عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

حدث عاشوراء الجلل .. كيف نكتبه ؟

حدث عاشوراء الجلل .. كيف نكتبه ؟

اقترن الحدث التاريخي المؤلم ، الذي فرضت فصول مأساته على الإمام الحسين و أهل بيته النبوي ( عليه السلام ) بأن المبدئية فيه كانت طاغية و التحدي عنه ضد الظلم الأموي كان فاعلاً.

و لا يخفى أن حدثاً جللاً كواقعة كربلاء حين يفكر المرء .. بالكتابة عنه ينبغي ، أن يكون حيادياً في تثبيت ما جرى دون أي تحيز سوى التمييز للحقيقة التاريخية ، التي يعتقدها صحيحة كون المؤرخ المعاصر يستنبط تحليلاته من خلال ما دوّن في المخطوطات و الكتب المطبوعة ، إلا أن ما يتوجب عدم إهماله بهذا الصدد ، هو الركون السمح لما زالت تتناقله الأجيال عبر تراثها الشفوي الممتد من يوم وقوع الحدث سنة 61 هجرية ، و حتى اليوم ففي التراث الشفوي الكثير الذي مازالت معلوماته غير مدونة.

و لا بأس من الإشارة أن ما دوّن في الكتابة التقليدية فيها من التوثيقات ، بما لا يمكن إهمالها أو تجاهلها على الرغم من أن بعضها قد كتب تحت التأثير العاطفي ، و بصراحة أكثر فإن الأخذ بعين الاعتبار التحولات التاريخية و دور السلطات القديمة ، التي كانت تقمع قائلي الحقيقة ، يفضل أخذ ظروفها بعقلية ، تركز منهجية البحث في القضية الحسينية ، حتى لا يضاف ظلماً جديداً لمظلمة الإمام الحسين (عليه السلام).

إن المتصفح بصورة عامة للمؤلفات التي طبعت حتى الآن حول الإمام الحسين (عليه السلام) على أهميتها ، لكنها تكاد تكون في مستوى واحد ، حتى ليخيل إلى القارئ الحيادي ، و كأن كل المؤلفين يكتبون عن واقعة كربلاء بمستوى واحد أو يقترب من ذلك . فإذا ما اعتبر أن التاريخ هو علم من علوم الفروع الإنسانية ، فإن مهمة إنجاز كتابة متكاملة عن معركة كربلاء ، تستوجب خوضاً لا يخرج عن إطار أن معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) ، كان يمثل الجانب الديني الإسلامي بكل ما فيه من عنفوان و حرص على إعلاء كلمة الله سبحانه و تعالى في الأرض في حين كان معسكر الأموي عبيد بن زياد بن أبيه لا يمثل سوى قشراً إسلامياً يخفي كفره المبطن.

و بذا فالصراع لم يكن يمثل صراعاً على السلطة ، كما يحلو للبعض من المؤلفين أن يصوّر ذلك ، إذ أن لمعركة كربلاء أبعد بكثير ، مما يحاول مثل هذا النموذج الجهول من المؤلفين ، أن يثبتوه على حساب الحقيقة و التاريخ . و حيثما يبقى الكلام المدوّن أي المكتوب ، يمثل أحد أهم أركان علم الكلام ذاته الذي ينبغي أن لا يخرج عن الإطار الحقيقي للأحداث.

إن حكم المؤلف يبقى دوماً ذا أهمية ، تتجلى منه فيما يسطره قلمه ، و طبيعي فهذه ليست فيها دعوة لأن يُلغى كل ما كتب عن حدث عاشوراء ، لكن إعادة بنائية ما كُتب حتى الآن يفضل أن يرافقه ما تناقلته سير الأشخاص أيضاً ، فبذاك سيمكن فرز الخطط و المبادئ و المدعيات ، التي كان يتقوّل بها معسكر عبيد الله بن زياد أمام المطالب العقلانية التي يتمسك بإشراقاتها الإسلامية معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) ، الذي كان يمثل جوهر الإسلام في أحلك مرحلة تمر به.

 


source : www.tebyan.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)
معاجـز الإمـام الکاظم وعلمــه
أوَلَسنا على الحق
التفسير المأثور عن الامام الرضا عليه السلام
الزيارة الجامعة الكبيرة
استجابة دعاء الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام )
السيد علي بن الامام الباقر عليه السلام
الحديث الفني
قالت السيدة الزهراء (س) في الخطبة الفدكية: "طاعتنا ...
ما الذي قاله الإمام الباقر عليه السلام حول صفات ...

 
user comment