عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

السؤال: أرجو منكم الإجابة على هذا السؤال ، ولكم جزيل الشكر

.السؤال: أرجو منكم الإجابة على هذا السؤال ، ولكم جزيل الشكر

أُريد أدلّة من كتبنا المعتبرة ، على أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد تصدّق بالخاتم ، ثمّ أدلّة من كتب إخواننا أهل السنّة .

الجواب : إنّ الكثير من مصادرنا ذكرت حديث التصدّق بالخاتم ، فراجع الكافي والاحتجاج والخصال وغيرها من المصادر (2) .

وبعض هذه الأحاديث في غاية الاعتبار من حيث السند ، كالتي وردت في " تفسير القمّي " ، وإن كانت استفاضتها تغنينا عن البحث في إسنادها .

وأما المصادر السنّية في الموضوع فقد تجاوزت العشرات ، بل المئات في المقام (3) .

حتّى بعض علمائهم كالتفتازاني (4) والقوشجي (5) والقاضي الإيجي (6) والجرجاني (7) وغيرهم يصرّحون : بأنّ آية الولاية نزلت في حقّ علي (عليه السلام) حين أعطى السائل خاتمه ، وهو راكع .

____________

1- شواهد التنزيل 1 / 212 .

2- أُنظر : الكافي 1 / 288 ، الاحتجاج 1 / 161 ، الخصال : 580 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 186 ح 193 ، تفسير القمّي 1 /170 .

3- أُنظر : شواهد التنزيل 1 / 219 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 357 ، أنساب الأشراف : 150 ح 151 ، التفسير الكبير 4 / 383 ، الدرّ المنثور 2 / 293 ، أحكام القرآن 2 / 557 ، مجمع الزوائد 7 / 17 ، كنز العمّال 13 / 107 ح 36354 .

4- شرح المقاصد 5 / 270 .

5- شرح تجريد العقائد : 368 .

6- المواقف : 405 .

7- شرح المواقف 8 / 360 .


الصفحة 87


( حميد عبد الشهيد .البحرين ... )

تصدّق علي بالخاتم أثناء الصلاة عبادة :

السؤال: سؤالي هو : نحو تصدّق الإمام علي بالخاتم ، وهو يصلّي ، والمعروف على أنّ الإمام إذا صلّى لا تجلس روحه في الأرض ، ولكن تسبّح في ملكوت الله ، فكيف إذاً كانت حالة الإمام يوم أجاب دعوة الفقير ؟ لابدّ أنّ هناك يداً خفية في ذلك الوقت ، يوم كان الإمام يصلّي من حيث إجابة السائل .

وبودّي أنّ توضّحوا لي ماذا حدث ؟ هل توجد اجتهادات في حقيقة المسألة ؟ لأنّ ما يقال : إنّه كان في وقت عبادة ، والتصدّق عبادة هو كلام صحيح لا خلاف عليه ، لكن هذا الجواب لا يغنيني ، شاكرين لكم .

الجواب : للجواب على سؤالك نشير إلى عدّة نقاط :

1-لو كان لهذا الإشكال أدنى مجال ، لما عدّت هذه القضية عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب علي (عليه السلام) .

2-هذا الالتفات من أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن إلى أمر دنيوي ، وإنّما كان عبادة في ضمن عبادة .

3-المعروف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه جمع في صفاته بين الأضداد ، حتّى إنّه لما سئل ابن الجوزي الحنبلي المتعصّب الذي ردّ الكثير من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن نفس هذا الأشكال الذي ذكرتموه أجاب ببيتين :

 

يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته

عن النديم ولا يلهو عن الناس

أطاعَهُ سكرُهُ حتّى تمكّن من

فعل الصُحاةِ فهذا واحد الناس

 

كما نقله عنه الآلوسي في " روح المعاني " (1) .

1-    روح المعاني 3 / 336 .

 


الصفحة 88


( عثمان خليل . سنّي ... )

في مصادر أهل السنّة :

السؤال: أشكركم على الردّ على رسالتي السابقة ، أمّا بعد :

بعد نقاشي مع بعض الإخوة من الشيعة ، علمت أنّ الآية { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (1)، هي من الأدلّة التي يستدلّ بها الشيعة على إمامة علي (رضي الله عنه) ، وأنا عندي بعض الملاحظات على هذا الدليل :

1-هل بالإمكان أن تزوّدوني بالمصادر التي تذكر أنّ الآية نزلت في علي ، على شرط أن تكون من كتب أهل السنّة ، وأن يكون سند الروايات صحيحاً ؟

2-هناك بعض الأُمور التي تثبت عدم نزولها في علي (رضي الله عنه) ، وهي :

أوّلاً : الآية جاءت في صيغة الجمع { الَّذِينَ آمَنُواْ } ، فكيف تكون في علي ؟

ثانياً : يقول الله تعالى : { يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } ، وأنتم تقولون : تصدّق علي بالخاتم ، وكما تعلمون هناك فرق بين الزكاة والصدقة ، وهذا يبطل ما ذهبتم إليه في شأن نزول الآية .

ثالثاً : { إِنَّمَا } أداة حصر كما تعلمون ، فلو سلّمنا أنّ الآية نزلت في علي ، فإنّ هذا يعني أنّ الولاية حصرت في الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعلي (رضي الله عنه) فقط ، وهذا ينفي إمامة باقي الأئمّة الذين تعتقدون بإمامتهم ، لذلك فإنّ استدلالكم بهذه الآية يخالف عقائدكم فضلاً عن عقائدنا ، وهذا أيضاً يبطل استدلالكم بالآية .

وأخيراً : أرجو أن يتّسع صدركم لهذه الأسئلة ، وجزاكم الله خيراً .

____________

1- المائدة : 55 .


الصفحة 89


الجواب : إنّ هذه الآية بضميمة شأن نزولها من الأدلّة القاطعة على إمامة علي (عليه السلام)، وأمّا الكلام على الملاحظات التي أبديتها فهو كما يلي :

1-إنّ المصادر التي ذكرت هذا الموضوع كثيرة جدّاً عند الفريقين ، بحيث يصبح الموضوع متواتراً والتواتر آية اليقين والعلم والإحاطة بجميع هذه الموارد غير يسيرة ، فلنكتف بالمقدار الأقلّ من كتب العامّة (1) .

والجدير بالذكر أنّ بعض العلماء من العامّة ينقل إجماع المفسّرين في المقام على هذا الموضوع (2) ، ثمّ هل يبقى شكّ وريب في نزول هذه الآية في حقّ الإمام (عليه السلام) بعد هذا ؟!

2-إنّ الأُمور التي ذكرت أو قد تذكر هي أُمور وهمية ، وليس لها قيمة علمية ، لأنّ المشكوك يجب أن يفسّر على ضوء المقطوع والمتيقّن ، فإنّ شأن نزول الآية ممّا لاشكّ فيه .

وأمّا الجواب عن الموارد التي أشرت إليها ، فهي كما يلي :

أوّلاً : هذا المقام من الموارد التي يجوز فيها إطلاق صيغة الجمع وإرادة المفرد لأجل التفخيم والتعظيم .

____________

1- أُنظر : شواهد التنزيل 1 / 219 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 357 ، أنساب الأشراف : 150 ح 151 ، التفسير الكبير 4 / 383 ، الدرّ المنثور 2 / 293 ، أحكام القرآن 2 / 557 ، مجمع الزوائد 7 / 17 ، كنز العمّال 13 / 107 ح 36354 ، تفسير الثعالبي 2 / 396 ، جامع البيان 6 / 389 ، الجامع لأحكام القرآن 6 / 221 ، شرح نهج البلاغة 13 / 277 ، مناقب الخوارزمي : 200 و 265 ، ذخائر العقبى : 102 ، ينابيع المودة 2 / 192 ، المعجم الأوسط 6 / 218 ، زاد المسير 2 / 292 ، تفسير القرآن العظيم 2 / 73 ، البداية والنهاية 7 / 397 ، جواهر المطالب 1 / 219 و 270 ، نظم درر السمطين : 86 ، أسباب نزول الآيات : 133 ، فتح القدير 2 / 53 ، روح المعاني 3 / 334 ، نور الأبصار : 118 ، الرياض النضرة 4 / 179 ، ومئات المصادر الأُخرى .

2- المواقف في علم الكلام : 405 ، شرح المواقف 8 / 360 ، شرح المقاصد 5 / 270 .


الصفحة 90


وفي رأي الزمخشري صاحب " الكشّاف " وهو من وجوه مفسّري العامّة أنّ المقصود من نزول الآية بصيغة الجمع كان لترغيب الآخرين ، ليتبعوا علياً (عليه السلام) في هذا الأمر ، ويتعلّموا منه (عليه السلام) (1) .

هذا بالإضافة إلى أنّ القرآن فيه خطابات كثيرة ، استخدم فيها لفظ الجمع وأراد المفرد .

ثانياً : إطلاق { الزَّكَاةَ } على الصدقة المندوبة أمر سائغ وشائع عند أهل الاصطلاح ، فقد يطلق على الزكاة بأنّها صدقة واجبة ، وأُخرى يطلق على الصدقة المستحبّة بأنّها زكاة .

وعلى أيّ حال ، فإنّ المقصود في الآية بقرينة إعطائها في حال الركوع هو الصدقة المندوبة والمستحبّة .

ثالثاً : إنّ ولاية وإمامة باقي الأئمّة (عليهم السلام) ثبتت بأدلّة قطعية أُخرى مذكورة في محلّها .

وأمّا مفاد { إِنَّمَا } في المقام هو حصر إضافي ، أي حصر بالنسبة للموجودين في حياة الإمام علي (عليه السلام) .

ثمّ إنّ هذه الولاية انتقلت بعد استشهاده إلى الأئمّة الأحد عشر من ولده (عليهم السلام) ، فلا ننفي الحصر في الآية ، ولكن نحصرها في حقّ من كان في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) .

( علي . أمريكا . 27 سنة . طالب )

{ إِنَّمَا } فيها أداة حصر :

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : ما هو الفرق بين كلمتي الجسم والجسد في ...
السؤال: نشكركم على جهودكم في إفادة الناس ...
لماذا البكاء على السيد الشهداء (عليه السلام)
السؤال : ما الفرق بين الحديث القدسيّ والحديث ...
ما هي وظائفنا في غيبة الإمام (عج اللّه‏ فرجه) ؟
هل الذين قتلو الامام الحسين علسه السلام هم من ...
في سفاهة ـ أعوذ بالله ـ يعاب عليه أدنى الناس لو ...
كيف ننزل البركة في منازلنا؟
السؤال: ما هي قيمة أحاديث ابن عباس عند علمائنا ؟ ...
السؤال : عندي سؤال ، أرجو الإجابة عليه : قال تعالى ...

 
user comment