يمكن أن يستدلّ علی ما وقع في الاُمم السابقة و انه یمکن ان يقع مثله في الامم اللاحقة يمکن الاستدلال علی ذلک من القرآن بقوله تعالى ( سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً ) ومن السنّة بالأحاديث الدالّة على التصريح بثبوته ، واستدلال أهل العصمة : بها على المعاندين وأعداء الدين ، كما يأتي إن شاء الله تعالى.
وبإجماع المسلمين في الجملة ، فإنّ الأحاديث بذلك كثيرة من طرق العامّة والخاصّة ، وقد صنّف علماؤنا كتباً في إثباته مذكورة في كتب الرجال ، وتقدّم ذكر بعضها ، وأنا أذكر الذي يحضرني من الأحاديث في هذا المعنى ، وقد رأيتها في عدّة كتب معتمدة مرويّة من عدّة طرق مسندة ومرسلة فأقول :
الحديث الأوّل :
ممّا يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « من لا يحضره الفقيه » الذي صرّح بأنّه لا يورد فيه إلا ما يفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد أنّه حجّة بينه وبين ربّه ، وشهد بأنّ كلّ ما فيه مأخوذ من كتب مشهورة ، عليها المعوّل وإليها المرجع (1).
قال في باب فرض الصلاة : قال النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم : « يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (2).
الثاني :
ما رواه ابن بابويه أيضاً في أواخر كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » قال : قد صحّ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة يكون مثله في هذه الاُمّة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (3).
الثالث :
ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي صلی الله عليه وآله وسلم وجميع الأنبياء والأوصياء : ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ـ يعني ليث المرادي ـ عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إنّ الله لم يعط الأنبياء شيئاً إلا وقد أعطاه محمّداً صلی الله عليه وآله وسلم » (4) الحديث.
الرابع :
ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال : قلت له : أخبرني عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم ورث النبيّين كلّهم؟ قال : « نعم » قلت : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتى بإذن الله؟ قال : « صدقت ، وسليمان كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يقدر على هذه المنازل » (5) الحديث. وفيه : أنّ الأئمّة : ورثوا ذلك.
الخامس :
ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما أعطى الله الأئمّة : من الاسم الأعظم ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد ، عن زكريا بن عمران القمّي ، عن هارون بن الجهم، عن رجل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إنّ عيسى بن مريم عليه السلام اُعطي حرفين كان يعمل بهما ، واُعطي موسى أربعة أحرف ، واُعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، واُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، واُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد صلی الله عليه وآله وسلم ، وإنّ الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً اُعطي محمّد صلی الله عليه وآله وسلم اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد » (6).
السادس :
ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السلام ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله؟ قال : « نعم » قلت : ورسول الله صلی الله عليه وآله وسلم وارث الأنبياء كلّهم ، علم كلّ ما علموا ؟ قال : « نعم » قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص؟ قال : « نعم بإذن الله » (7) الحديث.
ورواه الراوندي في « الخرائج والجرائح » في الباب السادس (8).
ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً من كتاب « الدلائل » لعبد الله بن جعفر الحميري (9).
ورواه الكشّي في كتاب « الرجال » : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن علي بن محمّد القمّي ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن علي بن الحكم مثله (10).
أقول : والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدّاً ودلالته على مضمون الباب ظاهرة لا تخفى.
السابع :
ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » قريباً من النصف : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال له : إنّ العامّة يقولون : إنّ بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس عليها كانت لله رضىً ، وما كان الله ليفتن اُمّة محمّد من بعده ـ إلى أن قال ـ : فقال أبو جعفر عليه السلام : « أليس قد أخبر الله عن الذين من قبلهم من الاُمم أنّهم اختلفوا من بعدما جاءتهم البيّنات؟ حيث قال : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهَ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَن آمَنَ وَمِنْهُم مَن كَفَرَ ) » (11).
وفي هذا ما يستدلّ به على أنّ أصحاب محمّد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
أقول : هذا دالّ على مضمون الباب ، وإلا لما صحّ الاستدلال.
الثامن :
ما رواه أبو جعفر بن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في باب ما أخبر به الصادق عليه السلام من وقوع الغيبة ـ : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إنّ سنن الأنبياء وما وقع فيهم من الغيبة ، جارية في القائم منّا أهل البيت ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (12).
التاسع :
ما رواه الطبرسي في آخر كتاب « إعلام الورى » حيث قال : قد صحّ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة فإنّه يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (13).
ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً عنه (14).
العاشر :
ما رواه ابن بابويه في « اعتقاداته » ـ في باب الإعتقاد في الرجعة ـ حيث قال : وقال النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم : « يكون في هذه الاُمّة ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (15).
الحادي عشر :
ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو عمرو الكشّي في « كتاب الرجال » ـ في ترجمة حيّان السرّاج ـ : عن حمدويه قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدّثني محمّد بن أصبغ ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد العجلي ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال : « لو سبقت قليلاً لأدركت حيّان السرّاج ، وكان هنا جالساً » فذكر له محمّد بن الحنفيّة وذكر حياته فقلت له : أليس نزعم وتزعمون ونروي وتروون : أنّه لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي هذه الاُمّة مثله؟ قال : « بلى » قلت : فهل رأيتم ورأينا ، وسمعتم وسمعنا ، بعالم مات على أعين الناس فنكح نساءه وقسّمت أمواله وهو حيّ لا يموت؟ فقام ولم يرد عليّ شيئاً (16).
ورواه ميرزا محمّد بن علي الاسترآبادي في « كتاب الرجال » نقلاً عن الكشّي (17).
ورواه الشيخ في كتاب « الاختيار من الكشّي » مثله (18).
الثاني عشر :
ما رواه الكشّي أيضاً ـ في ترجمة سلمان الفارسي ـ : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسين بن خرزاذ (19) القمّي ، عن محمّد بن حمّاد الساسي ، عن صالح بن نوح ، عن زيد بن المعدّل ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : « خطب سلمان فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه ـ إلى أن قال ـ : لتركبنّ طبقاً عن طبق ، سنّة بني إسرائيل القذّة بالقذّة ـ ثمّ قال بعد كلام من جملة الخطبة ـ : والسبعين الذين اتّهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة فماتوا ، ثمّ بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وأمر هذه الاُمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم؟ » ثمّ ذكر تمام الخطبة.
ورواه الشيخ في « الاختيار » (20).
الثالث عشر :
ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين » ـ في باب ما أخبر به الصادق عليه السلام من وقوع الغيبة ـ ورواه الطبرسي في « إعلام الورى » وعلي بن عيسى في « كشف الغمّة » : عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل قال : « وأمّا العبد الصالح ـ يعني الخضر عليه السلام ـ فإنّه ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا كتاب نزل عليه ، ولا بشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له.
بل إنّ الله لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم من أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول ، عمّر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك ، إلا لعلّة الإستدلال به على عمر القائم ، وليقطع به حجّة المعاندين ، لئلاّ يكون للناس على الله حجّة » الحديث.
الرابع عشر :
ما رواه الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب « الاحتجاج على أهل اللجاج » ـ في احتجاج رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ـ : عن أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام أنّه قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : هل كان لرسول الله صلی الله عليه وآله وسلم مثل آية موسى في رفعه الجبل؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « والّذي بعثه بالحقّ نبيّاً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمّد إلا وقد كان لمحمّد مثلها أو أفضل منها » (21) الحديث.
الخامس عشر :
ما رواه الطبرسي أيضاً في « الاحتجاج » : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « خطب سلمان بعد دفن النبي صلی الله عليه وآله وسلم بثلاثة أيّام فقال : أيّها الناس اسمعوا حديثي ـ إلى أن قال ـ : إنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل أما والله لتركبنّ طبقاً عن طبق ، سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (22).
السادس عشر :
ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في باب أعلام النبي والأئمّة : ـ : عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام : الأئمّة منكم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء؟ فقال عليه السلام : « ما أعطى الله نبيّاً شيئاً إلا وقد أعطى الله محمّداً مثله ، وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، وكلّ ما كان عند رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم فقد أعطاه أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين : ، ثمّ إماماً بعد إمام إلى يوم القيامة ، مع الزيادة التي تحدث في كلّ سنة ، وكلّ شهر ، وكلّ يوم » (23) الحديث.
السابع عشر :
ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب « مجمع البيان » عند تفسير قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) قال : وصحّ عن النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم قوله : « سيكون في اُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، حتّى لو أنّ أحدهم دخل في جحر ضبّ لدخلتموه » (24).
الثامن عشر :
ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « عيون أخبار الرضا عليه السلام » ـ في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمّة : والردّ على الغلاة والمفوّضة ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا عليه السلام في حديث طويل أنّ المأمون سأله فقال : يا أبا الحسن ما تقول في الرجعة؟ فقال الرضا عليه السلام : « إنّها لحقّ قد كانت في الاُمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (25) الحديث.
التاسع عشر :
ما رواه الشيخ قطب الدين الراوندي في كتاب « الموازاة بين المعجزات » الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب « الخرائج والجرائح » ، قال : قال الصادق عليه السلام: « إنّ الله ردّ على أيّوب أهله وماله الذين هلكوا » ثمّ ذكر قصّة عزير وأنّ الله أماته وأحياه ، وقصّة ( الَّذِيْنَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْيَاهُمْ ) وغير ذلك ، ثمّ قال : « فمن أقرّ بجميع ذلك كيف ينكر الرجعة في الدنيا؟
وقد قال النبي صلی الله عليه وآله وسلم : ما جرى في اُمم الأنبياء قبلي شيء إلا ويجري في اُمّتي مثله » (26).
العشرون :
ما رواه الشيخ الجليل الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قلت له : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون مثله هاهنا؟ قال : « لا » (27) الحديث.
الحادي والعشرون :
ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أحمد بن الحسن بن علي ابن فضّال ، عن أبيه ، عن حميد (28) بن المثنّى ، عن شعيب الحدّاد ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن أشياء وجعلت أكره أن اُسمّيها ، فقال : « لعلّك تسأل عن الكرّات؟ » قلت : نعم ، قال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية.
إنّ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم اُتي بقاع من الجنّة عليه عذق ، يقال له : سنّة ، فتناولها رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم سنّة من كان قبلكم » (29).
الثاني والعشرون :
ما رواه العامّة والخاصّة من قوله صلی الله عليه وآله وسلم : « علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل » (30) والاستدلال به لا يخفى على المتأمِّل.
الثالث والعشرون :
ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » : عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي اُمّتي مثله » (31).
الرابع والعشرون :
ما رواه الشيخ الجليل علي بن محمّد الخزّاز القمّي في كتاب « الكفاية في النصوص على الأئمّة : » ـ في باب ابن عبّاس ـ قال : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني ، عن أحمد بن مطرف ، عن أبي حاتم المهلبي المغيرة بن محمّد ، عن عبد الغفّار بن كثير الكوفي ، عن إبراهيم بن حميد ، عن أبي هاشم ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال : « كائن في اُمّتي ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ».
الخامس والعشرون :
ما رواه ابن طاووس في كتاب « كشف المحجّة لثمرة المهجة » من طريق العامّة والخاصّة : عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أنّه يجري في اُمّته ما جرى في الاُمم السالفة.
السادس والعشرون :
ما رواه الشيخ الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب « قصص الأنبياء » : بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعدبن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه علي ، عن أبيه ، عن محمّد بن مارد ، عن عبدالأعلى بن أعين ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : حديث يرويه الناس أنّ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم قال : « حدّث عن بني إسرائيل ولا حرج » قال : « نعم » قلت : فنحدّث عن بني إسرائيل ولا حرج علينا؟ قال : « أما سمعت ما قال ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكلّ ما سمع » قلت : كيف هذا؟ قال : « ما كان في الكتاب أنّه كان في بني إسرائيل ، فحدّث أنّه كائن في هذه الاُمُّة ولا حرج » (32).
أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة متواترة بين الشيعة والعامّة ، ولم اُوردها كلّها لضيق المجال وقلّة وجود الكتب ، وفيما أوردته منها بل في بعضه كفاية إن شاء الله ، وهي دالّة بعمومها وخصوصها على صحّة الرجعة ، وعلى تقدير أن يثبت تخصيص العموم في بعض الأفراد بدليل شرعي صحيح صريح فإنّه يقبل.
وأمّا في الرجعة فلا سبيل إلى تخصيص هذا العموم ؛ لأنّ هذه الأحاديث كما رأيت تدلّ على صحّة الرجعة عموماً وخصوصاً ، والنصّ على الخصوص صريح في دخول هذا الفرد في العموم ، وعدم إمكان إخراجه لكثرة التصريحات وقوّة الدلالة وتظافر الأدلّة والمساواة المستفادة من قولهم : « حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ».
يمكن حملها على الغالب أو على المبالغة أو على المساواة من بعض الوجوه ، إن ثبت التغاير في بعض الخصوصيّات والتفاصيل ، ومعلوم أنّ المساواة لا تفيد العموم وإلا لزم الاتّحاد وهي بمنزلة المشابهة.
ومعلوم أنّ التشبيه صادق مع الاتّفاق في وصف من الأوصاف دون الجميع ، وإنّما يلزم الحكم بالعموم في أوّل الحديث للتصريح فيه بلفظ العموم وتأكيد الحكم بوجوه لا تخفى ، وإذا ثبت مضمون هذا الباب ظهر أنّ كلّ حديث في البابين الآتيين حجّة ودليل على صحّة الرجعة ، وأنّها لابدّ أن تقع في هذه الاُمّة لجماعة كثيرة من الرعيّة وأهل العصمة .
المصادر :
1- الفقيه 1 : 3 ، المقدّمة.
2- الفقيه 1 : 130 / 609.
3- كمال الدين : 576.
4- الكافي 1 : 225 / 5.
5- الكافي 1 : 226 / 7.
6- الكافي 1 : 230 / 2.
7- الكافي 1 : 470 / 3.
8- الخرائج والجرائح 1 : 274 / 5.
9- كشف الغمّة 2 : 142.
10- رجال الكشّي : 174 / 298.
11- الكافي 8 : 270 / 398.
12- كمال الدين : 345 / 31.
13- إعلام الورى 2 : 309.
14- كشف الغمّة 2 : 545.
15- اعتقادات الصدوق : 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
16- لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 314 / 568.
17- منهج المقال : 127.
18- اختيار معرفة الرجال : 314 / 568.
19- لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 20 / 47.
20- منهج المقال : 169 و 170.
21- الاحتجاج 1 : 68 / 23.
22- الاحتجاج 1 : 294 / 51.
23- الخرائج والجرائح 2 : 583 / 1.
24- مجمع البيان 7 : 430.
25- عيون أخبار الرضا 7 2 : 201 / 1.
26- الخرائج والجرائح 2 : 933 ـ 934.
27- مختصر البصائر : 105 / 76 ، باب الكرّات.
28- رجال النجاشي : 133 / 340 ، معجم رجال الحديث 7 : 309.
29- مختصر البصائر : 101 / 72.
30- غوالي اللئالي 4 : 77 / 67 ، ومن العامّة العجلوني في كشف الخفاء 2 : 83 / 1744.
31- تفسير القمّي 1 : 47.
32- ـ قصص الأنبياء : 187 / 234.
source : راسخون