سنة 183 هجرية
شهر رجب
اليوم الخامس والعشرون (1)
في بغداد ، على الجسر وضعت جنازة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بعد أن دس له سجانه السندي بن شاهك السم في طعامه بأمر من هارون العباسي .
المنادي ينادي : هذا إمام الرافضة فاعرفوه .
ونادى جماعة آخرون من أتباع الظلمة بنداء تقشعر منه النفوس الطيبة .
وعندما رأى سليمان بن أبي جعفر (2) ذلك ، خرج من قصره ، وأمر غلمانه بأخذ نعش الإمام ( عليه السلام ) من أيدي الجلاوزة ، فاشتبكوا معهم في عراك وضرب ، ثم أخذوا النعش الشريف من أيديهم ، ووضعوه على مفترق أربع طرق ، أمر سليمان المنادي بان ينادي : الا ومن أراد ان يرى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فليخرج . . .
ودفن الإمام ( عليه السلام ) في مقابر قريش حيث مرقده الآن في بغداد ، رزقنا الله تعالى وإياكم زيارته .
وهكذا انطوت حياة ذلك الإمام العظيم بعد أن عانى ما عانى من ظلم واضطهاد ، ونقل من سجن إلى سجن ، ومن سجّان إلى آخر حتى قبضه الله تعالى إليه (3) .
وكان ذلك أوّل ما كابدته وعانته السيدة المعصومة في مقتبل حياتها ، فقد حرمت عطف ورعاية أبيها وهي بعد في سن السادسة حيث أخرجه هارون من المدينة إلى بغداد وسجنه . وفي سن السادسة حيث أخرجه هارون من المدينة إلى بغداد وسجنه . وفي سن العاشرة صارت ( سلام الله عليها ) يتيمة الأب (4) .
____________
(1) مصباح المتهجد : ص 812 . وقيل في اليوم الخامس من رجب ، وقيل في اليوم السادس منه .
(2) سليمان بن أبي جعفر المنصور ـ عم هارون الرشيد ـ .
(3) راجع عيون أخبار الرضا : ج1 ص 99 ، والإرشاد ج2 ص 242 .
(4) وهذا بناء على أن ولادتها كان في سنة 173 هـ .
source : www.sibtayn.com