علی الرغم من أنّ أبا حامد الغزالي لا ینتمي إلی الجماعات التکفیرية إلا أنه یمکن إعتباره أحد الطلائع و المنظرين حول التکفیر فإنّه یحاول أن ینقذ مسلمي عصره من فوضی التکفیر بتقدیم بعض المعاییر من جهة و من جهة أخری یتشبّث بمسئلة المعاد والتی هی من ثوابت دیننا الإسلامي لتکفیر بعض الفلاسفة کإبن سینا.من وجهة نظر أبي حامد الغزالي،لقد أنکر هؤلاء الفلاسفة أحد ضروریات الدین بتأویل بعض الآیات التي نزلت في المعاد الجسماني حیث یؤدي إنکارهم إلی إنکار الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و بالتالي إلی کفرهم. سنحاول في هذا المقال أن نخطوا ثلاث خطوات أساسیة:1)تبیین أدلة أبي محمد الغزالي في تکفیر الفلاسفة.2)تقییم هذه الأدلة و الکشف عن نقاط الضعف فيها.3)إیضاح دوافعه للوقوف في وجه الفلاسفة و مخالفته للفلسفة.و سنجیب عن إشکالاته بعد تبیین المدعی و الأدلة لدی أبي حامد الغزالي وسنرفع تهمة الکفر عن إبن سینا و بالتالي سیتبین للقارئ أنه لم یؤوّل الآیات القرآنیة، و إن فعل ذلك فإنّه لا یُعدّ کفرا وفق معاییر أبي محمد الغزالي حتی؛ فإنّه في نهایة المطاف لم یجد حیلة إلّا أن یؤول الآیات القرآنیة . فعلی ضوء ما قلنا أنه إذا اعتُبر تأویل التعالیمم الدینیة کمسئلة المعاد الجسماني کفرا فلن نجد علی وجه الأرض مسلما. بعد إتضاح ضعف الأدلة لهذه الکتابة التکفیریة فإنّ القضیة الأکثر أهمیة هي الکشف عن الحوافز التي دفعت به إلی إلقاء هذه التهم المتجاسرة و الحاسمة و غیر المنصفة علمیا و دینیا.من وجهة نظرنا إنّ هواجس أبي حامد الغزالي الرئیسیة لیست مسئلة المعاد و الدفاع عن ظواهر بعض الآیات القرآنیة و إنما هی نظرته المذهبیة إلی الفلسفة حیث یمکن أن نجد إمتداد هذه النظریة في کتب الشیخ الإشراق و فخر الرازي و كذلك في کتب إبن تیمیة و أمثاله مع نظرة أخباریة.
الکلمات المفتاحیة:المعاد الجسماني،التأویل،الکفر،إبن سینا،أبو حامد الغزالي،الأدلة العقلیة القاطعة؛الإجماع،الإجتهاد في أصول الدین،الخطأ
(النص الکامل سیعرض فی المؤتمر العالمی حول آراء علماء الإسلام فی التیارات المتطرفة و التکفیریة)
source : www.makhateraltakfir.com