التاسع من ربيع الأول، عُرف بيوم تتويج الإمام المهدي (عليه السلام).
فما معنى هذا التتويج؟
قيل فيه: إنه أول يوم من أيام إمامة الإمام المهدي (عليه السلام) بعد وفاة أبيه الإمام العسكري (عليه السلام).
وهذا الكلام صحيح عرفاً، ولكنه بالدقة غير صحيح،
لأنه ما هو المقصود من أنه أول يوم من أيام إمامته؟
إن كان المقصود هو أول يوم من جعل الله تعالى له إماماً،
فهذا باعتقادنا غير صحيح، لأن الله تعالى قد اختار الأئمة كلهم وجعلهم أئمة قبل أن يخلق آدم، فمنذ أن كانوا في عالم الأنوار كانوا أئمة بجعل من الله تعالى.
وعلى الأقل نحن نعلم بأن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان قد أخبر بإمامته وبجعل الله تعالى له إماماً قبل هذا اليوم.
وإن كان المقصود هو تسلمه الفعلي للإمامة بعد وفاة أبيه (صلوات الله عليه)،
فهذا غير صحيح أيضاً،
لأنه (عجل الله تعالى فرجه) قد تسلم الإمامة فعلاً في اللحظة التي توفي فيه أبوه العسكري (عليه السلام)،
لا أن إمامته بقيت معلّقة وغير مفعّلة إلى اليوم التاسع من ربيع الأول.
وهنا يرجع التساؤل مرة أخرى:
ما معنى أن التاسع من ربيع الأول هو يوم تتويج الإمام المهدي (عليه السلام)؟
الظاهر –والله العالم- أن ذلك باعتبار أن اليوم الثامن (وهو يوم التسلم الفعلي للإمامة له عليه السلام) هو يوم حزن وبكاء، فهو يوم استشهاد الإمام العسكري مسموماً مظلوماً،
وحيث إن الشيعة يفرحون لفرح أئمتهم ويحزنون لحزنهم، فإنه وكترتيب فني أبقوا اليوم الثامن يوم حزن،
وجعلوا من التاسع يوم فرح، وسموه بيوم التتويج.
source : دار العرفان