عربي
Wednesday 8th of May 2024
0
نفر 0

[ في رحاب ] الإمام الجواد (عليه السلام)

[ في رحاب ] الإمام الجواد (عليه السلام) * * ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) : كان قد مرَّ على عمر الإمام الرضا (عليه السلام) ـ أبو الإمام الجواد (عليه السلام) ـ أكثر من أربعين سنة ، لكنّه (عليه السلام) لم يُرزق بولدٍ . فكان هذا الأمر مُدعاة لقلق الشيعة ؛ لأنّها تعتقد بأنّ الإمام التاسع سيكون ابن الإمام الثامن . ولهذا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يَمُ
[ في رحاب ] الإمام الجواد (عليه السلام)

[ في رحاب ] الإمام الجواد (عليه السلام) *

* ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) :

كان قد مرَّ على عمر الإمام الرضا (عليه السلام) ـ أبو الإمام الجواد (عليه السلام) ـ أكثر من أربعين سنة ، لكنّه (عليه السلام) لم يُرزق بولدٍ . فكان هذا الأمر مُدعاة لقلق الشيعة ؛ لأنّها تعتقد بأنّ الإمام التاسع سيكون ابن الإمام الثامن .

ولهذا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ على الإمام الرضا (عليه السلام) بولد ، حتى أنَّهم في بعض الأحيان كانوا يذهبون إلى الإمام (عليه السلام) ويطلبون منه أن يدعو الله سبحانه بأن يرزقه ولداً ، وهو (عليه السلام) يُسلِّيهم ، ويقول لهم : (إنَّ اللهَ سوف يَرزُقني ولداً يكون الوارث والإمام من بعدي) .

جاء في (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر آشوب : تروي السيدة حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر كيفية المولِد العظيم ، وما لازَمَتْه من الكرامات ، فتقول : لمّا حضرت ولادة أمّ أبي جعفر (عليه السلام) دعاني الإمام الرضا (عليه السلام) فقال : (يا حَكيمة ، اِحضَري ولادتَها) .

وأدْخَلَني (عليه السلام) وإيّاها والقابلة بيتاً ، ووضعَ لنا مِصباحاً ، وأغلق الباب علينا .

فلمّا أخذها الطلق طَفئَ المصباحُ ، وكان بين يديها طستٌ ، فاغتممتُ لانطفاءِ المصباحِ ، فبينما نحن كذلك إذْ بَدْر أبو جعفر (عليه السلام) في الطست ، وإذا عليه شيءٌ رقيقٌ كهيئة الثوب ، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه .

فأخذتُه فوضعتُه في حِجري ، ونزعتُ عنه ذلك الغشاء ، فجاء الإمام الرضا (عليه السلام) وفتح الباب ، وقد فرغنا من أمره ، فأخذه (عليه السلام) ووضعه في المهد وقال لي : (يَا حَكيمة ، الزمي مَهدَه) .

فلمّا كان في اليوم الثالث رفع (عليه السلام) بصره إلى السماء ، ثمّ نظر يمينه ويساره ، ثمّ قال (عليه السلام) : (أشهدُ أنْ لا إِلَه إلاَّ الله ، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً رسولُ الله) .

فقمتُ ذعرة فزِعةً ، فأتيتُ أبا الحسن (عليه السلام) ، فقلت : سَمِعْتُ مِنْ هذا الصبي عَجَباً .

فقال (عليه السلام) : (ومَا ذَاكَ) ؟ فأخبرتُهُ الخبر .

فقال (عليه السلام) : (يَا حَكيمة ، مَا تَرَوْنَ مِنْ عجائبهِ أكثر) !

وأخيراً ولد الإمام محمّد الجواد (عليه السلام) في العاشر من رجب 195 هـ ، وقد سُمِّي بِـ (مُحَمَّد) ، وكُنيتُه (أبو جَعفَر) .

وأشاعت ولادته (عليه السلام) الفرح والسرور بين أوساط الشيعة ، ورسَّخت الإيمان في قلوبهم ، وأزالَتِ الشَّكَّ الذي دخل قلوب البَعضِ مِنهُم .

* منزلة الإمام الجواد (عليه السلام) :

كان الإمام الرضا (عليه السلام) يُشيد دوماً بولده الإمام الجواد (عليه السلام) ، ويدلِّلُ على فضله ومواهبه .

وقد بعث الفضل بن سهل إلى محمّد بن أبي عبّاد كاتب الإمام الرضا (عليه السلام) يسأله عن مدى علاقة الإمام الرضا بولده الجواد (عليهما السلام) .

فأجابه : ما كان الرضا يذكر محمّداً (عليهما السلام) إلاّ بكنيته ، فيقول : (كتب لي أبو جعفر ، وكنتُ أكتب إلى أبي جعفر) .

وكان آنذاك بالمدينة وهو صبيٌّ ، وكانت كتب الإمام الجواد تَرِد إلى أبيه (عليهما السلام) وهي في منتهى البلاغة والفصاحة .

وحدَّث الروَاة عن مدى تعظيم الإمام الرضا لولده الجواد (عليهما السلام) ، فقالوا : إنَّ عبّاد بن إسماعيل ، وابن أسباط ، كانا عند الإمام الرضا (عليه السلام) بمنى إذ جيء بأبي جعفر (عليه السلام) ، فقالا له : هذا المولود المبارك ؟!!

فاستبشر الإمام (عليه السلام) وقال : (نعم ، هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركةً منه) .

وهناك طائفةٌ كثيرةٌ من الأخبار قد أُثرت عن الإمام الرضا (عليه السلام) ، وهي تُشيد بفضائل الإمام الجواد (عليه السلام) وتدلِّل على عظيم مواهبه وملكاته .

* إكبارٌ وتعظيمٌ :

وأحيط الإمام الجواد (عليه السلام) ، منذ نعومة أظفاره ، بهالة من التكريم والتعظيم ، من قبل الأخيار والمتحرِّجين في دينهم ؛ فقد اعتقدوا أنّه من أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي فرض الله مودّتهم على جميع المسلمين .

وقد ذكر الرواة أنَّ علي بن جعفر الفقيه الكبير ، وشقيق الإمام الكاظم (عليه السلام) ، وأحد أعلام الأسرة العلوية في عصره ، كان ممّن يقدّس الإمام الجواد (عليه السلام) ، ويعترف له بالفضل والإمامة .

فقد روى محمّد بن الحسن بن عمارة ، قال : كنت عند علي بن جعفر جالساً بالمدينة ، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه ـ يعني الإمام الكاظم (عليه السلام) ـ إذ دخل أبو جعفر محمّد بن علي الرضا (عليه السلام) مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فوثب علي بن جعفر بلا حِذاءٍ ولا رداءٍ ، فقبّل يده وعظّمه ، والتفت إليه الإمام الجواد (عليه السلام) قائلاً : (اجلس يا عَم ، رحمك الله) .

وانحنى علي بن جعفر بكل خضوع قائلاً : يا سيدي ، كيف أجلس وأنت قائم ؟!

ولمّا انصرف الإمام الجواد (عليه السلام) ، رجع علي بن جعفر إلى أصحابه فأقبلوا عليه يوبّخونه على تعظيمه للإمام (عليه السلام) مع حداثة سِنِّه ، قائلين له : أنتَ عَمُّ أبيه ، وأنت تفعل به هذا الفعل ؟!!

فأجابهم علي بن جعفر جواب المؤمن بِرَبِّه ودينه ، والعارف بمنزلة الإمامة قائلاً : اسكتوا ، إذا كان الله ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهل هذه الشيبة ـ للإمامة ـ وأهَّل هذا الفتى ، ووضعه حيث وضعه ، نعوذ بالله ممّا تقولون ، بل أنا عبدٌ له .

ودلَّل علي بن جعفر على أنّ الإمامة لا تخضع لمشيئة الإنسان وإرادته ، ولا تنالها يد الجعل الإنساني ، وإنمّا أمرها بيد الله تعالى ، فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده ، من دون فرق بين أن يكون الإمام صغيراً أو كبيراً .

* أقوال المؤرِّخين :

وقد مَلَكت مواهب الإمام الجواد (عليه السلام) عواطف العلماء ، فسجَّلُوا إعجابهم وإكبارهم له في مؤلَّفَاتهم ، وفيما يلي بعض ما قالوه :

الأوّل : قال الذهبي : كان محمّد يُلقَّب بـ (الجواد) ، وبـ (القانع) ، و(المرتضى) ، وكان من سروات آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) ، وكان أحد الموصوفين بالسخاء ، فلذلك لُقِّب بـ (الجواد) .

الثاني : قال السبط ابن الجوزي : محمّد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم ، والتقى ، والجود .

الثالث : قال الشيخ محمود بن وهيب : محمّد الجواد هو الوارث لأبيه عِلماً وفضلاً ، وأجلُّ أخوته قَدراً وكمالاً .

الرابع : قال خير الدين الزركلّي : محمّد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، المُلقَّب بـ (الجواد) ، تاسع الأئمّة الاثني عشر عند الإمامية ، كان رفيع القدر كأسلافه ، ذكياً ، طليق اللسان ، قويَّ البديهة .

الخامس : قال الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة : أمّا مناقب أبي جعفر الجواد فما اتَّسَعت حلباتٌ مجالها ، ولا امتدَّت أوقاتٌ آجالها ، بل قضت عليه الأقدار الإلهية بِقِلَّة بقائه في الدنيا بحكمها وأسجالها ، فَقَلَّ في الدنيا مقامه ، وعجَّل القدوم عليه كزيارة حمامه ، فلم تَطُل بها مدَّتُه ، ولا امتدَّت فيها أيامُه .

السادس : وأدلى علي بن عيسى الأربلي بكلمات أعرب فيها عن عميق إيمانه ، وولائه ، للإمام الجواد (عليه السلام) ، فقال : الجواد في كلِّ أحواله جواد ، وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة .

فاقَ الناس بطهارة العنصر ، وزكاء الميلاد ، وافترع قِلَّة العلاء ، فما قاربه أحد ، ولا كاد مجده ، عالي المراتب ، ومكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ، ومنصبه يشرف على المناصب .

إذا أنس الوفد ناراً قالوا : ليتها ناره ، لا نار غالب ، لَهُ إلى المعالي سُموٌّ ، وإلى الشرف رَوَاح وَغُدُو ، وفي السيادة إِغراق وَعُلُو ، وعلى هَام السماك ارتفاع وعُلُو ، وعن كلِّ رذيلة بعد ، وإلى كلِّ فضيلة دُنُو .

تتأرجح المكارم من أعطافه ، ويقطر المجد من أطرافه ، وترى أخبار السماح عنه وعن أبنائه وأسلافه ، فطوبى لمن سعى في ولائه ، والويل لمن رغب في خلافه .

هذه بعض الكلمات التي أدلى بها كبار المؤلِّفين ، وهي تمثِّل إعجابهم بمواهب الإمام وعبقرياته ، وما اتَّصف به من النزعات الشريفة التي تحكي صفات آبائه الذين رفعوا مشعل الهداية في الأرض .

* إحسان الإمام الجواد (عليه السلام) ومواساته للناس :

الإحسان إلى الناس والبرّ بهم من سجايا الإمام الجواد (عليه السلام) ، ومن أبرز مقوماته ، وقد ذكر الرواة بوادر كثيرة من إحسانه كان منها ما يلي :

1 - روى أحمد بن زكريّا الصيدلاني ، عن رجل من بني حنيفة من أهالي سَجِستان ، قال : رافقت أبا جعفر (عليه السلام) في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم ، فقلت له وأنا على المائدة : إنّ والينا ـ جعلت فداك ـ يتولاّكم أهل البيت ويحبّكم ، وعليّ في ديوانه خراج ، فإن رأيتَ جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالإحسان إلي .

فقال (عليه السلام) : (لا أعرفه ) .

فقلت : جعلت فداك إنّه على ما قلت ، من محبّيكم أهل البيت ، وكتابك ينفعني .

فاستجاب له الإمام (عليه السلام) فكتب إليه بعد البسملة : أمّا بعد : (فإنّ موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهباً جميلاً ، وإنّ ما لك من عملك إلاّ ما أحسنت فيه ، فأحسن إلى إخوانك ، واعلم أنّ الله عزّ وجلّ سائلك عن مثاقيل الذرّة والخردل) .

ولمّا ورد إلى سجستان عرف الوالي ـ وهو الحسين بن عبد الله النيسابوري ـ أنّ الإمام قد أرسل إليه رسالة ، فاستقبله من مسافة فرسخين ، وأخذ الكتاب فقبّله ، واعتبر ذلك شرفاً له ، وسأله عن حاجته فأخبره بها .

فقال له : لا تؤدّ لي خراجاً ما دام لي عمل ، ثمّ سأله عن عياله ، فأخبره بعددهم .

فأمر له ولهم بصلة ، وظلّ الرجل لا يؤدّي الخراج ، ما دام الوالي حيّاً ، كما أنّه لم يقطع صلته عنه .

وكان كل ذلك ببركة الإمام (عليه السلام) ولطفه .

* مواساته (عليه السلام) للنّاس :

واسى الإمام الجواد (عليه السلام) الناس في سَرّائهم وضَرّائهم ، فيقول المُؤرّخون : إنّه قد جرت على إبراهيم بن محمّد الهمداني مظلمة من قِبل الوالي ، فكتب إلى الإمام الجواد (عليه السلام) يخبره بما جرى عليه ، فتألم الإمام (عليه السلام) وأجابه بهذه الرسالة : (عَجّل الله نُصرتك على من ظلمك ، وكفاك مؤنته ، وأبشِرْ بنصر الله عاجلاً إن شاء الله ، وبالآخرة آجلاً ، وأكثِر من حمد الله) .

ومن مواساته (عليه السلام) للناس تعازيه للمنكوبين والمفجوعين ، فقد بعث (عليه السلام) رسالة إلى رجلٍ قد فُجع بفقد ولده ، وقد جاء فيها بعد البسملة : (ذكَرتُ مصيبتَك بعليٍّ ابنك ، وذكرت أنّه كان أحبّ وُلدك إليك ، وكذلك الله عزّ وجلّ ، إنّما يأخذ من الولد وغيره أزكى ما عند أهله ، لِيعظُم به أجر المصاب بالمصيبة .

فأَعظم الله أجرك ، وأحسن عزاك ، وربط على قلبك ، إنّه قدير ، وعَجّل الله عليك بالخلف ، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله) .

وأعرَبَت هذه الرسالة الرقيقة عن مدى تعاطف الإمام (عليه السلام) مع الناس ، ومواساته لهم في السَرّاء والضَرّاء .

ومن مواساته (عليه السلام) للناس أنّ رجلاً من شيعته كتب إليه يشكو ما ألمَّ به من الحزن والأسى لفقد ولده ، فأجابه الإمام (عليه السلام) برسالة تعزية جاء فيها : (أمَا علمتَ أنّ الله عزّ وجلّ يختار من مال المؤمن ، ومن ولده أَنْفَسَه ، ليؤجره على ذلك) .

لقد شارك الإمام (عليه السلام) الناس في السَرّاء والضَرّاء ، وواساهم في فجائعهم ومِحَنهم ، ومدَّ يد المعونة إلى فقرائهم ، وضعفائهم .

وبهذا البرّ والإحسان احتلّ (عليه السلام) القلوب والعواطف ، وأخلص له الناس ، وأحبّوه كأعظم ما يكون الإخلاص والحُب .

* أقوال الإمام الجواد (عليه السلام) في الأخلاق والمواعظ :

دعا الإمام الجواد (عليه السلام) إلى الاتصاف بمكارم الأخلاق ، ومحاسن الصفات ، وكان ممَّا أوصى به :

في حُسن الأخلاق :

1ـ قال (عليه السلام) : (مِن حُسن خُلق الرجل كَفُّ أذَاه ، ومن كرمه بِرُّه لِمَن يهواه ، ومن صبره قِلَّة شَكواه ، ومن نُصحِهِ نَهْيِهِ عما لا يرضاه ، ومن رِفقِ الرجل بأخيه ترك توبيخِهِ بِحَضرَةِ مَن يَكرَهُ ، ومِن صِدق صُحبَتِهِ إسقاطُه المُؤنَة ، ومِن علامة مَحبَّتِهِ كِثرةُ المُوافَقة وَقِلَّة المُخَالفة) .

2ـ قال (عليه السلام) : (حَسبُ المَرءِ مِن كَمَال المُروءَة أن لا يَلقى أحداً بما يَكرَه ، وَمِن عَقلِهِ إِنصافه قَبول الحَقِّ إذا بَانَ لَهُ) .

في قضاء حوائج الناس :

1ـ قال (عليه السلام) : (إِنَّ للهِ عِباداً يخصُّهُم بدوام النِّعَم ، فلا تزالُ فِيهم ما بَذلوا لَهَا ، فإذَا مَنعُوهَا نَزَعَهَا عنهم ، وَحَوَّلَهَا إِلى غَيرهم) .

2ـ قال (عليه السلام) : (مَا عَظُمَتْ نِعمُ اللهِ على أَحدٍ إِلاّّ عَظُمَتْ إليه حَوائجَ النَّاس ، فمن لم يحتمل تلك المُؤنَة عرَّضَ تلك النعمة للزوال) .

في آداب السلوك :

1ـ قال (عليه السلام) : (ثَلاثُ خِصالٍ تُجلبُ فيهــنَّ المَوَدَّة : الإنصاف في المعاشرة ، والمواساة في الشِدَّة ، والانطِواء على قلبٍ سليم) .

2ـ قال (عليه السلام) : (ثلاثةٌ مَن كُنَّ فيه لم يندم : تَرْكِ العَجَلة ، والمَشُورَة ، والتوكُّلِ عَلَى اللهِ تعالى عند العَزِيمَة ، ومَن نَصحَ أخَاه سِرّاً فَقَدْ زَانَهُ ، ومن نَصَحهُ عَلانِيةً فَقَدْ شَانَهُ) .

3ـ قال (عليه السلام) : (عنوَانُ صَحيفَة المؤمن حُسنُ خُلقه ، وعنوان صحيفةِ السَّعيد حُسن الثَّنَاءِ عليه ، والشكر زينةُ الرِّوَاية ، وخَفضُ الجِناح زينة العِلم ، وحُسنُ الأدب زينة العَقل ، والجَمَال في اللِّسَان ، وَالكَمَالُ فِي العَقل) .

وأما عن المواعظ فقد أُثِرَت عن الإمام الجواد (عليه السلام) بعضها ، ومنها ما يلي :

1ـ قال (عليه السلام) : (تَأخِيرُ التوبة اغتِرَار ، وطُول التَسوِيفِ حِيرَة ، والاعتِلال على الله هَلَكَةٌ ، والإصرِارِ عَلى الذنب أَمنٌ لِمَكرِ الله (فَلا يَأْمَنُ مَكرَ اللهِ إلاَّ القَومُ الخاسِرُونَ )  [ الأعراف : 99 ] ، فإنّ من يصرُّ على الذنب يَعتَبِرُ نفسَهُ آمِناً مِن مَكرِ الله) .

2ـ قال (عليه السلام) : (تَوسَّدِ الصَّبر ، واعتَنِقِ الفَقر ، وارفضِ الشَّهَوَات ، وخَالف الهوى ، واعلَم أَنَّكَ لَن تَخلُو مِن عَينِ الله ، فانظُر كَيفَ تَكُون) .

3ـ قال (عليه السلام) : (أَمَّا هذِه الدُّنيا فإِنَّا فيها مُعتَرِفُون ، لَكِن مَن كَان هَوَاهُ هَوى صَاحِبُهُ ، وَدَانَ بِدِينه ، فَهو مَعهُ حَيثُ كَان ، والآخرةُ هِيَ دارُ القَرَار) .

ـــــــــــــــــــ

* المصدر :  موقع الأمل .


source : alhassanain
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فلسفة الحج عند الامام
أصحاب اليمين هم الشيعة
الإيرانيون وبداية التمهيد للمهدي عليه السلام
المبرّرات الأخرى لخروجه (عليه السلام)
تحديث البنية الثقافية كمدخل للتنمية
معنى التحريف وانواعه
أقسام التفسير
ولادة الإمام الحسين(عليه السلام)
باب من اشترى هديا، واشترى وهلك، ومن ضل هديه، ...
الامبريالية والبعث الإسلامي والأصولية الإسلامية

 
user comment