بعد أن عرفنا أن المحبة التي شعر بها الإمام تجاه كل بني البشر كانت نابعة من بحر حبه وخلوص ارتباطه بالله عزّ وجلّ، نشير إلى أن هذه المحبة لم تكن على مستوى واحد تجاه كل الأفراد المجموعات. إذ إن مودته كانت تشتد وتزداد تجاه الفئة المؤمنة بالله، الصادقة، والمخلصة، بشكل يتناسب مع التزايد المضطرد في صدق نيتها واستقامتها وإيمانها.
ومما لاشك فيه، أن قصة العشق المتبادل بين الأمة والإمام، اللذان عاشا حالة الذوبان في حب الله والإنشاء بوصاله، هي التي جعلت الوحدة الروحية تربط بينهما في طريق خدمة ذات الحق.
هذه القصة الذهبية التي تعجز آلاف الكتب والمجلدات عن تصوير صدقها وعفويتها وتألقها.
خلال السنين العشرة التي تلت انتصار الثورة، تدفقت إلى مكتب الإمام مئات الآلاف من الرسائل التي عبرت عن أسمى آيات الحب والتقدير عبر نثر بليغ، أو مدح جميل، أو قصيدة مترفة، أو ديوان عشق ووفاء. وكان سماحته يرد عليها عبر أجوبة خاصة حيناً وعامة أحياناً، على نحو يجسد روعة الوحدة والانسجام بين القمة والقاعدة، والقائد والرعية؛ هذه الوحدة التي تعجز كلماتي القاصرة عن التعبير عن عمقها وبهائها، كما يعجز خيالي عن تصويرها وشرح أبعادها.
source : www.tebyan.net