عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

الزيارة الجامعة الكبيرة

هذه الزيارة من أشهر زيارات الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وأعلاها شأنا وأكثرها ذيوعا وانتشارا، فقد حظيت بأهمية خاصة بين الأدعية والزيارات المأثورة عن أئمة الهدى (عليهم السلام)، وقد أقبل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم على حفظها وزيارة الأئمة (عليهم السلام) بها خصوصا في ليلة الجمعة ويومها، وذلك لأنها مروية بالإسناد عن الإمام الهادي (عليه السلام). وقد حاز سندها درجة القطع من حيث الصحة، ولأنها تشتمل على كلام فريد يزخر بالمعارف الإلهية السامية، ويبين حقيقة الإمام الذي يمثل الحجة التامة لل
الزيارة الجامعة الكبيرة


هذه الزيارة من أشهر زيارات الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وأعلاها شأنا وأكثرها ذيوعا وانتشارا، فقد حظيت بأهمية خاصة بين الأدعية والزيارات المأثورة عن أئمة الهدى (عليهم السلام)، وقد أقبل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم على حفظها وزيارة الأئمة (عليهم السلام) بها خصوصا في ليلة الجمعة ويومها، وذلك لأنها مروية بالإسناد عن الإمام الهادي (عليه السلام).
وقد حاز سندها درجة القطع من حيث الصحة، ولأنها تشتمل على كلام فريد يزخر بالمعارف الإلهية السامية، ويبين حقيقة الإمام الذي يمثل الحجة التامة للحق على جميع العالمين، ومحور كائنات الوجود، وواسطة الفيض بين الخالق والمخلوق، والجامع لكل الخير والمحاسن، والنموذج الكامل للإنسان، وقد جاء كل ذلك في أرقى مراتب البلاغة والفصاحة.
وقد اهتم علماء الشيعة بهذه الزيارة واعتبروها أفضل الزيارات الجامعة سندا ومحتوى، ونقلها الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي وغيرهما (1).
وقال العلامة المجلسي: إن هذه الزيارة من أصح الزيارات سندا، وأعمها موردا، وأفصحها لفظا، وأبلغها معنى، وأعلاها شأنا (1). شروحها: وفيما يلي أهم شروح هذه الزيارة، والتي تدل على أهميتها في تراث أهل البيت الزاخر وموقعها المتميز عند علماء الطائفة المحقة:
1 - شرح الزيارة الجامعة الكبيرة، للعلامة الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الأحسائي، وهو شرح كبير.
2 - شرح الزيارة الجامعة، لمحمد تقي بن مقصود المجلسي.
3 - شرح الزيارة الجامعة، فارسي، للسيد حسين بن السيد محمد تقي الهمداني.
4 - شرح الزيارة الجامعة، للسيد عبد الله بن السيد محمد رضا شبر الحسيني، بعنوان الأنوار اللامعة.
5 - شرح الزيارة الجامعة، للسيد علي نقي الحائري.
6 - شرح الزيارة الجامعة، للشيخ محمد علي الرشتي النجفي.
7- شرح الزيارة الجامعة، للسيد محمد بن محمد باقر الحسيني.
8 - شرح الزيارة الجامعة، للسيد محمد بن عبد الكريم الطباطبائي البروجردي (2).
متن الزيارة: وفي ما يلي نورد متن الزيارة الجامعة مع سندها وفقا لرواية الشيخ الصدوق: قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، ومحمد بن أحمد السنائي، وعلي بن عبد الله الوراق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، قالوا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، وأبو الحسين الأسدي، قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل المكي البرمكي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام):
علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم، فقال: إذا صرت إلى الباب، فقف واشهد الشهادتين، وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر، فقف وقل: الله أكبر، ثلاثين مرة، ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثم قف وكبر الله عز وجل ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة، ثم قل:
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرسالة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، وأصول الكرم،وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأمناء الرحمن، وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين، ورحمة الله وبركاته.
السلام على أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى، وذوي النهى، وأولي الحجى، وكهف الورى، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى، والدعوة الحسنى، وحجج الله على أهل الآخرة والأولى، ورحمة الله وبركاته.
السلام على محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله، وأوصياء نبي الله، وذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورحمة الله وبركاته.
السلام على الدعاة إلى الله، والأدلاء على مرضاة الله، والمستقرين في أمر الله ونهيه، والناهين في محبة الله، والمخلصين في توحيد الله، والمظهرين لأمر الله ونهيه، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ورحمة الله وبركاته.
السلام على أئمة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، وأهل الذكر، وأولي الأمر، وبقية الله وخيرته وحزبه، وعيبة علمه وحجته، وصراطه ونوره وبرهانه، ورحمة الله وبركاته.
أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، كما شهد الله لنفسه، وشهدت له ملائكته، وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى، ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وأشهد أنكم الأئمة الراشدون، المهديون المعصومون، المكرمون المقربون، المتقون الصادقون، المصطفون المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لدينه، واختاركم لسره، واجتباكم بقدرته، وأعزكم بهداه، وخصكم ببرهانه، وانتجبكم لنوره، وأيدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججا على بريته، وأنصارا لدينه، وحفظة لسره، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركانا لتوحيده، وشهداء على خلقه، وأعلاما لعباده، ومنارا في بلاده، وأدلاء على صراطه. عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا، فعظمتم جلاله، وكبرتم شأنه، ومجدتم كرمه، وأدمتم ذكره، ووكدتم ميثاقه، وحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في السر والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حق جهاده، حتى أعلنتم دعوته، وبينتم فرائضه، وأقمتم حدوده، ونشرتم شرائع أحكامه، وسننتم سنته، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلمتم له القضاء، وصدقتم من رسله من مضى.
فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصر في حقكم زاهق، والحق معكم وفيكم، ومنكم وإليكم، وأنتم أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابه عليكم، وفصل الخطاب عندكم، وآيات الله لديكم، وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم، من والاكم فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله.
أنتم السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصلة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس، من أتاكم نجا، ومن لم يأتكم هلك.
إلى الله تدعون، وعليه تدلون، وبه تؤمنون، وله تسلمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون، وبقوله تحكمون، سعد والله من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضل من فارقكم، وفاز من تمسك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدقكم، وهدي من اعتصم بكم، ومن اتبعكم فالجنة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن رد عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم.
أشهد أن هذا سابق لكم في ما مضى، وجار لكم في ما بقي، وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت بعضها من بعض، خلقكم أنوارا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتى من علينا، فجعلكم الله في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلاتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم، طيبا لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وتزكية لنا، وكفارة لذنوبنا، فكنا عنده مسلمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إياكم، فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين، وأعلى منازل المقربين، وأرفع درجات أوصياء المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فائق، ولا يسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتى لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صديق ولا شهيد، ولا عالم ولا جاهل، ولا دني ولا فاضل، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح، ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد، ولا خلق في ما بين ذلك شهيد، إلا عرفهم جلالة أمركم، وعظم خطركم، وكبر شأنكم، وتمام نوركم، وصدق مقاعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلكم ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصتكم لديه، وقرب منزلتكم منه.
بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي، أشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم وبما أتيتم به، كافر بعدوكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم، وبضلالة من خالفكم، موال لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم، معاد لهم، وسلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، محقق لما حققتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم، مقر بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم، معترف بكم، مؤمن بإيابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، زائر لكم، عائذ بكم، لائذ بقبوركم، مستشفع إلى الله عز وجل بكم، ومتقرب بكم إليه، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري، مؤمن بسركم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأولكم وآخركم، ومفوض في ذلك كله إليكم، ومسلم فيه معكم، وقلبي لكم مؤمن، ورأيي لكم تبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحيي الله تعالى دينه بكم، ويردكم في أيامه، ويظهركم لعدله، ويمكنكم في أرضه.
فمعكم معكم لا مع عدوكم، آمنت بكم، وتوليت آخركم بما توليت به أولكم، وبرئت إلى الله تعالى من أعدائكم، ومن الجبت والطاغوت، والشياطين وحزبهم الظالمين لكم، والجاحدين لحقكم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين لإرثكم، الشاكين فيكم، المنحرفين عنكم، ومن كل وليجة دونكم، وكل مطاع سواكم، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار.
فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم، ووفقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه، وجعلني ممن يقتص آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم، ويكر في رجعتكم، ويملك في دولتكم، ويشرف في عافيتكم، ويمكن في أيامكم، وتقر عينه غدا برؤيتكم.
بأبي أنتم وأمي، ونفسي وأهلي ومالي، من أراد الله بدأ بكم، ومن وحده قبل عنكم، ومن قصده توجه إليكم، موالي لا أحصي ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار، وحجج الجبار.
بكم فتح الله، وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبكم ينفس الهم، وبكم يكشف الضر، وعندكم ما ينزل به رسله، وهبطت به ملائكته، وإلى جدكم بعث الروح الأمين.
وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فقل: وإلى أخيك بعث الروح الأمين. آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم، وبخع كل متكبر لطاعتكم، وخضع كل جبار لفضلكم، وذل كل شيء لكم، وأشرقت الأرض بنوركم، وفاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن.
بأبي أنتم وأمي، ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم، وأكرم أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجل خطركم، وأوفى عهدكم! كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيتكم التقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحق والصدق والرفق، وقولكم حكم وحتم، ورأيكم علم وحلم وحزم، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأمي، ونفسي وأهلي ومالي، كيف أصف حسن ثنائكم، وكيف أحصي جميل بلائكم، وبكم أخرجنا الله من الذل، وفرج عنا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار. بأبي أنتم وأمي ونفسي، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودة الواجبة، والدرجات الرفيعة، والمقام المحمود عند الله تعالى، والمكان المعلوم، والجاه العظيم، والشأن الرفيع، والشفاعة المقبولة.
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. يا ولي الله، إن بيني وبين الله ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم، فبحق من ائتمنكم على سره، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته، لما استوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، إني لكم مطيع، من أطاعكم فقد أطاع الله، ومن عصاكم فقد عصى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.
اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرجوين لشفاعتهم، إنك أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله، حسبنا الله ونعم الوكيل.
الوداع: إذا أردت الانصراف فقل: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة سلام مودع، لا سئم ولا قال، ورحمة الله وبركاته، إنك حميد مجيد، سلام ولي غير راغب عنكم، ولا مستبدل بكم، ولا مؤثر عليكم، ولا منحرف عنكم، ولا زاهد في قربكم، لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم، وإتيان مشاهدكم.
والسلام عليكم، وحشرني الله في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني من حزبكم، وأرضاكم عني، ومكنني من دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملكني في أيامكم، وشكر سعيي بكم، وغفر ذنبي بشفاعتكم، وأقال عثرتي بحبكم، وأعلى كعبي بموالاتكم، وشرفني بطاعتكم، وأعزني بهداكم، وجعلني ممن انقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافى غنيا، فائزا برضوان الله وفضله وكفايته بأفضل ما ينقلب به أحد من زواركم ومواليكم ومحبيكم وشيعتكم، ورزقني الله العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربي بنية صادقة، وإيمان وتقوى، وإخبات ورزق واسع حلال طيب.
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم، وأوجب لي المغفرة والخير والبركة والنور والإيمان وحسن الإجابة، كما لأوليائك العارفين بحقهم، الموجبين لطاعتهم، والراغبين في زيارتهم، المتقربين إليك وإليهم. بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي، اجعلوني في همتكم، وصيروني في حزبكم، وأدخلوني في شفاعتكم، واذكروني عند ربكم، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل (3).
وواضح من هذه الزيارة وكذا سائر الزيارات الكثيرة المروية عن الإمام أبي الحسن الهادي (عليه السلام) وغيره من أئمة الهدى سلام الله عليهم، أن القصد من إيراد الزيارة ليس الزيارة وحسب، بل تعداد فضائل عترة المصطفى، وبيان عقائدهم التي هي عقائد الإسلام الأصيل المنبعثة من هدي الكتاب الكريم وسنة المصطفى الكريم (صلى الله عليه وآله)، هذا إضافة إلى المعاني التربوية والأخلاقية الواردة في مجمل الأدعية والزيارات.
إلى هنا نكتفي بهذا القدر، ومن يرد التفصيل فليراجع المصادر المعنية وكتب الزيارات وشروحها، لا سيما كامل الزيارات لابن قولويه (قدس سره).
المصادر:
1- الشيخ الصدوق بالإسناد عن الإمام الهادي (عليه السلام) في الفقيه 2: 370 / 1625، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 272 / 1، ورواها الشيخ الطوسي بإسناده عنه (عليه السلام) في التهذيب 6: 95 / 177، وأوردها الكفعمي في البلد الأمين: 297، والعلامة المجلسي في بحار الأنوار 102: 127 / 4 وأوردها عن أصل قديم في الصفحة 146 - 160 من نفس الجزء، وأوردها المحدث النوري في مستدرك وسائل الشيعة 10: 416 / 17 عن الكفعمي، ورواها من أهل السنة العلامة الجويني في فرائد السمطين 2: 179، بإسناده عن الشيخ الصدوق (رحمه الله).
2- الذريعة 13: 305 - 306.
3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 272 - 278، وراجع معاني هذه الزيارة المباركة في بيان العلامة المجلسي في البحار 102: 134 -


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الأخلاق الحسينيّة
الإلهام عند الامام الباقر عليه السلام
مرقد الامام الجواد عليه السلام
السيدة زينب(ع) و الشعائر الحسينية
الاصل الكريم والمولد المبارك
علي عليه السلام علی لسان الرسول
كيف نكون مهاجرين مع الحسين(ع)؟
قصيدة "وجه الصباح علـي ليل مظلم"
الامام علي (عليه السلام )
السرّ في تقبيل التربة الحسينية

 
user comment