عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

سؤال مطروح استفدته من كلام نفيس لشيخ الإسلام في نسف بدع الروافض في عاشوراء ! حيث قال :

سؤال مطروح استفدته من كلام نفيس لشيخ الإسلام في نسف بدع الروافض في عاشوراء ! حيث قال :

ومن ذلك : إنّ اليوم الذي هو يوم عاشوراء الذي أكرم الله فيه سبط نبيّه ، وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة بالشهادة على أيدي من قتله من الفجرة الأشقياء ، وكان ذلك مصيبة عظيمة من أعظم المصائب الواقعة في الإسلام .

وقد روى الإمام أحمد وغيره عن فاطمة بنت الحسين ، وقد كانت شَهِدَت مصرع أبيها ، عن أبيها الحسين بن علي ، عن جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : " ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكّرها ، وإن قادم عهدها ، فيحدث لها استرجاعاً إلاّ أعطاه الله من الأجر مثل يوم أُصيب منها " (1) .

فقد علم الله أنّ مثل هذه المصيبة العظيمة سيتجدّد ذكرها مع تقادم العهد ، فكان من محاسن الإسلام أن روى هذا الحديث صاحب المصيبة والمصاب به أوّلاً .

____________

1- البداية والنهاية 8 / 221 .


الصفحة 470


ولا ريب أنّ ذلك إنّما فعله الله كرامة للحسين ، ورفعاً لدرجته ومنزلته عند الله ، ومبلغاً له منازل الشهداء ، وإلحاقاً له بأهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء .

ولم يكن الحسن والحسين حصل لهما من الابتلاء ما حصل لجدّهما ولأُمّهما وعمّهما ؛ فإنّهما ولدا في عزّ الإسلام ، وتربّيا في حجور المؤمنين ، فأتمّ الله نعمته عليهما بالشهادة ، أحدهما مسموماً ، والآخر مقتولاً ، لأنّ الله عنده من المنازل العالية في دار كرامته ، ما لا ينالها إلاّ أهل البلاء .

كما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لمّا سئل : أيّ الناس أشدّ بلاء ؟ فقال : " الأنبياء ثمّ الصالحون ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإنّ كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقّة خفّف عنه ، ولا تزال البلاء بالمؤمن حتّى يمشي على الأرض ، وليس عليه خطيئة " (1) ، وشَقِي بقتله من أَعَانَ عليه ، أو رَضِي به !

فالذي شَرَعه الله للمؤمنين عند الإصابة بالمصاب وإن عَظُمَت ، أن يقولوا : إنّا لله وإنّا إليه راجعون .

فأمّا اتخاذ المآتم في المصائب ، واتخاذ أوقاتها مآتم ، فليس من دين الإسلام ، وهو أمر لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولا أحد من السابقين الأوّلين ، ولا من التابعين لهم بإحسان ، ولا من عادة أهل البيت ، ولا غيرهم .

وقد شهد مقتل علي أهل بيته ، وشهد مقتل الحسين من شهده من أهل بيته ، وقد مرّت على ذلك سنون كثيرة ، وهم متمسّكون بسنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، لا يحدثون مأتماً ولا نياحة ، بل يصبرون ويسترجعون كما أمر الله ورسوله ، أو يفعلون ما لابأس به من الحزن والبكاء عند قرب المصيبة .

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " مهما كان من العين والقلب فمن الله عزّ وجلّ ، ومن الرحمة ، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان " (2) .

____________

1- نظم درر السمطين : 227 .

2- مسند أحمد 1 / 238 .


الصفحة 471


وقال : " ليس منّا من ضرب الخدود ، وشقّ الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية " (1) ، يعني مثل قول المصاب : يا سنداه ، يا ناصراه ، يا عضداه .

وقال : " النائحة إذا لم تتب قبل موتها ، تقام يوم القيامة عليها سرابيل من قطران ودرع من جرب " (2) .

وقال : " لعن الله النائحة والمستمعة " (3) ، وقد قال في تنزيله : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (4) ، وقد فسّر النبيّ (صلى الله عليه وآله) قوله : { وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } بأنّها النياحة .

وتبرّأ النبيّ (صلى الله عليه وآله) من الحالقة والصالقة ، والحالقة : التي تحلق شعرها عند المصيبة ، والصالقة : التي ترفع صوتها عند المصيبة .

وقال جرير بن عبد الله : كنّا نعدّ الاجتماع إلى أهل الميّت وصنعهم الطعام للناس من النياحة .

وإنّما السنّة : أن يصنع لأهل الميّت طعام ، لأنّ مصيبتهم تشغلهم ، كما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لمّا نعي جعفر بن أبي طالب لمّا استشهد بمؤتة ، فقال : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم " (5) ، والآن هل لديكم دليل واحد على قيامهم بذلك ؟ أفيدونا .

فأرجوكم ساعدوني ، ولكم الأجر والثواب .

الجواب : لا تبتئس بما قاله لك الأخ السنّي السعودي ، ولا تحزن لما أورده لك

____________

1- المعجم الأوسط 4 / 199 .

2- مسند أحمد 5 / 344 .

3- الجامع الصغير 2 / 408 .

4- الممتحنة : 12 .

5- مسند أحمد 1 / 205 .


الصفحة 472


من كلام إمامه وشيخ إسلامه ابن تيمية ، فقل له :

أوّلاً : إنّ إمامك كان ناصبياً ، فلا يلزمنا كلامه ، ويكفينا في تعريفه مقالة أهل السنّة فيه ، وإليك بعض ذلك :

1-قال ابن حجر الهيتمي المكّي في " الجوهر المنظّم في زيارة القبور المعظّم ": " من هو ابن تيمية حتّى ينظر إليه ، أو يعوّل في شيء من أُمور الدين عليه " .

2-وقال : " ابن تيمية عبد خذله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه ، وبذلك صرّح الأئمّة الذين بيّنوا فساد أحواله ، وكذب أقواله ... " (1) .

فهذا حال ابن تيمية بشهادة ابن حجر صاحب " الصواعق المحرقة " .

ثانياً : ما دمت نقلت عن ابن تيمية بعض كلامه محتجّاً به علينا ، وليس يلزمنا ذلك ، فلننقل لك أيضاً بعض الشواهد من كلامه نحتجّ بها عليك ، ولا يسعك التخلّف عن آثارها ، وهي تكفي في الدلالة على نصبه العنيد ، ودفاعه عن يزيد ، فإليك نماذج من تحريفاته حول استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) :

1-" ولم يكن في الخروج خروج الحسين لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا ... ، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ، فإنّ ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشرّ لم يحصل منه شيء ، بل زاد الشرّ بخروجه وقتله ، ونقص الخير بذلك ، وصار ذلك سبباً لشرّ عظيم " (2) .

2-" وإنّ الرأس حمل إليه أي إلى يزيد وإنّه هو الذي نكت على ثناياه ، وهذا مع أنّه لم يثبت ففي الحديث ما يدلّ على أنّه كذب " (3) .

3-" وأمّا من سبي نسائه والذراري ، والدوران بهم في البلاد ، وحملهم

____________

1- الفتاوى الحديثية : 86 .

2- منهاج السنّة النبوية 4 / 530 .

3- المصدر السابق 4 / 557 .


الصفحة 473


على الجمال بغير أقتاب ، فهذا كذب وباطل " (1) .

4-" أمّا ما يرويه من لا عقل له يميّز به ما يقول ، ولا له إلمام بمعرفة المنقول ، من أنّ أهل البيت سُبوا ، وأنّهم حُملوا على البخاتي البخاتي نبت لها من ذلك الوقت سنامان فهذا من الكذب الواضح الفاضح لمن يقول به " (2) .

5-" وليس ما وقع من ذلك من قتل الحسين بأعظم من قتل الأنبياء ، فإنّ الله تعالى قد أخبر أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون النبيّين بغير حقّ ، وقتل النبيّ أعظم ذنباً ومصيبة ، وكذلك قتل علي (رضي الله عنه) أعظم ذنباً ومصيبة ، وكذلك عثمان أعظم ذنباً ومصيبة " (3) .

6-" ولكن ظهر من أمره يزيد في أهل الحرّة ما لا نستريب أنّه عدوان محرّم ، وكان له موقف في القسطنطينية وهو أوّل جيش غزاها ما يعدّ من الحسنات " (4) .

7-" لكن يزيد لم يقتل جميع الأشراف ، ولا بلغ عدد القتلى عشرة آلاف ، ولا وصلت الدماء إلى قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ولا إلى الروضة ، ولا كان القتل في المسجد " (5) .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم ...
السؤال : ما هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟ هل هو ...
السؤال: ما الفرق بين الإمامية والإسماعيلية ؟ وهل ...
ماالمراد بالقواعد من النساء ؟
السؤال : ما معنى : " علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ...
السؤال : لماذا تمّ اختيار الإمام علي ابن أبي طالب ...
السؤال: كيف كلّم الله النبيّ (صلى الله عليه وآله) ...
ماذا كان الهدف من تأسيس حلف الفضول الذي انضم إليه ...
السؤال: إنّ أبا بكر لم يؤذن لحضور جنازة فاطمة ...
السؤال : ما هو عالم الذرّ ؟ وكيف يؤثّر هذا العالم ...

 
user comment