لو أراد شخص بحث موضوع من وجهة نظر القرآن و العترة ، يجب على الأقل قطع ستة مراحل تحقيقية حتى يشخص رأي الإسلام حول ذلك الموضوع .
المرحلة الأولى :
بجمع الآيات الواردة في ذلك المجال . في هذه المرحلة يجب ان يكون لديه من الخبرة و الاطلاع على القرآن الكريم ما يمكنه من استخراج جميع الآيات ، التي لها دخل في الموضوع ـ نفياً و إثباتاً ـ و لايكتفي في هذا الصدد بخصوص الآيات ، التي تتضمن ذلك الموضوع لفظاً ، بل يجعل المحور في جمع الآيات هو المحتوى ، و ليس اللفظ .
المرحلة الثانية :
ينسّق الآيات التي جمعت ، أي يقوم بترتيب المطلقة مع المقيدة ، و العامة مع الخاصة ، و المجملة مع ( المبينة ) ، و المتشابهة مع المحكمة ، و الأجزاء المناسبة إلى جانب بعضها البعض ، كي يحصل النتائج الصحيحة من دراسة الآيات .
المرحلة الثالثة :
يصل الدور إلى سيرة العترة الطاهرة ، فيجمع الروايات الواردة في هذا المجال ـ نفياً و إثباتاً ـ سواء كانت الروايات أقوالاً للمعصومين عليهم السلام أو أفعالاً صادرة منهم .
المرحلة الرابعة :
يرتب بين هذه الروايات المجموعة أي يقرن المطلقة بالمقيدة ، و العامة مع الخاصة و المحكمات الروائية مع المتشابهات ، و الناسخة مع المنسوخة و المجملة مع المبينة ، و يجب أن يقوم في كل موضوع بنفس العمل الذي يعمل في الاستنباط الفقهي ، لكي يستطيع تحصيل النتائج الصحيحة من بحث الروايات .
المرحلة الخامسة :
يستخرج النتائج المتعددة التي حصلت من الآيات بصورة قاعدة مهمة ، و يقدم كذلك الثمرات المتنوعة الحاصلة من الروايات بصورة قاعدة جامعة .
المرحلة السادسة :
يقوم في هذه المرحلة بترتيب نهائي بين النتائج الحاصلة من القرآن ، و الثمرات المستنبطة من الروايات ، لكي يستنبط موضوعاً منسجماً مع القرآن و العترة .
إذا قطع هذه المراحل التحقيقية ، و أراد أن يتكلم حول الموضوع ، فإن الأدب الديني و الاحتياط العلمي ، يقتضيان أن يقول ، إن مقتضى هذه الآية هو هذا ، أو ان مقتضى هذه الرواية هو هكذا ، لا أن يقول ، الإسلام يقول هكذا . و إذا أراد نقل رأي الإسلام لايسنده إلى نفسه . و ينقل حصيلة تحقيق المحققين ، الذين قطعوا هذه المراحل الاستنباطية الست ، و يقول ان محققينا كان هذا رأيهم ، و ان نظر الإسلام في هذا المجال هو هذا .
source : .www.rasekhoon.net