عربي
Sunday 15th of December 2024
0
نفر 0

الخوارج


الخوارج

وهم الفئة التی خرجت على الامام علی بن ابی طالب علیه السلام بعد ان کانت تحارب معه، یغلب علیها الانفعال والتطرف فی السلوک، والتزّمت فی الدین والتحجّر فی الفکر، تکونت بعد معرکة صفین، بسبب رفضها لنتیجة التحکیم، واصبحت العبارة التی صاغها احدهم ( لا حکم الا لله ) شعار هذه الطائفة، وکان تأسیسها فی منتصف القرن الاول الهجری.

وهم الفئة التی خرجت على الامام علی بن ابی طالب علیه السلام بعد ان کانت تحارب معه، یغلب علیها الانفعال والتطرف فی السلوک، والتزّمت فی الدین والتحجّر فی الفکر، تکونت بعد معرکة صفین، بسبب رفضها لنتیجة التحکیم، واصبحت العبارة التی صاغها احدهم ( لا حکم الا لله ) شعار هذه الطائفة، وکان تأسیسها فی منتصف القرن الاول الهجری.

عوامل الظهور :
ـ لما طالت الحرب بین معاویة والامام علی علیه السلام فی وقعة صفین وکاد النصر أن یتمَّ لجیش الامام لولا رفع المصاحف من قبل اصحاب معاویة المصاحف ودعوا اصحاب الامام علی الى مافیها. مما ادى الى الاضطراب والفوضى فی جیش الامام علیه السلام ، اضطر بعد ذلک الامام علی علیه السلام على الرجوع من صفین الى الکوفة فلم تدخل معه الخوارج وأتوا حروراء فنزل منهم بها اثنا عشر الفا، وسموا حینذاک ( بالحروریة ) نسبة الى هذه القریة، ( وبالمحکمة ) أی الذین یقولون لاحکم الا لله ـ وهما اسمان کثیرا مایطلقان على الخوارج، وأمروا علیهم رجلا منهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبی.

النشأة والتطور :
ـ عندما انطلت خدعة رفع المصاحف على جماعة من اصحاب الامام علی علیه السلام ورفعهم شعار ( لا حکم الا لله ) قاتلهم الامام علی بن ابی طالب علیه السلام فی النهروان مقاتلة شدیدة، فما انفلت منهم الاّ أقل من عشرة، انهزم اثنان منهم الى عمان واثنان الى کرمان واثنان الى سجستان واثنان الى الجزیرة وواحد الى تل مورون فی الیمن، وظهرت بدع الخوارج فی هذه المواضع وبقیت الى الیوم.
وأول من بویع بالامامة من الخوارج عبد الله بن وهب الراسبی فی منزل زید بن حصین بایعه عبد الله بن الکواء، وعروة بن جریر، ویزید بن عاصم المحاربی، وجماعة غیرهم.
ـ کان لرفع الشعار المستمد من القرآن الکریم ( لا حکم الا الله ) التأثیر الخطیر على استقطاب بسطاء الناس وایهامهم من خلال الایحاء بالتمسک بکتاب الله مع ان هذا الشعار. ـ کما عبر الامام علی بن ابی طالب علیه السلامـ هو ( کلمة حق یراد بها باطل )، اضافة الى کثرة عبادة هؤلاء وتعمقهم فی الدین حتى سُمّو المتعمقین، وقراءتهم القرآن اذ کانوا یسَمون بقراء القرآن.

الافکار والمعتقدات :
ـ ذهبوا الى القول بتـکـفـیر الامام علی علیه السلام وعثمان والحکمین واصحاب الجمل، وکل من رضی بتحکیم الحکمین.
ـ قالوا : ان مرتکب الکبیرة اذا مات ولم یتب فهو مخلد فی النار واما صغائر الذنوب فإن الانسان اذا تاب منها فالله یغفرها له.
ـ انکروا التقیة فی الامر بالمعروف والنهی عن المنکر، ورأوا وجوب المواجهة على أی حال وان ادت الى القتل.
ـ یرون ان الخلافة حق لکل مسلم مادام کفئاً، ولا فرق فی ذلک بین القرشی وغیر القرشی.
ـ قالوا : ان بعث الانبیاء وإرفاقهم بالمعجز لیس بواجب، إذ یجوز ان یبعث الله الانبیاء من غیر معجزة ولا آیة تثبت نبوتهم، ان ارسال الانبیاء وارفاقهم بالمعجز هو من باب اللطف والفضل على العباد.
ویجوز عندهم ان یکون الانبیاء ـ قبل البعثة ـ من اهل الفسق والکفر کما یجوز على الانبیاء بعد بعثهم الکفر وارتکاب الصغائر والسهو والنسیان. ـ اباحة قتل اطفال المخالفین لافکارهم ونسائهم.
ـ أستحلوا دماء أهل العهد والذمة وأموالهم فی حال التقیة وحکموا بالبراءة ممن حرمها.
ـ قالوا : ان القرآن هو کلام الله المنزل على النبی بواسطة جبرائیل وانه مخلوق مثل بقیة الاشیاء.
ـ قالوا : ان کل خبر ورد عن النبی یخالف ظاهر الکتاب لایعمل به، وان کل خبر لایکون متواترا لایجوز ان یتخذ دلیلا.
ان الانسان لیس مجبرا، واثبتوا له قوة الاستطاعة یفعل بها ما اختار فعله، وان الاستطاعة التی یکون بها الفعل لاتکون الا مع الفعل ولاتتقدمه.

ابرز شخصیاتهم :
1 ـ عبد الله بن وهب الراسبی
2 ـ عبد الله بن ابی الحر
3 ـ المستورد بن علقمة
4 ـ حیان بن ضبیان
5 ـ عبد الله بن الماحوز
6 ـ نافع بن الازرق
7 ـ قطرى بن الفجاءة
8 ـ نجدة بن عامر
9 ـ زیاد بن الاصفر
10 ـ عبد الکریم عجرد
11 ـ الهـیـصم بن جابر
12 ـ خلف بن عمر المدائنی.

احداث ووقائع :
ـ کان الامام علی بن ابی طالب علیه السلام یوما یؤم الناس وهو یجهر بالقراءة فجهر ابن الکواء من خلفه تالیاً الایة : { ولقد أُوحِیِ الیک والى الذین من قبلک لئن اشرکت لیحبطنّ عملک ولتکونن من الخاسرین } فسکت الامام علیه السلام ، حتى اتمها ابن الکواء فأتم قراءته، فلما شرع فی القراءة أعاد ابن الکواء الجهر بتلک الآیة فسکت الامام علی علیه السلام فلم یزالا کذلک یسکت هذا ویقرأ ذلک حتى قرأ علی علیه السلام( فاصبر ان وعد الله حق ولا یستخفنک الذین لایوقنون ).
ـ مرت الخوارج فی المدائن فالتـقوا والیها صاحب رسول الله (عبد الله بن خباب)، فأسروه مع زوجته الحامل، ووجدوا فی عنقه مصحفاً فقالوا له : ان هذا الذی فی عنقک لیأمرنا ان نقتـلک، فکان رده علیهم ان یحیوا ماأحیا القرآن، وان یمیتوا ما أمات. ثم سألوه عن ابی بکر وعمر ؟ فاثنى علیهما خیرا وسالوه عن عثمان فی اول خلافته وآخرها، فجعله محقا فی اولها وآخرها، اما عن الامام علی علیه السلام قبل التحکیم وبعده، فأنه قال لهم « انه اعلم بالله منکم واشد توقیاً على دینه وانفذ بصیرة » فقالوا : انک تتبع الهوى وتوالی الرجال على اسمائها لا على افعالها والله لنقتلک قتلة ماقتـلنا احداً. فاخذوه وکتفوه ثم اقبلوا به وبامرأته وهی حبلى.. فاضجعوه فذبحوه فسال دمه فی الماء واقبلوا الى المرأة فقالت : انا امراة الا تتقون الله ! فبقروا بطنها، وقتلوا ثلاث نسوة من طی، وقتلوا ام سنان الصیداویة.

من ذاکرة التاریخ :
ـ لما رفع اهل الشام المصاحف یخادعون اصحاب الامام علی علیه السلام ویدعونه الى حکم القرآن قال علیه السلام: عباد الله انی احق من أجاب الى کتاب الله ولکن معاویة وعمرو بن العاص وابن ابی معیط لیسوا بأصحاب دین ولا قرآن وانی اعرف بهم منکم صحبتهم اطفالا وصحبـتـهم رجالا فکانوا شر الاطفال وشر الرجال، انها کلمة حق یراد بها باطل، انهم والله مارفعوها، انهم یعرفونها ولا یعملون بها، ولکنها الخدیعة والوهن والمکیدة، أعیرونی سواعدکم وجماجمکم ساعة واحدة، فقد بلغ الحق مقطعه ولم یبق الا ان یقطع دابر الذین ظلموا.
فجاءه زهاء عشرین الفاً مقنعین فی الحدید شاکی السلاح سیوفهم على عواتقهم، وقد اسودت جباههم من السجود یتقدمهم عصابة من القراء الذین صاروا خوارج من بعد فنادوه باسمه لا بامرة المؤمنین : یاعلی اجب القوم الى کتاب الله اذا دعیت والا قتلناک کما قتلنا ابن عفان. فو الله لنفعلنها ان لم تجبهم.
فقال لهم : ویحکم انا اول من دعا الى کتاب الله واول من آجاب الیه.... قالوا : فابعث الى الاشتر لیأتیک وقد کان الاشتر صبیحة لیلة الهریر قد اشرف على عسکر [ معسکر ] معاویة لیدخله.

خلاصة البحث :
ـ الخوارج : هم الفئة التی خرجت على الامام علی بن ابی طالب علیه السلام بعد ان کانت تحارب معه إبان معرکة صفین بسبب رفضهم لنتیجة التحکیم فرفعوا شعارا صار رمزاً لتحرکهم وهو « لاحکم الا لله » وکان تأسیسها فی منتصف القرن الهجری الاول.
بعد ان اوشک اصحاب علی علیه السلامعلى تحقیق النصر على جماعة معاویة فی وقعة صفین، رفعت جماعة معاویة المصاحف ودعوا اصحاب الامام علی علیه السلامالى ما فیها، فانقسم القوم وقال عروة بن اذینة : تحکمون فی امر الله الرجال « لاحکم الا لله » ورجع علی من صفین فدخل الکوفة ولم تدخل معه الخوارج.
فأتوا حروراء فنزل بها منهم اثنا عشر الفا، وامَّروا علیهم رجلا منهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبی.
ـ قاتلهم الامام علیه السلامفی النهروان مقاتلة شدیدة، فنجا منهم عشرة وانهزم اثنان الى عمان واثنان الى کرمان واثنان الى سجستان واثنان الى الجزیرة وواحد الى تل مورون فی الیمن وهناک بدأت بدع الخوارج تنمو فی تلک المواضع.
ـ من افکارهم ومعتقداتهم تکفیر الامام علی علیه السلاموعثمان والحکمین واصحاب الجمل وکل من رضی بتحکیم الحکمین. اباحوا قتل اطفال المخالفین ونسائهم.

 

 


source : nooralquran.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أم البنين دوحة الايمان و الكرامات
ذكرى استشهاد السيدة أم البنين (عليها السلام)
زيارة أم البنين عليها السلام
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر
الحياء شعبة من شعب الايمان
السرّ الثاني معرفة الإمام (عليه السلام) جوهر ...
مکانة الرسول الأکرم عند الله
استشهاد النبي الرسول محمد(ص) اغتيالا بالسم
الإسلام والحياد
التوسل بأُم البنين عليها‌السلام

 
user comment