إنّ ظهور الإمام المهدي (عج) متوقف علی وجود الأنصار و المؤیدین بالعدد المناسب، فهم یشكلون النخبة القیادیة و كوادرها و قواعدها الشعبیة ، إضافة إلی تطلّع الأمة الإنسانیة بأجمعها إلی من ینقذها من الجور و الظلم و العبودیة و الانحراف و القلق و الاضطراب ، بعد فشل جمیع القیادات و التیارات عن إقامة القسط و العدل ، و فقدان الدول العظمی ـ و القائمة بالفعل ـ للكثیر من الأنصار و المؤیدین و المقاتلین بحیث تصبح متخلخلة من الداخل لا تقوی علی المواجهة و الصمود ، والثبات أمام التحدیات التي تواجهها ، و منها ظهور الإمام المهدي(عج) الذي یمتلك النخبة الصالحة القائدة للعالم ، و آلاف الأنصار و المؤیدین الذین یلتحقون به بأسرع الأوقات.
قال السید الشهید (قدس سره) : (نصّت الروایات بشكل مستفیض یكاد یكون متواتراً ، أنّ عددهم بمقدار جیش النبي (ص) في غزوة بدر: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلاً ، كما وردت روایات سمعناها تنصّ علی أن أصحابه لا یقلون عن عشرة آلاف رجل ).
النتیجة الأولی إنّ المخلصین الممحّصین من الدرجة الأولی ، منحصرون في ذلك الجیل الذي یظهر فیه الإمام المهدي (عج) بثلثمائة و ثلاثة عشر رجلاً ، علی حین أن الناجحین الممحّصین من الدرجة الثانیة ، لا یقلّون عن عشرة آلاف شخص في العالم ، إن لم یكونوا أكثر.
النتیجة الثانیة : سرعة التحاقهم بالمهدي (عج).
النتیجة الثالثة : سرعة إیمانهم بالمهدي (عج)، و سرعة مبایعتهم له.
النتیجة الرابعة : إنّ هؤلاء سیكونون أوّل من یدافع عنه.
النتیجة الخامسة : اختلاف أصحاب الإمام المهدي (عج) في الوظائف و الأعمال التي توكل إلیهم.
النتیجة السادسة : العدد الكافي لغزو العالم یتمثل في مثل هذا العدد من القوّاد.
و هؤلاء الأنصار الذین یتمتعون بالأخلاق و التمحیص قد مرّوا بمراحل عدیدة من تربیة ،و تهذیب النفس عن طریق الارتباط الدائم بالله تعالی بعد معرفته الحقّة ، بالعبادة و الدعاء و قراءة القرآن ، و كذلك التعالي علی المغریات و حبّ الدنیا ، و التعالي علی الأهواء ، و تقدیم المصلحة العامة علی المصالح الشخصیة ، و یمتازون بالاستعداد للتضحیة في سبیل إقامة العدالة ، و بالشجاعة المنقطعة النظیر؛ لأن مسؤولیتهم كبیرة و عظیمة تنسجم مع الأطروحة الإسلامیة الشاملة و العالمیة بقیادة المصلح المنتظر.
و في ذلك قال السید الشهید (قدس سره) : « نطقت الروایات التي سمعناها و غیرها بمدحهم و الثناء علیهم فهم « رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته» ، و هم « رهبان باللیل لیوث بالنهار » ، وهم « خیر فوارس علی ظهر الأرض ، أو من خیر فوارس أهل الارض » ، و هم أیضاً « أبدال الشام و عصائب أهل العراق » و « النجباء من مصر».
و أما أهمیتهم فلاعتبار ما یشاركون به تحت إمرة القائد المهدي (عج) من غزو العالم بالعدل ، و إقامة الدولة العالمیة العادلة ، و ممارسة الحكم في مناطق الأرض المختلفة.
و یری (قدس سره ) : أنّ الدولة العالمیة هي نتیجة لجهود (ذلك الموكب ـ موكب الأنبیاء و الأولیاء و الصالحین ـ كلّه ، و لجهود الإنسانیة كلّها في العصور السابقة علیها).
source : www.abna.ir