عربي
Thursday 12th of December 2024
0
نفر 0

الإشباع العاطفي

الإشباع العاطفي

لنتكلم عن نتائج الدراسة التي عملتها مجلة الفرحة وهي مجلة متخصصة في العلاقات الزوجية ، وعلمت هذه الدراسة على مجموعة من الأزواج والزوجات وطرحت عليهم هذا السؤال ، هذا السؤال عندما طُرِحَ طُرِح بأشكال ستة وسأختار ثلاث صور من هذه الدراسة .
السؤال الأول : هل تعتقد أن الطرف الآخر يحبك ؟.
وكانت إجابة الرجال أربع وستون بالمئة قالوا : نعم . والنساء تسع وخمسون بالمئة قُلْنَ : نعم . معنى هذا أن نسبة النساء أقل في حديثهم عن أزواجهم ، والذين قالوا : إلى حد ما .
من الرجال 29% أما عند النساء 25% ، والذين قالوا : لا . من الرجال 7% أما عند النساء 16% ، نلاحظ عند النساء نسبة عالية جداً اللاتي كن صريحات جداً وهن يقُلْنَ : إن الطرف الآخر لا يحبني . لكن عند الرجال نسبتها أقل .
السؤال الثاني : هل تعتقد أن الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في كلمات الدلال والغزل .
ولا شك أن هذه العبارات وهذا للطف من الزوج ومن الزوجة هو معنى من معاني الحب ، فكانت الإجابة عند الرجال بنعم نسبة 47% وعند النساء 36% ، وهذا دليل على أن المرأة أكثر من الرجل في الدلال وفي الحديث في مواضيع الغزل ، أما إجابة : إلى حد ما . عند الرجال 34% وعند النساء 38% ، أما لا عند الرجال 19% وعند النساء 26% .
السؤال الثالث : هل تعتقد أن الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في المداعبة والملامسة ؟.
عند النساء وعند الرجال كان هناك تعادل بالإجابة بنعم وكانت النسبة 41% ، أما إلى حد ما 42% وعند النساء 35% ، أم لا عند الرجال 16% وعند النساء 24% ، وهذا دليل على أن الرجل في هذه الحالة يتكلم عن المرأة وأنها أقل منه مداعبة وملامسة .
هذه الدراسة دراسة قيمة ومهمة جداً وتبين لنا أن قضية الإشباع العاطفي قضية أساسية في العلاقة الزوجية ، فعندما نتكلم عن تنمية الحب وعندما نتكلم عن تطور الحب وكيف يكبر الزوجان كلاهما من حجم الحب ؟ لا بد أن نتحدث عن الإشباع العاطفي .
هناك دراسة عُمِلَت في الغرب أخذوا مجموعة من الأطفال وأعطوهم تغذية صحية ، وأعطوهم الحنان والحب من احتضان الأم ومن المداعبة والكلمات والعبارات ، ومجموعة أخرى من الأطفال أعطوهم نفس الغذاء وكان غذاءً صحياً ، ولكن حرموهم من الحب والعطف والحنان ، وما كان عندهم أي إشباع عاطفي لمتطلباتهم النفسية .
وكانت النتيجة أن المجموعة الأولى كان نموهم الجسدي نمو سليم جداً وكانت عندهم صحة نفسية عالية جداً ، وعندهم روح معنوية عالية ، أما مجموعة الأطفال الثانية والذين حُرِمُوا من الحب والحنان والعطف والإشباع العاطفي .
وقد مات عدد كبير منهم ، والذي عاش منهم وكان على قيد الحياة ظهرت عليه كثير من الأمراض النفسية لكنه عاش بروح معنوية منخفضة .
ولذلك نؤكد هذا المعنى مرة أخرى للزوج وللزوجة أن يهتموا بأنفسهم وأن يهتموا بزوجاتهم ، ونحن لا نريد الجفاف والصحراء العاطفية وإنما لنريد إشباعاً عاطفياً لكلا الطرفين .

هل يحبك شريك حياتك

كل من يقرأ يقول : نعم يحبني . لكن أنا أقول : لكل دعوى لا بد من برهان ودليل . ولنبدأ سوياً في هذا التمرين وأنا أتمنى من كل زوج ومن كل زوجة أن يكون بأيديهم القلم والورقة ؛ حتى نجيب على الأسئلة السبعة عشر سؤالاً إما بنعم أو لا ، وهي :
السؤال الأول : إن الطرف الآخر يهتم بمشاعري .
السؤال الثاني : أنا لا أشعر بأنني مهمل من الطرف الآخر .
السؤال الثالث : نحن نلمس بعضنا البعض كثيراً .
السؤال الرابع : يحرص الطرف الآخر على معرفة رأيي في الموضوعات اليومية .
السؤال الخامس : نحن نستمع لبعضنا البعض عند الحديث .
السؤال السادس : كل طرف يحترم أفكار الطرف الآخر .
السؤال السابع : دائماً يعبر الطرف الآخر عن حبه لي ؟.
السؤال الثامن : أنا دائماً أشعر بأن الطرف الآخر يهتم بي .
السؤال التاسع : كل ما أقوله يؤخذ من الطرف الآخر ولا يُهمل .
السؤال العاشر : رأيي مهم عندما يتخذ الطرف الآخر القرار .
السؤال الحادي عشر : هناك حب كثير في زواجنا .
السؤال الثاني عشر : إن رغبتنا في الحياة شديدة . أي أن الزوجين يحبان أن يعيشا سوياً مع بعضهما البعض .
السؤال الثالث عشر : إنني أصرف من وقتي الكثير مع الطرف الآخر .
السؤال الرابع عشر : أشعر دائماً بأنني ضمن حياة الطرف الآخر .
السؤال الخامس عشر : نحن متفائلون حتى في أسوأ الأحوال في علاقتنا الزوجية .
السؤال السادس عشر : دائماً الطرف الآخر يهتم بوجهة نظري .
السؤال السابع عشر : الطرف الآخر يحترمني احتراماً شديداً .
الآن بعدما ذكرنا هذه الأسئلة أنا أتمنى من كل زوج ومن كل زوجة أن يجيبوا بنعم أو لا ، حتى نخرج النتيجة والآن ليجمع كل قارئ كم مرة نعم وكم مرة لا ، فمن كان عنده أقل من سبعة ( نعم ) فإن الحب عنده ناقص وهذا يحتاج إلى تنمية .
وهذا الإنسان يحتاج أكثر أن يجلس مع الزوجة أو الزوجة تجلس مع زوجها ، ويحتاجان أكثر الحوار والجلسات والنقاش مع بعضهما البعض ، ومن أخذ من السبعة إلى الاثني عشر فحبه أيضاً وسط ويحتاج إلى تنمية ، ومن أخذ أكثر من اثنتي عشر إجابة نعم فهذا نبارك له وله زوجته .
هذا مقياس مهم جداً من الممكن أي شخص يقيس حياته الزوجية من خلال هذا التمرين ، وأذكر مرة كنت أعطي دورة اسمها : تنمية الحب .
وكانت في إحدى دول الخليج وبعدما ظهرت النتائج أذكر أن أحد المشتركين حزين جداً ، فقلت له : يا فلان ! ما بك ؟. فقال : نتيجتي صارت خمسة مما يعني أنني لا أملك حباً أبداً لا أنا ولا زوجتي .
فقلت له : أليس هذا التمرين صحيحاً ؟. قال : بلى صحيح ولكن أول مرة أفكر في هذا الموضوع .
فقلت لها : حسناً ، لنضبِّط الآن الأمور . ثم أكملنا الدورة وبدأنا نطرح في الدورة كيف يستطيع الإنسان أن ينمي الحب كيف يطور الحب كيف يجدد حياته الزوجية وكيف ينشطها .
وأذكر أن هذا الشاب جاءني بعد خمسة أشهر يبشرني فقلت له : بشِّرْنِي تكلم . فقال لي : عملت التمرين مرة أخرى من أسبوعين فهل تعرف كم أخذت ؟.
قلت له : لا . فقال : أنا حضرت عندك الدورة من خمسة أشهر وأخذت خمس من عشرة ، ومن ثم عملته قبل أسبوعين فأخذت ست عشرة من سبع عشرة . فباركت له هذه النتيجة ودعوت له .


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تأمّلات في الخطاب الحسين
اسماء القرآن
هكذا تحدّثوا في زينب الكبرى عليها السّلام
في الذكر و المحافظة عليه
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
الثقافات المعاصرة وثقافة القرآن الكريم
السحر وحكمه عند علماء الاسلام ومفكريه
الشيخ حبيب الله الرشتي
التحصين في صفات العارفين
أهمية التربية في الإسلام

 
user comment