السؤال: ما هو تفسير الآيات الآتية :
1 ـ يداه مبسوطتان
2 ـ لما خلقت بيدي
3 ـ يد الله فوق أيديهم
4 ـ يوم يكشف عن ساق
5 ـ الى ربها ناظرة
6 ـ ولتصنع على عيني
7 ـ بأعيننا
8 ـ ما معنى العرش وما معنى الكرسي
جواب سماحة السيد مرتضى المهري : بسمه تعالى
1 ـ الآية الكريمة هكذا : وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ... المائدة : 64 كانت اليهود تعتقد ـ ولعلها تعتقد الآن ايضاً ـ بان الله تعالى لا يقدر على تغيير ما يَقتضيه قانون الطبيعة والكون فهو وان كان خالقاً للعالم الا ان الكون يسير وفقاً للقوانين الطبيعية وليس لله اي تأثير في مقتضياتها فاليد كناية عن القدرة والقول بانها مغلولة يعني انه لا يستطيع مواجهة نظام الطبيعة فردهم الله تعالى بقوله بل يداه مبسوطتان وهذا كناية عن كمال القدرة وقال ان كل ما يحدث في العالم فهو من انفاقه تعالى وكل وجود يحصل فانما هو من خزائنه « وان من شيء إلا عندنا خزائنه » والله تعالى هو المدبر للكون ولا مؤثر فيه غيره وما من حركة او سكون إلا باذنه بل بفعله وهو كل يوم في شأن وهذا هو معنى البداء الذي يظن بعض الناس انه معتقد خاص بالشيعة وقد ورد في حديثنا انه ما ارسل رسول الا مع القول بالبداء ( النقل بالمعنى ) وهذا اهم معتقد في شريعة السماء فلا يكمل ايمان الا بان يعتقد ان الله تعالى بيده ملكوت كل شيءٍ واليه يرجع الامر كله « قل ان الامر كله لله » صدق الله العلي العظيم.
2 ـ بعد ان امتنع ابليس من السجود لآدم عليه السلام كرمز للبشرية عاتبه الله تعالى بقوله « ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديّ » ص : 75 وهذه ايضاً كناية عن القدرة وعن أن الله تعالى اظهر كمال قدرته في خلق الانسان ويتبنى بهذا التعبير عظمة خلقة الانسان وان الله تعالى اهتم بخلقه فخلقه بلكتي يديه لا بيد واحدة اي اظهر فيه قدرته الواسعة.
3 ـ قال تعالى ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم ... الفتح : 10 حيث كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يجعل يده فوق يد من يبايعه والآية الكريمة اعتبرت البيعة مع الرسول ( ص ) بيعة مع الله تعالى فاعتبر يد الرسول ( ص ) يده تعالى. وكأن الناس بايعوا الله تعالى بيعتهم لرسوله ( ص ).
4 ـ القرآن يعبر عن يوم القيامة بقوله تعالى : « يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون » القلم : 42 الكشف عن الساق كناية عن شدة الكرب وتفاقم الامر حيث ان الانسان لدى هذه الحالات يكشف عن ساقه ويشمر عن ساعده فهذا تعبير كنائي وما ورد في بعض روايات العامة حتى في البخاري من ان الله تعالى يكشف عن ساقه فيسجد له المؤمنون فامر يبتني على القول بالتجسيم ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً والعالمون من مفسري العامة ايضاً رفضوا ذلك .
5 ـ النظر لا يختص بالعين فيوم القيامة يكشف الغطاء كما قال تعالى « فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد » . وهذا لا يعني حدّة العين بل هو امر فوق ذلك وهو تمكن الانسان بالاتصال بالحقائق من دون توسط آلة وحاسة . وكل انسان يلقى ربه يوم القيامة يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه ولكن المؤمنون الخواص يحظون بلقاء خاص تغمرهم فيه رحمته تعالى وعنايته بهم فيقر بذلك عيونهم وينضر وجوههم .
6 و 7 ـ قال تعالى خطاباً لموسى عليه السلام ولتصنع على عيني . وقال تعالى خطاباً لنوح عليه السلام واصنع الفلك باعيننا ووحينا وخطاباً للرسول الاكرم ( ص ) واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وقال تعالى عن سفينة نوح عليه السلام : تجري باعيننا . وهذه كلها كنايات عن عناية خاصة بهم فموسى عليه السلام اجتاز مرحلة الطفولة وما بعدها بعناية خاصة واعجاز لا بوضع طبيعي معتاد كما ينبئ عنه القاؤه في البحر ونشأته في قصر فرعون وتحريم المراضع وعودته الى امه وغير ذلك.
8 ـ العرش والكرسي شيء واحد وهما كنايتان عن السلطة والحاكمية وهذا تعبير مألوف يقال إنهار عرش فلان اذا اُسقطت حكومته وان لم يكن له عرش ايامها فقوله تعالى وسع كرسيه السماوات والارض اي احاطت سلطته بجميع اجزاء الكون فلا يشذ عنه شيء وقوله تعالى الرحمن على العرش استوى اي استوت سلطته على كل شيء فليس شيء اقرب اليه من شيء ولا تتقلص قدرته بالنسبة الى شيء ولا تختلف نسب الاشياء من حيث السلطة والقدرة اليه تعالى .
والحمد لله رب العالمين
0
0%
(نفر0)