وفاة السیده و العلویه العقیله زینب علیها السلام:
وبعد عمر عاشته بالآلام والأحزان.. مِن فقدها لجدّها المصطفى صلّى الله علیه وآله، إلى وفاة أمها الزهراء علیها السّلام بعد الرزایا، إلى شهادة أمیر المؤمنین علیه السّلام بعد ضربه فی محرابه، إلى شهادة الإمام الحسن علیه السّلام بالسمّ، إلى شهادة أخیها الحسین وأطفاله وشهادة إخوتها الأربعة: العباس وإخوته، وشهادة وَلَدیها وبنی عمومتها، وما جرى من المصیبة العظمى فی كربلاء وما بعد كربلاء من السبی والأسر وعناء الطریق إلى الكوفة ثمّ إلى الشام، ومنها إلى كربلاء فی زیارة قبور الشهداء فی العشرین من صفر، ثمّ إلى المدینة.. فجائع متلاحقة، ونكبات وآلام متصلة، لكنها ـ كما ذكر النسابة العُبَیدلی ـ " كانت وهی بالمدینة تؤلّب الناس على القیام بأخذ ثأر الحسین علیه السّلام وخلع یزید. فبلغ ذلك أهلَ المدینة، فخطبت فیهم تؤلّبهم، فبلغ ذلك عمرَو بن سعید فكتب إلى یزید یُعلمه بالخبر، فكتب یزید إلى أن فرِّق بینها وبین الناس، فأمر أن یُنادى علیها بالخروج من المدینة، فقالت: قد علم الله ما صار إلینا، قُتل خیرُنا، وحُملنا على الأقتاب، فوالله لاخَرَجْنا وإن أُهریقت دماؤنا. فقالت زینب بنت عقیل: طیبی نفساً وقَرّی عیناً، وسیجزی الله الظالمین، أتریدین بعد هذا هَواناً ؟ إرحلی إلى بلد آمن. ثمّ اجتمع علیها نساء بنی هاشم وتلطفن معها فی الكلام وواسینها "(29).
وقیل: " إنها أُرغمت على الخروج فذهبت إلى الشام، ومرّت بشجرة عُلّق علیها رأس الإمام الحسین علیه السّلام، فتذكرت أیّام الأسر وعادت إلیها لواعج الأسى والحزن، فحُمّت وتُوفّیت بالقرب من دمشق فی قریة تُّسمى ( راویة )، فی الخامس عشر من شهر رجب عام 62 هـ (30)، أی بعد شهادة أخیها الحسین علیه السّلام بعام ونصف تقریباً. فسلام على مَن ناصرت الحسین فی جهاده، ولم تضعف عزیمتها بعد استشهاده، سلامٌ على من تضافرت علیها المصائب والكروب، وذاقت من النوائب ما تذوب منها القلوب، سلام على من شاطرت أمَّها الزهراء، فی ضروب المِحَن والأرزاء، ودارت علیها رحى الكوارث والبلاء، یوم كربلاء(31)
source : http://www.cloob.com