قصيدة رائعة في مدح السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام
للشاعر الخطيب الشيخ محمّد باقر الأيرواني
هـلـلّ الـشـعر في المديح وكبّــــر *** مـلأ الـكـون بـالـثناء المعطّر
طـفـحـت موجة الشعور انطلاقــاً *** مـن صميم الولاء أصلاً ومصدر
فـبـذكـر الإلـه يـشـدو لساني *** كــل نٍ أقـول : الله أكـبـر
وبِــطــه وفـاطـمٍ وعـلـيّ *** وبـل الـنـبـي مـازلـتُ أفخر
ولـهـم فـي الحياة أخلصت حبّي *** وبـنـور الـولاء قـلـبـي تنوّر
مـا تـصوّرت في الوجود سواهم ***عـظـمـاءَ فـلـم ولن أتصوّر
فازدهت كلّ بقعةٍ من بقاعِ الأرض*** فـيـهـم ومـجـدهـم ليس يُنكر
طـيـبـة طـاب اسـمها وثراها *** وبـمـثـوى مـحـمّد هي تزهر
وقـبـور الـبـقـيـع تـنفح طيباً ***إنّـهـا أطـيـب البقاع وأطهر
فـبـقـبر الزهراء والحسن السبط *** وزيـن الـعـبـاد خـيـرٌ موفر
وكـذا بـاقـر الـعـلـوم يـليه *** صـادق الـقول والصدوق المقدّر
ثـمّ أمّ الـبـنـيـن بـنت حزام *** اسـمـهـا خـالـدٌ ليوم المحشر
واسـت الـطُّـهـرَ فـاطم بِبَنيها *** والـوفـا شـأنُـها وأحرى وأجدر
فـلـديـن الإسـلام دون حـسينٍ *** قـد تـفـانـوا وقاتلوا شرّ عسكر
جـاهـدوا كـالأسـود حتى أُبيدوا *** وفـدوا ديـنـهـم بـقطع المنحر
ذكـرهـم مـفـخـر إلى كل جيل *** ومـثـال الـفخار في كلّ محضر
فــسـلام وألـفُ ألـفِ سـلامٌ *** لـك يـا بـقـعـة الـبقيع وأكثر
والـغـري أزدهـى بـمثوى عليّ *** قـامـع الـشرك قالع باب خيبر
نـجـفٌ أشـرفٌ إذا قـيـل حقاً ***إنّـه أشـرف الـبـلاد وأشـهـر
يــتـبـاهـى بـدم وبـنـوحٍ ***وبـهـودٍ وصـالـحَ بـعد حيدر
هـو حـامـي الـجوار حيّاً ومَيْتاً *** وغـداً فـي المعاد ساقي الكوثر
قُـدِّسـت كـربـلا بمثوى حسين *** والـشـهـيـديـن أكبر ثمّ أصغر
كـربـلا زادهـا الـحسين فخاراً ***بـأخـيـه العباس شِبل الغضنفر
حـبـيـب نجل المظاهر أضحى *** لـلـتـفـادي ولـلوفا خير مَظهر
وقـبـور الأنـصار ضمّت ثراها *** شـهـداء ثاروا على الظلم والشر
وبـقـبـرين للجوادين طـابـت *** أرض بـغـداد طيب مسك وعنبر
وازدهـت سـر من رأى وتسامت *** واعـتـزازا بـالـعسكريين تفخر
وبمثوى المولى الرضا أرض طوس *** قـد تعالت مجدا على البحر والبر
ولـتـبـاهـي بـفـاطم أرضُ قمٍّ *** ولـهـا الـفـخر والثناء المكرّر
أصـبـحـت جـنّة الحياة وتُدعى *** عـش آل الرسول في الدهر تذكر
حـوزة الـعـلـم في حماها تجلّت*** وبـالأسـاطـين والمراجع تزخر
قـبـرهـا صـار مـوئلا وملاذا ***وبـهـا كـل مـعـسـر يـتيسر
والـكـرامـات لا تـعدّ وتحصى ***وبـهـا صـفـوُ كل عيشٍ مكدّر
كـأبـيـهـا باب الحوائج تُقضى ***عـنـدهـا كـلّ حـاجةٍ تتعسّر
عـمّـهـا الـمـجتبى إمامٌ كريمٌ ***وعـطـايـاهـا لا تحدّ وتحصر
وهـي تـدعـى كـريمةً دون شكٍّ ***وعـلـى فـضـلها الكريمةُ تُشكَرْ
واسـمـهـا شاع في الأنامِ بفخرٍ ***ولـهـا يـنـظـم الـمديح وينثر
شـأنـهـا قد سَمَى جلالا وقدراً ***واجـتـبـاهـا الإله من عالم الذر
وحـبـاهـا حـلـما وقلبا صبورا ***وجـمـيـل العقبى لمن قد تصبّر
شـأنـهـا شـان فـاطم بنت طه ***فـهـي كـالنور واضح ليس ينكر
فـبـذي قـعـدةٍ بأوّل يومٍ ولدت ***والـبـشـيـر صـاح وبـشّـر
هـي أُخت الرضا علي بن موسى ***وأبـوهـا الإمام موسى بن جعفر
source : www.tebyan.net