هجرة فاطمة (عليها السلام)
لقد هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله عزّ وجلّ، كما هاجر إبراهيم وموسى (عليهما السلام) من قبل، فخرج من مكّة مستخفياً بظلام الليل، تاركاً وطنه واحباءَه وأهله، وابنته الحبيبة فاطمة وابن عمّه عليّ بن أبي طالب عضده وعونه وسيفه الضارب، فترك عليّاً نائماً على فراشه وأوصاه بردّ الأمانات التي كانت عنده إلى أهلها، وأمره أن يلتحق به في يثرب ، ويصطحب معه أهل بيته. فنفّذ الإمام علي (عليه السلام) وصيّة الرسول (صلى الله عليه وآله) وخرج بالفواطم «فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله)، وفاطمة بنت أسد اُمّ الإمام علي ومربيّة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، وفاطمة بنت حمزة والتحق بهم أيمن وأبو واقد الليثي. وخرج الإمام علي (عليه السلام) بالركب نهاراً متحدياً قريشاً، مستهيناً بكبريائها، فأرسلت قريش ثمانية من فرسانها لطلبه، فقتل الإمام (عليه السلام) فارسهم وشجاعهم جناحاً وهرب الباقون، فاستمر الإمام بمسيره مع الفواطم حتّى وصلوا الرسول الذي كان ينتظرهم في «قبا»)1(
[1] ـ انظر: الكامل في التاريخ 2: 106؛ سيرة المصطفى : 258 وما بعدها.
source : www.sibtayn.com