والعاقد بينهما هو الله تعالى، والقابل جبرائيل، والخاطب راحيل، والشهود حملة العرش، وصاحب النثار رضوان، وطبق النثار شجرة طوبى، والنثار الدر والياقوت والمرجان، والرسول هو المشاطة، وأسماء صاحب الحجلة، ووليد هذا النكاح الأئمة عليهم السلام(16).
الخطبة الأولى:
في خبر: إنه كان الخطيب راحيل، وقد جاء في بعض الكتب أنه خطب راحيل في البيت المعمور في جمع من أهل السماوات السبع، فقال: الحمد لله الأول قبل أولية الأولين، الباقي بعد فناء العالمين، نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين، وبربوبيته مذعنين، وله على ما أنعم علينا شاكرين، حجبنا من الذنوب، وسترنا من العيوب، أسكننا في السماوات، وقربنا إلى السرادقات، وحجب عنا النهم للشهوات،(17) وجعل نهمتنا وشهوتنا في تقديسه وتسبيحه، الباسط رحمته، الواهب نعمته، جل عن إلحاد أهل الأرض من المشركين، وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين.
ثم قال بعد كلام: اختار الملك الجبار صفوة كرمه، وعبد عظمته لأمته سيدة النساء بنت خير النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين، فوصل حبله بحبل رجل من أهله وصاحبه، المصدق دعوته، المبادر إلى كلمته على الوصول، بفاطمة البتول ابنة الرسول.
وروي أن جبرائيل روى عن الله تعالى عقيبها قوله عز وجل: الحمد ردائي، والعظمة كبريائي، والخلق كلهم عبدي وإمائي، زوجت فاطمة أمتي، من علي صفوتي، اشهدوا ملائكتي(18).
الخطبة الثانية:
في حديث طويل: أوحى الله إلى الأمين جبرائيل أن ارق منبر الكرامة، فرقى حتى استوى على المنبر واقفاً، فقال خطيباً: الحمد لله الذي خلق الأرواح، وفلق الإصباح، وصور على عرشه خمسة الأشباح، محيي الأموات، وجامع الشتات، ومخرج النبات، ومنزل البركات... بارئ الأنام، ومنشئ الغمام، لا تشتبه عليه الأصوات، ولا تخفى عليه اللغات، لا يأخذه نوم ولا نسيان...
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، ونشهد أن علي بن أبي طالب خليفة نبيه، واشهدوا يا ملائكة المقربين والملائكة الراكعين والملائكة المسبحين، وجميع أهل السماوات والأرضين بأني زوجت سيدة نساء العالمين بنت محمد الأمين فاطمة الزهراء بعلي بن أبي طالب سيد الوصيين. ألا أن لها بأمر رب العالمين خمس الدنيا أرضها وسماؤها، وبرها وبحرها، وجبالها وسهلها. وأوحى الله تعالى إليهم أني قد زوجت وليي ووصي رسولي علياً ابن أبي طالب بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء...(19).
__________________________________________
16 - البحار: ج43، ص107.
17 - النهمة: بلوغ الهمة والشهوة في الشيء.
18 - المناقب: لابن شهر آشوب، ج3، ص348.
19 - الجنة العاصمة: ص100.
source : alhassanain