عربي
Monday 6th of May 2024
0
نفر 0

عناية الاسلام بالعشرة

عناية الاسلام بالعشرة


عناية الاسلام بالعشرة

إن الاسلام يحتوي على‌ مسائل شتى‌ من عباديّة وفرديّة وأُسريّة ومن اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة وثقافيّة، لذلك عرّفه القرآن الكريم‌
______________________________
 (1)- نحل (16): 49.
 (2)- الرحمن (55): 6.
نظام العشره فى المنظور الاسلامى للعلامة حسین انصاریان ، ص: 22

بوصفه ديناً كاملًا؛ وتأسيساً على‌ ذلك اهتم الاسلام بقضية العِشرة التي هي موضع حاجة بين بني الانسان اجمع، اهتماماً خاصاً وقدّم أولى‌ وأفضل الارشادات والتوجيهات في تبيين النمط الصحيح للعشرة سواء في العِشرة الباطنية مع الأنبياء والأئمّة والأولياء عند غيبتهم عن الانظار، أو العِشرة مع الزوجة والأولاد والآباء والأمهات والأرحام والأقرباء؛ كما أنّه قد سن قوانين لو أنّ الناس في كافة مجالات العِشرة التزموا بها، لظموا في هذه المرحلة العاطفية الحساسة عنقاء السعادة إلى‌ صدورهم ولجلسوا على‌ مائدة العِشرة الصحيحة وذاقوا لذة الصحبة الدائمة ولفازوا بسد جانب من حاجاتهم وحاجات من صاحبهم المادية والروحية.
مكانة العِشرة

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، ص: 25

العِشرة هي التناسق مع نظام الخليقة
مهما يكن من شي‌ء فان لجميع الكائنات في عالم الوجود تناسق فيما بينها يشبه المعجزة وأن التماسك فيها يجعل من نظام الوجود باسره في أفق أهل المعرفة وحدة تامة، وكأنما جميع الكائنات في مسرح الوجود تدعوا بني الانسان بلسان حالها أن تعالوا حتى تجعلوا الصحبة والصداقة والتضامن والتناسق الايجابي هو الأساس والأصل في حياتكم الصحبة والصداقة والتضامن والتناسق الايجابي هو الأساس والأصل في حياتكم وأن يصبح كل انسان في كافة المجالات من مادية وروحية وأخلاقية وانسانية مكمّلًا للآخر وأن يملأ كل منكم فراغاً في حياة الآخر بالطريقة اللائقة اعتماداً على الايمان باللَّه واليوم الآخر والمعرفة بأحكام الاسلام المحفزة لحياة أفضل خصوصاً في مجال العِشرة والصداقة، تعايشوا لكي تَعمُرَ دنياكم وآخرتكم وتنعموا بدفى‌ء السعادة والفلاح إلى الأبد وتَبنوا في ظل مثل هذه العِشرة والصحبة جواً من الأمن والأمان والوداد والمحبة والكرامة والشرف.
كم انتج التناسق وأُلفة بين الكائنات من ثمرات عظيمة للوجود، وللانسان بوجه خاص. حبذا لو قام بني الانسان أيضاً ببناء روابط

نظام العشره فى المنظور الاسلامى، للعلامة انصاریان ص: 26

صحيحة فيمابينهم وتبادلوا القيم في الحياة بالصحبة والصداقة حتى يصبح فضاء الحياة فضاءاً يشبه الجنان فينتفع كل انسان من الآخر انتفاعاً انسانياً وأخلاقياً، ولكن لا تحصل مثل هذه الصداقة ولا يتحقق نظير هذا التناسق إلا بالاعتماد على‌ جوهر الايمان باللَّه سبحانه واليوم الآخر والعمل وفق النُّظم الدينية القيمة والتأسي بالأنبياء والأئمة عليهم السلام مع جعل القرآن مثلًا اعلى‌ يقتدى‌ به.


source : دارالعرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

حديث الطير
سياسة الاِمام السجاد عليه‌السلام
الترغيب في الزواج
فلسلفة فريضة الحج ودروسها
باب المتمتع متى يقطع التلبية
أم البنين دوحة الايمان و الكرامات
حياة علــي الأكبــر (عليه السلام)
أفضلية فاطمة الزهراء (ع) في کتب أهل السنة(القسم ...
حرف الفاء الموحدة
الشيعة والوحدة

 
user comment