عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

الموالي و اعدادهم من قبل الائمة ـ عليهم السلام .

الموالي و اعدادهم من قبل الائمة ـ عليهم السلام .

كان اعداد الموالي و تربيتهم من الامور الشائعة ابان القرن الاول والثاني الهجريين فهم ,بما اوتوا من مواهب , و ما كانوا عليه من استعداد لطلب العلم , و ما شعروا به من ضعف امام العرب كانوا يطمحون الـى تلافيه , كانوا مجدين في عملهم , و طفقوا يعملون في حقل الحديث حتى استطاعوا ان يصبحوا فـي عـداد الـفـقها والمحدثين في الامصار الاسلامية الرئيسة خلال فترة قصيرة و كان هؤلا قد تربوا في وسط اسر عربية مختلفة , فتسرب اليهم ـ طبيعياـ ما كانت تحمله تلك الاسر من توجهات دينية و سياسية و لما كانت الكوفة ذات ميول شيعية اقوى من غيرها, فكذلك كان مواليها.
و اخذ اهل البيت ـ عليهم السلام ـ هذه المسالة بعين الاعتبار فخططوا لاعداد الموالي و تربيتهم و كـان اسـلـوب الامام علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ في التخطيط لافتا للنظركثيرا, اذ بذل الامام جـهـوده فـي اعـداد الـموالي كي يمهد الطريق في المدينة للمستقبل وحاول ان يمونهم بالاسلام الـصحيح والسليم , بخاصة ا نهم كانوا يتمتعون بارضية مناسبة واستطاع ان يؤثر فيهم بما اوتي من شـخـصية فذة و كان متمكنا تماما من نقل العواطف الشيعية اليهم عبر بعض الممارسات العملية التي كـانـت تـظهر منه , كالبكا المتواصل على ابيه الحسين ـ عليه السلام و تحدث الاستاذ السيد جعفر مرتضى عن دور الامام ـعليه السلام ـ المتمثل ببث حياة جديدة في المدرسة الاسلامية
((338)) مـشـيرا الى ما كان يقوم به الامام من شرا العبيد و اعتاقهم و قال سيد الاهل : و عرف العبد ان ذلك فباعواانفسهم له و اختاروه , و انفلتوا من ايدي السادة ليقعوا في يده و كان الامام يهب الحرية في كل عـام , و كل شهر, و كل يوم , و عند كل هفوة و خطا يصدر من العبد ((حتى صار في المدينة جيش مـن الـمـوالـي الاحـرار والجواري الحرائر و كلهم في ولا زين العابدين قد بلغواخمسين الفا او يزيدون ((339)) )).
و قال مؤلف (اعيان الشيعة ) ايضا: و لقد كان يشتري السودان , و ما به اليهم من حاجة
((340)) .
و تـطـرق الاستاذ السيد جعفر مرتضى ـ دام ظله ـ الى هذه الامور, و استنتج منها اشياكثيرة , و قال : ((لقد كان من نتيجة ذلك ان صار الموالي يعتبرون اهل البيت ـ عليهم السلام ـ هم المثل الاعلى لـلانـسـان والاسـلام , و كـانوا مستعدين للوقوف الى جانبهم في مختلف الظروف , و لانعدم بعض الـشـواهد التي تظهر ان الموالي كانوا ينتصرون للعلويين اذا راوهم تعرضوا لظلم اولبغي من قبل الـسـلـطات
((341)) )) و قيل بالنسبة الى احمد بن موسى بن جعفر: (ا نه قد اعتق الف رقبة من العبيد والاما في سبيل اللّه ) ((342)) .
و مـن الـنـتائج الاخرى لهذا التوجه هي ان الموالي عرفوا ان اهل البيت ـ عليهم السلام ـيواصلون سيرة جدهم اميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ المتمثلة بانقاذ الموالي الاعاجم مماهم فيه , و تحريرهم ليعيشوا حياة حرة كريمة
((343)) .
فـهذا الضرب من الاعداد بامكانه شد الموالي و استمالتهم الى اهل البيت ـعليهم السلام و لم يقتصر نـطـاقه على المناطق العربية فحسب , بل امتد الى مناطق اخرى ايضا بفضل الموالي الذين كانوا قد تفاعلوا معه , كما نقرا ان العرب الشيعة الذين هاجروامن اوطانهم و استقروا في حواضر اخرى ـ كالاشاعرة الذين استوطنوا قم , و بني عبدالقيس الذين قطنوا في المدائن ـ تركوا تاثيرهم على تلك المناطق , فركنت الى التشيع بفضلهم , و فضل الموالي الاخرين و هذه النزعة الى التشيع لم تكن ذات طـابـع عـقيدي في ايران ابان القرن الاول , بل كانت في حدود نزعة شيعية شكلية , او نزعة تؤمن بـعـظمة اهل البيت ـ عليهم السلام ـ فحسب و هذا هو الذي دفع اصحابها الى دعم التيارات الشيعية ونصرتها, مع ان بعضهم كان ملتزما بالفقه السني .
و الـمـحنا سابقا الى اقبال الموالي على التيارات المعارضة بشتى اتجاهاتها و كان الاقبال على التيار الشيعي احد المفردات في هذا المجال و ينبغي لنا ان نتلمس جذور هذا الاقبال في نهج اميرالمؤمنين ـ عـلـيه السلام ـ المتمثل في تكريمهم و تطييب خواطرهم طيلة الفترة التي حكم فيها بيد ا نهم لم يـكـونـوا ذوي نزعة شيعية مستقلة و كبيرة في القرن الاول , وحتى عصر المختار في الاقل , و يعود ذلك الى التبعية التي كانوا عليها فنزعتهم الشيعية كانت تابعة لنزعة القبائل العربية ذات الميول الـشـيـعـيـة , التي كانوا مواليها مثل : كندة , وعبدالقيس اما في عصر المختار و ما تلاه , فقد كانت نـزعـتـهم شبه مستقلة حتى انهم ركنواالى فرق دينية شتى في ظل تلك الظروف فشريحة كبيرة منهم التحقت باهل السنة الذين كانوا يمثلون القوة الدينية المتفوقة , و شريحة انضمت الى الخوارج و كـان للشيعة نصيب فيهم اذ اجتذبوا فريقا منهم والتحق عدد كبير من افرادهم بالعباسيين و محصلة ذلك بقاثلة منهم واصلت مسيرتها مع ائمة اهل البيت ـ عليهم السلام .
و ذكـرنا سابقا معلومات مقتضبة تحوم حول تخطيط الامام السجاد ـ عليه السلام ـلكسب الموالي و رايـنـا ان اعـدادهم كان من الاساليب الاعلامية والسياسية التي انتهجهاالامام ـ عليه السلام ـ على امـتـداد حـيـاتـه و سـنـعرض فيما ياتي بحثا احصائيا للاصول التي ينحدر منها اصحاب الائمة ـ عـلـيـهم السلام ـ و هدفنا الرئيس الذي نتوخاه من ورا ذلك هوتحديد النسبة المئوية التي يشكلها الموالي منهم علما ان القرن الثاني ـ الذي يتناوله بحثنااكثر من غيره ـ شهد عددا كبيرا من الموالي الذين اشتهروا بوصفهم من علما السنة الكبارفينبغي ـ اذن ـ ان ننتبه على ا ننا عندما نريد ان نقيس الـنـسبة المئوية للموالي السنة في حكم سابق , فيمكننا ان نجزم بان عددهم يفوق عدد غيرهم ذات المرار.
فـلا يـعد هنا كلام يذكر حول تاثير الموالي على التشيع , لاننا ناقشنا هذا الموضوع فيمامضى الى حـد مـا و فـي عـقـيدتي انه لا يستحق البحث والدراسة , لوجود الائمة الاطهار ـعليهم السلام ـ بـوصـفهم محور هذه العقائد و ما نستهدفه من هذا البحث بصورة رئيسة هوالتعرف على الاسلوب الـذي تغلغل الشيعة بواسطته في الموالي الفرس و هذا هو اول بحث من سلسلة الابحاث التي تحوم حول تاريخ التشيع في ايران .
و مـصـدرنـا في هذه الدراسة الاحصائية ما الفه الشيعة في علم الرجال من كتب , اخترنامنها كتاب الـشـيـخ الـطوسي , لانه ذكر امام كل اسم هوية صاحبه , اذا كان من الموالي , ممايسر علينا البحث كـثيرا و استطعنا بذلك ان نعرض النسبة المئوية للموالي بين اصحاب الائمة ـ عليهم السلام بيد ان من الضروري ان نشير الى ملاحظتين قبل ذكر النتائج التي توصلنا اليها في دراستنا:.
الاولـى : الاشخاص المذكورون في هذه الكتب هم رواة الاحاديث غالبا, لذلك اخذوابعين الاعتبار بوصفهم يمثلون مؤشرا لسائر الموالي .
الثانية : هؤلا الموالي ربما كانوا من غير الفرس , غير ان هذا الكتاب لم يشر الى هذاالموضوع علما ا نه لا يسبب لنا اشكالا كبيرا اذا عرفنا ان اكثر الموالي كانوا من الفرس .
فالاهتمام بهاتين الملاحظتين يمكن ان يقلل من دقة النتائج التي نعرضها الى حد ما.
و بـغـض الـنظر عن هاتين الملاحظتين , يمكن ان نقول : ربما كان هناك اشخاص آخرون لم تذكر هويتهم القومية مع الاسف فالمؤلف اما كان غير مطلع على ذلك , او كان هناك سبب آخر لعدم ذكرها.
يضاف الى ذلك , ان الاشخاص , المذكورين في هذه الفهارس , نوعا ما هم من ذوي الميول والاتجاهات الشيعية , و ممن روى الحديث فحسب اما من الوجهة العقيدية ,فيعتبرون من اهل السنة , مع ان عددهم فـي هـذه الـكتب قليل للغاية و قد حاول المؤلف ان يدل على هذا الموضوع الى حد ما من خلال ذكر قيود اخرى كما نقرا ا نه اضاف كلمة (عامي ) امام اسم ((محمد بن اسحاق بن يسار)) و ذكر كلمة (عدو) امام اسم ابن شهاب الزهري الذي يروي عن الامام السجادـ عليه السلام
((344)) .

الموالي و الائمة الاثناعشر (عليهم السلام ).

الائمة ـ عليهم السلام .
الامام السجاد عليه السلام .
الامام الباقر عليه السلام .
الامام الصادق عليه السلام .
الامام الكاظم عليه السلام .
الامام الرضا عليه السلام .
العددالكلي .
لصحابتهم .
173.
466.
3223.
273.
317.
عددالموالي .
20.
25.
440.
20.
46.
النسبة المئوية التقريبية .
للموالي بين الصحابة .
12%.
3/5%.
6/13%.
3/7%.
5/14%.
لـو امـعـنـا فـي هذا الجدول الاحصائي , فاننا سندرك بسهولة ان العرب يشكلون القسم الاعظم من اصحاب الائمة ـ عليهم السلام , و ان الموالي يؤلفون نسبة مئوية ضئيلة بينهم
((345)) و يتسنى لنا ان نـعـرف عـن طـريـق آخـر ايـضا ان شريحة من الفرس كانت في عداد اصحاب الائمة و هذه الملاحظة يمكن ان تشكل باعثا من البواعث الاولى على تغلغل التشيع الاثني عشري في ايران .
و ما يمكن ان يكون دليلا لنا في هذاالمجال هو الالقاب التي تلقب بها اصحاب الائمة ـ عليهم السلام ـ نـسـبة الى مناطقهم فالالقاب التي تضفى عليهم توضح لنا ما نحن فيه الى حد ما نقول : الى حد ما, لان هـذه الالـقـاب كانت تضفى احيانا على العرب الذين هاجرواالى تلك المناطق و من الجلا بمكان ان عـددا كـبـيـرا مـن الـعرب سكنوا في مختلف الحواضر الفارسية , كخراسان مثلا التي استوطنها خمسون الفا منهم .
اذن , لا يمكن الجزم بعجمة هذا العدد من اصحاب الائمة ـ عليهم السلام فمن هذه الالقاب , مثلا, لقب : الـرازي نـسبة الى مدينة الري و يدل هذا اللقب على ان المتلقبين به اقاموا في تلك المدينة مدة , او ا نهم انحدروا منها اصلا و ينبغي ان نقول هنا: ان هؤلاحتى لو كانوا عربا, فقد تفرسوا بحكم الالقاب الـتي تلقبوا بها فوجودهم في تلك المناطق من جهة , و انتسابهم الى الائمة ـ عليهم السلام ـ من جهة اخرى , يقدمان لنا النتيجة التي نبتغيها في بحثنا هذا, و هي اتساع نطاق التشيع في ايران و فيما ياتي اسما الذين تلقبوابهذا اللقب .
اعين , و هو ابو معاذ الرازي من اصحاب الامام الباقرـ عليه السلام بكر بن صالح الرازي من اصحاب الامـام الـكـاظـم ـ عليه السلام سهل بن زياد الرازي , من اصحاب الامام الهادي ـعليه السلام الشامي الـرازي مـن وكـلا الامـام المهدي ـ عليه السلام صالح بن سلمة الرازي من اصحاب الامام الجواد, والـهـادي , والـعـسكري ـ عليهم السلام عبدالرحيم بن سليمان الرازي من اصحاب الامام الصادق ـ عـلـيـه السلام عبداللّه بن محمد بن حماد الرازي من اصحاب الامام الجواد ـ عليه السلام عطية بن نـجيح الرازي من اصحاب الامام الصادق ـعليه السلام محمد بن ابي زيد من اصحاب الامام الجوادـ عليه السلام محمد بن احمد ابوعبداللّه الرازي , من اصحاب الامام العسكري ـ عليه السلام محمد بن جـعفر الرازي , ومحمد بن حسان الرازي , و محمد بن خالد من اصحاب الامام الهادي ـ عليه السلام محمدبن خلف من اصحاب الامام العسكري ـ عليه السلام منصور بن عباس من اصحاب الامام الجواد, والـهـادي ـ عـلـيهماالسلام نعمان الرازي من اصحاب الامام الصادق ـعليه السلام يحيى بن ابي بكر الرازي من اصحاب الامام الهادي ـ عليه السلام يحيى بن ابي العلا الرازي من اصحاب الامام الباقر ـ عليه السلام حسن بن الجهم الرازي من اصحاب الامام الكاظم والرضا عليهماالسلام
((346)) .
و صنف كتاب ضيافة الاخوان في اصحاب الائمة الذين هم من اهل قزوين و سائرعلما الشيعة الذين ينحدرون من تلك المدينة و نقرا فيه ايضا اسما عدد من اصحاب الائمة ـ عليهم السلام ـ الذين تلقبوا بلقب القزويني , كابي عبداللّه القزويني من اصحاب الامام الباقرـ عليه السلام , و ابي غانم الخادم من خدام الامام العسكري ـ عليه السلام ,و ابي محمد القزويني من اصحاب الامام الرضاـ عليه السلام , و احـمـد بـن الحارث القزويني احد الذين زاروا الامام العسكري ـ عليه السلام , و احمد بن حاتم بن ماهويه القزويني من اصحاب الامام الرضاـ عليه السلام
((347)) و آخرين غيرهم .
و هـكـذا الامـر فـي المدن الاخرى , اذ انتسب اليها عدد آخر من اصحاب الائمة ,كقاسم بن عوف الشيباني الخوازي , احد اصحاب الامام علي بن الحسين ـعليه السلام و ((خواز)) مدينة في اطراف ((استرآباد
((348)) )).
ثـمة مفردة اخرى تشعرنا بمنزلة الموالي عند الائمة والشيعة و تتمثل هذه المفردة بمانطالعه من روايـات تـتـحـدث عن رعاية الائمة لهم فقد جا في الروايات الماثورة ان الائمة ـعليهم السلام ـ كانوايثنون على الموالي و هذه آية على ركونهم الى الائمة و نقل عن الامام الصادق ـ عليه السلام ـ قـوله عندما ساله رجل : ايهما اشرف من كان من نفس رسول اللّه ـصلى اللّه عليه و آله ـ او من كان من نفس اعرابي جلف بوال على عقبيه : ؟: من دخل في الاسلام رغبة خير ممن دخل رهبة , و دخل المنافقون رهبة والموالي رغبة .
و نـقـل علي بن جعفر عن الامام الكاظم ـ عليه السلام ـ قوله : ((انما شيعتنا المعادن والاشراف و اهـل البيوتات و من مولده طيب
((349)) )) قال علي بن جعفر: فسالنا عن تفسيرذلك فقال الامام : الـمـعـادن من قريش , و الاشراف من العرب , و اهل البيوتات من الموالي ,و من مولده طيب من اهل الـسواد(العراق ) و روي ان الامام الحسين ـ عليه السلام ـ سال شخصا عن شباب العرب , والموالي ثـم قـال ـ عليه السلام : واللّه انهما للصنفان اللذان كنانتحدث ان اللّه ـ تبارك و تعالى ـ ينتصر بهما لدينه ((350)) و اثر عن الامام الصادق ـعليه السلام ـ قوله في تفسير الاية : ((ثم ياتي اللّه بقوم يحبهم و يحبونه )): هم الموالي و روي عن عبداللّه بن عباس ايضا ا نه قال في اهل فارس : ((اهل فارس عصبتنا اهل البيت ((351)) )).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الموالي و اعدادهم من قبل الائمة ـ عليهم السلام .
المقال الذي سبب أزمة فى مصر
مناظرة الشيخ المفيد مع أبي القاسم الداركي في حكم ...
الليلة الوحيدة في التأريخ
الحكومة البويهية والتشيع .
تاريخٌ يلازم الناشئة العراقية
ما المقصود بليلة الهرير؟
عید الاضحی المبارك
المحاولات اليهودية لعرقلة انتشار الإسلام
في رحاب نهج البلاغة (الإمام علي عليه السلام ...

 
user comment