عربي
Monday 22nd of July 2024
0
نفر 0

إنسان اجتمعت فيه الفضائل‏

إنسان اجتمعت فيه الفضائل‏




إنسان اجتمعت فيه الفضائل‌


من الشخصيات البارزة والنادرة التي تغذت من تعاليم القرآن المجيد وتشبعت بها هو الآخوند ملا عباس التربتي.

يقول العالم المحقّق المرحوم راشد- نجل الآخوند التربتي- في وصف والده:

كان زاهداً في الدنيا وكان يذكر اللَّه في جميع أعماله وكان لا يعمل إلّا للَّه‌وكانت لديه عقيدة راسخة وإيمان ثابت باللَّه ورسوله ويوم الجزاء بحيث لا يخطر بباله خلاف ذلك أبداً، ولذلك كان يعمل بالواجبات والتكاليف الدينية الملقاة على عاتقه ليلًا ونهارً ولا يغفل عن ذلك حتى دقيقة واحدة ولا يضيع لحظة

 واحدة من عمره في اللهو والباطل.

عمل خلال عمره بكل العبادات- الواجبة والمستحبة- وما ارتكب ذنباً- كبيراً كان أو صغيراً- أبداً، بحث يمكن القول فيه بأن هذا الرجل لم يفكّر بارتكاب الذنب أصلًا.

كان يصوم أكثر أيام السنة وغالباً ما كان لا يأكل وجبة السحور ويكتفي بالفطور؛ وعلاوة على الصلوات الواجبة- التي كان يؤديها في أوقات الفضيلة مع جميع آدابها وشروطها- والنوافل، كان ينتهز الفرص لاقامة

                   
     نظام العشرة فى المنظور الاسلامى، ص: 241

صلوة، سواء كان في مجلس لم يحن فيه وقت ارتقاء المنبر أو كان في البيت؛ في كل هذه الحالات لا يغفل عن إقامة الصلوة وكان يقيمها كما يقيم الصلاة اليومية.

وكان يصلي لوالده ووالدته المرحومان وعمته وعمه وغيرهم من أرحامه وحتى‌ أثناء المشي كان يصلّي فكان يضع التربة على جبهته بدلًا عن السجود، ولذلك كان دائماً على وضوء وطهور.

وكان يلتزم بأداء كل ما ورد من الأدعية والأعمال المستحبة الواردة في أيام السنة طيلة عمره، منذ سن التكليف حتى يومين أو ثلاثة قبل وفاته، كان يؤدي فيها صلاة الليل مع جميع شروطها وآدابها ولم يتخلّ عن القيام في الليل إلا في اليومين أو الثلاثة الأخيرة من عمره.

كان يبكي كثيراً خوفاً من اللَّه وكان يحب أهل بيت النبوة عليهم السلام غاية الحب بحيث كلما سمع باسم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أو أحد الأئمة الأطهار عليهم السلام سالت دموعه، كان إذا سمع مصائب آل البيت على المنبر يبكي أكثر من المستمعين، في أغلب الأحيان- بسبب احتياطه- كان يذكر

 مصائب أهل البيت عليهم السلام أو يقدم الموعظة أو يبين المسائل الدينية معتمداً الكتب المعتبرة. كما كان يهتم بأحوال الزهاد والعبّاد بحيث كان يقول دوماً: ثمة بعض الناس لا يشربون الماء البارد في الصيف بل يضعونه أمام الشمس وبعد أن تقل برودته ويحتر، يشربونه لكي لا يتمتعوا حتى بهذا المقدار

من ملذات الدنيا «1».
__________________________________________________
 (1)- الفضائل المجهورة: 99.

                        نظام العشرة فى المنظور الاسلامى، ص: 242


source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

رد الشمس لعلي عليه السلام
أهل البيت^ خلفاء الله
حياة العبّاس بن علي عليه السلام
الارتباط بالمعصومين(ع) و أقسامها
ابو ذر فـي الـرّبـذَة
الانصار والغیبة
مجلس في شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
العناصر النفسية في شخصية العباس بن علي (عليهما ...
الجزع على الإمام الحسين (عليه السّلام)
عبرات الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف على جده ...

 
user comment