لنتكلم عن نتائج الدراسة التي عملتها مجلة الفرحة وهي مجلة متخصصة في العلاقات الزوجية ، وعلمت هذه الدراسة على مجموعة من الأزواج والزوجات وطرحت عليهم هذا السؤال ، هذا السؤال عندما طُرِحَ طُرِح بأشكال ستة وسأختار ثلاث صور من هذه الدراسة .
السؤال الأول : هل تعتقد أن الطرف الآخر يحبك ؟.
وكانت إجابة الرجال أربع وستون بالمئة قالوا : نعم . والنساء تسع وخمسون بالمئة قُلْنَ : نعم . معنى هذا أن نسبة النساء أقل في حديثهم عن أزواجهم ، والذين قالوا : إلى حد ما .
من الرجال 29% أما عند النساء 25% ، والذين قالوا : لا . من الرجال 7% أما عند النساء 16% ، نلاحظ عند النساء نسبة عالية جداً اللاتي كن صريحات جداً وهن يقُلْنَ : إن الطرف الآخر لا يحبني . لكن عند الرجال نسبتها أقل .
السؤال الثاني : هل تعتقد أن الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في كلمات الدلال والغزل .
ولا شك أن هذه العبارات وهذا للطف من الزوج ومن الزوجة هو معنى من معاني الحب ، فكانت الإجابة عند الرجال بنعم نسبة 47% وعند النساء 36% ، وهذا دليل على أن المرأة أكثر من الرجل في الدلال وفي الحديث في مواضيع الغزل ، أما إجابة : إلى حد ما . عند الرجال 34% وعند النساء 38% ، أما لا عند الرجال 19% وعند النساء 26% .
السؤال الثالث : هل تعتقد أن الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في المداعبة والملامسة ؟.
عند النساء وعند الرجال كان هناك تعادل بالإجابة بنعم وكانت النسبة 41% ، أما إلى حد ما 42% وعند النساء 35% ، أم لا عند الرجال 16% وعند النساء 24% ، وهذا دليل على أن الرجل في هذه الحالة يتكلم عن المرأة وأنها أقل منه مداعبة وملامسة .
هذه الدراسة دراسة قيمة ومهمة جداً وتبين لنا أن قضية الإشباع العاطفي قضية أساسية في العلاقة الزوجية ، فعندما نتكلم عن تنمية الحب وعندما نتكلم عن تطور الحب وكيف يكبر الزوجان كلاهما من حجم الحب ؟ لا بد أن نتحدث عن الإشباع العاطفي .
هناك دراسة عُمِلَت في الغرب أخذوا مجموعة من الأطفال وأعطوهم تغذية صحية ، وأعطوهم الحنان والحب من احتضان الأم ومن المداعبة والكلمات والعبارات ، ومجموعة أخرى من الأطفال أعطوهم نفس الغذاء وكان غذاءً صحياً ، ولكن حرموهم من الحب والعطف والحنان ، وما كان عندهم أي إشباع عاطفي لمتطلباتهم النفسية .
وكانت النتيجة أن المجموعة الأولى كان نموهم الجسدي نمو سليم جداً وكانت عندهم صحة نفسية عالية جداً ، وعندهم روح معنوية عالية ، أما مجموعة الأطفال الثانية والذين حُرِمُوا من الحب والحنان والعطف والإشباع العاطفي .
وقد مات عدد كبير منهم ، والذي عاش منهم وكان على قيد الحياة ظهرت عليه كثير من الأمراض النفسية لكنه عاش بروح معنوية منخفضة .
ولذلك نؤكد هذا المعنى مرة أخرى للزوج وللزوجة أن يهتموا بأنفسهم وأن يهتموا بزوجاتهم ، ونحن لا نريد الجفاف والصحراء العاطفية وإنما لنريد إشباعاً عاطفياً لكلا الطرفين .
هل يحبك شريك حياتك
كل من يقرأ يقول : نعم يحبني . لكن أنا أقول : لكل دعوى لا بد من برهان ودليل . ولنبدأ سوياً في هذا التمرين وأنا أتمنى من كل زوج ومن كل زوجة أن يكون بأيديهم القلم والورقة ؛ حتى نجيب على الأسئلة السبعة عشر سؤالاً إما بنعم أو لا ، وهي :
السؤال الأول : إن الطرف الآخر يهتم بمشاعري .
السؤال الثاني : أنا لا أشعر بأنني مهمل من الطرف الآخر .
السؤال الثالث : نحن نلمس بعضنا البعض كثيراً .
السؤال الرابع : يحرص الطرف الآخر على معرفة رأيي في الموضوعات اليومية .
السؤال الخامس : نحن نستمع لبعضنا البعض عند الحديث .
السؤال السادس : كل طرف يحترم أفكار الطرف الآخر .
السؤال السابع : دائماً يعبر الطرف الآخر عن حبه لي ؟.
السؤال الثامن : أنا دائماً أشعر بأن الطرف الآخر يهتم بي .
السؤال التاسع : كل ما أقوله يؤخذ من الطرف الآخر ولا يُهمل .
السؤال العاشر : رأيي مهم عندما يتخذ الطرف الآخر القرار .
السؤال الحادي عشر : هناك حب كثير في زواجنا .
السؤال الثاني عشر : إن رغبتنا في الحياة شديدة . أي أن الزوجين يحبان أن يعيشا سوياً مع بعضهما البعض .
السؤال الثالث عشر : إنني أصرف من وقتي الكثير مع الطرف الآخر .
السؤال الرابع عشر : أشعر دائماً بأنني ضمن حياة الطرف الآخر .
السؤال الخامس عشر : نحن متفائلون حتى في أسوأ الأحوال في علاقتنا الزوجية .
السؤال السادس عشر : دائماً الطرف الآخر يهتم بوجهة نظري .
السؤال السابع عشر : الطرف الآخر يحترمني احتراماً شديداً .
الآن بعدما ذكرنا هذه الأسئلة أنا أتمنى من كل زوج ومن كل زوجة أن يجيبوا بنعم أو لا ، حتى نخرج النتيجة والآن ليجمع كل قارئ كم مرة نعم وكم مرة لا ، فمن كان عنده أقل من سبعة ( نعم ) فإن الحب عنده ناقص وهذا يحتاج إلى تنمية .
وهذا الإنسان يحتاج أكثر أن يجلس مع الزوجة أو الزوجة تجلس مع زوجها ، ويحتاجان أكثر الحوار والجلسات والنقاش مع بعضهما البعض ، ومن أخذ من السبعة إلى الاثني عشر فحبه أيضاً وسط ويحتاج إلى تنمية ، ومن أخذ أكثر من اثنتي عشر إجابة نعم فهذا نبارك له وله زوجته .
هذا مقياس مهم جداً من الممكن أي شخص يقيس حياته الزوجية من خلال هذا التمرين ، وأذكر مرة كنت أعطي دورة اسمها : تنمية الحب .
وكانت في إحدى دول الخليج وبعدما ظهرت النتائج أذكر أن أحد المشتركين حزين جداً ، فقلت له : يا فلان ! ما بك ؟. فقال : نتيجتي صارت خمسة مما يعني أنني لا أملك حباً أبداً لا أنا ولا زوجتي .
فقلت له : أليس هذا التمرين صحيحاً ؟. قال : بلى صحيح ولكن أول مرة أفكر في هذا الموضوع .
فقلت لها : حسناً ، لنضبِّط الآن الأمور . ثم أكملنا الدورة وبدأنا نطرح في الدورة كيف يستطيع الإنسان أن ينمي الحب كيف يطور الحب كيف يجدد حياته الزوجية وكيف ينشطها .
وأذكر أن هذا الشاب جاءني بعد خمسة أشهر يبشرني فقلت له : بشِّرْنِي تكلم . فقال لي : عملت التمرين مرة أخرى من أسبوعين فهل تعرف كم أخذت ؟.
قلت له : لا . فقال : أنا حضرت عندك الدورة من خمسة أشهر وأخذت خمس من عشرة ، ومن ثم عملته قبل أسبوعين فأخذت ست عشرة من سبع عشرة . فباركت له هذه النتيجة ودعوت له .
source : راسخون