عربي
Monday 23rd of December 2024
0
نفر 0

بداية حركته:

بداية حركته:

تكاد تتفق الروايات على أن السفياني يبدأ حركته من خارج دمشق من منطقة حوران أو درعا على الحدود السورية الأردنية.

وقد سمت الروايات منطقة خروجه بالوادي اليابس والأسود.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام  قال: (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري. إذا رأيته حسبته أعور. اسمه عثمان وأبوه عنبسة (عيينة) وهو من ولد أبي سفيان. حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها). (البحار:52/205). وقد ورد في تفسير الربوة ذات القرار والمعين المذكورة في القرآن الكريم، أنها دمشق.

وفي مخطوطة ابن حماد ص75 عن محمد بن جعفر بن علي قال:

(السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، وبعينه نكتة بياض. يخرج من ناحية مدينة دمشق من واد يقال له وادي اليابس. يخرج في سبعة نفر، مع رجل منهم لواء معقود).

وفي ص74 أن بداية حركته (من قرية من غرب الشام يقال لها أندرا في سبعة نفر).

وفي ص 79 عن أرطاة بن المنذر قال: (يخرج المشوه الملعون من عند المندرون شرقي بيسان على جمل أحمر وعليه تاج).

وينبغي التنبيه على أن ابن حماد وغيره رووا روايات عديدة عن التابعين لم يسندوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم  أو أهل بيته عليهم السلام  تتحدث عن أمور أشبه بالأساطير عن السفياني وبداية حركته. وأنه يؤتى في منامه فيقال له قم، وأنه يحمل بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحداً إلا مات.( ابن حماد ص 75). وهي روايات متأثرة بالأمويين، تبالغ في شخصية السفياني أو في دوره، أو تريد إعطاءه كرامة إلهية!

لكن الأحاديث الأخرى تتفق على أن حركته سريعة وعنيفة، وأن شدة بطشه أمرٌ معروفٌ للرواة الشيعة، حتى أن أحدهم يسأل الإمام الصادق عما يفعله الشيعة إذا خرج، فعن (الحسن بن أبي العلاء الحضرمي قال( قلت لأبي عبد الله عليه السلام  أي الإمام الصادق: كيف نصنع إذا خرج السفياني؟ قال:

تغيب الرجال وجوهها منه. وليس على العيال بأس. فإذا ظهر على الأكوار الخمس، يعني كور الشام فانفروا إلى صاحبكم)  (البحار:52/272)

ويبدو أن أقوى معارضيه هم الأبقع وجماعته، وأنهم المقصودون ببني مروان في رواية مخطوطة ابن حماد ص77: (فيظهر على المرواني فيقتله. ثم يقتل بني مروان ثلاثة أشهر. ثم يقبل على أهل المشرق (أي الإيرانيين)  حتى يدخل الكوفة).

وتدل بعض الأحاديث على أن الشيعة في منطقة الشام لا يكونون هم العدو الأساسي للسفياني عند خروجه، بل جماعة الأبقع والأصهب الذين هم أعداء للشيعة وللسفياني معاً.

فعن الإمام الباقر عليه السلام  قال: (وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس، حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم. فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ فقال: يتغيب الرجال منكم عنه فإن خيفته وشرته فإنما هي على شيعتنا، فأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى. قيل إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه؟ قال: من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان. ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم. وإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله تعالى)  (البحار:52/141)  وهذا يدل على أن حملته على الشيعة في بلاد الشام تبدأ في رمضان بعد خروجه.

وتذكر الروايات أن سيطرته على المنطقة تكون قوية مطلقة حيث يتغلب على كل مصاعب الوضع الداخلي: ( فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه)  (البحار:52/252).

ويفهم بعضهم من تعبير هذا الحديث أن الشيعة في لبنان وبلاد الشام سوف لا يشملهم حكم السفياني ولا ينقادون له، وهو محتمل. وأقل ما يدل عليه استثناء طوائف من أهل الشام من الانقياد له، وأن جماعات مؤمنة يمتنعون بعصمة الله تعالى عن المشاركة في حركته وأعماله العسكرية في العراق والحجاز. ولايبعد أن يكون لهم وضع سياسي مميز عن المواطنين العاديين في دولة السفياني، يمكنهم من هذا القدر من الاستقلالية، من قبيل الوضع اللبناني الفعلي بالنسبة إلى سوريا.

على كل، يتفرغ السفياني من أعمال سيطرته على المنطقة، ويبدأ مهمته الخارجية، فيعد جيشه الكبير لمواجهة الإيرانيين الممهدين ( فلا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها)  (البحار:52 / 237).

معركة قرقيسيا:

قرقيسيا، مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية الواقعة عند الحدود السورية العراقية. والقريبة نسبياً من الحدود السورية التركية.

وفي معجم البلدان للحموي:4/328: (وقيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك. قال حمزة الاصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة. وكثيراً ما يجئ في الشعر مقصوراً). انتهى.

وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها، وبعضها لم تحدد وقتها، وبعضها حددتها بأنها بين بني العباس وبني أمية، وبعضها ربطتها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي عليه السلام ، وبعضها ذكرت أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ويقع الخلاف عليه بين السفياني والأتراك..

وهذه روايتها العامة:

في الكافي:8/295: عن الإمام الباقر عليه السلام  قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير. تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء، يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية)  قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.

وفي غيبة النعماني ص278: عن حذيفة بن المنصور، عن الإمام الصادق عليه السلام   أنه قال: (إن لله مائدة-وفي غير هذه الرواية مأدبة- بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين).

وهذه الرواية تربطها ببني العباس وبني أمية:

في غيبة النعماني ص303: عن الإمام الباقر عليه السلام  قال: (إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني).

وهذه الرواية تربطها بالسفياني وظهور الإمام المهدي عليه السلام:

في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:

أولها اختلاف ولد فلان، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، و يعقبها مرج الروم، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً.

فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم، وخرج رجل من موالي أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام، وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا...)  قال: والقائم يومئذ بمكة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به ينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد... الخ.

وهذه رواية غير مرفوعة في كتاب الفتن لابن حماد: تربطها بالسفياني، لكنها تجعل أطرافها مقابله الترك والروم، وتجعل لمصر مشاركة مع السفياني! قال في ص170: (عن أرطاة قال: إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طائفة من غربي مسجدها رفع بالشام ثلاث رايات الأبقع والأصهب والسفياني ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم).

أما الروايات التي تربطها بالكنز المختلف عليه، فهي عديدة، ومن أوضحها ما في مخطوطة ابن حماد ص92 عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  قال: (ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة، فيقتل عليه من كل تسعة سبعة. فإن أدركتموه فلا تقربوه).

وفيها أيضاً: (الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاماً، ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب، تنكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة سبعة).

ولا يعرف المقصود بالفتنة الرابعة في هذا الحديث، فإن الأحاديث التي تعدد الفتن متعارضة، نعم يسهل تمييز الفتنة الأخيرة منها لأن أحاديثها نصت على ظهور الإمام المهدي عليه السلام  بعدها.

ولا يمكن الحكم على نصوص مرسلة من هذا النوع، وإن صحت فيحتمل أن يكون الكنز المذكور مصادر نفط أو مناجم ذهب وفضة تكتشف هناك وتكون موضع خلاف بين الدول الثلاث

أما الطرف المقابل للسفياني في هذه المعركة فأكثر الأحاديث تذكر أنه الترك، ويمكن أن يكون الجيش التركي لأن النزاع على ثروة عند حدود سوريا وتركيا. ويحتمل أن يكون المقصود بالترك هنا الروس فقد ذكرت بعض الأحاديث أنهم قبل خروج السفياني ينزلون الجزيرة التي هي جزيرة ربيعة أو ديار بكر، القريبة من قرقيسيا.

وذكرت أحاديث أخرى أن السفياني يقاتل الترك ثم يكون استئصالهم يدل على يد المهدي عليه السلام، والمقصود بالجزيرة تلك المنطقة الواقعة قرب الموصل المسماة بهذا الاسم وبإسم ديار ربيعة أيضاً، وليس جزيرة العرب.

وكذا المقصود بنزول قوات الروم في الرملة يحتمل أن يكون رملة فلسطين أو رملة مصر.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفترة الرابعة: فتح العراق على يد الإمام المهدي ...
مناظرة ابن أبي عمير مع هشكام بن الحكم في العصمة
أسرة آل بُوَيه في الريّ
بداية حركته:
اهداف المامون من زواج ابنته للامام الجواد (ع)
الواقفية
الخوارزمشاهيون والميل الى التشيع .
بيعة العقبة
عبد المطلب بن هاشم جد النبي (ص) وكبير قريش
لماذا الحديث عن الشّيعة والسّنة ؟

 
user comment