من مؤلفات الاستاذ راشد الراشد، باحث اسلامي وقيادي في تيار العمل الإسلامي البحريني.
نبذة مختصرة عن الائمة الأثني عشر
(1) ولد الإمام علي ابن أبي طالب (ع) في الكعبة المشرقة في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب الأصم، وذلك بعد مضي ثلاثين سنة من ولادة الرسول الأعظم (ص) والذي يتفق ولادته (ص) عام الفيل، وقيل أقل من ذلك، والله أعلم، وينحدر (ع) من سلالة بني هاشم وهو ابن عم الرسول (ص)، وأبوه (عبد مناف) الملقب بأبي طالب وجده عبد المطلب بن هاشم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وزوج فاطمة الزهراء (ع) وكان يلقب بأمير المؤمنين، وأبو الحسن، وأبو الحسين، والمرتضی، والوصي وحيدرة ويعسوب المؤمنين، وكان أول القوم اسلاماً، وأكثرهم إيماناً وحامل لواء الرسول (ص)، وقد بقی الإمام علي (ع) في رعاية أمه إلی أن بلغ الثامنة من عمره، وأخذ النبي (ص) علياً من أبيه، وظل معه وفي رعايته يرعاه ويتعهده بالتعليم والتوجيه ويبث في روحه من دقائق الحكمة وأسرار الكون والمعرفة، وظل إلی جانب الرسول (ص) لا يفوته شيء من أخبار السماء إلا ماكان من مختصات النبوة، وبويع له بالخلافة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر الرسول (ص) واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة، وكانت عاصمته الكوفة، وأشهر حروبه الجمل وصفين والنهروان، وأشهر آثاره هو نهج البلاغة، واستشهد في مسجد الكوفة أثناء اشتغاله بصلاة الفجر في مسجد الكوفة عندما ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي وذلك في الليلة التسعة عشر من شهر رمضان المبارك سنة أربعين للهجرة، وتوفي في ليلة إحدی وعشرين من شهر رمضان، وقبره حيث مزاراً تأتي له الوفود من كل أقطار العالم في النجف الأشرف في العراق.
* * *
(2الإمام الحسن بن علي ابن أبي طالب (ع)، سماء به رسول الله (ص)، وأمه فاطمة الزهرا (ع) وجده لأمه رسول الله (ص)، وجده لأبيه أبو طالب بن عبد المطلب، وجدته لأمه خديجة بنت خويلد، وجدته لأبيه فاطمة بنت أسد بن هاشم، واخوته لأمه وأبيه الإمام والحسين الشهيد (ع) وأخواته لأمه وأبيه زينب الكبری وام كلثوم (ع)، واخوته لأبيه أبو الفضل (العباس) وجعفر، وعون.. واستشهدوا في واقعة كربلاء مع الحسين (ع) والكوكبة الثائرة معه. ولد بالمدينة المنورة في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث للهجرة فجيیء به إلی رسول الله (ص) فقال (اللهم اني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم، وأذن في أذنه اليمنی، وأقام في اليسری وسماه حسناً، وكان يلقّب بالطيب والتقي والزكي والولي والبسط والمجتبی والأخير أشهرهم، ويكنی بأبي محمد، وهو سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسين (ع)، لحديث رسول الله (ص) «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»، عاش في المراحل الأولی من حياته تحت عطف الرسول الله (ص) لازم أباه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) طليلة حياته، شهد معه حروبه ثلاث: الجمل، صفين، النهروان، أشهر زوجاته،خوله بنت منظور الفرارية، أم اسحاق بنت طلحة بن عبدالله التميمي، وجعدة بنت الأشعث، وأم بشر بنت أبي مسعود الانصاري، وهند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وأولاده (زيد، الحسن، عمرو، القاسم، عبدالله، عبد الرحمن، الحسن، طلحة) وبناته (أم الحسن، أم الحسين، فاطمة، أم عبدالله، أم سلمة، رقية) وبويع له بالخلافة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 للهجرة، وأما صلحه مع معاوية فقد وقع في النصف من جمادي الأولی سنة 41 للهجرة واستشهد مسموماً في السابع من شهر صفر سنة 50 للهجرة، ودفنه أخوه الحسين (ع) في البقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بوصية منه، ومدة امامته 10 سنين، وهدم قبره الشريف في الثامن من شوال سنة 1244هـ علی يد الوهابيين حيث هدموا قبره وقبور بقية الأئمة (ع) في أرض البقيع.
* * *
(3) ولد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في المدينة المنورة في الثالث من شعبان سنة أربع للهجرة، ونشأ تحت ظلّ وكنف جده الرسول الأعظم (ص) فكان هو الذي يتولی رعايته، ولازم أباه أمير المؤمنين عليه السلام وحضر مدرسته الكبری لمدة 25 سنة وهو ينهل من علمه ومناقبه ومعارفه، واشترك في حروبه الثلاث (الجمل، صفين، النهروان)، ويلقب بالرشيد، الوفي، السيد _ الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، الدليل علی ذات الله، السبط، سيد شباب أهل الجنة، أما زوجاته، ليلی بنت أبي مرة بن عروة من مسعود الثقفي، أم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التميمي، شاه زنان بنت كسری يزدجرد -ملك الفرس_ الرباب بنت أمرؤ القيس بن عدي، وأما أولاده (الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد (ع)، علی الأكبر، جعفر، عبدالله) وأما بناته (سكينة، فاطمة، رقية) بايع أخاه الحسن سنة 40هـ، وعاش بعد أخيه الإمام الحسن (ع) عشر سنين، وبعد أن مات معاوية بن أبي سفيان، رفض الإمام الحسين (ع) مبايعة يزيد، واستشهد هو وأهل بيته وأصحابه في اليوم العاشر من المحرم سنة 61هـ وحمل رأسه الشريف إلی الكوفة في ليلة الحادي عشر من المحرم، وحملت عائلته في اليوم الحادي عشر وجيء بهم إلی الكوفة سبايا، ثم جملوا منها إلی الشام، ودفنه إبنه الإمام زين العابدين عليه السلام في اليوم الثالث عشر من المحرم وذلك في مكان استشهاده في كربلاء المقدسة حيث مقامه الشريف.
* * *
4) ولد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) بالمدينة. في 15 جمادي الأولی سنة 36 للهجرة، وجده أمير المؤمنين (ع) وجدته فاطمة الزهراء (ع) وأمه شاه زنان _ أي ملكة النساء _ بنت يزدجرد بن شهريار بن كسری، وتحمل الإمامة وعمره ثلاثين عاماً تقريباً، ومن أشهر ألقابه سيد العابدين والسجاد وذو الثفنات والبكاء والعابد والزكي والأمين، ومن أشهرها زين العابدين وبه كان يعرف كما يعرف باسمه، وشهد مأساة كربلاء وواكب مسير العائلة بعد الفاجعة إلی الكوفة ومنها إلی الشام، وإستمرت امامته أربعة وثلاثين عاماً، وكانت إقامته في المدينة المنورة، وكان فيها المفزع للمهمات، يفيض علی الأمة علماً وسخاءاً، عاصر خمسة حكام وهم يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وأستشهد مسموماً علی يد الوليد بن عبد الملك وذلك الخامس والعشرين من المحرم سنة 95هـ ودفن في البقيع مع عمه الإمام الحسن (ع)، وقد هدم قبره في الثامن من شوال سنة 1344هـ علی يد الوهابيين، ومن أهم آثاره الصحيفة السجادية، ورسالة الحقوق.
* * *
(5) ولد الإمام محمد بن علي المعروف بالباقر (ع) في يوم الجمعة أو الأثنين غرة رجب سنة 57 للهجرة في المدينة المنورة وقبل في مطلع صفر وكانت وفاته بعد مضي مائة وأربعة عشر سنة علی هجرة النبي (ص) من مكة في السابع من شهر ذي الحجة وقيل في ربيع الأول من ذلك العام عن سبعة وخمسين عاماً أدرك فيها جده الحسين (ع) وبقی معه نحواً من أربع سنين، ومع أبيه السجاد بعد جده خمساً وثلاثين سنة، وعاش بعد أبيه ثمانية عشر عاماً، وقيل عاماً كما في رواية وهي مدة امامته، وكانت وفاته في السنين الأخيرة من ملك هشام بن عبد الملك وقيل في مطلع حكم إبراهيم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وفي أيام طفولته وهو في مطلع الصبا كانت المحنة الكبری التي مرت علی أهل البيت في كربلاء وقتل فيها جده الحسين ومن معه من إخوته وبني عمه وأصحابه وتجرع مرارتها وآلامها كما تجرعه غيره من النساء والأطفال، كان يشبه رسول الله (ص) ولذا لقب بالشبيه، وكما يلقب بالباقر، والشاكر، الهادي، الأمين، وكنيته أبو جعفر، ملاء الدنيا بعلمه وحديثه حتی قال جابر الجعفي حدثني أبو جعفر: سبعين ألف حديث، وقال محمد بن مسلم: سألته عن ثلاثين ألف حديث، وأهم مؤلفاته كتاب التفسير ذكره ابن النديم، ورسالته إلی سعد الخير من بني أمية، ورسالته ثانية منه إليه، وكتاب الهداية، أشار علی عبدالملك بن مروان بضرب الدراهم والدنانير وعلمه كيفية ذلك: وملوك عصره الوليد بن عبدالملك، وعمر بن عبدالعزيز، يزيد بن عبدالملك، هشام بن عبدالملك، وتوفي يوم الأثنين في السابع من ذي الحجة سنة 114هـ وعمره سبعة وخمسون سنة _ودفن في البقيع مع أبيه زين العابدين وعمه الحسن السبط عليهما السلام. وهدم الوهابيين قبره الشريف وقبور الأئمة عليهم السلام في الثامن من شوال سنة 1344هـ.
* * *
(6) ولد الإمام السادس جعفر بن محمد المعروف بالصادق (ع) في السابع من ربيع الأول وقبل في مطلع رجب سنة ثلاث وثمانين للهجرة وقيل سنة ثمانين، وهو الإمام السادس من أئمة أهل البيت (ع)، وعاش بين الثامنة والستين والخامسة والستين حسب إختلاف الروايات، في تاريخ ولادته منها مع جده علي بن الحسين السجاد (ع) اثنتی عشرة سنة أو خمسة عشر سنة وأقام بعد جده مع أبيه الباقر (ع) تسع عشرة سنة كان فيها ناضج التفكير متكامل المواهب يقصده العلماء والمحدثون ليأخذوا من علمه وحديثه في مختلف المواضيع، وإشترك مع أبيه في تأسيس تلك الجامعة الإسلامية التي ملأت الدنيا بآثارها، وأقام بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة وهي مدة أمامته، عاصر خلالها هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويزيد بن الوليد بن عبد الملك بالناقص، وابراهيم بن الوليد ومروان بن محمد الملقب بالحمار ومن الدولة العباسية عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس المعروف بالسفاح، وكانت وفاته بعد مضي عشر سنين من خلافة المنصور العباسي، وكان يكنی بأبي عبدالله _وأبو اسماعيل، وأبو موسی، وأولها أشهرها، ومؤلفاته، قال الشيخ المطفري: ماروي عنه بلا واسطة ثمانون كتاباً، وبواسطة سبعون كتاباً، وأخذ عنه العلم والحديث أكثر من أربعة آلاف رجل، وقد توفي في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148هـ، متأثر بسم دسه إليه المنصور العباسي علی يد عامله علی المدينة _محمد بن سليمان_ ودفن في البقيع مع أبيه الباقر وجده زين العابدين وعمه الحسن السبط صلوات الله عليهم أجمعين، وهدم الوهابيين قبره الشريف وقبور أئمة أهل البيت عليهم السلام في الثامن من شوال سنة 1344هـ.
* * *
(7) ولد الإمام السابع من أئمة أهل البيت (ع) الإمام موسی بن جعفر الملقب بالكاظم (ع) في الأبواء وهو مكان بين مكة والمدينة وذلك في صفر سنة 128هـ بقی مع أبيه نحواً من عشرين عاماً أدرك فيها الدولة الأموية وهي في دور الاحتضار وتلفظ أنفاسها الأخيرة وهو يوم ذاك في سن الطفولة وشاهد وهو في هذا السن وبعده وفود العلماء وطلاب العلم من جميع الأقطار تغص بهم المدينة وقد أزدحموا علی أبيه شباباً وشيوخاً ينهلون من علمه وأحاديثه، ومضت العشرون عاماً وهو إلی جانب أبيه الصادق (ع) يلقنه من فنون العلم وطرائف الحكمة ما يؤهله إلی الإمامة العامة، حتی أصبح في مطلع شبابه مصدر اعجاب العلماء وتقديرهم، وحكماً مفضلاً في أكثر المشاكل تعقيداً وتشعباً، وعاش بعد أبيه خمسة وثلاثين عاماً وهي مدة إمامته قضی منها عشر سنسن مع المنصور، ومع ولده محمد الملقب بالمهدي عشر سنين، ومع ولده موسی الهادي سنة واحدة، ومع أخيه هارون الرشيد نحواً من خمسة عشر عاماً وبنهايتها كانت وفاته مسموماً في حبسه بواسطة السندي بن شاهك أمير السجن في يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183هـ متأثراً بسم دسه إليه هارون الرشيد، وكان يكنی بأبي ابراهيم، وأبي الحسن، وأبي علي، وأبي اسماعيل، والقابه العبد الصالح والكاظم، الصابر، الصالح، الأمين، باب الحوائج، ذوالنفس الزكية، زين المجتهدين، الوفي، المأمون الطيب والسيد. ودفن في العراق حيث مرقده الشريف مزاراً يفد إليه الزوار مختلف البلدان.
* * *
(8) ولد الإمام الثامن من أئمة البيت (ع) الإمام أبي الحسن علي بن موسی الرضا في المدينة يوم الخميس 11 ذي القعدة سنة 148هـ أو سنة 135هـ وقيل غير ذلك، كما أختلف في تحديد السنة التي قبض فيها، وأختلفت الروايات والأقوال في ذلك إختلافاً كثيراً لم يحصل لغيره من الأئمة (ع)، ويكنی بأبي الحسن، وأشهر ألقابه، الرضا، الصابر، الرضي، الوفي، الصادق، الفاضل، وعاصر مدة إمامته وهي عشرين سنة ثلاثة من أمراء الدولة العباسية وهم هارون الرشيد، الأمين المأمون، بويع له بولاية العهد في 5 شهر رمضان سنة 201هـ، في أيام خلافة المأمون العباسي وبعد البيعة له (ع) ضربت بإسمه الدراهم والدنانير وسميت بالسكة الرضوية، وتوفي وعمره 55 سنة متأثراً بسم المأمون في يوم الجمعة أو الإثنين في السابع عشر من صفر أو التاسع والعشرين منه، وقيل في الحادي والعشرين من شهر رمضان وفي الثامن من جمادي الأولی، وفي الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة 203 أو سنة 206 وقيل سنة 202، ودفن في ايران في منطقة خراسان حيث مرقدة الطاهر الآن.
* * *
(9) ولد الإمام التاسع من أئمة أهل البيت (ع) الإمام محمد بن علي الجواد (ع) بالمدينة المنورة وذلك في ليلة الجمعة 19 رمضان المبارك من سنة خمسة وتسعين بعد المائة.. وعاش مع أبيه 14 عاماً تقريباً.. بقی بعد أبيه سبع عشر إلی ثلاثة وعشرين سنة هي مدة إمامته (ع) وأكثرها كانت في عهد المأمون العباسي، وقد نص علی إمامته أباه الإمام الرضا (ع)، وكانت إقامته بين بغداد والمدينة وقبيل وفاة المأمون خرج من بغداد ومعه زوجته أم الفضل بنت المأمون، وبعد وفاة المأمون رجع إلی العراق وترك ولده أبا الحسن بالمدينة بعد أن نص علی إمامته من بعده وأرشد خواص أصحابه إلی ذلك، وكانت له زوجه وهي سمانة المغربية (أم الإمام علي الهادي (ع) وموسی، وبناته فاطمة وإمامه، وملوك المتوكل، المتقي، الزكي، العالم، وأولاده الإمام الهادي (ع) وموسی، وبناته فاطمة وإمامه، وملوك عصره المأمون العباسي والمعتصم (محمد بن هارون الرشيد) الذي بويع سنة 218هـ بعد أخيه المأمون، واستطاع أن يدس إليه السم عبر زوجة الإمام (أم الفضل) بنت المأمون، واستشهد متأثراً بالسم في أواخر شهر محرم من سنة 220هـ، ودفن في الكاظمية في العراق حيث يقصده الزوار من جميع أنحاء العالم.
* * *
(10) لقد قيل ان الإمام علي بن محمد الهادي (ع) وهو الإمام العاشر من أئمة أهل البيت (ع) ولد في منتصف شهر ذي الحجة سنة 212هـ وقيل في شهر رجب 214هـ، وكان مولده في ضاحية من ضواحي المدينة في ضيعة تدعی (صربا) تبعد ثلاثة أميال عن المدينة أسسها جده الإمام موسی الكاظم (ع) كما جاء مناقب ابن شهراشوب، من أم مغربية أسمها سمانة، وتوفي والده وله من العمر ست سنوات أو ثمان. وقيل أكثر من ذلك، وبقی بعده أربع وثلاثون سنة (وهي مدة إمامته) وعاصر بقية ملك المعتصم وهارون بن محمد بن هارون الملقب بالواثق، وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر، وجعفر بن محمد بن هارون الملقب بالمتوكل، وقد حكم أربعة عشر عاماً، والمنتصر محمد بن جعفر، وقد حكم ستة أشهر كما جاء في رواية المسعودي وأحمد بن المعتصم، وقد حكم ثلاث سنين وثمانية أشهر واعتزل الخلافة وسلمها إلی الزبير بن جعفر الملقب بالمعتزر وبعد أن حكم نحواً من أربع سنين وأشهر خلع نفسه من الخلافة، وكانت وفاة الإمام (ع) في عهده كما جاء في رواية المسعودي، وكنيته أبو الحسن، وألقابه، النقي، الهادي، النجيب، المرتضی، العالم، المتقي، الفقيه، الأمين، المؤتمن، الطيب، المتوكل، العسكري، الهادي، الناصح، وأما أولاده الحسين، محمد، جعفر، عليّه. عاش مدة من عمره الشريف في سجون الظالمين ولا تزال آثار تلك السجون باقية إلی يومنا هذا، وتوفي في يوم الأثنين من الثالث من رجب 254هـ متأثراً بسم المعتزر العباسي وعمره 42هـ سنة ودفن في داره بسر من رأی _ سامراء.
* * *
(11) ولد الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (ع) الإمام الحسن ابن علي العسكري (ع) في المدينة المنورة، وذلك في الثامن من ربيع الآخر سنة 232هـ، وانتقل مع أبيه إلی سامراء سنة 234هـ بعد أن إستدعاه المتوكل إليها، وللإمام أبي محمد الحسن (ع) من العمر سنتان في أشهر الروايات، وبقی مع أبيه الهادي (ع) طيلة حياته في سامراء إلی حين أن اختاره الله سنة 252 في عهد المعتزر، فاستقل بالإمامة وله من العمر إثنان وعشرون عاماً، عاش بعد أبيه نحواً من ست سنوات (وهي فترة إمامته) عاصر فيها سنة أو أقل من ذلك في عهد المعتزر حيث ثار عليه الأتراك فخلعوه ثم قتلوه، ومنها سنة أو أحد عشر شهراً في عهد المهتدي الذي ثار عليه الأتراك وقتلوه أيضاً، وأربع سنوات وأشهر في عهد المعتمد العباسي الذي بويع بالخلافة بعد قتل المهتدي، وإستمرت خلافته إلی سنة تسع وسبعين ومائتين حيث خرج من سامراء وقتل مسموماً وعادت بقتله الخلافة إلی بغداد، كانت وفاة الإمام (ع) وذلك يوم الجمعة الثامن من ربيع الأول سنة 260هـ، ودفن مع أبيه الإمام الهادي (ع) في داره بسامراء. وكان يكنی بأبي محمد، ويلقب بالزكي، الهادي، العسكري، التقي، الخالص، السراج، الصامت، الرفيق، المرضي.
* * *
(12) لقد ولد الإمام أبو القاسم محمد بن الحسن المهدي (عج) وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (ع) وخاتمهم، في النصف من شعبان سنة 255هـ، وولد علی يد حكيمة عمة الإمام العسكري، وأمه نرجس وتدعی سوسن وريحانه وصقليه، وأشهرها نرجس، ويكنی بأبي القاسم (كنية الرسول (ص)) وألقابه (المهدي، القائم، المنظر، صاحب الزمان، الحجة، الخاتم، صاحب الدار) وولد قبل أن تصل الخلافة إلی المهتدي العباسي بشهر تقريباً، وتوفي والده الإمام الحسن العسكري (ع) وله من العمر خمس سنوات كما جاء في أكثر الروايات وأشهرها، فآتاه الله الحكمة وجعله آية للعالمين وإماماً للمسلمين كما جعل عيسی بن مريم وهو في المهد نبيا، وللإمام (ع) غيبتين، صغری، وكبری، فأما الصغری فمدتها تسع وستون سنة، نصب فيها سفراء بينه وبين شيعته، فكان عليه السلام يتصل بهم، وتخرج توقيعاته اليهم وهم: الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي (وكيل الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام)، والثاني: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري المتوفي سنة 304هـ، والثالث: أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي المتوفي سنة 326هـ، والرابع: أبو الحسن علي بن محمد السمري المتوفي سنة 329هـ، وأما غيبته الثانية وتسمی بالكبری، بدأت بعد وفاته السفير الرابع وحتييأذن الله له بالفرج والخروج لكي يملاء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملاءت ظلماً وجوراً.
source : www.alimamali.com