السؤال: هل القرآن یدلّ على البداء؟
الجواب: نحن نأتی فی المقام بقلیل من کثیر ممّا یدل على البداء من الآیات القرآن الکریم:
منها: قوله سبحانه حاکیاً عن شیخ الأنبیاء: اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً* یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً* وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنْینَ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً.(1)
ترى أنّه علیه السلام یجعل الاستغفار علّة مؤثّرة فی نزول المطر، و کثرة الأموال و البنین، و جریان الأنهار إلى غیر ذلک.
و قوله سبحانه: إنَّ الله لا یُغَیّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّى یُغَیّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ .(2)
و قوله تعالى: ذَلِکَ بِأَنَّ الله لَم یَکُ مُغَیِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلَى قَوْمٍ حَتَى یُغَیّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ».(3)
و قوله سبحانه: وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهمْ بَرَکاتٍ مِنَ السَّماءِ و الأرْضِ وَلکِنْ کَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ. (4)
و قوله سبحانه: وَ مَنْ یَتَّقِ الله یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبْ.(5)
و قوله تعالى: وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّکُمْ لَئِنْ شَکَرْتُمْ لأزِیدَنَّکُمْ وَلَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِی لَشَدِیدٌ .(6)
و قوله سبحانه: وَ نُوحَاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّیْناهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الکَرْبِ العَظِیمِ.(7)
و قال تعالى: وَ أَیُّوبَ إذْ نَادَى رَبَّهُ أَنّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِینَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَکَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ.(8)
و قال سبحانه: وَ مَا کَانَ الله لِیُعَذّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَمَا کَانَ الله مُعَذّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ.(9)
و قال تعالى: فَلَوْلَا أَنَّهُ کَانَ مِنَ المُسَبّحِینَ* لَلَبِثَ فِی بَطْنِهِ إِلَى یَوْمِ یُبْعَثُونَ* فَنَبذْنَاهُ بِالعَرَاءِ وَ هُوَ سَقِیمٌ* وَ أَنبَتْنَا عَلَیهِ شَجَرَةً مِن یَقْطِینٍ.(10)
و قال تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّیْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَکَذلِکَ نُنْجِی المُؤْمِنینَ.(11)
و قال سبحانه: فَلَوْلَا کَانَتْ قَرْیَةٌ آمَنْتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إلَّا قَوْمَ یُونُسَ لَمّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْیِ فِی الحَیاةِ الدُّنْیا وَ مَتَّعْناهُمْ إلى حِینٍ.(12)
و هذه الآیات تعرب عن أنّ الأعمال الصالحة مؤثّرة فی مصیر الإنسان، و أنّ الإنسان بعمله یؤثّر فی تحدید قدره و تبدیل القضاء، و لیس هناک مقدّر محتوم فیما یرجع إلى أفعاله الاختیاریة حتّى یکون العبد فی مقابله مکتوف الأیدی و الأرجل.(13)
المصادر:
1. نوح : 10- 12.
2. الرعد : 11.
3. الأنفال : 53.
4. الأعراف : 96.
5. الطلاق : 3.
6.إبراهیم : 7.
7.الأنبیاء: 76.
8. الأنبیاء: 83.
9. الأنفال: 33.
10. الصافات: 143- 146.
11. الأنبیاء: 88.
12. یونس: 98. و قد استشهد الإمام أمیر المؤمنین ببعض هذه الآیات عند الاستسقاء، فقال: « إنَّ اللَّه یبتلی عبادَهُ عند الأعمال السیّئة بنقص الثمرات...» نهج البلاغة، الخطبة 143.
13. أضواء على عقائد الشیعة إلامامیة، الشیخ جعفر السّبحانی، ص 432 - 434.
source : .www.rasekhoon.net