عربي
Wednesday 24th of July 2024
0
نفر 0

مقام الإمام المهدي عليه السلام عند الله تعالى-2

(اللهم صلِّ على محمد وعليهم صلاةً كثيرةً دائمةً طيبة، لا يحبط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك.

اللهم صلى على وليك المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، وحجتك على خلقك، وخليفتك في أمرك، وشاهدك على عبادك. اللهم أعزَّ نصره، ومُدَّ عمره، وزيِّنْ الأرض بطول بقائه.

اللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدي الجبارين. اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تَقَرُّ به عينه، وتُسَرُّ به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة. إنك على كل شيء قدير.

اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك، وأظهر به ما غير من حكمك، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً خالصاً مخلَصاً، لاشك فيه ولا شبهة معه، ولا باطل عنده ولا بدعة لديه.

اللهم نوره بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، واهدم بعزته كل ضلالة واقصم به كل جبار، وأخمد بسيفه كل نار، وأهلك بعدله كل جبار، وأجر حكمه على كل حكم، وأذل لسلطانه كل سلطان.

اللهم أذن كل من ناواه، وأهلك كل من عاداه، وامكر بمن كاده، واستأصل من جحد حقه واستهان بأمره، وسعى في إطفاء نوره، وأراد إخماد ذكره).

(اللهم لك الحمد على ماجرى به قضاؤك في أوليائك، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك، إذا اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم، الذي لازوال له ولا اضمحلال، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك، وعلمت منهم الوفاء به، فقبلتهم وقربتهم، وقدمت لهم الذكر العلي، والثناء الجلي، وأهبطت عليهم ملائكتك، وأكرمتهم بوحيك، ورفدتهم بعلمك، وجعلتهم الذرائع إليك، والوسيلة إلى رضوانك. فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها. وبعض حملته في فلكك ونجيته ومن آمن معه من الهلكة برحمتك. وبعض اتخذته خليلاً، وسألك لسان صدق في الآخرين فأجبته وجعلت ذلك علياً، وبعض كلمته من جشرة تكليماً، وجعلت له من أخيه ردءاً ووزيراً. وبعض أولدته من غير أب، وآتيته البينات، وأيدته بروح القدس. وكلاً شَرَعْتَ له شريعة، ونهجْت له منهاجاً، وتخيرت له أوصياء، مستحفظاً بعد مستحفظ، من مدة إلى مدة، إقامةً لدينك، وحجةً على عبادك، ولئلا يزول الحق عن مقره، ويغلب الباطل على أهله، ولا يقول أحد: لولا أرسلت إلينا رسولاً منذراً، وأقمت لناً علماً هادياً، فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخرى.

إلى أن انتهيت بالأمر إلى حبيبك ونجيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم  فكان كما انتجبته، سيد من خلقته، وصفوة من اصطفيته، وأفضل من اجتبيته، وأكرم من اعتمدته، قدمته على أنبيائك، وبعثته إلى الثقلين من عبادك، وأوطأته مشارقك ومغاربك، وسخرت له البراق وعرجت به إلى سمائك، وأودعته علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك.

فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما، فليبك الباكون، وإياهم فليندب النادبون، ولمثلهم فلتذرف الدموع، وليصرخ الصارخون، ويضج الضاجون، ويعج العاجون.

أين الحسن، أين الحسين، أين أبناء الحسين، صالحٌ بعد صالح، وصادقٌ بعد صادق. أين السبيلُ بعد السبيل، أين الخيرةُ بعد الخيرة، أين الشموسُ الطالعة، أين الأقمارُ المنيرة، أين الأنجمُ الزاهرة، أين أعلامُ الدين، وقواعدُ العلم.

أين بقيةُ الله التي لاتخلو من العترة الطاهرة، أين المعدُّ لقطع دابر الظلمة، أين المنتظرُ لإقامة الأمْتِ والعِوج، أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان، أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن، أين المتخير لإعادة الملة والشريعة، أين المؤمّضل لاحياء الكتاب وحدوده، أين محيي معالم الدين وأهله، أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق.

أين معز الأولياء ومذل الأعداء، أين جامع الكلم على التقوى، أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسما، أين صاحب يوم الفتح، وناشر رايات الهدى، أين مؤلف الشمل الصلاح والرضا، أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء، أين الطالب بدم المقتول بكربلاء.

بأبي أنت وأمي ونفسي لك الوقاء والحمى، يا بن السادة المقربين، يا ابن النجباء الأكرمين، ياابن الهداة المهتدين يا ابن الخيرة المهديين. عزيزٌ عليَّ أن أرى الخلق ولا ترى، ولا أسمع لك حسيساً ولا نجوى، عزيز علي أن لا تحيط بي دونك البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى. بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا، بنفسي أنت من نازح لم ينزح عنا.

إلى متى أحار فيك يا مولاي وإلى متى. وأي خطاب أصف فيك وأي نجوى. عزيزٌ علي أن أجاب دونك وأناغى. عزيز علي أن أبكيك ويخذلك الورى. عزيزٌ على أن يجري عليك دونهم ما جرى.

هل من معين فأطيل معه العويل والبكا، هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا، هل قذيت عين فتسعدها عيني على القذى، هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى، هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى؟ ترى أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ، وقد ملأت الأرض عدلاً، وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً، واجتثثت أصول الظالمين، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين.

اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى، وإليك أستعدي فعندك العدوي، وأنت رب الآخرة والأولى.

اللهم ونحن عبيدك التائقون إلى وليك، المذكر بك وبنبيك، الذي خلقته لنا عصمةً وملاذاً، وأقمته لنا قواماً ومعاذاً، وجعلته للمؤمنين منا إماماً، فبلغه منا تحيةً وسلاماً.

اللهم وأقم به الحق، وادحض به الباطل، وأدِلْ به أولياءك، وأذلل به أعداءك، وصل اللهم بيننا وبينه وصلةً تؤدي إلى مرافقة سلفه، واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم، ويكمن في ظلهم، وأعنا على تأدية حقوقه إليه، والإجتهاد في طاعته، والإجتناب عن معصيته، وامنن علينا برضاه، وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه، وخير ما ننال به سعة من رحمتك، وفوزا عندك، واجعل صلواتنا به مقبولة، وذنوبنا به مغفورة، ودعاءنا به مستجاباً، واجعل أرزاقنا به مبسوطة، وهمومنا به مكفية، وحوائجنا به مقضية، وأقبل إلينا بوجهك الكريم، واقبل تقربنا إليك، وانظر إلينا نظرة رحيمة، نستكمل بها الكرامة عندك، ثم لا تصرفها عنا بجودك. واسقنا من حوض جده صلى الله عليه وآله وسلم، بكأسه وبيده رَيَاً روياً، سائغاً هنياً، لا ظمأ بعده. يا أرحم الراحمين).

هذا غيض من فيض من آدابنا الشيعية وأدبنا الشيعي مع الإمام المهدي الموعود أرواحنا فداه.

كما أن للشيعة في مدحه وحبه من الشعر من قبل ولاته الى يومنا هذا، مئات القصائد، وفيها من عيون الشعر العربي، وآيات الشعر الفارسي والتركي والأوردي. وسنختم الكتاب بمقطوعات منها، إن شاء الله.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عاشوراء الحكمة والعاطفة
الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب ...
المؤامرات فی الکوفة
واقع ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ
خالد بن ولید يقتل الصحابي مالك بن نويرة طمعاً في ...
الغلاة في نظر الإمامية
قبول الخلافة
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول

 
user comment