بعد جنّة اللقاء والأسماء التي هي جنّة الله سبحانه . إذ يغشى السدرة أي يحيط بالسدرة ما يحيط بها.
( مَا زَاغَ الـبَصَرُ وَمَا طَغَى )[14] فلم يمل عن الاستقامة ولم يتجاوز الحدّ في العمل فما زاغ بصر النبيّ أ نّه يرى على غير ما هو عليه ، وما طغى في إدراكه ما لا حقيقة له ، والمراد بالإبصار رؤيته بقلبه لا بحاسّة بصره ، فما رآه النبيّ في النزلة الاُولى الذي ما كذّب الفؤاد ما رأى وفي النزلة الاُخرى عند سدرة المنتهى رأى من آيات الله الكبرى التي تدلّ على الله سبحانه.
( لَـقَدْ رَأى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُـبْرَى )[15] فشاهد الله برؤية قلبية من خلال بعض آياته الكبرى[16].
أجل ، النبيّ الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) رأى ما رأى في ليلة معراجه ـ وما أكثر الروايات في هذا الباب بأ نّه رأى الجنان والنيران وصلّى خلفه جميع الأنبياء ـ وجاز سرادقات الجمال والجلال والكبرياء فرأى وما كذّب الفؤاد ما رأى ، ثمّ ثمرة هذا الفؤاد النبويّ المبارك هو فاطمة الزهراء (عليها السلام) . فهي سيّدة النساء (عليها السلام) ; وهي سرّ الوجود وعصارته ، فإنّ النبيّ الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) شجرة الوجود كما قال : « أنا وعليّ من شجرة واحدة ، وباقي الناس من شجر شتّى ».
وقال (صلى الله عليه وآله) : « فاطمة ثمرة فؤادي وقرّة عيني ومهجة قلبي ».
ومن خصائص الثمرة أ نّها :
1 ـ عصارة الشجرة وخلاصتها.
2 ـ قيمة الشجرة بثمرتها.
3 ـ جمال الشجرة بالثمرة.
4 ـ تعرف الشجرة بثمرتها كما يقال : هذه شجرة التفّاح.
5 ـ غاية وجود الشجرة هي الثمرة.
6 ـ لذّة الشجرة بالثمرة.
7 ـ حلاوة الشجرة بثمرتها.
8 ـ مقصود الفلاّح من الأشجار أثمارها.
وخصائص كثيرة اُخرى.
وإنّ فاطمة الزهراء لهي ثمرة فؤاد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فيعلم ويعرف عظمة النبيّ بثمرته ، ولولاها ـ وهي حجّة الحجج ـ ولولا الحجّة ، لما عرف النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، فيعرّف النبيّ للملائكة في حديث الكساء بالثمرة « هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها » ، فهي غاية الرسول ومقصوده ، فهي اُمّ أبيها ، وهي لذّته وحلاوته وعصارته وخلاصته وجماله ، كما هي جمال الله ومقصوده جلّ جلاله.
وقد رأى النبيّ في معراجه في القوسين الصعودي والنزولي ما رأى من آيات الله الكبرى ، بل رأى الله سبحانه بقلبه ، وما كذب الفؤاد ما رأى . ورؤية العلّة يستلزم رؤية كلّ المعلول ، فرؤية الله لازمها رؤية الكون والإحاطة العلمية بما فيه ، فالنبيّ أحاط بكلّ الممكنات وبعالم الإمكان ، وفاطمة ثمرة فؤاده رأت الله سبحانه وأحاطت بما سواه ، فإنّها ثمرة فؤاد النبيّ الذي رأى الله بقلبه ، ورأى الآيات الكبرى في كلّ العوالم من الجبروت والملكوت والمثال والسماوات والأرض ، كلّ ذلك رآه عند سدرة المنتهى في نزلة اُخرى فرأى العرش وما دونه ، وتجاوز حجب النور والظلمات حتّى وصل إلى الحجاب الأكبر وهو مقام الإمامة.
فكان النبيّ هو الموج الأوّل في بحر الله سبحانه ، كما كان اللمعة الاُولى من نوره الأتمّ ، ثمّ اشتقّ من نور النبيّ (صلى الله عليه وآله) نور عليّ (عليه السلام) ، ومن نورهما نور فاطمة ، ثمّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، ثمّ شيعتهم من الأنبياء والأوصياء والمؤمنين ، فكانوا أمواجاً ، موجاً بعد موج ، ولا يتحقّق هذا القرب إلاّ بالعبودية ، فإنّها جوهرة كنهها الربوبية . فأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ عترته الأطهار عباد الله المكرمون.
[1]النجم : 2.
[2]النجم : 3.
[3]النجم : 4.
[4]النجم : 5.
[5]النجم : 6.
[6]النجم : 7.
[7]النجم : 8 .
[8]النجم : 9.
[9]النجم : 10.
[10]النجم : 11.
[11]النجم : 12.
[12]النجم : 13.
[13]النجم : 14 ـ 16.
[14]النجم : 17.
[15]النجم : 18.
[16]تفسير الميزان : سورة النجم.
العصمة الفاطميّة
أشهد أنّ فاطمة عصمة الله
إنّ الله سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم المختار ، وقد اختار من خلقه صفوةً ليحملوا رسالاته السماوية ، ويبلّغونها ويهدون الناس سواء السبيل وإلى الصراط المستقيم ، فإنّه كتب على نفسه الرحمة ، فهو اللطيف الخبير ، ومن لطفه اختار الأنبياء والرسل للهداية وليقوموا الناس بالقسط ، ثمّ اختار الأوصياء خلفاء ، ثمّ وفّق العلماء ورثة الأنبياء.
وقد اشترط على الأنبياء الزهد في هذه الدنيا ، فإنّ اختيار الله بالاختبار والامتحان والاصطفاء عن حكمة ، من دون الوصول إلى حدّ الإلجاء ، وإنّ لله الحجّة البالغة ، فلا بدّ من اختبار لمن يقع عليه الاختيار ولغيره حتّى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كلّه لله.
فاختبر الأنبياء والأوصياء في عوالم تسبق هذا العالم الناسوتي ، فشرط الله سبحانه عليهم الزهد ، وعلم منهم الوفاء فقبلهم وقرّبهم وقدّم لهم الذكر العلي والثناء الجلي ، كما جاء ذلك في دعاء الندبة[1].
وإنّما اشترط عليهم الزهد ، لأنّ حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة ، والنبيّ والوصيّ لا بدّ أن يكون معصوماً بقاعدة اللطف وغيره من الأدلّة العقلية والنقلية.
فلا بدّ أن يزهد في دنياه ، ويُعصم من الذنوب ومن كلّ ما يشينه مطلقاً ، حتّى تطمئنّ النفس إليه ، ويؤخذ بقوله وفعله وتقريره مطلقاً ، فيكون الاُسوة والقدوة على الإطلاق.
وهذا الزهد من شؤون القيادة بصورة عامة المتمثّلة بالنبوّة والإمامة ، ومن يحذو حذوهم ويسلك مسالكهم ومناهجهم من العلماء الصالحين.
فيشترط على العالم الرباني الزهد في هذه الدنيا أيضاً ، حتّى يؤخذ بقوله ويتّبع أمره ، وإذا رأيتم العالم زاهداً فادنوا منه فإنّه يلقى عليه الحكمة وإنّها تتفجّر من ينابيع قلبه ، وإنّ الله يرفده ويضيّفه على موائد علمه وحكمته ، وإذا رأيتم العالم مقبلا على دنياه ، يخلط الحرام بالحلال ، فاتّهموه في دينه ، فإنّه لا يؤخذ منه العلم ، فلينظر الإنسان إلى علمه ممّن يأخذه ، فإنّه من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن تكلّم عن الله فقد عبد الله وإلاّ فلا ، فمن ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان ، وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم.
فمن أوّليات شؤون الإمامة والقيادة الروحية على الصعيدين الفردي والاجتماعي إنّما هو الزهد في درجات هذه الدنيا الدنيّة وزخرفها وزبرجها.
فعصمة الأنبياء الذاتية المطلقة تبتنى على العلم اللدني أوّلا ـ كما هو ثابت في محلّه ـ وعلى الزهد ثانياً.
وأمّا عصمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) :
فقد اختار الله من خلقه واختصّها لذاته واصطفاها لنفسه ليتجلّى فيها أسماؤه وصفاته ، وتكون مظهراً لجماله ، فإنّه لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة بل هي أعظم ، فقدّم لها الذكر العليّ والثناء الجليّ ، بعد أن اختبرها وامتحنها أيضاً . إلاّ أ نّها امتحنها بالصبر ، والصبر كما ذكرنا تكراراً هو اُمّ الأخلاق وأساسه ، فإنّها بمراحلها الثلاثة ـ التخلية والتحلية والتجلية ـ مدعومة بالصبر ، كما أ نّه أساس الكمال.
وإنّما وقفنا على امتحانها بالصبر باعتبار ما ورد في زيارتها في يوم الأحد من كلّ اُسبوع ، كما في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمّي (قدس سره) : « السلام عليكِ يا ممتحنة قد امتحنكِ الله قبل أن يخلقكِ بالصبر فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة ».
فتجلّت العصمة الإلهية في جمال فاطمة الزهراء إذ جمعت بين نوري النبوّة والإمامة ، فعصمتها من العصمة بالمعنى الأخصّ ، المختصّة بالأربعة عشر معصوم (عليهم السلام).
وممّا يدلّ على عصمتها :
1 ـ آية التطهير في قوله تعالى : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )[2] ، فالله الطاهر طهّر بإرادة تكوينية أهل البيت (عليهم السلام)ومنهم فاطمة (عليها السلام) وعصمهم بعصمة ذاتية ومطلقة واجبة عقلا ونقلا.
2 ـ إنّها عدل القرآن الكريم لحديث الثقلين المتّفق عليه عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ ولمّا كان القرآن معصوماً فكذلك عدله أهل البيت عترة الرسول المصطفى (عليهم السلام).
3 ـ إنّها كفؤ عليّ ولولاه لما كان لها كفؤ آدم وما دونه ، ولا يتزوّج المعصومة إلاّ المعصوم ، فإنّ الرجال قوّامون على النساء ، فلفاطمة ما لعليّ (عليهما السلام) إلاّ الإمامة.
فكلّ ما ثبت لعليّ (عليه السلام) بالمطابقة ثبت للزهراء (عليها السلام) بالالتزام ، وكلّ شيء ثبت لفاطمة بالمطابقة ثبت بالدلالة الالتزاميّة لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).
4 ـ إنّها حوريّة بصورة إنسية ، والملائكة معصومون فكذلك فاطمة الحوريّة.
5 ـ وحدة الإرادة الإلهيّة والفاطميّة ، فإنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، وإنّه لم يغضب ليونس صاحب الحوت ، بل يغضب لغضبها ، فوحدة الإرادة دليل على العصمة.
6 ـ إنّها سيّدة النساء في الدنيا والآخرة ، وكيف تكون سيّدة الأوّلين والآخرين وهي غير معصومة.
7 ـ آية المباهلة ، وقدّم النساء على الأنفس ، ربما إشارة إلى أنّ النفوس فداها ، « فداكِ أبوكِ » « فداها أبوها ».
8 ـ إنّها العالم العلوي والعالم السفلي في قوسي الصعودي والنزولي.
9 ـ إنّها صدر النبيّ (صلى الله عليه وآله) وإنّ صدره يحمل القرآن دفعة واحدة وفي ليلة القدر ، في ليلة القدر وهي فاطمة الزهراء (عليها السلام).
10 ـ لا يعرف قدرها إلاّ من قدّرها ، ولا يعرف أسرارها إلاّ من خلقها ، ومن أذن له الرحمن.
11 ـ إنّها مفروض الطاعة على الخلق مطلقاً ، وكيف تكون مفروض الطاعة على الإطلاق وهي غير معصومة.
12 ـ هي حجّة الحجج واُسوتهم ـ كما ورد في الأخبار الشريفة ـ .
13 ـ مجمع النورين بحديث الأفلاك ، فتحمل أسرار النبوّة والإمامة ، وإنّها اُمّ أبيها.
14 ـ حبل الله الممدود ، فلا بدّ أن يكون معصوماً ، وإلاّ كيف يتمسّك على الإطلاق بما لم يكن معصوماً ، « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فاطمة بهجة قلبي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم به نجا ، ومن تخلّف عنه هوى »[3].
15 ـ امتحانها بالصبر وهو أساس الكمال والأخلاق الذي منها الزهد.
16 ـ علمها اللدنّي.
17 ـ الإجماع القطعي الدالّ على عصمتها ، كما عند المشايخ الصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم.
18 ـ الآيات والروايات الكثيرة الدالّة على فضلها وعظمتها ، وتعلّقها بعالم الغيب.
19 ـ سيرتها وحياتها يفوح منها عطر العصمة الإلهيّة.
ووجوه اُخرى يقف عليها المحقّق والمتتبّع ، ويعلم بيقين وقطع أ نّه لا ريب ولا شكّ أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) عصمة الله الكبرى.
[1]راجع آخر مفاتيح الجنان دعاء الندبة الذي يستحبّ قراءته في كلّ عيد وفي يوم الجمعة.
[2]الأحزاب : 33.
[3]فرائد السمطين 2 : 66.