في السنة الثامنة للهجرة خرجت إحدى القبائل ضد المسلمين في منطقة تسمى(واد حنين)، وكانوا قد كمنوا في الشعاب ومضايق الوادي على قلتهم بينما كان عدد المسلمين ثلاثة عشر ألف، فداخل بعض المسلمين شعورا بالعجب وظنوا أنهم سوف ينتصرون على كل حال، ولكن مع شديد الأسف فإن العجب بالنفس يفسد الأعمال ويجعلها كالرماد تذهب سدى وإن الله تعالى قد حذر المسلمين من هذه الرذيلة ولكن حدث ما حدث، وهرب الجميع وتركوا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وحده في ميدان الحرب معه علي بن أبي طالب، وهو كعادته كرار غير فرار، ومعه أيضا العباس عمه وآخرين أقل من عدد أصابع اليدين.
فكان علي أمام النبي(صلى الله عليه وآله) يضرب بالسيف، وفي ذلك يقول العباس:
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة
وقد فر من قد فر عنه فاقشعوا
وقولي إذا ما لفضل شد بسيفه
على القوم أخرى يا بني ليرجعوا
وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه
لما ناله في الله ما يتوجع
حتى كشفوا المشركين عن النبي(صلى الله عليه وآله) وقام العباس وعلي يناديان بالمسلمن أن أقبلوا ولا تخافوا... ورويدا رويدا عاد المسلمون.
ومن المواقف البطولية لعلي في هذه الحرب:
- أولا: تقدم مالك بن عوف نحو النبي(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: أروني محمدا فشاهده فحمل عليه واقترب منه لضربه فبادره أمير المؤمنين علي بالسيف على رأسه فخرج السيف يلمع من بين رجليه، فكانت هذه الضربة الفريدة من نوعها قد زرعت الخوف والخواء في نفوس المشركين.
- ثانيا: وكان أبو جرول من المشركين قد أوقع القتل في المسلمين وهو على جمل أحمر بيده رمح طويل يطعن كل من اقترب منه، فجاءه علي(عليه السلام) فضرب عجز بعيره من الخلف فسقط من البعير ثم ضربه ضربة بسيفه البتار فقده نصفين... ولما رأى المشركون ما فعله علي بأبطالهم فروا من بين يديه... ومرة أخرى انتصر الإسلام بسيف علي(عليه السلام).
source : www.tebyan.net