عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

الإطار المذهبی لأهل السنة

الإطار المذهبی لأهل السنة

من الواجب بدایة تحدید الإطار المذهبی لأهل السنة، فإن هذا التحدید سوف یساعدنا فی حصر الفرق التی تولدت من خلالهم وفق هذا الإطار، إذ أن المتتبع لتاریخ أهل السنة یتبین له أنهم تبرأوا من الکثیر من الفرق بحجة انحرافها عن المعتقد الصحیح معتقد الفرقة الناجیة ـ حسب تصورهم ـ بینما هذه الفرق فی الحقیقة لا تتناقض فی عقائدها وتصوراتها مع عقائدهم، فمن ثم لیس لأهل السنة الحق فی نبذ هذه الفرق والتبرأ منها.
قال البغدادی: الصحیح عندنا أن أمة الإسلام تجمع المقرین بحدوث العالم وتوحید صانعه وقدمه وصفاته وعدله وحکمته ونفی التشبیه عنه، وبنبوة محمد(صلى الله علیه وآله وسلم) ورسالته إلى الکافة وبتأیید شریعته، وبأن کل ما جاء به حق وبأن القرآن منبع أحکام الشریعة وأن الکعبة هی القبلة التی تجب الصلاة إلیها، فکل من أقر بذلک کله ولم یشبه ببدعة تؤدی إلى الکفر فهو السنی الموحد(1).
ویوسع من إطار الفرقة الناجیة بحیث تشمل جمیع الفرق الإسلامیة لا أهل السنة وحدهم، فجمیع الفرق الإسلامیة بمختلف توجهاتها تقر وتعتقد بکل ما جاء فی کلام البغدادی، وما دامت جمیع الفرق قد أقرت بهذا کله فهی لم تأت ببدعة تؤدی بها إلى الکفر. وکیف تأتی بها وهی تقرّ بهذه الأصول..؟
وإذا کانت جمیع الفرق قد تساوت فی المعتقد حسب هذه الأصول فمن الذی یملک سلطة الحکم على أحدها بالبدعة والانحراف عن الدین. وما الذی یمیزه عن الآخرین حتى یملک هذه السلطة؟
والجواب یظهر لنا من خلال تحدید الإطار المذهبی لأهل السنة وذلک الإطار الذی تمیزت به عن الفرق الأخرى وأصبح أساسها فی الحکم على الآخرین بالبدعة والانحراف.
إلاّ أن الفرق الأخرى لم تتمرد على نهج أهل السنة ولم تحطم هذا الإطار بل التزمت به وکان افتراقها وتعددها لأسباب أخرى تعود إلى أهل السنة وإطارهم وهو إن دل على شیء فإنما یدل على بطلان انحصار فکرة الفرقة الناجیة فی دائرتهم.
إن إطار أهل السنة یقوم فی الأساس على الروایة، واعتمادهم المطلق على الروایة کان السبب المباشر فی إصطدامهم بالآخرین ونفور الآخرین منهم، فعلى أساس الروایة ـ التی هی لیست محل تسلیم مطلق من قبل الآخرین ـ بنوا معتقدات أصبحت أساس الحکم على الآخرین، وقد برزت من خلال الروایة فکرة عدالة الصحابة ومبدأ إطاعة الحاکم وتقدیس الخلفاء ووصف الله سبحانه بالنزول والصعود والضحک والغیرة وغیرها من الصفات التی جاءت بها الروایات(2).
ونتج عن هذا أن الذین وقفوا موقف المعارضة من الروایة اعتبرهم أهل السنة من الرافضة والحلولیة والباطنیة وغیرها من التسمیات التی أطلقوها على المخالفین لهم.
ویلاحظ من خلال کلام ابن حنبل الحدة والتشدّد تجاه الفرق المخالفة، ومن جانب آخر یظهر لنا بوضوح دور الروایة فی هذا الموقف المتطرف، فالروایة هی التی أسس علیها ابن حنبل موقفه، وهی التی حکم على أساسها ببطلان وانحراف عقائد الفرق الأخرى.
وقد تجاوز ابن حنبل حدود الروایة ووقع فی الخلط والتخبط بین عقائد وأفکار هذه الفرق الإحدى عشر حسب تصنیفه، والتی هی فی الحقیقة لا یجب أن تتجاوز حدود الست فرق، فالمرجئة فرقة متمیزة بأفکارها ومعتقداتها وکذلک القدریة والمعتزلة، أما النصرانیة والجهمیة والواقفة فهی امتداد للقدریة والمعتزلة، والرافضة فرقة، أما المنصوریة والسبئیة والزیدیة والخشبیة فهی امتداد لها، والخوارج بجمیع فرقها نهج واحد.
هذا مع الإشارة إلى أن هذه التسمیات التی أطلقت على هذه الفرق هی من اختراع أهل السنة ولا تعبر بحال عن حقیقة هذه الفرق.
والذی یلفت الانتباه هنا هو أن ابن حنبل اعتبر أصحاب الرأی من أهل السنة فرقة حکم علیها بالبدعة والضلال وعلى رأسها أبو حنیفة.
وهذا الموقف الحنبلی تجاه المخالفین إنما یتناقض مع الموقف الآخر للبغدادی الذی یتمیز بالاعتدال، وهو یؤکد ما ذکرناه من أن الفرق المخالفة لأهل السنة لم تخرج عن دائرة الأصول، ولم تأت بمعتقدات تنقلها من الملة.
وینبغی لنا أن نعرض لعدد من الروایات التی استخدمها أهل السنة کسلاح ضد الفرق الأخرى وکغطاء شرعی لهم یبررون على أساسه الحکم علیها بالمروق والضلال والکفر والزندقة.
وأول هذه الروایات روایة تقول: صنفان من أمتی لیس لهما فی الإسلام نصیب: المرجئة والقدریة(3).
وروایة ثانیة تقول: لا یقبل الله لصاحب بدعة صوماً ولا صلاة ولا صدقة ولا حجاً ولا عمرةً ولا جهاداً ولا صرفاً ولا عدلا، یخرج من الإسلام کما تخرج الشعرة من العجین(4).
وروایة ثالثة تقول: إن مجوس هذه الأمة المکذبون بأقدار الله إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، وإن لقیتموهم فلا تسلّموا علیهم(5).
وقد اعتبر أهل السنة الأحادیث الواردة فی الإیمان هی أحادیث ترد فکرة الإرجاء، أی استثمروها ضد فرقة المرجئة(6).
کذلک استثمروا الأحادیث الواردة فی فضائل الصحابة عندهم فی طعن وتشویه الشیعة(7).
واستثمروا الأحادیث الخاصة بعذاب القبر والرأی والعقل فی ضرب المعتزلة والفلاسفة وأصحاب الرأی(8).
ومکمن الأشکال هنا هو أن هذه الروایات معتمدة عند أهل السنة وحدهم، فهی صحیحة بطرقهم هم، لا بطرق الفرق والاتجاهات الأخرى، إلاّ أن حالة الأمن والتمکن التی عاشوها فی ظل الحکام جعلت لهم السیادة، ویسرت لهم احتکار الدین والتحدث بلسانه وإغلاق المنافذ الأخرى التی اعتبرت منافذ غیر شرعیة تضل الناس عن سبیل الله.
من هنا کان المخالفون لأهل السنة على مر التاریخ هم أهل بدعة وضلالة وهوى وزندقة یجب عزلهم عن الواقع وطالما استمروا على بدعتهم فهم غیر معصومی الدم والمال، أی مستباحین لأهل السنة وللحکام، وهو ما حدث بالأمس والیوم(9).
وهذا التصوّر هو ما نراه واضحاً من خلال ما طرحه ابن حنبل، وما طرحه غیره من فقهاء فرق أهل السنة.
وقد وضع البغدادی قواعد وحدود تنظیم التعامل مع الفرق المخالفة، وهو بهذا یؤکد أن أهل السنة هم أهل الحق والریادة.
یقول البغدادی عن الجهمیة: هؤلاء اتباع جهم بن صفوان الذی قال بالجبر وزعم أن العباد مضطرون إلى أنواع تصرفهم کما یضطر الریح إلى حرکته، ولم یثبتوا للعبد کسباً ولا استطاعة، وهذا القول وإن کان فاسداً فإنه لا یوجب عندنا تکفیراً، لأنه خلاف فی وصف العبد، وإنما یکفر الجهمیة فی شیئین:
أحدهما قولهم بأن الجنة والنار تفنیان.
وقولهم بحدوث علم الله تعالى.
لأن هذا یوجب أن لا یکون الله عالماً قبل حدوث علمه.
ولأجل هذه البدعة قتل جهم بن صفوان بمرو، قتلة مسلم بن احرز المازنی فی آخر زمان بنی أمیة.
وقال عن البخاریة اتباع الحسین بن محمد البخار: وهم فرق بالری، کل فرقة منها تکفر سائرها، ویجمعها القول بحدوث کلام الله تعالى ونفی صفاته الأزلیة واستحالة رؤیته، فهم فی هذه الأصول الثلاثة کالقدریة، فهذه أصولها التی نکفرهم فیها، أما قولهم فی خلق أفعال العباد فی الاستطاعة مع الفعل وفی أنه لا یکون إلاّ ما أراد الله تعالى وفی باب الوعد والوعید فکقول أهل السنة سواء.
وقال عن المعتزلة: أعلم أن تکفیر کل زعیم من زعماء المعتزلة واجب من وجوه.
أما واصل بن عطاء فلأنه کفر فی باب القدر بإثبات خالقین لأعمالهم سوى الله تعالى، وأحدث القول بالمنزلة بین المنزلتین فی الفاسق، ثم أنه شکک فی الصحابة.
وأما زعیمهم أبو الهزیل فإنه قال بفناء مقدرات الله تعالى حتى لا یکون بعدها قادراً على شیء.
وأما زعیمهم النظام فهو الذی نفى نهایة الجسم أو الجزء، وأبطل بذلک إحصاء الباری تعالى لأجزاء العالم وعلمه بکمیة أجزائه، وزعم أن الإنسان هو الروح وأنکر وقوع الطلاق بالکنایات.
وزعم الجاحظ منهم أن لا فعل للإنسان إلاّ أراده، وأن المعارف کلّها ضروریة، ومن لم یضطر إلى معرفة الله لم یکن مکلفاً ولا مستحقاً للعقاب.
وزعم تمامة أن المعارف ضروریة، وأن عامة الدهریة وسائرة الکفرة یصیرون فی الآخرة تراباً لا یعاقب واحد منهم، وحرم السبی واستفراش ـ جماع ـ الإماء.
وقال فی المجسمة والمشبهة: کل من شبه ربه بصورة الإنسان من البیانیة والمغیریة والجواربیة المنسوبة إلى داود الجواربی والهشامیة المنسوبة إلى هشام بن سالم، فإنما یعبد إنساناً مثله ویکون حکمه فی الذبیحة والنکاح کحکم عبدة الأوثان.
وقال عن الکرامیة: وأما جسمیة خراسان من الکرامیة فتکفیرهم واجب بقولهم: بأن الله له حدّ ونهایة.
وقولهم بأن الله محل للحوادث.
وهم یرون جمیع فرق الأمة من أهل الجنة، وأن أهل الأهواء بعد العقاب یصیرون إلى الجنة ولا یدوم عقابهم وجمیع مخالفیهم على أنهم من أهل النار فصاروا من هذه الجهة شر الفرق عند الأمة.
وقال عن البکریة وهم اتباع بکر ابن أخت عبد الواحد بن زید وکان یوافق النظام فی أن الإنسان غیر الجسد، ووافق أصحابنا فی إبطال القول بالتولد وانفرد بأشیاء کفرته الأمة فیها، منها قوله: إن الله یُرى یوم القیامة فی صورة یخلقها، وأنه یکلم عباده فی تلک الصورة، ومنها قوله فی الکبائر أنها نفاق وأن صاحب الکبیرة من أهل القبلة منافق.
وقال فی علی وطلحة والزبیر إن ذنوبهم کانت کفراً أو شرکاً غیر أنهم مغفور لهم لورود الخبر بأن الله تعالى أطلع على أهل بدر فقال: أعملوا ما شئتم فقد غفرت لکم.
أما الضراریة اتباع ضرار بن عمرو فقد وافق أصحابنا فی أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى وفی إبطال القول بالتولد، ووافق البخار فی أن الجسم أعراض مجتمعة من لون وطعم ورائحة وحرارة أو ضدها ونحو ذلک من الأعراض التی یخلو منها الجسم.
وانفرد بأشیاء، منها قوله: إن الله یرى بحاسة یرى بها المؤمنون ماهیة الإله ووصف الله بالماهیة کما قال أبو حنیفة.
ومنها أنه أنکر حرف أبی بن کعب وحرف ابن مسعود فی القرآن، وقال إن الله لم ینزلهما، ونسب هذین الإمامین إلى الضلال فی مصحفیهما.
کذلک تبنّى أهل السنة على أساس الروایة معتقد کفر والدی الرسول(صلى الله علیه وآله وسلم) وعمه أبو طالب، وجواز الصلاة وراء البر والفاجر، والجهاد وراء الحاکم براً کان أو فاجراً، وتسلیم زکاة الأموال له.
وبرز الحنابلة بمعتقد شاذ عن باقی فرق أهل السنة وهو تحریم زیارة القبور وشد الرحال إلیها واعتبار المراقد والمقامات والتوسل بالصالحین من آل البیت وغیرهم صورة من صور الشرک والضلال.
وإذا اعتبرنا أن أهل السنة هم الحنابلة فقط بحکم کونهم أول من نادى بالروایة ورفع شعار السنة بجوار الکتاب، فإن الفرق الأخرى مثل الأحناف والمالکیة والشافعیة والظاهریة وغیرهم تعتبر مخالفة لأهل السنة خارجة عن الإطار المذهبی العام لهم.
إلاّ أن المتتبع لتاریخ حرکة أهل السنة یتبین أن هذه الحرکة قد احتوت فی دائرتها هذه الفرق جمیعاً، ولیس السبب فی ذلک یعود إلى الإطار المذهبی لأهل السنة، وإنما یعود إلى اتفاق هذه الفرق جمیعاً على موقف موحد تجاه المخالفین خصوم أهل السنة من الشیعة والمعتزلة وأهل العقل عموماً، ذلک الموقف الذی مهّد للحکام أن یستثمرون فرق أهل السنة من الماترودیة والأشاعرة والحنابلة وسائر الفرق الأخرى لدعم نفوذهم واضفاء المشروعیة على عروشهم، فمن المعروف تاریخیاً أن الدول التی قامت فی بلاد ما وراء النهر کانت تمیل إلى الأحناف والماترودیة، والدول التی قامت فی بلاد الشام ومصر کانت تمیل إلى الأشاعرة والشافعیة، والدول التی قامت فى بلاد المغرب کانت تمیل إلى المالکیة.
من هنا فإن هذه الدول التی دعمت هذه الفرق قد وسعت من دائرة أهل السنة وأسهمت فی تعدد فرقها.
إلاّ أن الغریب فی الأمر أن الفقهاء والمؤرخین قد بارکوا هذه الحالة وأضفوا المشروعیة علیها واعتبروا أن الماترودیة والأشاعرة جناحی أهل السنة(10).
ونتیجة لاحتضان الحکام لفرق أهل السنة ودعمهم مما أدى إلى انتشارهم وشیوعهم وسیادتهم على واقع المسلمین وتحول مذهبهم إلى مذهب الأغلبیة وانحسار الاتجاهات والفرق الأخرى التی لم تسلّط علیها الأضواء ولم تحقق الأمن والاستقرار لأفکارها ومذهبها بسبب تصادمها مع الواقع والحکام... نتیجة لهذا کله اعتقد أهل السنة أنهم متمیزون على الآخرین قیمون علیهم مما قوى الاعتقاد السائد لدیهم بکونهم الفرقة الناجیة والطائفة المنصورة وأصحاب الحق، وهذا بدوره قد قوى اعتقاد نبذ الآخر لدیهم بل برر لهم استئصاله والقضاء علیه.
یقول ابن حنبل: هذه مذاهب أهل العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسکین بعروتها، المعروفین بها، المعتنى بهم فیها من لدن أصحاب رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) إلى یومنا هذا ـ وأدرکت من أدرکت ـ من علماء الحجاز والشام وغیرهما علیها. فمن خالف شیئاً من هذه المذاهب، أو طعن فیها أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، وخارج عن الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبیل الحق(11).
ومقصود ابن حنبل بأهل العلم وأصحاب الأثر وعلماء الحجاز والشام هم الذین یلتزمون بالطرح السائد فی دائرة الفرق المعترف بها المرضی عنها.
وقد أکد ابن حنبل ـ مؤسس فرقة أهل السنة وواضع إطارها المذهبی ـ من خلال هذا الکلام ما ذکرناه سابقاً من أن أهل السنة یتحدثون دائماً بلغة الاستعلاء والقیمومة والسیادة وقد منحوا أنفسهم سلطة الحکم على الآخرین بالزیغ والضلال ووجوب القضاء علیهم.
ویمکن تحدید اللإطار المذهبی لأهل السنة من خلال ما سبق ومن خلال کتب العقائد التی تحمل نصوص مذهبهم فیما یلی:
ـ وجوب التمسک بالروایة.
ـ وجوب الإیمان برؤیة الله یوم القیامة والإیمان بصفاته کما وردت فی الروایات وهی حقیقة لا مجاز.
ـ الإیمان بعدالة جمیع الصحابة وعدم الخوض فی أحوالهم وأمورهم.
ـ الإیمان بعذاب القبر.
ـ طاعة الحاکم واجبة وعدم جواز الخروج علیه وشق عصا الطاعة ومفارقة الجماعة جماعة المسلمین.
ـ الصلاة وراء کل برّ وفاجر، والجهاد ماض وراء کل أمیر براً کان أو فاجراً والجمعة والحج والعیدان معه.
ـ مقاطعة أهل البدع (المخالفین) والتحذیر منهم.
ـ الالتزام بنهج السلف من أهل السنة.
ـ أهل الکبائر والمعاصی مسلمون.
ـ الخلافة فی قریش.
ـ وجوب تسلیم زکاة الأموال للحاکم.
ـ الله فی السماء (الفوقیة).
ـ الإیمان بالشفاعة.
ـ الإیمان یزید وینقص.
ـ الضلال والهدایة وفق مشیئة الله.
ـ أفعال العباد بقضاء الله وقدره.
ـ القرآن کلام الله لیس بمخلوق.
ـ خیر الأمة بعد نبیها أبو بکر ثم عمر ثم عثمان ثم علی(12).
ولیس هناک ما یدعم هذه البنود من نصوص القرآن فهی تقوم على أساس الروایة التی هی لیست محل تسلیم من قبل الفرق الأخرى المناهضة لأهل السنة.
وهذا ما یبرر تمسک أهل السنة بالروایة والتعصب لها وشن الحرب الشعواء على مخالفیها، فهم قد سموا بأهل السنة لتمسکهم بالروایة التی اتخذوها شعاراً لهم، وأی محاولة لهدم الروایة یعنی هدم مذهبهم وفقدان مبرر وجودهم.
إن فرق أهل السنة المختلفة إنما تتمسک بالروایة وتلتزم بالإطار العام لمذهب أهل السنة.
وإن منظور أهل السنة فی النظر إلى الآخرین واعتبارهم فرقاً مخالفة إنما ینطبق علیهم وعلى فرقهم أیضاً.
لقد تجنبت کتب الفرق الحدیث عن فرق أهل السنة رغم کونها تنطبق علیها نفس الحالة والمقاییس التی أطلقت على الفرق الأخرى المخالفة لأهل السنة، وذلک لکون أن الذین دوّنوا هذه الکتب هم أهل السنة.
ویلاحظ من خلال عرض موقف أهل السنة من المخالفین مدى تأثیر الروایة على هذا الموقف، کما یلاحظ أن الروایة لها تأثیرها على مواقف واطروحات الفرق الأخرى أیضاً.
وهذه اللغة التی التزم بها البغدادی هی نفس لغة الشهرستانی وابن حزم وابن تیمیة وغیرهم من فقهاء أهل السنة، فهذه اللغة الواحدة إنما هی نابعة من روایات ثابتة لدى القوم کونت لدیهم معتقد ثابت فی المخالفین.
إن البغدادی وابن حنبل وابن حزم والشهرستانی وغیرهم ممن خاضوا فی أمر الفرق المخالفة لأهل السنة لم یبینوا لنا أدلة وبراهین وأطروحات هذه الفرق، وکانت لغتهم فی مواجهته لغة أحادیة أفقدتهم الموضوعیة والقدرة على حسم الخلاف وکسب المعرکة معهم.
ومثل هذه الروایات التى اعتمد علیها أهل السنة لا ترقى إلى درجة الصحة عندهم، إلا أنهم اعتمدوا علیها فی الماضی، أما فی الحاضر فقد بطلت حجتهم بها.
المصادر :
1- الفرق بین الفرق، الباب الثانی، الفصل الأول.
2- عقائد أهل السنة فی کتاب العقیدة الطحاویة. وعقیدة أهل السنة لابن حنبل والعقیدة الواسطیة لابن تیمیة .
3- الترمذی کتاب القدر ج4، وابن ماجة ج1، باب الإیمان.
4- ابن ماجة، باب اجتناب البدع والجدل ج1.
5- ابن ماجة باب فی القدر ج1، أو أنظر أبو داود باب فی القدر ج4 رقم 4691.
6- کتاب الإیمان فی مسلم وشرحه عند النووی. وکتاب الإیمان فی البخاری وشرحه فی فتح الباری.
7- أنظر الأحادیث الواردة فی فضائل الصحابة فی البخاری ومسلم وکتب السنن وشروحها.
8- أنظر باب اجتناب الرأی والقیاس عند ابن ماجة وباب فیما أنکرت الجهمیة وکتاب نقض المنطق لابن تیمیة.
9- حشدت لنا المصادر التاریخیة الکثیر من الحوادث التی راح ضحیتها الشیعة وغیرهم من خصوم أهل السنة. وقد حدثت اعتداءات کثیرة من فرقة الوهابیة على المخالفین فی جزیرة العرب وشکلت الوهابیة فرقاً لغزو العراق وهدم مقامات أهل البیت هناک وقامت هذه الفرق بقتل النساء والشیوخ والأطفال والاستیلاء على ما فی المساجد من تحف ومقتنیات.
10- أنظر مقرر التوحید فی المدارس الأزهریة.
11- عقیدة أهل السنة.
12- أنظر کتب عقائد أهل السنة.


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الامام الرضا عليه السلام و ولاية العهد
في عرض ولايتها على الأشياء
النتائج الاخرویة للارتباط بالمعصومین(ع)ـ القسم ...
ألقاب الإمام الرضا ( عليه السلام )
شهادة الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)
الرسائل
شخصية أهل البيت
اعلام الشيعة ایام الحسن (ع)
فضل زيارة الإمام الرضا ( عليه السلام )
أدوار السيدة زينب (عليها السلام) ومهامها

 
user comment