لأبراهيم بن علي الكفعمي
[21]
الأسماء الحسنى
و سنوردها هنا بثلاث عبارات :
الأولى : ما ذكرها
الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد رحمه الله في عدته أن الرضا (عليه السلام) روى عن أبيه عن آبائه عن علي (عليه السلام) أن لله تسعة و تسعين اسما من دعا بها استجيب له و من أحصاها دخل الجنة و هي هذه الله الواحد الأحد الصمد الأول الآخر السميع البصير القدير القاهر العلي الأعلى الباقي البديع البارئ الأكرم الظاهر الباطن الحي الحكيم العليم الحليم الحفيظ الحق الحسيب الحميد الحفي الرب الرحمن الرحيم الذارئ الرازق الرقيب الرءوف الرائي السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر السيد السبوح الشهيد الصادق الصانع الطاهر
[22]
العدل العفو الغفور الغني الغياث الفاطر الفرد الفتاح الفالق القديم الملك القدوس القوي القريب القيوم القابض الباسط القاضي المجيد الولي المنان المحيط المبين المقيت المصور الكريم الكبير الكافي كاشف الضر الوتر النور الوهاب الناصر الواسع الودود الهادي الوفي الوكيل الوارث البر الباعث التواب الجليل الجواد الخبير الخالق خير الناصرين الديان الشكور العظيم اللطيف الشافي
الثانية : ما ذكرها الشهيد رحمه الله في قواعده و هي الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر البارئ الخالق المصور الغفار الوهاب الرزاق الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحليم العظيم العلي الكبير الحفيظ الجليل الرقيب المجيب الحكيم المجيد الباعث الحميد المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الماجد التواب المنتقم الشديد العقاب العفو الرءوف الوالي الغني المغني الفتاح القابض الباسط الحكم العدل اللطيف الخبير الغفور الشكور المقيت الحسيب الواسع الودود الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي المحصي الواجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن البر ذو الجلال و الإكرام المقسط الجامع المانع الضار النافع النور البديع الوارث الرشيد الصبور الهادي الباقي .
[23]
قال رحمه الله ورد في الكتاب العزيز من الأسماء الحسنى الرب و المولى و النصير و المحيط و الفاطر و العلام و الكافي و ذو الطول و ذو المعارج .
الثالثة : ما ذكرها فخر الدين محمد بن محاسن رحمه الله في جواهره و هي الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الماجد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال و الإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور فهذه تسعة و تسعون اسما رواها محمد بن إسحاق في المأثور.
[24]
و لما كانت كل واحدة من هذه العبارات الثلاث تزيد على صاحبتيها بأسماء و تنقص عنهما بأسماء أحببت أن أضع عبارة رابعة مشتملة على أسماء العبارات الثلاث مع الإشارة إلى شرح كل اسم منها من غير إيجاز مخل و لا إسهاب ممل .
و سميت ذلك بالمقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى فنقول و بالله التوفيق .
الله :
اسم علم مفرد موضوع على ذات واجب الوجود و قال الغزالي الله اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية المنعوت بنعوت الربوبية المتفرد بالوجود الحقيقي فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته و إنما استفاد الوجود منه .
و قيل الله اسم لمن هو الخالق لهذا العالم و المدبر له و قال الشهيد في قواعده الله اسم للذات لجريان النعوت عليه و قيل هو اسم للذات مع جملة الصفات الإلهية فإذا قلنا الله فمعناه الذات الموصوفة بالصفات الخاصة و هي صفات الكمال و نعوت الجلال قال رحمه الله و هذا المفهوم هو الذي يعبد و يوحد و ينزه عن الشريك و النظير و المثل و الند و الضد و قد اختلف في اشتقاق هذا الاسم المقدس على وجوه عشرة ذكرناها
[25]
على حاشية الصحيفة في دعاء زين العابدين (عليه السلام) إذا أحزنه أمر .
و اعلم أن هذا الاسم الشريف قد امتاز عن غيره من أسمائه تعالى الحسنى بوجوه عشرة :
أ- أنه أشهر أسماء الله تعالى .
ب- أنه أعلاها محلا في القرآن .
ج- أنه أعلاها محلا في الدعاء .
د- أنه جعل أمام سائر الأسماء .
هـ- أنه خصت به كلمة الإخلاص .
و- أنه وقعت به الشهادة .
ز- أنه علم على الذات المقدسة و هو مختص بالمعبود الحق تعالى فلا
[26]
يطلق على غيره حقيقة و لا مجازا قال تعالى هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا أي هل تعلم أحدا يسمى الله و قيل سميا أي مثلا و شبيها .
ح- أن هذا الاسم الشريف دال على الذات المقدسة الموصوفة بجميع الكمالات حتى لا يشذ به شيء و باقي أسمائه تعالى لا تدل آحادها إلا على آحاد المعاني كالقادر على القدرة و العالم على العلم أو فعل منسوب إلى الذات مثل قولنا الرحمن فإنه اسم للذات مع اعتبار الرحمة و كذا الرحيم و العليم و الخالق اسم للذات مع اعتبار وصف وجودي خارجي و القدوس اسم للذات مع وصف سلبي أعني التقديس الذي هو التطهير عن النقائص و الباقي اسم للذات مع نسبة و إضافة أعني البقاء و هو نسبة بين الوجود و الأزمنة إذ هو استمرار الوجود في الأزمنة و الأبدي هو المستمر في جميع الأزمنة فالباقي أعم منه و الأزلي هو الذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحققة و المقدرة فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضبط .
ط- أنه اسم غير صفة بخلاف سائر أسمائه تعالى فإنها تقع صفات أما أنه اسم غير صفة فلأنك تصفه و لا تصف به فتقول إله واحد و لا تقول شيء إله و أما وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى صفات فلأنه يقال شيء قادر و عالم و حي إلى غير ذلك .
ي- أن جميع أسمائه الحسنى يتسمى بهذا الاسم و لا يتسمى هو بشيء منها فلا يقال الله اسم من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور و لكن يقال الصبور اسم من أسماء الله تعالى .
إذا عرفت ذلك فاعلم أنه قد قيل إن هذا الاسم المقدس هو الاسم الأعظم قال ابن فهد في عدته و هذا القول قريب جدا لأن الوارد في هذا المعنى كثير .
[27]
و رأيت في كتاب الدر المنتظم في السر الأعظم للشيخ محمد بن طلحة بن محمد بن الحسين أن هذا الاسم المقدس يدل على الأسماء الحسنى كلها التي هي تسعة و تسعون اسما لأنك إذا قسمت الاسم المقدس في علم الحروف على قسمين كان كل قسم ثلاثة و ثلاثين فتضرب الثلاثة و الثلاثين في حروف الاسم المقدس بعد إسقاط المكرر و هي ثلاثة تكون عدد الأسماء الحسنى و ذكر أمثلة أخر في هذا المعنى تركناها اختصارا .
و رأيت في كتاب مشارق الأنوار و حقائق الأسرار للشيخ رجب بن محمد بن رجب الحافظ أن هذا الاسم المقدس أربعة أحرف الله فإذا وقفت على الأشياء عرفت أنها منه و به و إليه و عنه فإذ أخذ منه الألف بقي لله و لله كل شيء فإن أخذ اللام و ترك الألف بقي إله و هو إله كل شيء و إن أخذ
[28]
الألف من إله بقي له و له كل شيء فإن أخذ من له اللام بقي هو و هو هو وحده لا شريك له و هو لفظ يوصل إلى ينبوع العزة و لفظ هو مركب من حرفين و الهاء أصل الواو فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق و الهاء أول المخارج و الواو آخرها فهو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن .
و لما كان الاسم المقدس الأقدس أرفع أسماء الله تعالى شأنا و أعلاها مكانا و كان لكمالها جمالا و لجمالها كمالا خرجنا فيه بالإسهاب عن مناسبة الكتاب و الله الموفق للصواب .
الرحمن الرحيم :
قال الشهيد رحمه الله هما اسمان للمبالغة من رحم كغضبان من غضب و عليم من علم و الرحمة لغة رقة القلب و انعطاف يقتضي التفضل و الإحسان و منه الرحم لانعطافها على ما فيها و أسماء الله تعالى إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي هي انفعال .
و قال صاحب العدة الرحمن الرحيم مشتقان من الرحمة و هي النعمة
[29]
و منه وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أي نعمة و يقال للقرآن رحمة و للغيث رحمة أي نعمة و قد يتسمى بالرحيم غيره تعالى و لا يتسمى بالرحمن سواه لأن الرحمن هو الذي يقدر على كشف الضر و البلوى و يقال لرقيق القلب من الخلق رحيم لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة و أقلها الدعاء للمرحوم و التوجع له و ليست في حقه تعالى كذلك بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم و كشف البلوى عنه فالحد الشامل أن تقول هي التخلص من أقسام الآفات و إيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات .
و في كتاب الرسالة الواضحة أن الرحمن الرحيم من أبنية المبالغة إلا أن فعلان أبلغ من فعيل ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمية و أخرى باعتبار الكيفية .
فعلى الأول قيل يا رحمان الدنيا لأنه يعم المؤمن و الكافر و رحيم الآخرة لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين لقوله تعالى وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً .
و على الثاني قيل يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيم الدنيا لأن النعم الأخروية كلها جسام و أما النعم الدنيوية فجليلة و حقيرة
و عن الصادق (عليه السلام) الرحمن اسم خاص بصفة عامة و الرحيم اسم عام بصفة خاصة
و عن أبي عبيدة الرحمن ذو الرحمة و الرحيم الراحم و كرر لضرب من التأكيد .
[30]
و عن السيد المرتضى رحمه الله أن الرحمن مشترك فيه اللغة العربية و العبرانية و السريانية و الرحيم مختص بالعربية .
قال الطبرسي و إنما قدم الرحمن على الرحيم لأن الرحمن بمنزلة الاسم العلم من حيث إنه لا يوصف به إلا الله تعالى و لهذا جمع بينهما تعالى في قوله قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ فوجب لذلك تقديمه على الرحيم لأنه يطلق عليه و على غيره .
الملك :
التام الملك الجامع لأصناف المملوكات قاله البادرائي في جواهره .
[31]
و قال الشهيد الملك المتصرف بالأمر و النهي في المأمورين أو الذي يستغني في ذاته و صفاته عن كل موجود و يحتاج إليه كل موجود في ذاته و صفاته .
و الملكوت ملك الله زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت و رحموت من الرهبة و الرحمة .
القدوس :
فعول من القدس و هو الطهارة فالقدوس الطاهر من العيوب المنزه عن الأضداد و الأنداد و التقديس التطهير و قوله تعالى حكاية عن الملائكة وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ أي ننسبك إلى الطهارة .
و سمي بيت المقدس بذلك لأنه المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب و قيل للجنة حظيرة القدس لأنها موضع الطهارة من الأدناس و الآفات التي تكون في الدنيا .
السلام :
معناه ذو السلامة أي سلم في ذاته عن كل عيب و في صفاته عن كل نقص و آفة تلحق المخلوقين و السلام مصدر وصف به تعالى للمبالغة و قيل معناه المسلم لأن السلامة تنال من قبله .
و قوله لَهُمْ دارُ السَّلامِ يجوز أن تكون مضافة إليه تعالى و يجوز أن يكون تعالى قد سمى الجنة سلاما لأن الصائر إليها يسلم من كل آفة .
[32]
المؤمن :
المصدق لأن الإيمان في اللغة التصديق و يحتمل ذلك وجهان :
أ- أنه يصدق عباده وعده و يفي لهم بما ضمنه لهم .
ب- أنه يصدق ظنون عباده المؤمنين و لا يخيب آمالهم قاله البادرائي
و عن الصادق (عليه السلام) سمي تعالى مؤمنا لأنه يؤمن عذابه من أطاعه
و في الصحاح الله تعالى مؤمن و هو الذي آمن عباده ظلمه .
المهيمن :
قال العزيزي في غريبه و الشهيد في قواعده هو القائم على خلقه بأعمالهم و آجالهم و أرزاقهم .
و قال صاحب العدة المهيمن الشاهد و منه قوله تعالى وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ أي شاهدا فهو تعالى الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل و قيل هو الرقيب على الشيء و الحافظ له و قيل هو الأمين .
[33]
و إلى القول الأوسط ذهب الجوهري فقال المهيمن الشاهد و هو من آمن غيره من الخوف .
قلت إنما كان المهيمن من آمن لأن أصل مهيمن مؤيمن فقلبت الهمزة هاء لقرب مخرجهما كما في هرقت الماء و أرقته و أيهات و هيهات و إبرية و هبرية للخزاز الذي في الرأس و قرأ أبو السرائر الغنوي هياك نعبد و هياك نستعين قال الشاعر
و هياك و الأمر الذي إن توسعت *** موارده ضاقت عليك مصادره
العزيز :
الغالب القاهر أو ما يمتنع الوصول إليه قاله الشهيد في قواعده و قال الشيخ علي بن يوسف بن عبد الجليل في كتابه منتهى السئول في شرح الفصول العزيز هو الحظير الذي يقل وجود مثله و تشتد الحاجة إليه و يصعب الوصول إليه فليس العزيز المطلق إلا هو تعالى .
و قال صاحب العدة العزيز المنيع الذي لا يغلب و يقال من عز بز
[34]
أي من غلب سلب و منه قوله تعالى وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ أي غلبني في محاورة الكلام و قد يقال العزيز للملك و منه قوله تعالى يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ أي يا أيها الملك .
و العزيز أيضا الذي لا يعادله شيء و الذي لا مثل له و لا نظير .
الجبار :
القهار أو المتكبر أو المتسلط أو الذي جبر مفاقر الخلق و كفاهم أسباب المعاش و الرزق أو الذي تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل أحد و لا تنفذ فيه مشيئة أحد و يقال الجبار العالي فوق خلقه و يقال للنخل الذي طال و فات اليد جبار .
المتكبر :
ذو الكبرياء و هو الملك أو ما يرى الملك حقيرا بالنسبة إلى عظمته قاله الشهيد و قال صاحب العدة المتكبر المتعالي عن صفات الخلق و يقال المتكبر على عتاة خلقه و هو مأخوذ من الكبرياء و هو اسم التكبر و التعظم .
الخالق :
هو المبدئ للخلق و المخترع لهم على غير مثال سبق قاله البادرائي في جواهره
[35]
و قال الشهيد الخالق المقدر .
قلت و هو حسن إذ قد يراد بالخلق التقدير و منه قوله تعالى أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ أي أقدر .
البارئ :
الخالق و البرية الخلق و بارئ البرايا أي خالق الخلائق
المصور :
الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها قال تعالى وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ .
و قال الغزالي في تفسير أسماء الله تعالى الحسنى قد يظن أن الخالق و البارئ و المصور ألفاظ مترادفة و أن الكل يرجع إلى الخلق و الاختراع و ليست كذلك بل كل ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقديره أولا و إلى إيجاده على وفق التقدير ثانيا و إلى التصوير بعد الإيجاد ثالثا و الله تعالى خالق من حيث إنه مقدر و بارئ من حيث إنه مخترع موجد و مصور من حيث إنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب و هذا كالبناء مثلا فإنه يحتاج إلى مقدر يقدر ما لا بد منه من الخشب و اللبن و مساحة الأرض و عدد الأبنية و طولها و عرضها و هذا يتولاه المهندس فيرسمه و يصوره ثم يحتاج إلى بناء يتولى الأعمال التي عندها تحدث أصول الأبنية ثم يحتاج إلى مزين ينقش ظاهره و يزين صورته فيتولاه غير البناء هذه هي العادة في التقدير في البناء و التصوير و ليس كذلك في أفعاله تعالى بل هو المقدر و الموجد و الصانع فهو الخالق و البارئ و المصور .
[36]
الغـفار :
هو الذي أظهر الجميل و ستر القبيح قاله الشهيد .
و قال البادرائي هو الذي يغفر ذنوب عباده و كلما تكررت التوبة من المذنب تكررت منه تعالى المغفرة لقوله وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ ...الآية و الغفر في اللغة الستر و التغطية فالغفار الستار لذنوب عباده .
القهار القاهر :
بمعنى و هو الذي قهر الجبابرة و قهر العباد بالموت غير أن قهار و غفار و جبار و وهاب و رزاق و فتاح و نحو ذلك من أبنية المبالغة لأن العرب قد بنت مثال من كرر الفعل على فعال و لهذا يقولون لكثير السؤال سئال و سئالة .
قال
سئالة للفتى ما ليس في يده *** ذهابة بعقول القوم و المال
و كذا ما بني على فعلان و فعيل كرحمان و رحيم إلا أن فعلان أبلغ من فعيل و بنت مثال من بالغ في الأمر و كان قويا عليه على فعول كصبور و شكور و بنت مثال من فعل الشيء مرة على فاعل نحو سائل و قاتل و بنت مثال من اعتاد الفعل على مفعال مثل امرأة مذكار إذا كان من عادتها أن تلد الذكور و مئناث إذا كان من عادتها أن تلد الإناث و معقاب إذا كان من عادتها أن تلد نوبة ذكرا و نوبة أنثى و رجل منعام و مفضال إذا كان ذلك من عادته .
الوهاب :
هو من أبنية المبالغة كما مر آنفا و هو الذي يجود بالعطايا التي لا تفنى و كل من وهب شيئا من أعراض الدنيا فهو واهب و لا يسمى وهابا بل الوهاب
[37]
من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا و دامت و المخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالا أو نوالا في حال دون حال و لا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم و لا ولدا لعقيم قاله البادرائي .
و قال صاحب العدة : الوهاب الكثير الهبة و المفضال في العطية .
و قال الشهيد : الوهاب المعطي كل ما يحتاج إليه لكل من يحتاج إليه .
الرزاق الرازق :
بمعنى و هو خالق الأرزقة و المرتزقة و المتكفل بإيصالها لكل نفس من مؤمن و كافر غير أن في الرزاق المبالغة .
الفتاح :
الحاكم بين عباده و فتح الحاكم بين الخصمين إذا قضى بينهما و منه رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ أي احكم .
و هو أيضا الذي يفتح أبواب الرزق و الرحمة لعباده و هو الذي بعنايته ينفتح كل مغلق .
العليم :
العالم بالسرائر و الخفيات و تفاصيل المعلومات قبل حدوثها و بعد وجودها .
[38]
القابض الباسط :
هو الذي يوسع الرزق و يقدره بحسب الحكمة .
و يحسن القران بين هذين الاسمين و نظائرهما كالخافض و الرافع و المعز و المذل و الضار و النافع و المبدئ و المعيد و المحيي و المميت و المقدم و المؤخر و الأول و الآخر و الظاهر و الباطن لأنه أنبأ عن القدرة و أدل على الحكمة قال الله تعالى وَ اللَّهُ يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ فإذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت الصفة على المنع و الحرمان و إذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين فالأولى لمن وقف بحسن الأدب بين يدي الله تعالى أن لا يفرد كل اسم عن مقابلة لما فيه من الإعراب عن وجه الحكمة .
الخافض الرافع :
هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء و يرفع المؤمنين بالإسعاد و قوله خافِضَةٌ رافِعَةٌ أي تخفض أقواما إلى النار و ترفع أقواما إلى الجنة يعني القيامة .
المعز المذل :
الذي يؤتي الملك من يشاء و ينزعه ممن يشاء أو الذي أعز بالطاعة أولياءه فأظهرهم على أعدائه في الدنيا و أحلهم دار الكرامة في العقبى و أذل أهل
[39]
الكفر في الدنيا بأن ضربهم بالرق و الجزية و الصغار و في الآخرة بالخلود في النار .
السميع :
بمعنى السامع يسمع السر و النجوى سواء عنده الجهر و الخفوت و النطق و السكوت و قد يكون السميع بمعنى القبول و الإجابة و منه قول المصلي سمع الله لمن حمده معناه قبل الله حمد من حمده و استجاب له و قيل السميع العليم بالمسموعات و هي الأصوات و الحروف .
البصير :
العالم بالخفيات و قيل العالم بالمبصرات .
و في عبارة الشهيد السميع الذي لا يعزب عن إدراكه مسموع خفي أو ظاهر و البصير الذي لا يعزب عنه ما تحت الثرى و مرجعهما إلى العلم لتعاليه سبحانه عن الحاسة و المعاني القديمة .
الحكم :
هو الحاكم الذي سلم له الحكم و سمي الحاكم حاكما لمنعه الناس من التظالم .
[40]
العـدل :
أي ذو العدل و هو مصدر أقيم مقام الأصل و حف به تعالى للمبالغة لكثرة عدله و العدل هو الذي لا يجور في الحكم و رجل عدل و قوم عدل و امرأة عدل يستوي فيه الواحد و الجمع و المذكر و المؤنث .
اللطـيف :
العالم بغوامض الأشياء ثم يوصلها إلى المستصلح برفق دون العنف أو البر بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدارين و يهيئ لهم أسباب مصالحهم من حيث لا يحتسبون قاله الشهيد في قواعده .
و قيل اللطيف فاعل اللطف و هو ما يقرب معه العبد من الطاعة و يبعد من المعصية و اللطف من الله التوفيق .
و في كتاب التوحيد عن الصادق (عليه السلام) أن معنى اللطيف هو
[41]
العالم بالشيء اللطيف كالبعوضة و خلقه إياها
و أنه لا يدرك و لا يحد و فلان لطيف في أمره إذا كان متعمقا متلطفا لا يدرك أمره و ليس معناه أنه تعالى صغر و دق .
و قال الهروي في الغريبين اللطيف من أسمائه تعالى و هو الرفيق بعباده يقال لطف له يلطف إذا رفق به و لطف الله بك أي أوصل إليك مرادك برفق و اللطيف منه فأما لطف يلطف فمعناه صغر و دق .
الخبير :
هو العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته و الخبر العلم و لي بكذا خبر أي علم و اختبرت كذا بلوته .
الحليم :
ذو الحلم و الصفح و الأناة و هو الذي يشاهد معصية العصاة و يرى مخالفة الأمر ثم لا يسارع إلى الانتقام مع غاية قدرته و لا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة .
[42]
العـظيم :
قال الشهيد هو الذي لا تحيط بكنهه العقول .
و قال البادرائي هو ذو العظمة و الجلال أي عظيم الشأن جليل القدر دون العظم الذي هو من نعوت الأجسام .
و قيل إنه تعالى سمي العظيم لأنه الخالق للخلق العظيم كما أن معنى اللطيف هو الخالق للخلق اللطيف .
العـفو :
هو المحاء للذنوب و هو فعول من العفو و هو الصفح عن الذنب و ترك مجازاة المسيء و قيل هو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته و محته .
الغـفور :
الذي تكثر منه المغفرة أي يغفر الذنوب و يتجاوز عن العقوبة و اشتقاقه من الغفر و هو الستر و التغطية و سمي المغفر به لستره الرأس .
و في العفو مبالغة أعظم من الغفور لأن ستر الشيء قد يحصل مع بقاء أصله بخلاف المحو فإنه إزالة رأسا و جملة و يقال ما فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنبا لأحد .
الشكور :
الذي يشكر اليسير من الطاعة و يثيب عليه الكثير من الثواب و يعطي الجزيل من النعمة و يرضى باليسير من الشكر قال تعالى إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ
[43]
شَكُورٌ و هما اسمان مبنيان للمبالغة .
و لما كان تعالى مجازيا للمطيع على طاعته بجزيل ثوابه جعل مجازاته شكرا لهم على سبيل المجاز كما سميت المكافأة شكرا .
العـلي :
الذي لا رتبه فوق رتبته أو المنزه عن صفات المخلوقين و قد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالقدرة عليهم .
الكبير :
ذو الكبرياء في كمال الذات و الصفات و هو الموصوف بالجلال و كبر الشأن و يقال هو الذي كبر عن شبه المخلوقين و صغر دون جلاله كل كبير و قيل الكبير السيد و يقال لكبير القوم سيدهم .
الحفيظ :
الحافظ لدوام الموجودات و المزيل تضاد العنصريات بحفظها عن الفساد فهو تعالى يحفظ السماوات و الأرض و ما بينهما و يحفظ عبده من المهالك
[44]
و المعاطب قال بعضهم الحفيظ وضع للمبالغة فتفسيره بالحافظ فيه هضم لذلك الاسم .
المقيت :
المقتدر و أقات على الشيء اقتدر عليه .
قال
و ذي ضغن كففت النفس عنه *** و كنت على مساءته مقيتا
و المقيت معطي القوت و المقيت الحافظ للشيء و الشاهد عليه و المقيت الموقوف على الشيء .
قال
إلي الفضل أم علي إذا حوسبت *** إني على الحساب مقيت
أي إني على الحساب موقوف و المعاني الأربع الأول كلها صادقة عليه تعالى بخلاف الخامس .
الحسيب :
الكافي و هو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم من قولهم أحسبني أي أعطاني ما كفاني و حسبك درهم أي كفاك و منه حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ أي هو كافيك و الحسيب المحاسب أيضا و منه قوله تعالى كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً أي محاسبا و الحسيب أيضا المحصي و العالم .
[45]
الجليل :
الموصوف بصفات الجلال من الغنى و الملك و القدرة و العلم و التقدس عن النقائص فهو الجليل الذي يصغر دونه كل جليل و يتضع معه كل رفيع .
الكريم :
في اللغة : الكثير الخير و العرب تسمي الشيء الذي يدوم نفعه و يسهل تناوله كريما و من كرمه تعالى أنه يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق و يغفر الذنب و يعفو عن المسيء .
و قيل , الكريم :الجواد المفضل يقال رجل كريم أي جواد و قيل هو العزيز كقولهم فلان أكرم من فلان أي أعز منه و قوله تعالى إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ أي عزيز .
الرقيب :
الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء و منه قوله تعالى ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ معناه أي حافظ و العتيد المهيأ الحاضر و قال الشهيد الرقيب الحفيظ العليم .
المجيب :
هو الذي يجيب المضطر و يغيث الملهوف إذا دعياه .
[46]
القريب :
هو المجيب و منه أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ أي قربت من دعائه و قد يكون بمعنى العالم بوساوس القلوب لا حجاب بينها و بينه تعالى و لا مسافة و منه وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ .
الواسع :
الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده و وسع رزقه جميع خلقه و السعة في كلام العرب الغنى و منه لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ و قيل هو المحيط بعلم كل شيء و منه وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً .
و في كتاب منتهى السئول , الواسع : مشتق من السعة و السعة تضاف تارة إلى العلم إذا اتسع و أحاط بالمعلومات الكثيرة و تضاف أخرى إلى الإحسان و بسط النعم و كيف ما قدر و على أي شيء نزل فالواسع المطلق هو الله تعالى لأنه إن نظر إلى علمه فلا ساحل لبحره بل تنفد البحار لو كانت مدادا لكلماته و إن نظر إلى إحسانه و نعمه فلا نهاية لها و كل نعمة تكون من غيره و إن عظمت فهي متناهية فهو أحق بإطلاق اسم السعة عليه .
الغـني :
هو الذي استغنى عن الخلق و هم إليه محتاجون فلا تعلق له لغيره لا في ذاته و لا في شيء من صفاته بل يكون منزها عن العلاقة مع الغير فمن تعلقت
[47]
ذاته أو صفاته بأمر خارج عن ذاته يتوقف في وجوده أو كماله عليه فهو محتاج إلى ذلك الأمر و لا يتصور ذلك في الله تعالى .
المغـني :
الذي جبر مفاقر الخلق و أغناهم عمن سواه بواسع الرزق .
الحكيم :
هو المحكم خلق الأشياء و الإحكام هو إتقان التدبير و حسن التصوير و التقدير و قيل الحكيم العادل و الحكمة لغة العلم و منه يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ و الحكيم أيضا الذي لا يفعل قبيحا و لا يخل بواجب و الذي يضع الأشياء مواضعها .
الودود :
الذي يود عباده أي يرضى عنهم و يقبل أعمالهم مأخوذ من الود و هو المحبة أو يكون بمعنى أن يودهم إلى خلقه و منه سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا أي محبته في قلوب العباد أو يكون فعول هذا بمعنى مفعول كمهيب بمعنى مهيوب يريد أنه مودود في قلوب أوليائه بما ساق إليهم من المعارف و أظهر لهم من الألطاف
[48]
المجيد الماجد :
بمعنى و المجد الكرم قاله الجوهري و المجيد الواسع الكرم و رجل ماجد إذا كان سخيا واسع العطاء .
و قيل هو الكريم العزيز و منه قوله تعالى بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ أي كريم عزيز .
و قيل معنى مجيد أي ممجد أي مجده خلقه و عظموه قاله ابن فهد في عدته .
و قال الهروي في قوله تعالى ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ و المجد في كلامهم الشرف الواسع و رجل ماجد مفضال كثير الخير و مجدت الإبل إذا وقعت في مرعى كثير واسع .
و قال الشهيد المجيد هو الشريف ذاته الجميل فعاله قال و الماجد مبالغة في المجد .
الباعـث :
محيي الخلق في النشأة الأخرى و باعثهم للحساب .
الشهيد :
الذي لا يغيب عنه شيء و قد يكون الشهيد بمعنى العليم و منه شَهِدَ
[49]
اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أي علم .
الحق :
هو المتحقق وجوده و كونه و كل شيء تحقق وجوده و كونه فهو حق و منه الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ أي الكائنة حقا لا شك في كونها و قولهم الجنة حق أي كائنة و كذلك النار .
الوكيل :
هو الكافي أو الموكول إليه جميع الأمور و قيل هو الكفيل بأرزاق العباد و القائم بمصالحهم و منه حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ أي نعم الكفيل بأمورنا القائم بها و قد يكون بمعنى المعتمد و الملجأ و التوكل الاعتماد و الالتجاء .
القوي :
القادر من قوي على الشيء إذا قدر عليه أو الذي لا يستولي عليه العجز و الضعف في حال من الأحوال و قد يكون معناه التام القوة .
المتين :
هو الشديد القوة الذي لا يعتريه وهن و لا يمسه لغوب و لا يلحقه في أفعاله مشقة .
[50]
الولي :
هو المستأثر بنصر عباده المؤمنين و منه اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ أي لا ناصر لهم أو يكون بمعنى المتولي للأمر القائم به .
المولى :
قد قيل فيه ما مر من المعنيين المتقدمين في الولي أو يكون بمعنى الأولى
و منه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أ لست أولى منكم بأنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه
أي من كنت أولى منه بنفسه فعلي أولى منه بنفسه و قوله تعالى مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ أي أولى بكم .
الحميد :
هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله في السراء و الضراء و الشدة و الرخاء .
[51]
المحصي :
الذي أحصى كل شيء بعلمه فلا يعزب عنه مثقال ذرة .
المبدئ المعـيد :
فالمبدئ الذي أبدأ الأشياء اختراعا و أوجدها .
و المعيد الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ثم يعيدهم بعد الممات إلى الحياة لقوله تعالى وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ و لقوله هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ .
المحيي المميت :
فالمحيي هو الذي يحيي النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحية و يحيي الأجسام بإعادة الأرواح إليها للبعث .
و المميت هو الذي يميت الأحياء تمدح سبحانه بالإماتة كما تمدح بالإحياء ليعلم أن الإحياء و الإماتة من قبله .
الحي :
هو الذي لم يزل موجودا و بالحياة موصوفا لم يحدث له الموت بعد الحياة و لا العكس قاله البادرائي .
و في منتهى السئول أنه الفعال المدرك حتى أن ما لا فعل له و لا إدراك فهو ميت و أقل درجات الإدراك أن يشعر المدرك نفسه فالحي الكامل هو الذي تندرج جميع المدركات تحت إدراكه حتى لا يشذ عن علمه مدرك و لا عن فعله مخلوق و كل ذلك لله تعالى فالحي المطلق هو الله تعالى .
[52]
القيوم :
هو القائم الدائم بلا زوال بذاته و به قيام كل موجود في إيجاده و تدبيره و حفظه و منه قوله أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ أي يقوم بأرزاقهم و آجالهم و أعمالهم و قيل هو القيم على كل شيء بالرعاية له .
و مثله القيام و هما من فيعول و فيعال من قمت بالشيء إذا توليته بنفسك و أصلحته و دبرته و قالوا ما فيها ديور و لا ديار .
و في الصحاح أن عمر قرأ الحي القيام قال و هو لغة .
الواجـد :
أي الغني مأخوذ من الجد و هو الغنى و الحظ في الرزق و منه قولهم في الدعاء و لا ينفع ذا الجد منك الجد أي من كان ذا غنى و بخت في الدنيا لم ينفعه ذلك عندك في الآخرة إنما ينفعه الطاعة و الإيمان بدليل يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ .
أو يكون مأخوذا من الجدة و هي السعة في المال و المقدرة و رجل واجد أي غني بين الوجد و الجدة و افتقر بعد وجد و وجد بعد فقر و قوله تعالى أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ أي سعتكم و مقدرتكم .
[53]
و قد يكون الواجد هو الذي لا يعوزه شيء و الذي لا يحول بينه و بين مراده حائل من الوجود .
الواحـد الأحـد :
هما دالان على معنى الوحدانية و عدم التجزي قيل و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو الفرد الذي لا ينبعث من شيء و لا يتحد بشيء .
و قيل الفرق بينهما من وجوه :
أ- أن الواحد يدخل الحساب و يجوز أن يجعل له ثانيا لأنه لا يستوعب جنسه بخلاف الأحد أ لا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد من الناس جاز أن يقاومه اثنان و لو قلت لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه أكثر فهو أبلغ قاله الطبرسي .
قلت لأن أحدا نفي عام للمذكر و المؤنث و الواحد و الجماعة قال تعالى لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ و لم يقل كواحدة لما ذكرناه .
ب- قال الأزهري الفرق بينهما أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد و الواحد اسم لمفتتح العدد .
ج- قال الشهيد الواحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الذات و الأحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الصفات .
[54]
د- قال صاحب العدة إن الواحد أعم موردا لكونه يطلق على من يعقل و غيره و لا يطلق الأحد إلا على من يعقل .
الصمد :
السيد الذي يصمد إليه في الحوائج أي يقصد و أصل الصمد القصد قال
ما كنت أحسب أن بيتا طاهرا *** لله في أكناف مكة يصمد
و قيل هو الباقي بعد فناء الخلق
و عن الحسين (عليه السلام) الصمد الذي انتهى إليه السؤدد و الدائم و الذي لا جوف له و الذي لا يأكل و لا يشرب و لا ينام
قال وهب بعث أهل البصرة إلى الحسين (عليه السلام) يسألونه عن الصمد فقال إن الله قد فسره فقال لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لم يخرج منه شيء كثيف كالولد و لا لطيف كالنفس و لا تنبعث منه البدورات كالنوم و الغم و الرجاء و الرغبة و الشبع و الخوف و أضدادها و كذا هو لا يخرج من كثيف كالحيوان و النبات و لا لطيف كالبصر و سائر الآلات .
[55]
ابن الحنفية : الصمد هو القائم بنفسه الغني عن غيره
زين العابدين (عليه السلام) : هو الذي لا شريك له و لا يئوده حفظ شيء و لا يعزب عنه شيء
زيد بن علي : هو الذي إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و هو الذي أبدع الأشياء أمثالا و أضدادا و باينها .
و عن الصادق (عليه السلام) قال قدم على أبي الباقر (عليه السلام) وفد من فلسطين بمسائل منها الصمد فقال تفسيره فيه هو خمسة أحرف الألف دليل على إنيته و ذلك قوله تعالى شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا
[56]
هُوَ و اللام تنبيه على إلهيته و هما مدغمان لا يظهران و لا يسمعان بل يكتبان فإدغامهما دليل لطفه و الله تعالى لا يقع في وصف لسان و لا يقرع الآذان فإذا فكر العبد في إنية البارئ تعالى تحير و لم يخطر له شيء يتصور مثل لام الصمد لم تقع في حاسة و إذا نظر في نفسه لم يرها فإذا فكر في أنه الخالق للأشياء ظهر له ما خفي كنظره إلى اللام المكتوبة و الصاد دليل صدقه في كلامه و أمره بالصدق لعباده و الميم دليل ملكه الذي لا يحول و أنه ملك لا يزول و الدال دليل دوامه المتعالي عن الزوال
القدير القادر :
بمعنى غير أن القدير مبالغة في القادر و هو الموجد للشيء اختيارا من غير عجز و لا فتور .
[57]
و في منتهى السئول القادر هو الذي إن شاء فعل و إن لم يشأ لم يفعل و ليس من شرطه أن يشاء لأن الله قادر على إقامة القيامة الآن لأنه لو شاء أقامها و إن كان لا يقيمها الآن لأنه لم يشأ إقامتها الآن لما جرى في سابق علمه من تقدير أجلها و وقتها فذلك لا يقدح في القدرة و القادر المطلق هو الذي يخترع كل موجود اختراعا يتفرد به و يستغني فيه عن معاونة غيره و هو الله تعالى .
المقتدر :
هو التام القدرة الذي لا يطاق الامتناع عن مراده و لا الخروج عن إصداره و إيراده .
و قال الشهيد المقتدر أبلغ من القادر لاقتضائه الإطلاق و لا يوصف بالقدرة المطلقة غير الله تعالى .
المقدم المؤخر :
هو المنزل الأشياء منازلها و مرتبها في التكوين و التصوير و الأزمنة على ما تقتضيه الحكمة فيقدم منها ما يشاء و يؤخر ما يشاء .
الأول الآخر :
فالأول هو الذي لا شيء قبله الكائن قبل وجود الأشياء و الآخر الباقي بعد فناء الخلق بلا انتهاء كما أنه الأول بلا ابتداء و ليس معنى الآخر ما له الانتهاء كما ليس معنى الأول ما له الابتداء .
[58]
الظاهر الباطن :
فالظاهر أي بحججه الظاهرة و براهينه الباهرة الدالة على ثبوت ربوبيته و صحة وحدانيته فلا موجود إلا و هو يشهد بوجوده و لا مخترع إلا و هو يعرب عن توحيده
و في كل شيء له آية تدل على أنه واحد
و قد يكون الظاهر بمعنى العالي
و منه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنت الظاهر فليس فوقك شيء
و قد يكون بمعنى الغالب و منه قوله تعالى فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ .
و الباطن المتحجب عن إدراك الأبصار و تلوث الخواطر و الأفكار و قد يكون بمعنى البطون و هو الخبر و بطنت الأمر عرفت باطنه و بطانة الرجل وليجته الذين يطلعهم على سره و المعنى أنه عالم بسرائر القلوب و المطلع على ما بطن من الغيوب .
الضار النافع :
أي يملك الضر و النفع فيضر من يشاء و ينفع من يشاء و قال الشهيد معناهما أنه تعالى خالق ما يضر و ينفع .
المقسط :
هو العادل في حكمه الذي لا يجور و القسط بالكسر العدل و منه قوله
[59]
تعالى قائِماً بِالْقِسْطِ و قوله ذلِكُمْ أَقْسَطُ أي أعدل و أقسط إذا عدل و قسط بغير ألف إذا جار و منه وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً .
الجامع :
الذي يجمع الخلائق ليوم القيامة أو الجامع للمتباينات و المؤلف بين المتضادات أو الجامع لأوصاف الحمد و الثناء و يقال الجامع الذي قد جمع الفضائل و حوى المكارم و المآثر .
البر :
بفتح الباء و هو العطوف على العباد الذي عم بره جميع خلقه ببره المحسن بتضعيف الثواب و المسيء بالعفو عن العقاب و بقبول التوبة و قد يكون بمعنى الصادق و منه بر في يمينه أي صدق و بكسر الباء قال الهروي هو الاتساع و الإحسان و الزيادة و منه سميت البرية لاتساعها و قوله لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ البر الجنة .
قال الجوهري و البر بالكسر خلاف العقوق و بررت والدي بالكسر أي أطعته و من كسر باء البر في اسمه تعالى فقد وهم .
قال الحريري في كتابه درة الغواص و قولهم بر والدك و شم يدك
[60]
وهم و الصواب فتح الباء و الشين لأنهما مفتوحان في قولك يبر و يشم و عقد هذا الباب أن حركة أول فعل الأمر من جنس حركة ثاني الفعل المضارع إذا كان متحركا فتفتح الباء في قولك بر أباك لانفتاحها في قولك يبر و تضم الميم في قولك مد الحبل لانضمامها في قولك يمد و تكسر الخاء في قولك خف في العمل لانكسارها في قولك يخف .
[61]
المانع :
الذي يمنع أولياءه و يحوطهم و ينصرهم من المنعة أو يمنع من يستحق المنع من المنع أي الحرمان لأن منعه سبحانه حكمة و عطاؤه جود و رحمة فلا مانع لما أعطى و لا معطي لما منع .
و قد يكون المانع الذي يمنع أسباب الهلاك و النقصان بما يخلقه في الأبدان و الأديان من الأسباب المعدة للحفظ .
الوالي :
هو المالك للأشياء المتصرف فيها المتولي عليها و قد يكون بمعنى المنعم عودا على بدء و قوله تعالى وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ أي من ولي أي من ناصر و المولى و الولي يأتيان بمعنى الناصر أيضا و قد مر شرحهما .
و الولاية بفتح الواو النصرة و بكسره الإمارة و قيل هما لغتان كالدلالة و الدلالة و الولاية أيضا الربوبية و منه هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ يعني يومئذ يتولون الله و يؤمنون به و يتبرءون مما كانوا يعبدون .
المتعالي :
قال البادرائي هو المتنزه عن صفات المخلوقين و قال الهروي المتعالي الذي جل عن إفك المفترين و قد يكون المتعالي بمعنى العالي و معنى تَعالَى اللَّهُ أي جل عن أن يوصف .
[62]
التواب :
من أبنية المبالغة و هو الذي يقبل التوبة من عباده و يسهل لهم أسباب التوبة و كلما تكررت التوبة من العبد تكرر منه القبول و التواب من الناس التائب و التوبة و التوب الرجوع عن الذنب و قيل التوب جمع توبة .
المنتقم :
هو الذي يبالغ في العقوبة لمن يشاء و انتقم الله من فلان عاقبه و في عبارة الشهيد هو قاصم ظهور العصاة .
الرؤوف :
هو الرحيم العاطف برحمته على عباده و قيل الرأفة أبلغ الرحمة و أرقها و قيل الرأفة أخص و الرحمة أعم .
مالك الملك :
معناه أن الملك بيده و قد يكون معناه مالك الملوك و الملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة و تملك كذا أي ملكه قهرا .
ذو الجلال و الإكرام :
أي ذو العظمة و الغنى المطلق و الفضل العام قاله الشهيد و قيل معناه أي يستحق أن يجل و يكرم فلا يجحد و لا يكفر به قاله البادرائي .
[63]
ذو الطول :
أي المتفضل بترك العقاب المستحق عاجلا و آجلا لغير الكافر .
و الطول بفتح الطاء الفضل و الزيادة و بضمها في الجسم لأنه زيادة فيه كما أن القصر قصور فيه و نقصان و قولهم طلت فلانا أي كنت أطول منه من الطول و الطول جميعا
ذو المعارج :
أي ذو الدرجات التي هي مصاعد الكلم الطيب و العمل الصالح أو التي يترقى فيها المؤمنون في الجنة و قوله تعالى وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ أي درج عليها يعلون واحدها معرج و معراج و عرج في الدرجة أو السلم ارتقى .
النور :
قال البادرائي هو الذي بنوره يبصر ذو العماية و بهدايته ينظر ذو الغواية و على هذا يتناول قوله تعالى اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي منورهما .
و قال الشهيد النور المنور مخلوقاته بالوجود و الكواكب و الشمس و القمر و اقتباس النار أو نور الوجود بالملائكة و الأنبياء أو دبر الخلق بتدبيره .
الهادي :
الذي هدى الخلق إلى معرفته بغير واسطة أو بواسطة ما خلقه من الأدلة على معرفته و هدى سائر الحيوان إلى مصالحها قال تعالى الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى .
[64]
البديع :
هو الذي فطر الخلق مبتدعا لا على مثال سبق و هو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم و البديع يقال على الفاعل و المنفعل و المراد هنا الأول و البدع الذي يكون أولا في كل شيء و منه قوله تعالى ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أي لست بأول مرسل .
الباقي :
قال الشهيد هو الموجود الواجب وجوده لذاته أزلا و أبدا و قال البادرائي و صاحب العدة هو الذي بقاؤه غير متناه و لا محدود و لا تعرض عليه عوارض الزوال و ليست صفة بقائه و دوامه كبقاء الجنة و النار و دوامهما لأن بقاءه أزلي أبدي و بقاؤهما أبدي غير أزلي و معنى الأزلي ما لم يزل و الأبدي ما لا يزال و الجنة و النار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا .
الوارث :
هو الباقي بعد فناء الخلق فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك .
الرشيد :
الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم أو ذو الرشد و هو الحكمة لاستقامة تدبيره أو الذي ينساق بتدبيراته إلى غايتها .
[65]
الصبور :
هو الذي لا تحمله العجلة على المنازعة إلى الفعل قبل أوانه أو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت .
و الصبور من أبنية المبالغة و هو في صفة الله تعالى قريب من معنى الحليم إلا أن الفرق بينهما أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم .
الرب :
هو في الأصل بمعنى التربية و هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا ثم وصف به للمبالغة كالصوم و العدل .
و قيل هو نعت من ربه يربه فهو رب ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه و يربيه و لا يطلق على غير الله تعالى إلا مقيدا كقولنا رب الضيعة و منه ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ .
و اختلف في اشتقاقه على أربعة أوجه :
أ- أنه مشتق من المالك كما يقال رب الدار أي مالكها قال بعضهم لئن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن أي يملكني .
ب- أنه مشتق من السيد و منه أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً أي سيده .
ج- أنه المدبر و منه قوله وَ الرَّبَّانِيُّونَ و هم العلماء سموا بذلك
[66]
لقيامهم بتدبير الناس و تعليمهم و منه ربة البيت لأنها تدبره .
د- أنه مشتق من التربية و منه قوله تعالى وَ رَبائِبُكُمُ سمي ولد الزوجة ربيبة لتربية الزوج له .
فعلى هذا إن قيل بأنه تعالى رب لأنه سيد أو مالك فذلك من صفات ذاته و إن قيل لأنه مدبر لخلقه أو مربيهم فذلك من صفات أفعاله .
السيد :
الملك و سيد القوم ملكهم و عظيمهم
و قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علي سيد العرب فقالت عائشة أ و لست سيد العرب فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب فقالت و ما السيد فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي
فعلى هذا الحديث السيد هو الملك الواجب الطاعة قاله صاحب العدة .
قال الشهيد في قواعده و منع بعضهم من تسميته تعالى بالسيد قلت و هذا المنع ليس بشيء أما أولا فلما ذكرناه من قول صاحب العدة و قد أثبته في الأسماء الحسنى في عبارته .
[67]
و أما ثانيا فلأنه قد جاء في الدعاء كثيرا و ورد أيضا في بعض الأحاديث قال السيد الكريم و أما ثالثا فلأن هذا الاسم لا يوهم نقصا فيجوز إطلاقه على الله تعالى إجماعا .
الجواد :
هو الكثير الإنعام و الإحسان و الفرق بينه و بين الكريم أن الكريم الذي يعطي مع السؤال و الجواد يعطي من غير سؤال و قيل بالعكس و رجل جواد أي سخي و لا يقال الله تعالى سخي لأن أصل السخاوة راجع إلى اللين و يقال أرض سخاوية و قرطاس سخاوي إذا كان لينا و سمي السخي سخيا للينه عند الحوائج هذا آخر كلام صاحب العدة .
قلت و قوله و لا يقال الله تعالى سخي ليس بشيء لأن السخاء مرادف للجود و هو صفة كمال فيجوز إطلاقه عليه تعالى مع أنه قد ورد به الإذن ففي دعاء الصحيفة المذكور في مهج ابن طاوس قدس الله سره
[68]
سبحانه من تواب ما أسخاه و سبحانه من سخي ما أنصره
فإذا كان اسم السخاء لا يوهم نقصا و قد ورد في الدعوات فما المانع من إطلاقه عليه تعالى .
إن قلت أن المانع أن أصل السخاوة راجع إلى اللين إلى آخره كما ذكره صاحب العدة .
قلت إن اللين هنا بمعنى الحلم لا بمعنى ضد الخشونة و في دعوات المصباح و لنت في تجبرك أي حلمت في عظمتك و ليس صفاته تعالى كصفات خلقه لأن التواب من الناس التائب و الصبور كثير حبس النفس عن الجزع و هما في صفته تعالى كما مر في شرحهما إلى غير ذلك من صفاته تعالى المخالفة لصفات خلقه .
[69]
و هنا فائدة يحسن بهذا المقام أن نسفر قناعها و نحدر لفاعها و هي أن الأسماء التي ورد بها السمع و لا شيء منها يوهم نقصا يجوز إطلاقها على الله تعالى إجماعا و ما عدا ذلك فأقسامه ثلاثة .
أ- ما لم يرد به السمع و يوهم نقصا فيمتنع إطلاقه عليه تعالى إجماعا كالعارف و العاقل و الفطن و الذكي لأن المعرفة قد تشعر بسبق فكره و العقل هو المنع عما لا يليق و الفطنة و الذكاء يشعران بسرعة الإدراك لما غاب عن المدرك و كذا المتواضع لأنه يوهم الذلة و العلامة لأنه يوهم التأنيث و الداري لأنه يوهم تقدم الشك
و ما جاء في الدعاء من قول الكاظم (عليه السلام) في دعاء يوم السبت يا من لا يعلم و لا يدري كيف هو إلا هو
يعطي جواز هذا فيكون مرادفا للعلم .
ب- ما ورد به السمع و لكن إطلاقه في غير مورده يوهم النقص فلا يجوز كأن يقول يا ماكر أو يا مستهزئ و يحلف به قال الشهيد و منع بعضهم أن يقال اللهم امكر بفلان و قد ورد في دعوات المصباح اللهم استهزئ به و لا تستهزئ بي .
[70]
ج- ما خلا عن الإيهام إلا أنه لم يرد به السمع كالنجي و الأريحي قال الشهيد و الأولى التوقف عما لم تثبت التسمية به و إن جاز أن يطلق معناه عليه إذا لم يكن فيه إيهام إذا عرفت ذلك فنقول قال الشيخ نصير الدين أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي قدس الله سره في فصوله كل اسم يليق بجلاله و يناسب كماله مما لم يرد به إذن جاز إطلاقه عليه تعالى إلا أنه ليس من الأدب لجواز أن لا يناسبه من وجه آخر .
قلت و عنده يجوز أن يطلق عليه تعالى الجوهر لأن الجوهر قائم بذاته غير مفتقر إلى الغير و الله تعالى كذلك .
و قال الشيخ علي بن يوسف بن عبد الجليل في كتابه منتهى السئول في شرح الفصول لا يجوز أن يطلق على الواجب تعالى صفة لم يرد الشرع المطهر إطلاقها عليه و إن صح اتصافه بها معنى كالجوهر مثلا بمعنى القائم بذاته لجواز أن يكون في ذلك مفسدة خفية لا نعلمها فإنه لا يكفي في إطلاق الصفة على الموصوف ثبوت معناها له فإن لفظتي عز و جل لا يجوز إطلاقها على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و إن كان عزيزا جليلا في قومه لأنهما يختصان بالله تعالى و لو لا
[71]
عناية الله و رأفته بعباده في إلهام أنبيائه أسماءه و صفاته لما جسر أحد من الخلق و لا تهجم في إطلاق شيء من هذه الأسماء و الصفات عليه سبحانه .
قلت و هذا الكلام أولى من قول صاحب الفصول لأنه إذا جاز عدم المناسبة و لا ضرورة داعية إلى التسمية وجب الامتناع من جميع ما لم يرد به نص شرعي من الأسماء و هذا معنى قول العلماء إن أسماء الله تعالى توقيفية أي موقوفة على النص و الإذن .
و لقد خرجنا في هذا الباب بالإكثار عن حد الاختصار غير أن الحديث ذو شجون .
شديد العـقاب :
أي للطغاة و الشديد القوي و منه وَ شَدَدْنا مُلْكَهُ أي قويناه و شد الله عضده أي قواه و اشتد الرجل إذا كان معه دابة شديدة أي قوية و المشد الذي دوابه شديدة قوية و المضعف الذي دوابه ضعيفة .
الناصر :
هو النصير و النصير مبالغة في الناصر و النصرة المعونة و النصير و الناصر المعين و نصر الغيث البلد إذا أعانه على الخصب و النبات و قوله تعالى وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ أي يعاونون .
العـلام :
مبالغة في العلم و هو الذي لا يشذ عنه معلوم و قالوا رجل علامة فألحقوا الهاء لتدل على تحقيق المبالغة فتؤذن بحدوث معنى زائد في الصفة و لا يوصف سبحانه بالعلامة لأنه يوهم التأنيث .
[72]
المحيط :
هو الشامل علمه و أحاط علم فلان بكذا أي لم يعزب عنه .
الفاطر :
أي المبتدع لأنه فطر الخلق أي ابتدعهم و خلقهم من الفطر و هو الشق و منه إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ كأنه تعالى شق العدم بإخراجنا منه و قوله فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي مبتدئ خلقهما قال ابن عباس ما كنت أدري ما فاطر السماوات حتى احتكم إلي أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها و قوله إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي أي خلقني .
الكافي :
هو الذي يكفي عباده جميع مهامهم و يدفع عنهم مؤذياتهم فهو الكافي لمن توكل عليه فيكفيه ما يحتاج إليه و الكفية القوت و الجمع الكفا .
[73]
الأعـلى :
الغالب و منه لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى أي الغالب و قوله وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ أي الغالبون المنصورون بالحجة و الظفر و علوت قرني غلبته و قوله إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ أي غلب و تكبر و طغى و قد يكون بمعنى المتنزه عن الأمثال و الأضداد و الأنداد و الأشباه .
الأكرم :
معناه الكريم و قد يجيء أفعل بمعنى فعيل كقوله تعالى وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أي هين لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى يعني الشقي و التقي قال
إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتا دعائمه أعز و أطول
أي عزيزة طويلة .
الحفي :
أي العالم و منه يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها أي عالم بوقت
[74]
مجيئها و قد يكون الحفي بمعنى اللطيف و معناه المحتفي بك أي الذي يبرك و يلطف بك و منه إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا أي بارا معينا .
الذارئ :
الخالق و الله ذرأ الخلق و برأهم أي خلقهم و أكثرهم على ترك الهمزة و قوله وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً أي خلقنا .
الصانع :
فاعل الصنعة و الله تعالى صانع كل مصنوع و خالق كل مخلوق فكل موجود سواه فهو فعله
و في الحديث أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) اصطنع خاتما من ذهب
أي سأل أن يصنع له كما تقول اكتتب أي سأل أن يكتب له و امرأة صناع اليدين أي حاذقة ماهرة بعمل اليدين و خلافها الخرقاء و امرأتان صناعان و نسوة صنع و رجل صنيع اليدين و صنع اليدين و صنع اليدين بفتحتين أي حاذق و الصنعة و الصناعة حرفة الصانع .
الرائي :
العالم و الرؤية العلم و منه أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ أي أ لم تعلم و الرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد و بمعنى العلم إلى مفعولين تقول
[75]
رأيت زيدا عالما و الأمر من الرؤية ارء و رء و قوله وَ أَرِنا مَناسِكَنا أي علمنا و قوله أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أي يعلم و قوله وَ لَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ أي عرفناكهم .
السبوح :
المنزه عن كل سوء و سبح الله نزهه و قوله سُبْحانَكَ أي أنزهك من كل سوء و قال المطرزي و قولهم سبحانك اللهم و بحمدك معناه سبحتك بجميع آلائك و بحمدك سبحتك و سميت الصلاة تسبيحا لأن التسبيح تعظيم الله و تنزيهه من كل سوء قال تعالى وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ أي و صل و قوله فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ أي المصلين .
قال الجوهري سبوح من صفات الله و كل اسم على فعول مفتوح الأول إلا سبوح قدوس ذروح و سبحات ربنا بضم السين و الباء أي جلالته .
[76]
الصادق :
الذي يصدق في وعده و لا يبخس ثواب من يفي بعهده و الصدق خلاف الكذب و قوله مُبَوَّأَ صِدْقٍ أي منزلا صالحا و كلما نسب إلى الخير و الصلاح أضيف إلى الصدق فقيل رجل صدق و دابة صدق .
الطاهر :
المنزه عن الأشباه و الأضداد و الأمثال و الأنداد و عن صفات الممكنات و نعوت المخلوقات من الحدوث و الزوال و السكون و الانتقال و غير ذلك .
و التطهير التنزه عما لا يحل و منه إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ أي يتنزهون عن أدبار الرجال و النساء .
الغـياث :
معناه المغيث سمي تعالى باسم المصدر توسعا و مبالغة لكثرة إغاثته الملهوفين و إجابته دعوة المضطرين .
الفرد الوتر :
هما بمعنى و هو المتفرد بالربوبية و بالأمر دون خلقه و الوتر بالكسر الفرد و بالفتح الذحل و الحجازيون عكسوا و تميم كسروها
و في الحديث إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا
[77]
و قوله وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ فيه اثنا عشر قولا ذكرناها على
[78]
حاشية دعاء يوم عرفة من أدعية الصحيفة أحدها أن الشفع هو الخلق لكونه كله أزواجا كما قال وَ خَلَقْناكُمْ أَزْواجاً و الوتر هو الله وحده و هو في حديث الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
الفالق :
الذي فلق الأرحام فانشقت عن الحيوان و فلق الحب و النوى فانفلقت
[79]
عن النبات و فلق الأرض فانفلقت عن كلما أخرج منها و هو قوله وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ و فلق الظلام عن الصباح و السماء عن القطر و فلق البحر لموسى (عليه السلام) .
القديم :
هو المتقدم للأشياء و ليس لوجوده أول أو الذي لا يسبقه عدم .
القاضي :
الحاكم على عباده و منه وَ قَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ أي حكم و قيل أي أمر و وصى و قوله وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ أي يحكم و القضاء يقال على وجوه كثيرة ذكرناها على حاشية الصحيفة في دعاء زين العابدين (عليه السلام) في الإلحاح على الله .
[80]
المنان :
المعطي المنعم و منه فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ أي أعط و أنعم و قيل المنان الذي يبتدئ بالنوال قبل السؤال و الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه .
المبين :
المظهر حكمته بما أبان من تدبيره و أوضح بيناته و بان الشيء و أبان
[81]
اتضح و استبان الشيء و تبين ظهر و البيان ما يبين به الشيء .
كاشف الضر :
معناه المفرج يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء .
و الضر بفتح الضاد خلاف النفع و بالضم الهزال و سوء الحال و ضره و ضاره بمعنى و الاسم الضرر .
خير الناصرين :
معناه كثرة تكرار النصر منه كما قيل خير الراحمين لكثرة رحمته .
الوفي :
معناه أنه يفي بعهده و يوفي بوعده و الوفاء ضد الغدر و وفى الشيء تم و كثر و وفاه حقه و أوفاه أعطاه وافيا أي تاما و توفيت حقي من فلان و استوفيته بمعنى واحد أي أخذته تاما و منه الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ و درهم واف و كيل واف أي تام و منه وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ و قوله وَ إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أي وفى سهام الإسلام و امتحن بذبح ابنه فصبر و صبر على عذاب قومه و على مضض ختانه فقد وفى عدد ما أمر به و قيل وفى بمعنى وفى و لكنه أوكد .
الديان :
الذي يجزى العباد بأعمالهم و الدين الجزاء و منه كما تدين تدان
[82]
أي كما تجازي تجازى قال
كما يدين الفتى يوما يدان به *** من يزرع الثوم لا يقلعه ريحانا
الشافي :
هو رازق العافية و الشفاء و منه وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
[83]
خاتمة : فيها أبحاث :
أ- هنا سؤال تقديره قد ثبت أن الله تعالى واحدي الذات لا مجال للتعدد فيه فليس بمتكثر بحسب الوجود الخارجي لا فرضا و لا اعتبارا و لا بشيء من الوجوه الموجبة للتكثر و لا شك أن هذه الصفات التي ذكرناها في الواجب تعالى متعددة فإما أن تكون معانيها ثابتة للواجب تعالى فيلزم التكثر في ذاته و هو محال أو ليست ثابتة فلم يجز صدقها عليه لكنها صادقة عليه تعالى فتكون معانيها ثابتة له فيلزم التكثر في ذاته .
و الجواب أن الاسم الذي يطلق عليه تعالى من غير اعتبار غيره ليس إلا لفظة الله تعالى و معناها ثابت للواجب تعالى بالنظر إلى ذاته لا باعتبار أمر خارج و ما عداه من الصفات إنما يطلق عليه باعتبار إضافته إلى الغير كالخالق فإنه يسمى خالقا باعتبار الخلق و هو أمر خارج عنه أو باعتبار سلب الغير عنه كالواحد فإن معناه سلب الشريك أو باعتبار الإضافة و السلب عنه معا كالحي فإن معناه في حق الواجب تعالى كونه لا يستحيل أن يقدر و يعلم و يلزم صحة القدرة و العلم فهي سلبية باعتبار معناها و إضافية باعتبار لازمها فهذه التكثرات التي ذكرناها ليست حاصلة في ذات الواجب تعالى بل في أمور خارجة عنه .
فالحاصل أن الصفات المذكورة المتعددة ثابتة للواجب تعالى باعتبار تكثرات خارجة عنه فليس في الذات تكثر لا باعتبارها و لا باعتبار الصفات بل هي واحدة من جميع الجهات و الاعتبارات قاله صاحب كتاب منتهى السئول فيه .
ب- قال الشهيد في قواعده مرجع هذه الأسماء و الصفات عندنا و عند المعتزلة إلى الذات و ذلك لأن مرجع هذه إلى الذات و الحياة و القدرة
[84]
و العلم و الإرادة و السمع و البصر و الكلام و الأربعة الأخيرة ترجع إلى العلم و القدرة و العلم و القدرة كافيان في الحياة و العلم و القدرة نفس الذات فرجعت جميعها إلى الذات إما مستقلة أو إليها مع السلب أو الإضافة أو هما أو إليها مع واحدة من الصفات الاعتبارية المذكورة أو إلى صفة مع إضافة أو إلى صفة مع زيادة إضافة أو إلى صفة مع فعل و إضافة أو إلى صفة فعل أو إلى صفة فعل مع إضافة زائدة .
فالأول الله و يقرب منه الحق و الثاني مثل القدوس و السلام و الغني و الأحد و الثالث كالعلي و العظيم و الأول و الآخر و الرابع كالملك و العزيز و الخامس كالعليم و القدير و السادس كالحكيم و الخبير و الشهيد و المحصي و السابع كالقوي و المتين و الثامن كالرحمن و الرحيم و الرءوف و الودود و التاسع كالخالق و البارئ و المصور و العاشر كالمجيد و الكريم و اللطيف .
ج- روي عن الصادق (عليه السلام) أنه من عبد الله بالوهم فقد كفر و من عبد الاسم و المعنى فقد أشرك و من عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه و عقد عليه قلبه و نطق به لسانه في سريرته و علانيته فأولئك هم المؤمنون حقا
[85]
و قال (عليه السلام) لهشام بن الحكم في حديث لله تسعة و تسعون اسما فلو كان الاسم هو المعنى لكان كل اسم منها إلها و لكن الله تعالى معنى واحد تدل عليه هذه الأسماء
و اعلم أن تخصيص هذه الأسماء بالذكر لا يدل على نفي ما عداها لأن في أدعيتهم (عليه السلام) أسماء كثيرة لم تذكر في هذه الأسماء حتى أنه ذكر أن لله تعالى ألفا و اسما من الأسماء المقدسة المطهرة و روي أربعة آلاف و لعل تخصيص هذه الأسماء بالذكر لاختصاصها بمزية الشرف على باقي الأسماء أو لأنها أشهر الأسماء و أبينها معاني و أظهرها .
و حيث فرغنا من هذه العبارة الرابعة التي هي لأسماء العبارات الأول جامعة فلنشرع في عبارة خامسة من غير ذكر المعنى تحتوي على كثير من الأسماء الحسنى و وضعتها على نسق الحروف المعجمة فصارت كالبرود المعلمة لا يضل سالكها و لا تجهل مسالكها و جعلت في غرة كل اسم منها حروف النداء لتكون
[86]
مشتملة بربطة الدعاء و ملاءة الثناء فادعوه بها و ألظوا على لزوم المثابرة على أسمائها و طيبوا أدواءكم بمعجون نجاحها و أيارج لوغاذيائها و اكشفوا لأواءكم بنفحة من نفحات نور خمائل آلائها و لمحة من لمحات نور مخائل لألائها
الألف
اللهم إني أسألك باسمك يا الله يا إله يا أحد يا أبد يا أيد يا أبدي يا أزلي يا أواب يا أمين يا أمن من لا أمن له يا أمان الخائفين يا أشفع الشافعين يا أسرع الحاسبين يا أحسن الخالقين يا أسبغ المنعمين يا أسفع السافعين يا أكرم الأكرمين يا أعدل العادلين يا أحكم الحاكمين يا أصدق الصادقين يا أطهر الطاهرين يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين يا أجود الأجودين يا أرحم الراحمين يا أنيس الذاكرين يا أقدر القادرين يا أعلم العالمين يا إله الخلق أجمعين يا أمل الآملين يا أنس المستوحشين يا آمرا بالطاعة يا أليم الأخذ يا أهل التقوى يا أهل المغفرة يا أقدر من كل قدير يا أعظم من كل عظيم يا أجل من كل جليل يا أمجد من كل ماجد يا أرأف من كل رءوف يا أعز من كل عزيز يا أكبر من كل كبير يا أقدم من كل قديم يا أعلى من كل علي يا أسنى من كل سني يا أبهى من كل بهي يا أنور من كل منير يا أظهر من كل ظاهر يا أخفى من كل خفي يا أعلم من كل عليم يا أخبر من كل خبير يا أكرم من كل كريم يا ألطف من كل لطيف يا أبصر من كل بصير يا أسمع من كل سميع يا أحفظ من كل حفيظ يا أملى من كل ملي يا أوفى من كل وفي يا أغنى من كل غني يا أعطى من كل معط يا أوسع من كل واسع يا أجود من كل جواد يا أفضل من كل مفضل
[87]
يا أنعم من كل منعم يا أسيد من كل سيد يا أرحم من كل رحيم يا أشد من كل شديد يا أقوى من كل قوي يا أحمد من كل حميد يا أحكم من كل حكيم يا أبطش من كل باطش يا أقوم من كل قيوم يا أدوم من كل دائم يا أبقى من كل باق يا أفرد من كل فرد يا أوحد من كل واحد يا أحمد من كل حمد يا أكمل من كل كامل يا أتم من كل تام يا أعجب من كل عجيب يا أفخر من كل فاخر يا أبعد من كل بعيد يا أقرب من كل قريب يا أمنع من كل مانع يا أغلب من كل غالب يا أعفى من كل عفو يا أحسن من كل محسن يا أجمل من كل مجمل يا أقبل من كل قابل يا أشكر من كل شاكر يا أغفر من كل غفور يا أصبر من كل صبور يا أجبر من كل جبار يا أدين من كل ديان يا أقضى من كل قاض يا أمضى من كل ماض يا أنفذ من كل نافذ يا أحلم من كل حليم يا أخلق من كل خالق يا أرزق من كل رازق يا أقهر من كل قاهر يا أنشأ من كل منش يا أملك من كل مالك يا أولى من كل ولي يا أرفع من كل رفيع يا أشرف من كل شريف يا أبسط من كل باسط يا أقبض من كل قابض يا أبدى من كل باد يا أقدس من كل قدوس يا أطهر من كل طاهر يا أزكى من كل زكي يا أهدى من كل هاد يا أصدق من كل صادق يا أعود من كل عواد يا أفطر من كل فاطر يا أرعى من كل راع يا أعون من كل معين يا أوهب من كل وهاب يا أتوب من كل تواب يا أسخى من كل سخي يا أنصر من كل نصير يا أسلم من كل سلام يا أشفى من كل شاف يا أنجى من كل منج يا أبر من كل بار يا أطلب من كل طالب يا أدرك من كل مدرك يا أرشد من كل رشيد يا أعطف من كل معطف يا أعدل من كل عدل يا أتقن من كل متقن يا أكفل من كل كفيل يا أشهد من كل شهيد أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع
[88]
المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الباء
اللهم إني أسألك باسمك يا بديع يا بدي يا بادئ يا بر يا بار يا برهان يا بصير يا باطن يا بائن يا بارئ يا باسط يا باطش يا باقي يا باعث يا باذخ يا بهي يا بريا من كل عيب يا بالغ الحجة يا باني السماء بقوته يا باس الجبال بقدرته يا باث الأقوات بعلمه يا بلاغ العاجزين يا بشرى المؤمنين يا باتر عمر الباغين يا بعد البعد يا بعيدا في قربه أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
التاء
اللهم إني أسألك باسمك يا تام يا تواب يا تالي الأنباء على رسوله أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الثاء
اللهم إني أسألك باسمك يا ثقة المتوكلين يا ثابت الربوبية يا ثاني كل وحيد يا ثاج المعصرات بقدرته يا ثالج قلوب المؤمنين بذكره أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الجيم
اللهم إني أسألك باسمك يا جبار يا جواد يا جامع يا جابر يا جليل يا جلال السماوات و الأرض يا جمال السماوات و الأرض يا جاعل الليل
[89]
سكنا يا جميل الصنع يا جالي الهموم يا جسيم النعم يا جاري القدر يا جديدا لا يبلى يا جاذ أصول الظالمين يا جلي البراهين يا جار المستجيرين يا جليس الذاكرين يا جنة العائذين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الحاء
اللهم إني أسألك باسمك يا حي يا حامد يا حميد يا حافظ يا حفيظ يا حفي يا حسيب يا حنان يا حليم يا حكم يا حكيم يا حاكم يا حق يا حامل العرش يا حلو الذكر يا حسن التجاوز يا حاضر كل ملأ يا حبيب من لا حبيب له يا حرز من لا حرز له يا حصن كل هارب يا حياة كل شيء يا حاف العرش بملائكته يا حارس السماء بالشهب يا حابس السماوات و الأرض أن تزولا يا حاشر الخلائق في اليوم الموعود يا حاث عباده على شكره يا حاشي العز قلوب المتقين يا حاط أوزار التائبين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الخاء
اللهم إني أسألك باسمك يا خافض يا خالق يا خلاق يا خفير يا خبير يا خالد الملك يا خفي الألطاف يا خازن النور في السماء يا خاص موسى بكلامه يا خليفة النبيين يا خاذل الظالمين يا خادع الكافرين يا خير الناصرين يا خير الفاتحين يا خير الوارثين يا خير المنزلين يا خير المحسنين يا خير الرازقين يا خير الفاصلين يا خير الغافرين يا خير الساترين يا خير الحاكمين يا خير الحامدين يا خير الذاكرين يا خير الشاكرين يا خاتما بالخير لأوليائه أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما
[90]
أنت أهله يا أرحم الراحمين
الدال
اللهم إني أسألك باسمك يا داعي يا دائب يا دائم يا ديموم يا ديوم يا دال يا دليل يا دان في علوه يا ديان العباد يا دافع الهموم يا دامغ الباغين يا داحي المدحوات أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الذال
اللهم إني أسألك باسمك يا ذاكر يا ذكور يا ذائد يا ذارئ ما في الأرض يا ذخر من لا ذخر له يا ذا الطول يا ذا المعارج يا ذا القوة المتين يا ذا الجلال و الإكرام أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الراء
اللهم إني أسألك باسمك يا رب يا رقيب يا رشيد يا راشد يا رفيع يا رافع يا رحمان يا رحيم يا راحم يا رءوف يا رازق يا رزاق يا رائي يا رضوان يا راصد يا رصد المرتصد يا رضي القول يا راض على أوليائه يا رافد من استرفده يا راعي من استرعاه يا ركن من لا ركن له يا رائش كل قانع يا راد ما فات يا رامي أصحاب الفيل بالسجيل يا رابط على قلوب أهل الكهف بقدرته يا راج الأرض بعظمته يا رغبة العابدين يا رجاء المتوكلين أن تصلي
[91]
على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الزاي
اللهم إني أسألك باسمك يا زكي يا زاكي يا زارع النبات يا زين السماوات و الأرض يا زاجر الظلوم يا زائد الخضر في علمه إن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
السين
اللهم إني أسألك باسمك يا سمح يا سموح يا سلام يا سالم يا ساتر يا ستار يا سبحان يا سلطان يا سامق يا سبوح يا سرمدي يا سخي يا سني يا سابغ النعم يا سامي القدر يا سابق الفوت يا ساجر البحر يا سالخ النهار من الليل يا ساد الهواء بالسماء يا سيد السادات يا سبب من لا سبب له يا سند من لا سند له يا سريع الحساب يا سميع الدعاء يا سامع الأصوات يا سار أوليائه يا سرور العارفين يا ساقي الظمآنين يا سبيل حاجة الطالبين يا سامك السماء يا ساطح الأرضين يا سالب نعم الجاحدين يا سافعا بنواصي الخلق أجمعين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الشين
اللهم إني أسألك باسمك يا شاهد يا شهيد يا شاكر يا شكور يا شافع يا شفيع يا شاء لا بهمة يا شاق السماء بالغمام يا شفيق من لا شفيق له يا شرف من لا شرف له يا شديد البطش يا شريف الجزاء يا شارع الأحكام يا شامل اللطف يا شاعب صدع المكسورين يا شاد أزر النبيين يا شافي مرضى المؤمنين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت
[92]
أهله يا أرحم الراحمين
الصاد
اللهم إني أسألك باسمك يا صبار يا صابر يا صبور يا صادق يا صدوق يا صافح يا صفوح يا صمد المؤمنين يا صانع كل مصنوع يا صالح خلقه يا صارف اللزبة يا صاب ماء المطر بقدرته يا صاف الملائكة بعظمته يا صافي الملك يا صاحب كل وحيد يا صغار المعتدين يا صريخ المستصرخين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الضاد
اللهم إني أسألك باسمك يا ضار المعتدين يا ضامن الأرزاق يا ضارب الأمثال يا ضافي الفجر و الجمال إن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الطاء
اللهم إني أسألك باسمك يا طهر يا طاهر يا طهور يا طبيب الأولياء يا طامس عيون الأعداء يا طالبا لا يعجز يا طاحي الأرض يا طاوي السماء يا طلب الغادرين يا طارد العسر عن اليسر إن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الظاء
اللهم إني أسألك باسمك يا ظاهر يا ظهير يا ظليل الظل يا ظهر
[93]
اللاجئين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
العين
اللهم إني أسألك باسمك يا عدل يا عادل يا علي يا عالي يا عليم يا علام يا عالم يا عز يا عزيز يا عظيم يا عاضد يا عاطف يا عطوف يا عافي يا عفو يا عتيد الإمكان يا عجيب القدرة يا عريض الكبرياء يا عائدا بالجود يا عوادا بالفضل يا عاجل النفع يا عام المعروف يا عاملا بإرادته يا عامر السماوات بملائكته يا عاصم المستعصمين يا عين المتوكلين يا عدة الواثقين يا عماد المعتمدين يا عون المؤمنين يا عياذ العائذين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الغين
اللهم إني أسألك باسمك يا غني يا غالب يا غفور يا غفار يا غافر يا غفران يا غامر خلقه برحمته يا غارس أشجار الجنان لأوليائه يا غالق أبواب النار على أعدائه يا غوث كل طريد يا غني كل فقير يا غاية الطالبين يا غياث المستغيثين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الفاء
اللهم إني أسألك باسمك يا فاتح يا فتاح يا فرد يا فاصل يا فاخر يا فاطر يا فائق يا فاعل ما يشاء يا فعالا لما يريد يا فالق الحب و النوى يا فارج الهم يا فائض البر يا فاك العتاة يا فالج الحجة يا فارض
[94]
الطاعة يا فرج كل حزين يا فخر الأولياء يا فاض رءوس الضلالة يا فاقة كل مفقود يا فارق كل أمر حكيم يا فكاك الرقاب من النار يا فادي إسماعيل من الذبح يا فاتق السماوات و الأرض بعد رتقهما أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
القاف
اللهم إني أسألك باسمك يا قادر يا قدير يا قيوم يا قيام يا قائم يا قاهر يا قهار يا قديم يا قوي يا قريب يا قبل يا قدوس يا قابض يا قاصد السبيل يا قاضي الحاجات يا قاسم الأرزاق يا قاتل المردة يا قاصم الظلمة يا قامع الفجرة يا قاصف الشجرة الملعونة يا قبل القبل يا قابل التوب يا قائل الصدق يا قاذفا بالحق يا قوام السماوات و الأرض يا قوة كل ضعيف يا قاص نبأ الماضين يا قرة عين العابدين يا قائد المتوكلين أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الكاف
اللهم إني أسألك باسمك يا كامل يا كالئ يا كبير يا كائن يا كينون يا كريم يا كفيل يا كهيعص يا كافي يا كاف الشرور يا كاسر الأحزاب يا كافل موسى يا كادر النجوم يا كاشط السماء يا كابت الأعداء يا كانف الأولياء يا كنز الفقراء يا كهف الضعفاء يا كثير الخير يا كاتب الحسنات يا كاشف الكرب يا كاسي الجنوب العارية يا كابس الأرضين على الماء أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
[95]
اللام
اللهم إني أسألك باسمك يا لطيف يا لجأ اللاجئين يا لذيد الاسم يا لينا في تجبره أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الميم
اللهم إني أسألك باسمك يا مزيل يا منيل يا مقيل يا مديل يا محيل يا مفيد يا مزيد يا مبيد يا مريد يا مجيد يا ماجد يا موجد يا منجد يا مرفد يا مرشد يا مسعد يا مؤيد يا ممهد يا مسدد يا متوحد يا منفرد يا متفرد يا مقصد يا موحد يا ممجد يا مصدق يا مقدس يا مسبح يا مهلل يا مكبر يا مطهر يا موقر يا مبجل يا مؤمل يا منزه يا مبارك يا معظم يا مكرم يا مستغفر يا مسترزق يا مستنجد يا مستعصم يا مستحفظ يا مستهدى يا مسترحم يا مستصرخ يا مستجار يا مستعاد يا مستعان يا مستغاث يا مستكفى يا معتمد يا مجتدى يا مناجى يا منادى يا مخشى يا ممنن يا منان يا معتز يا متعزز يا متجاوز يا متقدس يا متكبر يا متجبر يا متطهر يا متسلط يا متعظم يا متكرم يا متفضل يا متطول يا متجلل يا متحبب يا مترحم يا متحنن يا متعطف يا مترئف يا متشرف يا متعال يا محتجب يا مبتلي يا مختبر يا ممتحن يا مبين يا متين يا معين يا مكين يا ماكن يا مكون يا مزين يا مهون يا ملقن يا مبين يا ممكن يا محصن يا مؤمن يا مهيمن يا متكلم يا معلم يا مقسم يا معظم يا مكرم يا ملهم يا مفهم يا مبدل يا منول يا مذلل يا مفضل يا مفصل يا منزل يا معدل يا مسهل يا محول يا ممهل يا موئل يا مرسل يا مجزل يا مجمل يا محسن يا مكافي يا مقيم يا منعم يا منعام يا مفضل يا مفضال يا مصلح يا موضح
[96]
يا منجح يا ممنح يا مانح يا مناح يا مرتاح يا مؤنس يا منفس يا محتج يا مبلغ يا مشفع يا ممتع يا مطلع يا مستمع يا مرتفع يا مبتدع يا مخترع يا موسع يا منيع يا ممتنع يا مستطيع يا محيط يا مقسط يا مولى يا ملي يا مملك يا متملك يا مالك يا مليك يا ملك يا مطاع يا ملاذ يا معاذ يا معيذ يا مجيب يا مستجيب يا مجاب يا مقيت يا مغيث يا مستعلي يا مستغني يا مصرخ يا منقذ يا مخلص يا ممحص يا مخصص يا معوض يا منطق يا مطلق يا معتق يا مغلق يا مفرق يا مطوق يا موفق يا مصدق يا متجل يا منجاب يا مخوف يا مهوب يا مهيب يا مهاب يا موهب يا مرهوب يا مرغوب يا مطلوب يا محجوب يا منيف يا مألوف يا موصوف يا معروف يا منعوت يا مشكور يا مذكور يا مشهور يا موجود يا معبود يا محمود يا مقصود يا موفود يا مسئول يا مأمول يا مرجو يا مدعو يا ممدوح يا ممتدح يا ممدح يا ممسك يا مهلك يا مدرك يا مبوئ يا مثوي يا مسوي يا مقلب يا مرغب يا مرهب يا مرتب يا مسبب يا محبب يا مركب يا معقب يا مخوف يا مصرف يا مؤلف يا مكلف يا مشرف يا معرف يا مضعف يا منصف يا مهني يا منبي يا موفي يا مرضي يا مرضي يا ممضي يا منجي يا محصي يا منشي يا مقني يا مجزي يا مجازي يا منتخب يا منتجب يا مصطفي يا مرتضي يا مجتبي يا مزكي يا مختار يا مظفر يا مقدر يا مقتدر يا مفتخر يا منتصر يا مستكبر يا منور يا مصور يا مبصر يا مصبر يا مسخر يا مغير يا مبشر يا ميسر يا مسير يا مذكر يا مدبر يا مخبر يا محذر يا منذر يا منشر يا مقبر يا مرجي يا مرتجي يا منجي يا ملتجي يا ملجأ يا محساب يا مطلب يا مصيب يا مفرج يا مسلط يا مجير يا مبير يا محكم يا متقن يا مخفي يا معلن يا مبقي يا مطعم يا مهين يا مكرم يا منتقم يا مسلم يا محلل يا محرم يا مقرب يا مبعد يا مثيب يا معذب يا مخصب يا مجدب يا مقدم يا مؤخر يا مقلل يا مكثر يا معز يا مذل يا محيي يا مميت
[97]
يا مورد يا مصدر يا مضعف يا مقوي يا معيش يا متوفي يا مصح يا مبرئ يا ممرض يا مشفي يا معل يا مداوي يا معاقب يا معافي يا مثبت يا ماحي يا معيد يا مبدي يا مضحك يا مبكي يا مضل يا مهدي يا مسعد يا مشقي يا مدني يا مقضي يا مفقر يا مغني يا مانع يا معطي يا مبقي يا مفني يا مروي الظمآن يا مشبع الغرثان يا مبلي كل جديد يا مجدد كل بال يا مظلم الليل يا مشرق النهار يا مسرج الشمس يا منير القمر يا مزهر النجوم يا مطلع النبات يا منبت الشجر يا مخالف طعم الثمر يا منبع العيون يا مثير السحاب يا مدجي الظلمة يا مشعشع النور يا مهب الرياح يا مورق الأشجار يا مومض البرق يا مرزم الرعد يا ممطر المطر يا مهبط الملائكة إلى الأرض يا مرسي الجبال يا مجري الفلك يا مغطش الليل يا مولج الليل في النهار و مولج النهار في الليل يا مكور الليل على النهار و مكور النهار على الليل يا مخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي يا مرخص الأسعار يا معظم البركة يا مبارك في الأرض المقدسة يا مربح متاجريه يا مزيح العلل يا مظهر الآيات يا ماد الظل يا ممد الأرض يا ممور السماء يا مكيد المكر يا مستوجب الشكر يا منجز العدات يا مؤدي الأمانات يا منتهى الرغبات يا متقبل الحسنات يا مكفر السيئات يا مؤتي السؤلات يا مأمن الهالع يا معقل الضارع يا مفزع الفازع يا مطمع الطامع يا مأوى الحيران يا مخسئ الشيطان يا مضيء البرهان يا متمم النعم يا مسبغ المنن يا مولى التطول يا مواتر الإنعام يا متتابع الإحسان يا موالي الإفضال يا متصل الآلاء يا مرادف النعماء يا مدر الأرزاق يا ملزم الدين يا موجب التعبد يا محق الحق يا مبطل الباطل يا مميط الأذى يا منعشا من الصرعة يا محرك الحركات يا محفوظ الحفظ يا مسلي الأحزان يا مذهب الغموم يا موزع الشكر يا منهج الدلالة يا مفعول الأمر يا متسع الرحمة يا معدن العفو يا مخفف الأثقال يا معشب البر يا موطد الجبال يا مفجر البحار يا معذب الأنهار يا متكفلا بالرزق يا منخر العظام يا مستطيل
[98]
القدرة يا مؤجل الآجال يا موقت المواقيت يا مؤسس الأمور يا مكمل الدين يا موضع كل شكوى يا مظلل كل شيء يا مفتح الأبواب يا مكارا بالمترفين يا مخزي الكافرين يا مستدرج العاصين يا ماقت أعمال المفسدين يا مبيض وجوه المؤمنين يا مسود وجوه المجرمين يا مبدد شمل الباغين يا مجتث أصل الطاغين يا متوعدا بعذاب الجبارين يا مدحض كلمة الجاحدين يا مشتت جمع المعاندين يا مفاجئا بنكاله الظالمين يا مرغم أنوف المستكبرين يا مخترما بسطوته المتجبرين يا مفل حد الناكثين يا مكل سلاح القاسطين يا معفي آثار المارقين يا ممزق ملك المتغلبين يا مرعب قلوب المحاربين يا مجنب عقوبته الطائعين يا مباعدا بأسه عن التائبين يا موطئ مسالك المتقين يا منضر وجوه المتهجدين يا مهيئ أمور المتوكلين يا مال المقلين يا مهرب الخائفين يا متولي الصالحين يا منى المحبين يا مريح اللاغبين يا مخرس ألسنة المعاندين يا ملجم الجن المتمردين يا مزوج الحور العين يا محقق أمل الآملين يا مفيض عطيته على السائلين يا مديم نعمته على الشاكرين يا مرجح ميازين المطيعين يا مصعد أصوات الداعين يا معلي دينه على كل دين يا مجير غصص الملهوفين يا مزرع قبور العالمين يا مفحم بحجته المجادلين يا مجلي عظائم الأمور يا منتجعا لكشف الضر يا مستدعى لبذل الرغائب يا منزولا به كل حاجة يا ماضي العلم فيما خلق يا ملقي الرواسي في الأرض يا مربي نفقات أهل التقوى يا مسكن العروق الضاربة يا منوم العيون الساهرة يا متلقي العصاة بحلمه يا ممليا لمن لج في طغيانه يا معذرا إلى من تمادى في غيه يا موصد النار على أهل معصيته يا مردفا جنده بملائكته يا مشري أنفس المؤمنين بجنته يا مجلل خلقه برداء رحمته يا محل كنوز أهل الغنى يا مقر السماوات بغير عمد يا مزلزل أقدام الأحزاب يا منتزع الملك ممن يشاء يا مغرق فرعون و جنوده يا مجاوزا ببني إسرائيل البحر يا ملين الحديد لداود يا مكلم موسى تكليما يا مناديه من جانب الطور يا مقيظ الركب ليوسف يا مبرد نار الخليل يا مدمرا على قوم لوط يا مدمدما على
[99]
قوم شعيب يا متبر الظلمة يا مستأصل الكفرة يا متب الفسقة يا مصطلم الفجرة و يا مدوخ المردة يا مبت حبال الغشم يا مخمل سوق الظلم يا مزلف الجنة لمن أطاعه يا مسعر النار لمن ناواه يا موحي إلى عبده ما أوحى يا مبعثر القبور بقدرته يا محصل ما في الصدور بعلمه يا مقصر الأبصار عن إدراكه يا مباينا لخلقه في صفاته يا محير القلوب في شأنه يا مطفئ الأنوار بنوره يا مستعبد الأرباب بعزته يا مستبقي الملك بوجهه يا مالئ أركانه بعظمته يا مبتدئ الخلق بقدرته يا متأبدا بخلوده يا متقدما بوعيده يا متلطفا في ترغيبه يا مستوليا على سلطانه يا متمكنا في ملكه يا مستويا على عرشه يا مترديا بكبريائه يا متأزرا بعظمته يا متسربلا بجلاله يا مشتهرا بتجبره يا مستأثرا بغيبه يا متما نوره يا مدرج السعداء في غفرانه يا مصلي الأشقياء حر ناره يا مدخر الثواب لأوليائه يا معد العقاب لأعدائه يا مطمئن القلوب بذكره يا مطيب النفوس بآلائه يا مفرج عن المؤمنين بنصره يا معرض أهل السقم لأجره يا متعمدا بفضله يا متغمدا بعفوه يا متوددا بإحسانه يا متعرفا بامتنانه يا مغشيا برحمته يا مؤويا في ظله يا مجيبا بكرامته يا مغديا بآلائه يا مربيا بنعمائه يا مقر عيون أوليائه يا ملبسهم جنته يا مؤتمن أنبيائه و أئمته على وحيه و مستحفظهم شرعه و مستخصهم ببرهانه و مستخلصهم لدعوته و مستصلحهم لعباده و مستخلفهم في أرضه و مطلعهم على سره و مصطنعهم لنفسه و مخلصهم بمشيته و مريهم ملوكته و مسترعيهم الأنام و مورثهم الكتاب أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
النون
اللهم إني أسألك باسمك يا ناشر يا نافع يا نفاع يا نفاح يا نصير يا ناصر يا ناظر يا نور يا ناطق يا نوال يا ناه عن المعاصي يا ناصب الجبال أوتادا يا ناثر النجوم نثرا يا ناسف الجبال نسفا يا نقيا من كل جور يا نافخ النسم في الأجساد يا نائي في قربه يا نكال الظالمين يا نافذ العلم يا
[100]
نبيل العظمة و الجلال يا نعم المولى يا نعم النصير أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الواو
اللهم إني أسألك باسمك يا واحد يا واجد يا ولي يا والي يا وفي يا وافي يا واقي يا وكيل يا ودود يا واد يا واهب يا وهاب يا وارث يا وتر يا واسع الرحمة يا واصل النعم يا واضع الآصار يا وثيق العهد يا وحي الإجابة يا واعدا بالجنة يا واضح السبيل أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
الهاء
اللهم إني أسألك باسمك يا هو يا هو يا هنيء العطاء يا هادي المضلين يا هازم الأحزاب يا هاشم سوق الفجرة يا هاتك جنة الظلمة يا هادم بنيان البدع يا هاد ركن الضلالة أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
اللام ألف لا
اللهم إني أسألك باسمك يا لا إله إلا أنت أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
[101]
الياء
اللهم إني أسألك باسمك يا يقين يا يد الواثقين يا يقظان لا يسهو يا ينبوع العظمة و الجلال أن تصلي على محمد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين