مما اكتشفه العلم مؤخراً ، هو أن الأرض مهما اختلفت أنواعها لها مسام بتخللها الهواء . بل إن اختلاف حجم المسام و عددها هو السبب الرئيسي في اختلاف نوع الأرض .
فالأرض الطينية السوداء تحبس الماء ، لأن مسامها ضيقة ، بينما الأرض الرملية ذات المسام الواسعة لا تحفظ الماء ، إذ ينصرف منها بسرعة ، و الأرض الصفراء وسط بين هذين النوعين من الأرض . و قد عرف أخيراً أن هذه المسام بها هواء ، و أن نزول الماء على الأرض يدفع الهواء أمامه و يحل محله.
ومع تقدم العلم و الاختراع عُرف أن الطين يتمدد بالماء و ينكمش بالجفاف . و عُرف أيضاً أنه عند امتلاء مسام الأرض بالماء ، تتحرك جزئيات الطين بقوة دفع الماء في المسام ، فكأن الأرض ، إذا ما نزل عليها الماء ، تتحرك وتزداد في الحجم .
قال الله تعالى : (
و ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت و أنبتت من كل زوج بهيج ) ، ( الحج/ 5 ) .