أحاديث أهل السنّة في ولاية عليّ ووصياته
مِن هنا
مَن توجّه نحو الحقائق وأقبل عليها، أو كان ـ على الأقلّ ـ في استقبالها، أقبلت عليه وتوجّهت نحوه، ولم يشعر إلاّ أنّها نفذت إلى عقله وضميره، وإلى قلبه وروحه ووجدانه، وربّما تعجّب كيف غَفَل عنها كلَّ هذه المدّة وهو يحسب نفسه من أهل العلم والتحقيق، ومن أهل الكفاءة على التحليل والاستنتاج، وقد غابت عنه أبسط الأدوات العلميّة لفتح مغاليق المسائل واستدرار أجوبتها! وربّما خاطب نفسه المغرورة بقوله: عَلِمتِ شيئاً، وغابَت عنكِ أشياءُ!
نعم.. فالعلم الحقيقي يتطلّب عيناً باصرة، وعقلاً زاكياً، وقلباً متّجهاً إلى الله تبارك وتعالى يريد المعرفة، لا الرياء ولا المراء، ولا إشباع النزعات المتعصّبة العمياء. والعلم الحقيقي يتطلّب أيضاً شجاعة تجعل المرء يقرّ بالحقيقة ولا يتهرّب منها، ويعترف بجهله ولا يُكابر مغروراً أنِفاً، وربّما خُيِّر في أمور دينه بين العناد والإقرار، فإذا فَهِم أنّ الاعترا بالحقيقة عارف يلحقه أمام الناس فَلْيعلم أنّ الإصرار على الباطل نار يلتحق بها أمام الله تعالى وأمام الخَلْق، عندها سيتمنّى: العار، ولا النار!
فالقضيّة ليست مباراةً فكريّة، ولا بطولاتٍ كلاميّةً جدليّة، وإنّما الأمر خطير، وخطيرٌ جداً، فربَّ حقيقةٍ قرّرت سعادة أبدية، إذا قُبِلت وأُخِذت وعُمِل بها.. وربّ حقيقةٍ حكمت بشقاوةٍ أبديّة، إذا رُفضت واستُخِفّ بها! فلابدّ للمرء أن يكون حريصاً على مصيره أشدَّ الحرص، فلا يستعجل ولا يتغافل، ولا يتباطأ في التعرّف على أمور دينه في الأصول والفروع، وعلى ضروريّات الإيمان ومصادر الإسلام النقيّة التي يطمئنّ لها المسلم الصادق.
أمّا أن يُهمِل ذلك كلّه، ويتلقّى كلمةً من هنا وكلمةً من هناك، ويمرّ على العبارات والمفردات دون تفكّرٍ ولا تأمّل ولا فهمٍ عميق.. فذلك لا يُوصله إلى الحقائق المهمّة التي ترتكز عليها ديانة المؤمن الواعي ذي البصيرة والتقى والحرص على سلامة دينه وأمان آخرته.
ومن هنا عَنّ لنا أن نراجع عدداً من الروايات في حقلين مهمَّين:
الأوّل ـ في الولاية: أي فيمَن يجب أن يتولاّه المسلمون في دينهم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
والثاني ـ في الوصاية: أي فيمَن أوصى به النبيّ صلّى الله عليه وآله وصيّاً من بعده إماماً وخليفة.
وبما أنّ العقيد الشيعيّة لم تمرّ بأيّ أزمةٍ فكريّة أو روحيّة في هذا المجال، لذا آثَرْنا أن نَفِد على المصادر السنيّة فقط في هذين المجالين.
القسم الأوّل
• في: ( درّ بحر المناقب:121 ـ من المخطوط ) كتب الشيخ جمال الدين محمّد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بـ « ابن حَسنَوَيه ـ ت 680 هـ ): الحديث الثالث والعشرون: ـ بالإسناد إلى عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء قال لي جبرئيل عليه السلام:... فعلى الأوّل منها ( أي الباب الأوّل من أبواب الجنّة ) مكتوبٌ: لا إله إلاّ الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ وليّ الله... »( وهكذا الأبواب الأخرى ).
ـ رواه أيضاً: الحافظ أبو محمّد بن أبي الفوارس في كتابه ( الأربعين:28 ـ من المخطوط ).
• فيما روى الخوارزمي الحنفي في: ( مقتل الحسين عليه السلام:108 ـ ط الغري ) بسنده إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لمّا أُسريَ بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً بالذهب: لا إله إلاّ الله، محمّدٌ حبيب الله، عليٌّ وليّ الله، فاطمةُ أمَة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على مُبغضيهم لعنة الله ».
• وعن عبدالله بن سلاّم روى الشيخ القندوزي الحنفي في: ( ينابيع المودّة لذوي القربى:252 ـ ط إسلامبول ) أنّه قال: قلت: يا رسول الله، أخبِرني عن لواء الحمد ما صِفتُه ؟ قال: « طولُه مسيرة ألف عام » ـ إلى أن قال: « السطر الأوّل: بسم الله الرحمن الرحيم، والسطر الثاني: الحمد لله ربّ العالمين، والسطر الثالث: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليٌّ وليّ الله ». ( رواه أيضاً: السيّد علي بن شهاب الدين الهمداني في: مودّة القربى:65 ـ ط لاهور بالهند ).
• ومن طريق الديلمي روى الشيخ عبيدالله الحنفي الأمرتسري في: ( أرجح المطالب:30 و 312 ـ ط لاهور ) عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « لمّا أُسرِيَ بي رأيتُ على باب الجنّة مكتوباً بالذهب: لا إله إلاّ الله، محمّد حبيب الله، وعليّ وليّ الله، وفاطمة أمَة الله، والحسن والحسين صفوة الله، على باغضيهم لعنة الله » ( رواه كذلك: العيني الحيدرآبادي في: مناقب علي: 53 ـ ط أعلم پريش ).
• وفي: ( فرائد السمطين ) للجويني الشافعي ـ ت 722 هـ ـ قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أيّها الناس، إنّ الله عزّوجلّ أمرني أن أنصب لكم إمامَكم، والقائمَ فيكم بعدي، ووصيّي وخليفتي » ـ إلى أن قال: « ولكنّ أوصيائي منهم، أوّلُهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمّتي، ووليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي.. » ( عنه ـ: ينابيع المودّة:114 ـ ط إسلامبول ).
• وفي: ( المناقب:35 ـ ط تبريز ) روى الخوارزمي الحنفي ـ ت 568 هـ ـ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله: « عليٌّ مولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة »، وقال له: « أنت إمام كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة، ووليُّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ بعدي، أنت الآخذ بسُنّتي، والذابّ عن ملّتي ».
• وفي: ( نظم درر السمطين:119 ـ ط القضاء ) كتب الحافظ الزرندي الحنفي ـ ت 750 هـ: عن عليٍّ عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: « سألتُ اللهَ فيك خمساً، فمنَعَني واحدةً وأعطاني فيك أربعة، سألتُه أن تُجمَع عليك أمّتي فأبى علَيّ، وأعطاني: أوّلُ مَن تنشقّ عنه الأرض وأنت معي، لواء الحمد تحمله تسبق الأوّلين والآخِرين، وأعطاني بأنّك أخي في الدنيا والآخرة، وأعطاني أنّ بيتك مقابل بيتي في الجنّة، وأنت وليُّ المؤمنين بعدي ».
• وبالإسناد إلى أبي ذرّ الغفاري روى ابن حسنويه الحنفي الموصلي في: ( درّ بحر المناقب:78 ـ من المخطوط ) أنّ قال: أمَرَنا رسول الله صلّى الله عليه وآله أن نسلّم على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وقال: « سَلِّموا على أخي ووارثي، وخليفتي في قومي، ووليِّ كلِّ مؤمنٍ بعدي، سلِّموا عليه بإمرة المؤمنين، وأنّه وليُّ مَن يسكن الأرض إلى يوم العرض... ».
• وفي: ( نهاية العقول ـ على ما في: المناقب للكاشي:195 ) كتب الفخرالرازي ـ ت 606 هـ ـ قولَ رسول الله صلّى الله عليه وآله في عليّ: « هذا وليُّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة ».
• فيما روى الحافظ أبو داود الطيالسي ـ ت 204 هـ ـ في كتابه: ( المسند 360 / ح 2752 ـ ط حيدرآباد الدكن بالهند ) عن عبدالله بن عبّاس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ: « أنت وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي » ( رواه عنه: ابن عبدالبر في: الاستيعاب 457:2 ـ ط حيدرآباد الدكن، وابن كثير في: البداية والنهاية 345:7 ـ ط حيدرآباد، والمناوي الشافعي في: كنوز الحقائق:203 ـ ط بولاق بمصر ـ وعلى ص 201 أنّه صلّى الله عليه وآله قال: « إنّ عليّاً وليُّكم بعدي »).
• وفي: ( شرح الجامع الصغير ) للمناوي: روى الترمذي والنَّسائي من حديث عمران بن الحُصَين في قصّةٍ طويلة مرفوعاً، قولَ النبيّ صلّى الله عليه وآله: « ما تُريدون من عليّ ؟! إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي ». ( وقريب من ذلك ما رواه: البستوي في: محاضرة الأوائل:54 ـ ط القاهرة، نقلاً عن: السيوطي في: الأوائل، ورواه الشيباني في: المختار في مناقب الأخيار:13 ـ من نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، والمتّقي الهندي في: كنز العمّال 125:15 ـ ط حيدرآباد الدكن، وابن أبي الحديد المعتزلي في: شرح نهج البلاغة 221:4 ـ ط مصطفى البابي الحلبي بمصر، وشاه وليّ الله الحنفي الدهلوي في: إزالة الخفاء 448:2 ـ ط آرام باغ كراچي، وابن عساكر الدمشقي الشافعيّ في: تاريخ مدينة دمشق 384:1 ـ ط بيروت ـ عن ابن عبّاس، أمّا عن عبدالله بن عمر فقد روى القندوزي في: ينابيع المودّة:257 ـ ط إسلامبول أنّه قال: كنّا نصلّي مع النبيّ، فالتفت إلينا فقال: « أيُّها الناس، هذا وليُّكم بعدي في الدنيا والآخرة، فاحفَظُوه » ـ يعني عليّاً. ومثلَه روى: السيّد علي الهمداني في: مودّة القربى:91 ـ ط لاهور. فيما روى البيهقي ـ ت حدود 300 هـ ـ في كتابه: المحاسن والمساوي:41 ـ ط بيروت، عن جابر الأنصاري أنّ رسول الله صلّى اليه عليه وآله قال في عليٍّ عليه السلام: « هذا وليُّك بعدي إذ كانت فتنة! ». كما رُوي قريباً من ذلك عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام، وعن حبشي بن جُنادة، وبُريدة في مصادر كثيرة، أنّ عليّاً عليه السلام وليُّ المؤمنين، وأنّ الذين يتولَّونه هم المؤمنون، قد آمنوا برسول الله صلّى الله عليه وآله إذ عيّنه ـ في مواضع كثيرة أشهَرُها واقعة غدير خُمّ ـ وصيّاً له وخليفةً من بعده، وقد نقل ذلك عشرات الرواة، وثُبّت في مئات الكتب ).
• ولعلّ أحدنا يستغرب أن يكون عليٌّ سلام الله عليه وليَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولكنّ الروايات هكذا جاءت:
ـ في: ( نظم درر السمطين:82 ـ ط القضاء ) روى الزرندي الحنفي ـ ت 750 هـ عن براء حديث الإنذار، وفيه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله سأل عشيرته الأقربين: « أيُّكم يُبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليّي ؟ »، فلم يَقُم إليه أحد منهم، إلاّ علي، حيث قام ثلاث مرّات وقال فيها جميعاً: « أنا ».
ـ وفي: ( المستدرك على الصحيحين 135:3 ـ ط حيدرآباد الدكن ) روى الحافظ الحاكم النيسابوري الشافعي ـ ت 405 هـ ـ عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ: « أنت وليّي في الدنيا والآخرة ». وفي: ( البداية والنهاية 212:5 ـ ط القاهرة ) رفع يده وقال للناس: « هذا وليّي والمؤدّي عنّي، وإنّ الله مُوالي مَن والاه، ومُعادي مَن عاداه »، وقريب منه ج 337:7. ( وكذا في: مسند الطيالسي ـ ت 204 هـ ـ ص 111 و 360 ـ ط حيدرآباد الدكن، ومسند أحمد بن حنبل ـ ت 241 هـ ـ ج 356:5 ـ ط الميمنيّة بمصر، وصحيح الترمذي 164:13 ـ ط الصادي بمصر، والحافظ الهيثمي الشافعي في: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 108:9 ـ ط القدسي بالقاهرة، والنبهاني في: الشرف المؤبّد:57 ـ ط بيروت ).
ـ فيما روى القندوزي في: ( ينابيع المودّة:233 ـ ط إسلامبول ) عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « لا تَقَعُوا في عليّ؛ فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّي ووصيّي من بعدي ».
ـ وعن عبدالله بن مسعود روى ابن المغازلي الشافعي في: ( مناقب عليّ بن أبي طالب:227 ـ ط طهران ) أنّه قال: رأَيت رسول الله صلّى الله عليه وآله آخذاً بيد عليّ وهو يقول: « هذا وليّي وأنا وليُّه، سالمتُ مَن سالمه، وعادَيتُ مَن عاداه » ( وقريب منه ما رواه: الأمرتسري في: أرجح المطالب:581 ـ ط لاهور، والعيني في: مناقب عليّ:57 ـ كلاهما عن: عائشة بنت سعد عن أبيها سعد بن أبي وقّاص. أمّا عن الإمام عليّ عليه السلام فقد روى في ذلك: الطبراني في: المعجم الكبير، وابن عساكر في: ترجمة الإمام علي ـ من تاريخ دمشق 114:1 ـ ط بيروت، وباكثير الحضرمي في: وسيلة المآل:137، وغيرهم).
• ومع أنّه الوليّ، فإنّ المعنى الآخر، والأقطع على المتحيرين، هو أنّه عليه السلام أولى الناس بالناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، كيف ؟
ـ كتب ابن الأثير الجَزَري ـ ت 630 هـ ـ في ( أُسد الغابة في معرفة الصحابة 94:5 ـ ط مصر سنة 1285 هـ ): روى يوسف بن صهيب عن ركني عن وهب بن حمزة قال: صَحِبتُ عليّاً رضي الله عنه من المدينة إلى مكّة، فرأيتُ منه بعضَ ما أُكثِرُه، فقلت ( اي له عليه السلام ): لئن رجعتُ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله لأشكونّك إليه! قال: فلمّا قَدِمتُ لقيتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله فقلت: رأيتُ من عليٍّ كذا وكذا، فقال: « لا تَقُلْ هذا؛ فهو أَولى الناس بعدي » ( أخرجه: ابن منده وأبو نُعَيم الأصبهاني، ورواه: الحافظ الهيثمي ـ ت 807 هـ ـ في: مجمع الزوائد 109:9 ـ ط مكتبة القدسي بالقاهرة، وأخرجه عن الطبراني: الحافظ عبدالرؤوف المناوي الشافعي في: شرح الجامع الصغير:248 ـ من المخطوطة، وفيه قوله صلّى الله عليه وآله: « لا تَقُلْ هذا؛ فهو أَولى الناس بكم بعدي ». وهكذا رواه المتّقي الهندي في: كنز العمّال 210:12 ـ ط حيدرآباد الدكن، والأمرتسري في: أرجح المطالب:458 ـ ط لاهور، وأخرجه ابن مَرَدويه في: المناقب، والسيوطي في: جمع الجوامع ).
• ولمّا كان صلوات الله عليه هو الأولى، كان بذلك هو المولى، والأحقَّ بشؤون الناس أن يتولّى:
ـ في الحديث القدسي الشريف الذي رواه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة:79 و 126 ـ ط إسلامبول ) أنّ الله تبارك وتعالى قال في عليٍّ سلامُ الله عليه: « يا ملائكتي، أُنظروا إلى حُجّتي في أرضي كيف عَفَّر خَدَّه في التراب تواضعاً لعظمتي، أُشهِدُكم أنّه إمامُ خَلْقي، ومَولى بَريّتي ».
ـ وفي ( المناقب:253 ـ ط تبريز ) روى الخوارزمي الحنفي قول رسول الله صلّى الله عليه وآله من حديثٍ طويل: « باهى اللهُ عبادته ـ أي عبادة عليٍّ عليه السلام ـ البارحة ملائكتَه وحملةَ عرشه وقال: ملائكتي انظروا إلى حُجّتي في أرضي بعد نبيّي محمّد؛ فقد عفّر خدَّه في التراب تواضعاً لعظمتي، أُشهِدكم على أنّه إمامُ خَلْقي، ومَولى بريّتي ».
ـ وفي ( مقتل الحسين عليه السلام:41 ـ ط الغري ) روى الخوارزميّ عن الأصبغ بن نُباته أنّ سلمان الفارسي سُئل عن عليٍّ وفاطمة عليهما السلام فقال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « عليكم بعليّ بن أبي طالب؛ فإنّه مَولاكم فأحِبُّوه، وكبيرُكم فأكرِموه، وعالِمُكم فاتّبِعوه، وقائدكم إلى الجنّة فعَزّروه. إذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمرَكم فأطيعوه. أحِبُّوه بحبّي، وأكرِمُوه بكرامتي. ما قلتُ لكم في عليٍّ إلاّ ما أمرني به ربّي جلّت عظمته » ( رواه الجويني الشافعي في: فرائد السمطين:65 ـ ط النعمان في النجف الأشرف ).
القسم الثاني
• روى ابن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح نهج البلاغة 254:3 ـ ط مصطفى البابي الحلبي بمصر ) عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قولَه لعليٍّ عليه السلام: « لولا أنّي خاتمُ الأنبياء لكنتَ شريكاً في النبوّة، فإن لا تكن نبيّاً فإنّك وصيُّ نبيٍّ ووارثه، بل أنت سيّدُ الأوصياء، وإمام الأتقياء ».
• وعن ( المناقب ) للخوارزمي، روى القندوزي في ( ينابيع المودّة:133 ـ ط إسلامبول ) عن سعيد بن جبير وابن عبّاس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليٍّ سلام الله عليه: « يا عليّ، أنت صاحبُ حوضي وصاحبُ لوائي، وحبيبُ قلبي، ووصيّي، ووارثُ علمي، وأنت مُستودَعُ مواريثِ الأنبياء مِن قِبَلي، وأنت أمينُ الله على أرضه، وحُجّة الله على بريّته، وأنت ركنُ الإيمان وعمود الإسلام، وأنت مصباح الدُّجى ومنار الهدى، والعَلَمُ المرفوع لأهل الدنيا.
يا عليّ، مَن اتّبعك نجا، ومَن تخلّف عنك هلك، أنت الطريق الواضح والصراطُ المستقيم، وأنت قائد الغُرّ المحجَّلين، ويعسوبُ المؤمنين، وأنت مولى مَن أنَا مولاه، وأنا مولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة. لا يُحبّك إلاّ طاهر الولادة، ولا يُبغضك إلاّ خبيث الولادة. ما عَرَجَني ربّي عزّوجلّ إلى السماء وكلّمني ربّي إلاّ قال: يا محمّد، أقرئ عليّاً منّي السلام، وعرّفه أنّه: إمامُ أوليائي، ونورُ أهل طاعتي، وهنيئاً لك هذه الكرامة! ».
• وعن عمر بن الخطّاب روى الكشفي الحنفي الترمذي ـ ت بعد سنة 1025 هـ ـ في كتابه ( المناقب المرتضوية:129 ـ ط بمبئي ) أنّه قال: لمّا عَقَدَ عَقْد المؤاخاة بين أصحابه قال: « هذا عليٌّ أخي في الدنيا والآخرة، وخليفتي في أهلي، ووصيّي في أُمّتي، ووارث علمي، وقاضي دَيني... » ( رواه أيضاً: علي الهمداني في: مودّة القربى:60 ـ ط لاهور. كما روى السمهودي الشافعي في: تاريخ المدينة 191:1 ـ ط أحمد وعلي سكّر بمصر، في حديث المؤاخاة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليّ: « ما أخرّتُك إلاّ لنفسي، أنت أخي، ووارثُ علمي، وأنت معي في الجنّة في قَصْري مع ابنتي ».
• وكتب الخوارزمي الحنفي في ( المناقب:67 ـ ط تبريز ): عن أنس بن مالك أنه سمع سلمانَ الفارسي يقول أنّه سمع النبيَّ صلّى الله عليه وآله يقول: « إنّ أخي وخيرَ مَن أخلفه بعدي: عليُّ بن أبي طالب ».
• وعن أسماء بنت عُمَيس روى أحمد بن حنبل في ( فضائل الصحابة ) أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « اللهمّ أقول كما قال أخي موسى: اللهمّ اجعَلْ لي وزيراً من أهلي، عليّا أخي، أُشدُدْ به أزْري، وأشرِكْه في أمري، كي نسبّحَك كثيراً، ونذكرَك كثيراً، إنّك كنتَ بنا بصيراً ».
أمّا ابن المغازلي الشافعي فقد روى عن ابن عبّاس قريباً من ذلك في ( مناقب عليّ بن أبي طالب )، وفيه بعد ذلك قوله: فسمعتُ منادياً ينادي: « يا أحمد، قد أُتيتَ ما سألت »، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « يا أبا الحسن، إرفعْ يديك إلى السماء وادعُ ربَّك واسألْه يعطيك »، فرفع عليٌّ يده إلى السماء وهو يقول: « اللهمّ اجعَلْ لي عهداً، واجعَل لي عندك وُدّاً . فأنزل الله تعالى على نبيّه: إنّ الذينَ آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ سَيَجعَلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً ، فتلاها النبيُّ صلّى الله عليه وآله على أصحابه فعَجبوا من ذلك عجباً شديداً!.. ( رواه عدد كبير من المحدّثين وأصحاب السير، منهم: سبط ابن الجوزي الحنفي في: تذكرة خواصّ الأمّة:27 ـ ط الغري، والمحبّ الطبري الشافعي في: ذخائر العقبى:63 ـ ط مصر، والزرندي الحنفي في: نظم درر السمطين:87 ـ ط القضاء، وغيرهم عديد ).
• وروى الطبري في تفسيره ( جامع البيان 68:19 ـ ط الميمنيّة بمصر ) في حديث الإنذار أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعشيرته: « قد أمرني اللهُ أن أدعُوَكم إليه، فإيُّكم يُوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي، وخليفتي فيكم ؟ »، فأحجم القوم جميعاً. قال عليٌّ عليه السلام: « قلتُ ـ وإنّي لأحدَثُهُم سِنّاً ـ...: أنا يا نبيَّ الله أكون وزيرَك عليه. فأخذ برقبتي ثمّ قال: إنّ هذا أخي ووصيّي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا » ( رواه عنه: الثعلبي في تفسيره، وابن حسنويه الحنفي الموصلي في: درّ بحر المناقب:39، وغيرهما كثير ).
• وعن أبي ذرّ الغفاري روى القندوزي في ( ينابيع المودّة:124 ـ ط إسلامبول ) أنّه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله آخذاً بيد عليّ فيقول: « يا عليّ، أنت أخي وصفيّي، ووصيّي ووزيري وأميني. مكانُك منّي مكان هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي... ».
• وروى الكشفي الحنفي في ( المناقب المرتضوية:123 ـ ط بمبئي ) عن أبي موسى النهدي قوله: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في بقيع العرفد، ومعه أبوبكر وعثمان وعمر، ونفرٌ من أصحابه وعليّ، فالتفت إلى أبي بكرٍ فقال: « يا أبا بكر! هذا الذي تراه وزيري في السماء ووزيري في الأرض ».
• وفي ( الإصابة في تمييز الصحابة 209:1 ـ ط مصطفى محمّد بمصر ) ذكر ابن حجر العسقلاني في ظلّ قوله تعالى: « إذا جاءَ نصرُ اللهِ والفتح » حديثاً نبويّاً شريفاً في فضل عليّ عليه السلام، وفيه قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّه أخي، ووزيري، وخليفتي في أهل بيتي، وخيرُ مَن أخلف بعدي ».
• فيما روى الذهبي ـ ت 748 هـ ـ في ( ميزان الاعتدال 298:1 ـ ط السعادة بمصر ) أنّه صلّى الله عليه وآله قال في عليّ: « هذا وصيّي، وموضعُ سرّي، وخير مَن أترك ».
• ومن طريق الطبراني عن عبدالله بن عمر، روى المتّقي الهندي في ( كنز العمّال 209:12 ـ ط حيدرآباد الدكن ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « ألا أُرضيك يا عليّ ؟! أنت أخي، ووزيري، تقضي دَيني، وتُنجز موعدي، وتُبرئ ذمّتي... ».
• وحديث الوزارة العلوية للنبوّة المحمّديّة رُوي بطرقٍ عديدة في عشرات النصوص في مواطن كثيرة، منها ما رواه: ابن عساكر في: ( تاريخ دمشق 107:1 ـ ط بيروت )، والحسكاني الحنفي في: ( شواهد التنزيل:369 ـ ط بيروت )، والقندوزي في: ( ينابيع المودّة:204 ـ ط إسلامبول )، وعليّ بن شهاب الدين الهمداني الشافعي في: ( مودّة القربى:85 ـ ط لاهور )، وابن المغازلي الشافعي في: ( مناقب علي:328 ـ ط طهران، وغيرهم ).
• أمّا أحاديث الوصاية، فهي جمّة لا يجمعها إلاّ كتاب فخم، جاء منها:
ـ في: ( مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي:201 / ح 238 ـ ط المكتبة الإسلامية بطهران ) عن عبدالله بن بريدة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لكلّ نبيٍّ وصيٌّ ووارث، وإنّ وصيّي ووارثي عليُّ بن أبي طالب » ( وفي بعض الأخبار: عن بريدة، روى ذلك: الهمداني في: مودّة القربى:47 ـ ط لاهور، وابن عساكر في: تاريخ دمشق 5:3 ـ ط بيروت، والقندوزي في: ينابيع المودّة:232 ـ ط إسلامبول، وباكثير الحضرمي الشافعي في: وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل:123 ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق... وغيرهم عديد ).
• وعن ابن عبّاس روى القندوزي في ( ينابيع المودّة:263 ـ ط إسلامبول )، والهمداني في ( موّدة القربى:118 ـ ط لاهور ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « يا عبدالرحمن ( ـ بن عوف ـ )! إنّكم أصحابي، وعليُّ بن أبي طالبٍ أخي ومنّي وأنا من عليّ، فهو بابُ علمي، ووصيّي، وهو وفاطمةُ والحسن والحسين هم خيرُ الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً ».
• وتتابع روايات الوصاية متوفّرة متواترة في: ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 305:12 ـ ط الخانجي بمصر )، و ( أرجح المطالب للأمرتسري الحنفي:68 ـ ط القاهرة )، و ( تاريخ دمشق لابن عساكر الدمشقي الشافعي 10:3 ـ ط بيروت )، و ( مشكل الآثار للطحاوي 174:4 ـ ط حيدرآباد )، و ( المحاسن المجتمعة للصفوري:159 ـ من المخطوطة )، و ( شرح نهج البلاغة للمعتزلي 450:2 ـ ط الحلبي البابي بمصر )، و ( كنز العمّال للهندي 100:15 ـ ط حيدرآباد الدكن )، و ( شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 371:1 ـ ط بيروت )، و ( تاريخ ابن الوردي 138:1 ـ ط الغري )، و ( السيرة النبوية لأبي الفداء ابن كثير 459:1 ـ ط عيسى الحلبي بالقاهرة )، و ( ميزان الاعتدال للذهبي 635:1 ـ ط البابي الحلبي بالقاهرة )، و ( درّ بحر المناقب لابن حسنويه الموصلي الحنفي ـ ت 680 هـ ـ : 99 ـ من المخطوطة، وفيه قوله صلّى الله عليه وآله في عليٍّ عليه السلام: « إنّ عليّاً مع الحقِّ والحقُّ معه كيف ما دار دار به... وهو وصيّي وخليفتي في أمّتي من بعدي »)... في عشرات الموارد.
• ثمّ هو سلام الله عليه خاتم الوصيّين:
ـ في ( المختار في مناقب الأخيار: 3 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق ) روى ابن الأثير الشيباني عن أنس بن مالك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أنبأه قائلاً له: « يا أنس، أوّلُ مَن يدخل عليك من هذا الباب: أميرُ المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغُرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين » قال: أنس: وكتمت! إذ جاء عليّ. ( رواه أيضاً: أبو نعيم ـ ت 430 هـ ـ في: حلية الأولياء 63:1 ـ ط السعادة بمصر، والذهبي في ميزان الاعتدال 30:1، ـ ط القاهرة، والخوارزمي في: المناقب:51 ـ ط نبريز، وابن طلحة الشافعي في: مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول:21 ـ ط طهران، وغيرهم ).
ـ وفي كتاب ( الأربعين:12 ـ من المخطوطة ) روى محمّد بن أبي الفوارس بسنده عن جابر الأنصاري أنّه خرج مع النبيّ صلّى الله عليه وآله في بعض حيطان المدينة ( أي بساتينها ) ويدُ عليّ عليه السلام في يده، قال جابر: فمررنا بنخلٍ فصاح النخل: هذا محمّدٌ سيّدُ الأنبياء، وهذا عليٌّ سيّدُ الأوصياء، وأبو الأئمّة الطاهرين... ( رواه أو قريباً منه: الخوارزمي الحنفي في: المناقب:246 ـ ط تبريز، وابن حسنويه الموصلي في: درّ بحر المناقب:105 ـ من المخطوطة، والجويني الشافعي في: فرائد السمطين، والبدخشي في: مفتاح النجا، والكشفي الترمذي الحنفي في: المناقب المرتضويّة:127 ـ ط بمبئي... وغيرهم، عن جابر وغيره، وقد عُرِف ذلك التمر الذي نادى بـ « الصَّيحانيّ » إذ صاح بالنبوّة والإمامة معاً ).
• وفي بعض الروايات أنّ التعريف بالإمام عليّ عليه السلام جاء بلفظ ( أفضل الوصيّين )، كما في:
ـ ( مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ـ ت 568 هـ ـ ص 96 ـ ط الغري ) بسنده عن أبي سعيد الخُدْري أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ما مررتُ ليلةَ أُسرِيَ بي بشيءٍ من ملكوت السماء وعلى شيءٍ من ملكوت الحجُب فوقها إلاّ وجدتُها مشحونةً بكرام ملائكة الله تعالى، يناجونني: هنيئاً لك يا محمّد؛ فقد أُعطِيتَ ما لم يُعطَه أحدٌ قبلك، ولا يُعطاه أحدٌ بعدك: أُعطِيتَ عليَّ بن أبي طالبٍ أخاً، وفاطمةَ زوجتَه ابنةً، والحسن والحسين أولاداً، ومحبّيهم شيعة. يا محمد، إنّك أفضلُ النبيّين، وعليّاً أفضل الوصيّين، وفاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين أكرمُ مَن دخل الجنان من أولاد المرسلين، وشيعتهم أفضل مَن تضمّنته عرصات القيامة... » ( وفي: در بحر المناقب:67 ـ : « ووصيّي أفضل الوصيّين » ).
• وأمّا أنّ عليّاً صلوات الله عليه كان مُعرَّفاً بالخليفة خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فذلك أيضاً ما توافرت وتكاثر وتواترت عليه روايات العامّة، واشتهرت في كتبهم ومصادرهم ومراجعهم، وعلى لسان رواتهم ونَقَلتهم ومحدّثيهم.. من ذلك ـ على سبيل الإشارة والأمثلة ـ: ـ
ـ عن ابن عبّاس: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول ـ وهو آخذٌ بيد عليّ ـ: « هذا أوّلُ مَن آمن بي، وأوّلُ مَن يصافحني يومَ القيامة، وهو فاروقُ هذه الأمّة، يَفرُق بين الحقّ والباطل، فهو يعسوب المؤمنين، والمالُ يعسوب الظَّلَمة، وهو الصدِّيق الأكبر، وهو خليفتي مِن بعدي » ( لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 414:2 ـ ط حيدرآباد الدكن ).
ـ في يوم الإنذار، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليٍّ عليه السلام: « إجلسْ، فأنت أخي ووزيري، ووصيّي ووارثي، وخليفتي من بعدي » ( إنسان العيون للحلبي الشافعي ـ ت 1044 هـ ـ 286:1 ـ ط مصر. ورُوي كثيراً مثلُ هذا في حديث يوم الإنذار في ظلّ قوله تعالى: وأنْذِرْ عشيرتَك الأقربين [ الشعراء:214 ] ).
ـ قوله صلّى الله عليه وآله: « يا عليّ، أنت أخي ووصيّي، وخليفتي مِن بَعدي، وقاضي دَيني » ( تجهيز الجيش لأمان الله الدهلوي ـ ت بعد سنة 1300 هـ ـ: 248 ـ من المخطوطة ).
ـ « يا عليّ، أنت وصيّي ووارثي... إنّك لَحجّة الله على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفة الله على عباده » ( ينابيع المودّة:53 ـ ط إسلامبول ).
ـ « إنّ وصيّي والخليفةَ من بعدي عليُّ بن أبي طالب... » ( فرائد السمطين ).
ـ « سَلِّموا على أخي ووارثي، وخليفتي في قومي، ووليِّ كلِّ مؤمنٍ من بعدي، سلِّموا عليه بإمرة المؤمنين... » ( در بحر المناقب:78 ).
ـ عن عبدالله بن مسعود: استتبعني رسول الله صلّى الله عليه وآله... ( إلى أن قال: ) قلت: يا رسول الله، ألا تستخلف أبا بكر ؟ فأعرض عنّي، فرأيتُ أنّه لم يوافقه، فقلت: يا رسول الله ألا تستخلف عمر ؟ فأعرض عنّي، فرأيتُ أنّه لم يوافقه، فقلت: يا رسول الله، ألا تستخلفُ عليّاً ؟ قال: « ذاك ـ والذي لا إله إلاّ هو ـ إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنّة أكتَعِين! » ـ أي: أجمعين. ( مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي 314:8 ـ ط مكتبة القدسي في القاهرة، قال: ورواه الطبراني، والخوارزمي في: المناقب:64 ـ ط الحيدريّة في النجف الأشرف، والجويني في: فرائد السمطين، وابن عساكر في: ترجمة الإمام عليّ عليه السلام من: تاريخ مدينة دمشق 72:3 ـ ط بيروت، وشاه ولي الدهلوي في: قرّة العينين:233 ـ ط بيشاور، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم ـ المطبوع بهامش: فتح البيان 200:9 ـ ط الأميرية ببولاق مصر، والشبلي الحنفي في: آكام المرجان:52 ـ ط السعادة بمصر، والأمرتسري في: أرجح المطالب:162 ـ ط لاهور، وابن حسنويه الحنفي في: المناقب المرتضوية:3 ـ من المخطوطة، وغيرهم ).
ـ قال صلّى الله عليه وآله مشيراً إلى عليٍّ عليه السلام وقد أخذ بيده: « هذا خليفتي فيكم مِن بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا » ( نهاية العقول للفخرالرازي ـ ت 606 هـ ـ، على ما في: المناقب للكاشي:195 ـ من المخطوطة ).
ـ قيل: يا رسول الله، مَن يُؤمَّر بعدك ؟ قال: « إن تُؤمِّروا عليّاً ـ ولا أراكم فاعلين ـ تجدوه هادياً مهديّاً، يأخذ بكم الطريق المستقيم » ( مسند أحمد بن حنبل ـ ت 241 هـ ـ 108:1 ـ ط مصر ).
ـ « مَن ناصبَ عليّاً الخلافةَ بعدي فهو كافر، وقد حاربَ اللهَ ورسولَه، ومَن شكّ في عليٍّ فهو كافر » ( مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي:46 / ح 68 ـ ط المكتبة الإسلاميّة بطهران ).
ـ عن أنس بن مالك: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله تعالى اصطفاني على الأنبياء واختارني، واصطفى على الأنبياء وصيّاً، وصيّر ابنَ عمّي وصِهْري له، وشدّ به عَضُدي كما شدّ عضدَ موسى بأخيه هارون، وهو خليفتي ووزيري، ولو كان بعدي نبيّ لكانت النبوّة له » ( المناقب المرتضوية للكشفي الحنفي:116 ـ ط بمبئي ).
ـ «... وخليفتي مِن بعدي » ( نهاية العقول للفخرالرازي ـ على ما في: المناقب للكاشي:190 ـ من المخطوطة، وميزان الاعتدال للذهبي 316:1 ـ ط السعادة في القاهرة ).
ـ « أنت أخي ووصيّي، وخليفتي مِن بعدي، وقاضي دَيني » و « أنت الخليفةُ مِن بعدي » ( شرح المقاصد لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني الشافعي ـ ت 792 هـ ـ 213:2 ـ ط الآستانة ).
ـ « هذا خليفتي فيكم بعد موتي، فاسمعوا له وأطيعوا » ( طوالع الأنوار ـ مخطوطة ـ للبيضاوي ).
ـ « إنّ خليلي ووزيري وخليفتي، وخيرَ مَن أترك بعدي يقضي دَيني ويُنجِز موعدي: عليُّ بن أبي طالب » ( محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني 478:4 ـ ط مكتبة الحياة في بيروت ).
ـ «... فِيّ النبوة، وفي عليٍّ الخلافة » ( مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي:88 / ح 130 ـ ط المكتبة الإسلاميّة بطهران. ورواه: الجويني الشافعي في: فرائد السمطين:29 ـ ط النعمان في النجف الأشرف، وأمان الله الدهلوي في: تجهيز الجيش:109 ـ من المخطوط، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:10 ـ ط الآستانة، أو:89 ـ من المخطوطة، والثعلبي في تفسيره ـ على ما في: المناقب لعبدالله الشافعي:89 ـ من المخطوطة، وابن حسنويه الموصلي الحنفي في: درّ بحر المناقب:46 ـ من المخطوطة ).
ـ « إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم » ( كنز العمّال للمتقي الهندي 115:15 ـ ط حيدر آباد الدكن ).
ـ « يا عليّ، أنت تُبرئُ ذمّتي، وأنت خليفتي في أمّتي » ( ينابيع المودّة للقندوزي الحنفيّ:248 ـ ط إسلامبول، مودّة القربى للهمداني:49 ـ ط لاهور ).
بعد هنا كلّه
ماذا يُراد أوضح منه لكي يتنازل المتجاهلون عن تجاهلهم، والمعاندون عن عنادهم، والمغالطون عن مغالطاتهم ؟! فلا بآيات الله تعالى في الولاية والإمرة والمودّة أقرّوا، ولا بأحاديث رسول الله صلّى الله عليه وآله اعترفوا، ولا لشواهد التفضيل أذعنوا.. فدفعوا عليّاً أميرَ المؤمنين وأفضل الوصيّين وسيّد المسلمين والمؤمنين والمتّقين، عن مقامه الذي عيّنه الله له، وبلّغه رسول الله إلى الناس، وأزالوه عن رتبته، وجرّؤوا الناس على مقاتلته بعد أن مَهّدوا لقتله... فعاش بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله مظلوماً، مغصوباً مهضوماً، فلم يسمحوا له أن يعرض للملأ كتابَ الله الذي جمَعَه بأمر النبيّ صلّى الله عليه وآله في حياته، ولم يَدَعوه يروي سُنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله في أقواله وأفعاله وسيرته، ولم يتركوه يُرشد الخَلْق ويُسمعهم من الحِكم والهدايات ما ينتفع هذا الخلق به في دنياه وآخرته!
وكم قرأنا ونقرأ ما لم يَسَعْنا عَرضُه كلّه، من الروايات الساخطة على مَن لم يُوالوا عليَّ ابن أبي طالب ولم يستخلفوه بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، بما في ذلك من الوعيد بالضَّلال والخسران... فأين أدعياء الإيمان والتقوى، ومحبّةِ النبيّ وأهل بيته ؟ وأين أهل الحرص على الهداية في الدنيا والفوز في الآخرة ؟ أين هم من هذه الروايات التي جمعوها فخالفوها، ودوّنوها ثمّ أنكروها أو تناكروها، وطبعوها ثمّ أخفَوها... أين هم منها إذا حاججَتْهم هذه الرواياتُ يوم العرض الأكبر فساقتهم إلى غضب الله وعذابه الأبديّ ؟!
source : alhassanain