نطق الجمادات
وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
أمير المؤمنين كنت أخرج مع رسول الله إلى أسفل مكة و أشجارها و لا يمر بحجر و لا شجر إلا قالت السلام عليك يا رسول الله و أنا أسمع
علقمة و ابن مسعود كنا نجلس مع النبي ع و نسمع الطعام يسبح و رسول الله يأكل و أتاه مكرز العامري و سأله آية فدعا تسع حصاة فسبحن في يده و في
حديث فوضعهن على الأرض فلم يسبحن و سكتن ثم عاد و أخذهن فسبحن
ابن عباس قال قدم ملوك حضرموت على النبي ع فقالوا كيف نعلم أنك رسول الله فأخذ كفا من حصى فقال هذا يشهد أني رسول الله فسبح الحصى في يده
و شهد أنه رسول الله ص
النبي ع قال إني لأعرف حجرا بمكة ما مررت عليه إلا سلم علي
أبو هريرة و جابر الأنصاري و ابن عباس و أبي بن كعب و زين العابدين ع أن النبي ع كان يخطب بالمدينة إلى بعض الأجذاع فلما كثر الناس و اتخذوا
له منبرا و تحول إليه حن كما تحن الناقة فلما جن إليه و التزمه كان يئن أنين الصبي الذي يسكت و في رواية فاحتضنه رسول الله ص فقال لو لم أحتضنه
لحن إلى يوم القيامة و في رواية فدعاه النبي ص فأقبل يخد الأرض و التزمه و قال عد إلى مكانك فمر كأحد الخيل
و في مسند أحمد قال أبي بن كعب قال النبي ص اسكن اسكن إن تشأ غرستك في الجنة فيأكل منك الصالحون
المناقب ج : 1 ص : 91
و إن تشأ أعيدك كما كنت رطبا فاختار الآخرة على الدنيا
و في سنن ابن ماجة لما هدم المسجد أخذ أبي بن كعب الجذع الحنانة و كان عنده في بيته حتى بلي فأكلته الأرضة و عاد رفاتا خطيب منيح
و من أضحى عليه الجذع لما تولى منه مكتئبا حزينا
و حن إليه من كلف و شوق فأظهر معلنا منه الحنينا
غيره
و الجذع حن لئن فارقته أسفا حنين ثكلى شجتها لوعة الثكل
ما صبر من صار من عين على أثر و حال من حال عن حال إلى عطل
أمير المؤمنين ع إن اليهود اجتمعت عند امرأة يقال لها عبدة على أن تسمه في هذه الشاة فشوتها ثم اجتمعت الرؤساء في بيتها فأتت رسول الله ص فقالت
يا محمد قد علمت ما توجب لي من حق الجوار و قد أحضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك فقام رسول الله ص و معه علي و أبو دجانة و أبو أيوب و
سهل بن حنيف و في خبر و سلمان و المقداد و عمار و صهيب و أبو ذر و بلال و البراء بن معرور فلما دخلوا و أخرجت الشاة سدوا آنافهم بالصوف و
قاموا على أرجلهم و توكئوا على عصيهم فقال النبي ص اقعدوا فقالوا إنا إذا زارنا نبي لا نقعد و كرهنا أن يصل إليه أنفاسنا فلما وضعت الشاة بين يديه
تكلم كتفها فقالت مه يا محمد لا تأكل مني فإني مسمومة فدعا رسول الله ص عبدة فقال لها ما حملك على ما صنعت قالت قلت إن كان نبيا لا يضره و إن
كان كذابا أرحت قومي منه فهبط جبرئيل فقال السلام يقرؤك السلام و يقول قل بسم الله الذي يسميه كل مؤمن و عز به كل مؤمن و بنوره الذي أضاءت به
السماوات و الأرض و بقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد و انتكس كل شيطان مريد من شر السم و السحر و اللمم بسم العلي الملك الفرد الذي لا إله إلا
هو و ننزل من القرآن ما هو شفاء
مناقب ج : 1 ص : 92
و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارا فقال النبي ع ذلك و أمر أصحابه فتكلموا به ثم قال كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا و في خبر أن البراء بن
معرور أخذ منه لقمة أول القوم فوضعها في فيه فقال له أمير المؤمنين لا تتقدم رسول الله ص في كلام له جاءت به هذه و كانت يهودية و لسنا نعرف حالها
فإن أكلته بأمر رسول الله فهو الضامن لسلامتك منه و إذا أكلته بغير إذنه وكلك إلى نفسك فنطق الذراع و سقط البراء و مات
و روي أنها كانت زينب بنت الحرث زوجة سلام بن مسلم و الآكل كان بشر بن البراء بن معرور و أنه دخلت أمه على النبي ع عند وفاته فقال يا أم بشر
ما زالت أكلة خيبر التي أكلت مع ابنك تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري و لذلك يقال إن النبي ع مات شهيدا
و عن عروة بن الزبير أن النبي ع بقي بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه و في رواية أربع سنين و هو الصحيح نصر بن المنتصر
و من يناديه الذراع أنني مسمومة قد سمني القوم العدى
ابن حماد
و أبصر الناس منه كل معجزة و معجب بين مراء و مستمع
مثل الذراع التي سمت ليأكلها فكلمته و كل العلام يعي
و له
و كلمته الذراع إذ سم فيها يا رسول الإله دع عنك أكلي
تفسير الإمام الحسن العسكري ع في قوله تعالى ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ قالت اليهود زعمت أن الأحجار ألين من قلوبنا و أطوع لله منا فاستشهد هذه الجبال على
تصديقك فأمر ع فتحرك الجبل و تزلزل و فاض منه الماء و نادى أشهد أنك رسول رب العالمين و سيد الخلق أجمعين ثم أمره أن ينقطع نصفين و ترتفع
السفلى و تنخفض العليا و تباعد ع إلى فضاء واسع ثم نادى أيها الجبل بحق محمد و آله الطيبين في كلام له فتزلزل الجبل
المناقب ج : 1 ص : 93
و سار كالقارح الهملاج حتى وقف بين يديه فقالوا رجل مبخوت
و فيه إنه رمت قريش بالأحجار على محمد و علي ع فرأوا كل حجر منها يسلم عليهما فوجموا فقال عشرة من مردتهم ما هذه الأحجار تكلمهما و لكنهم
رجال في حفرة و حضرة الأحجار قد خبأهم محمد تحت الأرض فتحلق عشرة أحجار و رضت رءوس المتكلمين بهذا الكلام فجاء عشائرهم يبكون و
يضجون و يقولون قتل محمد أصحابنا بسحر فأنطق الله جنائزهم صدق محمد و كذبتم و اضطربت الجنائز و أسقطت من عليها و نادت ما كنا لنحمل
أعداء الله فقال أبو جهل إن ذلك سحر عظيم ثم دعيا الله تعالى فنشروا ثم نادى المحيون إن لمحمد و علي شأن عظيم في الممالك التي كنا فيها
و فيه في تفسير قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أنه قال مالك بن الصيف أريد أن يشهد بساطي بنبوتك و قال أبو لبابة بن عبد المنذر أريد أن يشهد
سوطي بها و قال كعب بن الأشرف أريد أن يؤمن بك هذا الحمار فأنطق الله البساط فقال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أنك يا محمد عبده و رسوله و أشهد
أن علي بن أبي طالب وصيك فقالوا ما هذا إلا سحر مبين فارتفع البساط و نكس مالكا و أصحابه ثم نطق سوط أبي لبابة بالنبوة و الإمامة ثم انجذب من
يده و جذب أبا لبابة فخر لوجهه ثم قال لا أراك أجذبك حتى أثخنك ثم قتلك أو تسلم فأسلم أبو لبابة و جاء كعب يركب حماره فشب به الحمار و صرعه
على رأسه ثم قال بئس العبد أنت شاهدت آيات الله و كفرت بها فقال النبي ع حمارك خير منك قد أبى أن تركبه فلن تركبه أبدا فاشتراه منه ثابت بن قيس
و فيه أنه أتاه الحارث بن كلدة الثقفي و سأل معجزة و قال فادع لي تلك الشجرة فدعاها النبي ع فجعلت تخد في الأرض أخدودا عظيما كالنهر
المناقب ج : 1 ص : 94
حتى وقفت بين يديه و نادت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنك يا محمد عبده و رسوله و أشهد أن عليا ابن عمك هو أخوك في دينك
فأسلم الحارث
تكلمة اللطائف
إنه كان يبني مسجدا في المدينة فدعا شجرة من مكة فخدت الأرض حتى وقفت بين يديه و نطقت بالشهادة على نبوته صلوات الله و سلامه عليه بيت
و من دعا الدوحة إذ قال لها ألا أقبلي فأقبلت لمن دعا
عبد الله بن رواحة
لو لم تكن فيك آيات مبينة كانت بديهية تنبئك بالخبر
فطن بن حارثة العليمي
رأيتك يا خير البرية كلها نبت نضارا في الأرومة من كعب
أغر كان البدر غرة وجهه إذا ما بدا للناس في حلل العصب
أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجها و رشت اليتامى في السغابة و الجدب