عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

المولی فی الادب العربی

لکلمة " المولى " دور کبیر فی بحوث " الامامة والخلافة " لورودها فی واحد من أهم ما استدل الشیعة به على إمامة أهل البیت علیهم السلام و حدیث الغدیر . وأهمیة حدیث الغدیر ینبع من التسالم على قبول وروده ، وصحة روایته ، وتواتر نقله ، بما لا مجال للبحث والجدل فیه من حیث الاسناد .
المولی فی الادب العربی

لکلمة " المولى " دور کبیر فی بحوث " الامامة والخلافة " لورودها فی واحد من أهم ما استدل الشیعة به على إمامة أهل البیت علیهم السلام و حدیث الغدیر .
وأهمیة حدیث الغدیر ینبع من التسالم على قبول وروده ، وصحة روایته ، وتواتر نقله ، بما لا مجال للبحث والجدل فیه من حیث الاسناد .
فهو حدیث مجمع على نسبته إلى کلام الرسول صلى الله علیه وآله وسلم وهو قوله : " من کنت مولاه فعلی مولاه " .
واستندت الشیعة منذ القدم إلى مدلوله المحتوى على کلمة " مولى " على عقیدتها ، وأشبع علماؤها ومتکلموها البحث والاستدلال على صحة ما تعتقده ، ومنهم الشیخ المفید فی کثیر من کتبه ، إلا أنه خصص للبحث عن هذه الکلمة رسالتین :
احداهما : أقسام المولى فی اللسان : بحث فیها لغویا ، وسلک مسالک علمیة متقنة لاثبات أن المعنى المراد فی الحدیث هو الامامة .
الثانیة : رسالة فی معنى المولى ، وهی هذه الرسالة التی نقدم لها ، وقد املاها الشیخ على أثر نقاش حصل له مع متکلم معتزلی من جماعة ( البهشمیة ) المنسوبة إلى ابی هاشم الجنائی ، حیث أنکر دلالة لفظ " المولى " على الامامة ، لانکاره کون الامامة من معانیها أصلا لغة .
وقد رده الشیخ المفید ، بإثبات أن الامامة من المعانی اللغویة للکلمة ، بل هی الاصل ، والمعنى الموضوع له ، والحقیقی للکلمة ، بنفس الطریقة التی اتبعها فی الرسالة الاولى " أقسام المولى فی اللسان " .
فاستشهد بأشعار کبار الشعراء من الصحابة وغیرهم ، ممن یحتج بکلامهم فی معرفة اللغة ودلالاتها .
وأضاف هنا الاستدلال بالفهم اللغوى المعاصر ، مستندا إلى اتصال هذا الفهم إلى زمان الرسول صلى الله علیه وآله ، وذلک حیث تروی الشیعة بأجمعها عن أسلافها - ولیس یمکن دفع اکثرهم عن الفصاحة - إلى أن ینتهی إلى عصر رسول الله صلى الله علیه وآله ، أن الذی جعله الرسول لعلی علیه السلام فی یوم الغدیر هو الامامة ، وأن الذی ضمنته لفظة " المولى " هو : الرئاسة .
ویمکن أن یعتبر هذا الاستدلال ، تمشیا مع الرأی الذی یشکک فی کفایة الاستناد إلى الفهم المعاصر من ألفاظ اللغة ، لاستناده إلى المعصوم علیه السلام ، مع بعد الزمان ، وتقلب المفاهیم اللغویة على الدوام . فان اتصال هذا الفهم من عصرنا ، إلى عصر الرسول صلى الله علیه وآله یکفی دلیلا على عدم تغیر وضع الکلمة . مع أن هذا الرأی باطل أساسا ، لانه یؤدی إلى سد باب اللغة وتعطل النصوص ، لعدم الدلیل على اتصال کل معنى ومفسدة بدیهیة کهذه تکفی للرد على تلک الشبهة . مع أن أصالة عدم النقل تکفی للرد علیها کما هو موضح فی محله .
وأضاف الشیخ المفید فی هذه الرسالة استدلالا آخر هو الاحتجاج بکلام أهل بیت النبی صلى الله علیه وآله وسلم واجماعهم على دلالة " المولى " على الامامة ، فقال : " أهل بیت رسول الله علیهم السلام جمیعا یدعون ذلک و یصححونه ، ویعتمدون علیه فی إمامة أبیهم أمیر المؤمنین علیه السلام ، ولیس یمکن عاقلا دفع أحد منهم عن العلم بالعربیة والاضطلاع باللغة ، إذ کانوا أهلها ، وعنهم أخذ أکثرها .
ولقد کان أهل البیت علیهم السلام فی طلیعة الذین اهتموا ، فبذلوا " اهتماما عدیم المثیل بواقعة الغدیر ، وحدیثه ودلالته ، ویومه ، فاعتبروه شارة الحق ومیقاته ، فکان الغدیر من أقوى الادلة على إمامة علی والائمة من آل محمد علیهم السلام ، به یستدلون ، وإلیه یرشدون ، یشیدون به باعتبار أنه من أکبر الاعیاد الاسلامیة حیث تمت فیه نعمة الله ، وکمل دینه ، واصبح الاسلام دینا مرضیا .
وهم یتناقلون خبره ، فکانت روایتهم لحدیث الغدیر من أضبط نصوصه وأقوى طرقه ، وأوثق أسانیده . وأوضحوا معالم دلالته ، بإیراد نصه الکامل ، المحفوف بقرائن تبین مراداته وتکشف ابعاد معانیه " . ( 1 )
ثم إن ذلک المناظر اعتمد على عدم ذکر بعض أهل اللغة لمعنى " الاولى بالتصرف " فی معانی " المولى " .
فرده الشیخ المفید :
أولا ، بأن انفراد بعض أهل اللغة بشئ لا یکفی دلیلا على اللغة ، إلا إذا اتفق الکل على ذلک فیکون حجة .
وثانیا ، عدم ذکر البعض للمعنى ، لا یدل على إنتقاء المعنى حتى عنده ، فاولئک لم یذکروا معنى " الاولى " ولکن لم ینفوه ، ولم ینکروا على من أثبته ، بینما غیرهم من أصحاب اللغة والشعراء الفصحاء أثبتوه . " ولا خلاف " کما قال الشیخ " بین أهل العلم : أن المثبت فی هذا الباب وأشکاله أولى من النافی " لان من یعلم حجة على من لا یعلم .
ثم دخل الشیخ فی نقاش حول حجیة کلام الکمیت فی مثل هذا ، وذکر هنا نفس ما اورده فی الرسالة الاولى حول ذلک ، ومما قال : ولیس یجوز على الکمیت مع جلالته فی اللغة العربیة - وضع عبارة على معنى لم توضع علیه قط فی اللغة ، ولا استعملها قبله فیه أحد من أهل العربیة ، . ، لانه لو جاز ذلک علیه جاز على غیره ممن هو مثله وفوقه ودونه ، حتى تفسد اللغة بأسرها ، ولا یکون لنا طریق إلى معرفة لغة العرب على الحقیقة ، وینغلق الباب فی ذلک .
وقال أیضا : وهذا هو الذی قدمناه من غلق باب اللغة ، والحیلة من إفساد الشریعة . ثم عقد الشیخ فصولا :
تحدث فی الاول منها عن احتمال الجهل ، أو العناد ، أو التأول حسب الاعتقاد ، فی اصحاب اللغة والشعراء المعتمد علیهم . وقد دفعه الشیخ بأن هذا یؤدی إلى سد باب العلم باللغة ، ویؤدی إلى إهمالها ، وقد کرر الشیخ هذا المعنى .
وفی الثانی : ذکر الشیخ شاهدا من کتاب " غریب اللغة " لابی عبیدة حیث فسر قوله تعالى " هی مولاکم " بقوله : أی أولى بکم ، واستشهد بشعر لبید ، فقال الشیخ : لولا أن أبا عبیدة لم یخطر بباله - عند تفسیر هذه اللفظة بهذا - ما للشیعة من التعلق فی إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام ، لما صرح به ، ولکتمه کسلفه وإخوانه ، ومضى على سنتهم .
وفی الثالث : ذکر اعتراضا فی الاستشهاد بکلام الکمیت حاصله : أن من المحتمل أن یکون الکمیت إنما استفاد معنى الولایة لعلی علیه السلام من تسلیم الناص علیه بإسرة المؤمنین ، لا من قوله صلى الله علیه وآله : " من کنت مولاه " فلم یتم الاستدلال على أن " المولى " بمعنى " الاولى " .
فأجاب الشیخ عن ذلک :
اولا : إن هذا یدل على بطلان ما یزعمه العامة من أن أول من قال بالوصیة بالنص ، هو ابن الراوندی ، وأن الشیعة تبعته فی دعوى النص . وهذا الزعم یلتزم به العامة قاطبة ، ویستغرون الجهال به ، لاسیما شیخهم أبو علی الجبائی ، فانه یعتمد علیه
وثانیا : ان حدیث التسلیم على أمیر المؤمنین علیه السلام بالامرة والولایة إنما هی واردة فی ذیل حدیث الغدیر ، وانها عقیب قوله صلى الله علیه وآله " من کنت مولاه فعلی مولاه " أمر الامة - حینئذ - أن تقر له بمعنى ما جعله له بلفظ " المولى " فقال : سلموا علیه بإمرة المؤمنین . فکان ذلک کشفا عن معنى لفظ " المولى ، وتفسیرا له ، وتأکیدا على مقصوده منه .
وثالثا : إن حدیث الغدیر متواتر مذکور ، والاستدلال به معروف مشهور ، ولیست سائر الادلة على الامامة بمنزلته فی الشهرة ، فلا یمکن لشاعر مثل الکمیت أن یترک الاستناد إلى المعروف ، ویستند إلى غیره ، فان هذا غیر متعارف بل لا یقدم علیه احد ، فضلا عن مثل الکمیت فی ذکائه ومعرفته .
وفی خلال الرسالة فوائد عدیدة :
1 - منها : أن الراوندیة من الفرق جعلوا التفضیل علامة للامامة ، واعتقدوا إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام من جهة فضله - فیما زعموا - على الکل ، لا من جهة النص .
2 - ومنها : الاعتماد على القرینة الحالیة - الخارجیة - فی فهم معانی الالفاظ ، مثل ما صنعه فی معرفة مراد الکمیت ، وأنه إنما استدل بحدیث الغدیر دون غیره ، لما ذکره من أن شاعرا نابها مثله لا یترک المشهور المعروف ویستدل بغیره . فلیلاحظ

المصادر :
1- انظر تفصیل هذا البحث فی مجلة " تراثنا " العدد ( 21 ) الخاص بیوم الغدیر سنة 1410 بمناسبة مرور ( 14 ) قرنا على ذکرى عید الغدیر الاغر : ص 10 و 60 - 80 من مقال : الغدیر فی حدیث العترة الطاهرة ، وراجع الغدیر للامینی ( 1 / 197 - 200 )


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السيد محسن الأمين العاملي ( قدس سره ) ( 1284 هـ ـ 1371 ...
المرأة في القرآن
مدير قناة الجزيرة في باكستان عضو في القاعدة ...
ربط الطفل بالسلف الصالح
إصدار كتاب "المنهج الحق كتاب الله والعترة ...
الإمام الخميني رجل القرن العشرين، ورجل القرن ...
إصدار كتاب "النَّثر الفنِّي في ثورة ...
رجل ضعيف وامرأة قوية .. صراع بين قوتين
ثورة زيد بن علي بن الحسين
اقوال الامام الخميني (ره) أهمية و مكانة الشهادة

 
user comment