عربي
Friday 1st of November 2024
0
نفر 0

لا تنفصلوا عن أهل البيت (ع)

لا تنفصلوا عن أهل البيت (ع)


لا تنفصلوا عن أهل البيت (ع)
روى عن محمد بن الوليد الكرمانى قال: أتيت أبا جعفر ابن الرضا (ع) فوجدت بالباب الذى فى الفناء قوماً كثيراً فعدلت إلى سافر فجلست إليه حتى زالت الشمس، فقمنا للصلاة فلمّا صلّينا الظهر وجدت حسّاً من ورائى فالتفتُّ فإذا أبو جعفر (ع) فسرت إليه حتى قبّلت كفّه، ثمَّ جلس وسأل عن مقدمى ثمَّ قال: سلّم فقلت جعلت فداك قد سلّمت فأعاد القول ثلاث مرات: سلّم! فتداركتها وقلت: سلّمت ورضيت يا ابن رسول الله فأجلى الله عمّا كان فى قلبى حتّى لو جهدت ورمت لنفسى أن أعود إلى الشكّ ما وصلت إليه.
فعُدت من الغد باكراً فارتفعت عن الباب الأوّل وصرت قبل الخيل وما وراى أحد أعلمه، وانا أتوقّع أن آخذ السبيل إلى الإرشاد إليه، فلم أجد أحداً أخذ حتى أشتدّ الحرُّ والجوع جداً، حتى جعلت أشرب الماء أُطفى‌ء به حرَّ ما أجد من الجوع والجوى، فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوى غلام قد حمل خواناً عليه طعام وألوان، وغلام‌
______________________________
 (1) بشارة المصطفى: 197؛ كشف الغمة: 1/ 107؛ تفسير الكشّاف: 3/ 403؛ ينابيع المودة: 2/ 333؛ بحار الأنوار: 23/ 2333، باب 13.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 426
آخر عليه طست وإبريق، حتى وضع بين يدى وقالا أمرك أن تأكل فأكلت.
فلمّا فرغت أقبل فقمت إليه فأمرنى بالجلوس وبالأكل، فأكلت، فنظر إلى الغلام فقال: كل معه ينشط! حتى إذا فرغت ورفع الخوان، وذهب الغلام ليرفع ما وقع من الخوان، من فتات الطعام، فقال: مه ومه ما كان فى الصحراء فدعه، ولو فخذ شاة، وما كان فى البيت فالقطه ثمَّ قال: سل! قلت: جعلنى الله فداك ما تقول فى المسك؟.
فقال: إنّ أبى أمر أن يعمل له مسك فى قارورة فكتب إليه الفضل يخبره أنَّ الناس يعيبون ذلك عليه فكتب يا فضل أما علمت أنَّ يوسف كان يلبس ديباجاً مزروراً بالذَّهب ويجلس على كراسىّ الذَّهب فلم ينتقص من حكمته شيئاً وكذلك سليمان ثمَّ أمر أن يعمل له غالية بأربعة آلاف درهم.
ثمَّ قلت: ما لمواليكم فى موالاتكم؟ فقال: إنَّ أبا عبدالله (ع) كان عنده غلام يمسك بغلته إذا هو دخل المسجد فبينما هو جالس ومعه بغلة إذ أقبلت رفقة من خراسان، فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلنى مكانك وأكون له مملوكاً وأجعل لك مالى كلّه؟ فإنّى كثير المال من جميع الصنوف اذهب فاقبضه، وأنا أُقيم معه مكانك فقال: أسأله ذلك.
فدخل على أبى عبدالله فقال: جعلت فداك تعرف خدمتى وطول صحبتى فإن ساق الله إلىَّ خيراً تمنعنيه؟ قال: أُعطيك من عندى وأمنعك من غيرى فحكى له قول الرجل فقال إن زهدت فى خدمتنا ورغب الرجل فينا قبلناه وأرسلناك فلمّا ولّى عنه دعاه، فقال له: أنصحك لطول الصحبة، ولك الخيار، فإذا كان يوم القيامة كان رسول الله (ص) متعلّقاً بنور الله وكان أمير المؤمنين (ع) متعلّقاً برسول الله، وكان الأئمة متعلّقين بأمير المؤمنين وكان شيعتنا متعلّقين بنا يدخلون مدخلنا، ويردون موردنا.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 427
فقال الغلام: بل أُقيم فى خدمتك وأُؤثر الآخرة على الدُّنيا وخرج الغلام إلى الرَّجل فقال له الرَّجل: خرج إلىَّ بغير الوجه الذى دخلت به، فحكى له قوله وأدخله على أبى عبدالله (ع) فقبل ولاءه وأمر للغلام بألف دينار ثمَّ قام إليه فودّعه وسأله أن يدعو له ففعل.
فقلت: يا سيدى لولا عيال بمكّة وولدى سرَّنى حُقّاً كان له فأمرنى أن أحملها فتأبّيت وظننت أنَّ ذلك موجدة، فضحك إلىَّ وقال: خذها إليك فإنّك توافق حاجة، فجئت وقد ذهبت نفقتنا شطر منها فاحتجت إليه ساعة قدمت مكّة.
14 الحب سبب الطمأنينة فى القلب‌
إن حبّ آل البيت (ع) يبعث فى القلب السكينة والطمأنينة والإحساس بالسلام.
وحبّ آل محمد (ص) يضفى على حياة الإنسان شعوراً بالصفاء والطمأنينة ويجعل من طعم الحياة حلواً مفعماً بالمشاعر الإنسانية السامية.
قال أمير المؤمنين على (ع):
إن رسول الله لما نزلت هذه الآية ... أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‌ قال ذلك: من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتى صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله يتحابون‌ «1».
أجل أن من يحب الله ورسوله وآل الرسول والمؤمنين حباً خالصاً وجاء عمله لله خالصاً وكانت طاعته للرسول وآله طاعة لله عزّ وجل الذى أمر بحبهم فإنّ هذا الحب سيكون له عوناً فى تزكية نفسه وتطهير قلبه وتنقية عمله من كل ما يشوب العمل الصالح والنوايا الطيبة من وساوس وسيجعل من قلب الإنسان المحبّ مضيئاً مشرقاً ومتألقاً كالمرايا.
______________________________
 (1) الدر المنثور: 4/ 642؛ الجعفريات: 224.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 428
عن الإمام الصادق (ع): إن رسول الله (ص) قال لعلى بشأن هذه الآية الكريمة: الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‌ «1».
أنها نزلت: فيمن صدق لى وآمن بى، وأحبك وعشيرتك من بعدك، وسلّم الأمر لك وللأئمة من بعدك‌ «2».
وروى مالك بن أنس قرأ قوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‌
أتدرى من هم يا بن أم سليم؟ قلت: لا من هم؟ قال (ص): نحن أهل البيت، وشيعتنا «3».
______________________________
 (1) سورة الرعد: الآية 28.
 (2) تفسير الفرات: 207، حديث 274.
 (3) تأويل الآيات الطاهرة: 239؛ بحار الأنوار: 23/ 184، باب 9، حديث 47.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 429

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

اسالیب القرآن
الاستماتة‌ والجزع‌ من‌ الموت‌في‌ ساحة‌ ...
أقوال المعصومين في القرآن
دفاعاً عن النبي (ص) في ذكرى مولده
الإمام باب الحوائج موسى بن جعفر الكاظم(عليه ...
الخدمة الاجتماعية للمرضى المشرفين على الموت
لا تنفصلوا عن أهل البيت (ع)
إرهاب ورعب لا مثيل لهما في التاريخ!!
هل المهديّ المنتظر هو المسيح عليهما السلام
الإستراتيجية العسكرية في معارك الإمام علي (عليه ...

 
user comment