عربي
Monday 17th of June 2024
0
نفر 0

ظهور المذاهب الأربعة

ظهور المذاهب الأربعة
ذكر السيد الأجل رضي الدين علي بن طاووس طاب ثراه أن السبب في إحداث المذاهب الأربعة : أن الامام الصادق (عليه السلام) اجتمع عليه في عصر المنصور أربعة آلاف راوٍ يأخذون منه العلم ، من جملتهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس .
فلما رأى المنصور اجتماع الناس على الصادق (عليه السلام) خاف ميل الناس إليه وأخذ الملك منه ، فأمر أبا حنيفة ومالكا باعتزال الصادق (عليه السلام) وإحداث مذهب غير مذهبه ، وجعل لهما ومن تابعهما ، وقرر عليهما العلوفات والإدرارات ، والناس عبيد الدنيا ، وأمر الحاكم مطاع . قال الذهبي : بعث أبو جعفر المنصور إلى مالك حين قدم المدينة ، فقال : إن الناس قد اختلفوا بالعراق ، فضع للناس كتابا نجمعهم عليه ، فوضع الموطأ ، وقال المنصور إلى مالك : والله لو بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ، ولأبعثن في الآفاق فأحملهم عليه . (1)
فاعتزل أبو حنيفة عن الصادق (عليه السلام) ، وأحدث مذهبا غير مذهبه ، وعمل فيه بالرأي والقياس والاستحسان والاجتهاد .
ثم اعتزل مالك عن الصادق (عليه السلام) ، وكان يقرأ عليه وعلى ربيعة الرأي ، فأحدث مذهبا غير مذهبهما وغير مذهب أبي حنيفة . ثم جاء بعدهما الشافعي محمد بن إدريس ، فقرأ على مالك وعلى محمد ابن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة ، فأحدث مذهبا غير مذهبهما . ثم جاء بعده أحمد بن حنبل فقرأ على الشافعي فأحدث مذهبا غير مذهبه . ثم استقرت مذاهب السنة في الفروع على هذه الأربعة المذاهب الحادثة أيام المنصور .

من هو أبو حنيفة ؟

هو : النعمان بن ثابت أبو حنيفة التيمي الكوفي مولاهم ، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام) (2) . وقال الذهبي : روي عن أبي جعفر الباقر (3) . وقال ابن النديم في فهرسته : إنه كان خزازا بالكوفة ، وجده زوطي من موالي تيم الله بن ثعلبة ، وهو من أهل كابل (4). وقال ابن حبان في المجروحين : النعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي ، صاحب الرأي ، يروي عن عطاء ونافع ، كان مولده سنة ثمانين في سواد الكوفة ، ومات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة ببغداد ، وقبره في مقبرة الخيزران ، وكان رجلا جدلا ظاهر الورع لم يكن الحديث صناعته ،(5)
حدث بمائة وثلاثين حديثا مسانيد ما له في الدنيا غيرها ، أخطأ منها في مائة وعشرين حديثا ، إما أن يكون أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم ، فلما كثر خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار .
ومن جهة أخرى لا يجوز الاحتجاج به لأنه كان داعيا إلى الإرجاء ، والداعية إلى البدع لا يجوز أن يحتج به عند أئمتنا قاطبة . هذا رأي ابن حبان (ابن حبان : من علماء أهل السنة ، كان يميل إلى مدرسة الشافعي ، بل إن الشافعية يعدونه من رجال مذهبهم .) في أبي حنيفة . لا شك أن ابن حبان وقع في صراع مع الأحناف ، وكاد لهم وكادوا له في كل مكان تواجدوا به ، وهذا هو التعليل الوحيد لتحامله على أبي حنيفة ، هذا التحامل الذي دفعه إلى أن يصنف فيه كتابين مطولين من أطول كتبه ، فقد صنف كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه في عشرة أجزاء ، وكتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة في عشرة أجزاء .
ال ابن حبان : أخبرنا علي بن عبد العزيز الأبلي ، قال : حدثنا عمرو ابن محمد ، عن أبي البختري ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : اللهم إنا ورثنا هذه النبوة عن أبينا إبراهيم خليل الرحمن ، وورثنا هذا البيت عن أبينا إسماعيل ابن خليل الرحمن ، وورثنا العلم عن جدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فاجعل لعنتي ولعنة آبائي وأجدادي على أبي حنيفة (6). وقال ابن حبان : جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال : ما تقول في من أكل لحم الخنزير ؟ فقال : لا شيء عليه .
وقال أبو حنيفة : لو أن رجلا عبد هذا البغل تقربا بذلك إلى الله جل وعلا لم أر بذلك بأسا . قال يوسف بن أسباط : رد أبو حنيفة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعمائة حديث أو أكثر . وقال أبو حنيفة : لو أدركني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأخذ بكثير من قولي (7) .
وقال أبو حنيفة : إذا لف الرجل على إحليله حريرة ثم أولجه في قبل امرأة أجنبية لم يكن زانيا . فلذا (8) روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : في مثل هذه القضايا وشبهه تحبس السماء ماءها وتمنع الأرض بركاتها . كلمات علماء العامة في أبي حنيفة : قال الخطيب البغدادي : قال شعبة : كف من تراب خير من أبي حنيفة . وقال الشافعي : نظرت في كتب أصحاب أبي حنيفة فإذا فيها مئة وثلاثون ورقة خلاف الكتاب والسنة . وقال سفيان ومالك وحماد والأوزاعي والشافعي : ما ولد في الإسلام أشأم من أبي حنيفة . وقال مالك : فتنة أبي حنيفة أضر على الأمة من فتنة إبليس .

أصول الفقه الحنفي

أصول الفقه عند الحنفية : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والقياس ، والاستحسان ، والعرف . وعمدة أدلة فقههم هو القياس والرأي والاستحسان ، والباقي صفر عندهم بالنسبة إلى هذه الثلاثة ، كما يظهر من كلمات القوم ، وما يظهر من فتاوى أبي حنيفة . اعتقاد أبي حنيفة في إمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن : قال الشهرستاني (9) : قالت فرقة من فرقة الجارودية الإمامة من علي إلى الحسن ثم إلى الحسين ثم إلى علي بن الحسين زين العابدين ، ثم إلى ابنه زيد ابن علي ، ثم منه إلى الإمام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب وقالوا بإمامته ، وكان أبو حنيفة على بيعته ومن جملة شيعته ، حتى رفع الأمر إلى المنصور فحبسه حتى مات في الحبس ، وقيل : إنه إنما بايع محمد بن عبد الله الإمام أيام المنصور ، ولما قتل محمد بن عبد الله بالمدينة بقي الإمام أبو حنيفة على تلك البيعة يعتقد موالاة أهل البيت ، فرفع حاله إلى المنصور فتم عليه ما تم . وقال المامقاني (10) : يقال إن أبا جعفر المنصور الدوانيقي الذي قال في حقه أبو حنيفة : إنه اللص المتغلب أراد قضاءه فأبى ، حبسه فمات في السجن ، وقيل :
إنه سقاه السم لأنه كان يفتي بإمامة إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن وهما اللذان ادعيا الإمامة في زمان الدوانيقي . وعن الزمخشري في الكشاف : إن أبا حنيفة كان يفتي سرا بوجوب نصرة زيد بن علي ، والذي أعتقده أن قوله بالرأي والاستحسان والقياس أوقع التنافي بين أفعاله وأقواله مثل قوله تارة : لولا جعفر بن محمد (عليه السلام) ما علم الناس مناسكحجهم .

مالك بن أنس

هو : مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي المدني ، عده الشيخ الطوسي (11) في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام) . ولد سنة 95 للهجرة وتوفي سنة 179 وهو ابن خمس وثمانين ودفن بالبقيع . رأي مالك في التفضيل : إن لمالك بن أنس رأيا يكاد ينفرد به عن علماء الإسلام ، وذلك إنه يذهب إلى تفضيل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ويسكت ويقول هنا يتساوى الناس ، فهو لا يرى لعلي (عليه السلام) ميزة عن سائر الناس والصحابة ، وقد اشترط المنصور عليه أن لا يروي عن علي (عليه السلام) فوفى مالك بالشرط ، إذ لم يرو عن علي (عليه السلام) في موطأه . فمالك يخالف المسلمين في ذلك ، حتى أبا حنيفة فإنه يرى عليا في مرتبة الراشدين ويقدمه على عثمان ، والشافعي يعلن محبته لعلي (عليه السلام) .
كلام مالك بن أنس في المرض الذي مات فيه :
حكي عن الحافظ أبي عبد الله الحميدي أنه قال : حكى القعنبي قال : دخلت على مالك بن أنس في المرض الذي مات فيه ، فسلمت عليه ثم جلست فرأيته يبكي ، فقلت : يا أبا عبد الله ، ما الذي يبكيك ؟ فقال لي : يا بن قعنب ، وما لي لا أبكي ، ومن أحق بالبكاء مني ، والله لوددت أني ضربت لكل مسألة أفتيت فيها برأي سوط (12) ، وقد كانت لي السعة فيما سبقت إليه ، وليتني لم أفت بالرأي . أصول الفقه المالكي : الأصول عند المالكية : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والقياس ، والاستحسان ، والعرف ، وإجماع أهل المدينة ، والمصالح المرسلة ، وسد الذرائع . وقال ابن النديم في فهرسته : مالك بن أنس بن أبي عامر من حمير ، وعداده في بني تيم بن مرة من قريش ، وحمل به ثلاث سنين ، وكان شديد البياض إلى الشقرة (13) . الشافعي : هو : محمد بن إدريس الشافعي ، ولد سنة 150 ، وقيل إنه ولد في اليوم الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة ، وتوفي يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة 204 .
وقال المامقاني (14) : محمد بن إدريس أبو عبد الله الشافعي نسبة إلى أحد أجداده شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف ، وهو أحد الأئمة الأربعة وأقربهم إلى الحق . وقال ابن النديم (15) ما لفظه : وكان الشافعي شديدا في التشيع ، وذكر له رجل يوما مسألة فأجاب فيها فقال له : خالفت علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال له : أثبت لي هذا من علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى أضع خدي على التراب وأقول قد أخطأت وأرجع عن قولي إلى قوله . وحضر ذات يوم مجلسا فيه بعض الطالبيين فقال : لا أتكلم في مجلس يحضره أحدهم ، هم أحق بالكلام ولهم الرئاسة والفضل .

أصول الفقه عند الشافعية

أصول الفقه عند الشافعية : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والقياس . وكان رأي الشافعي في التفضيل : قال الخلفاء خمس : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز (16) .
مدح الشافعي لمولانا علي (عليه السلام) :
الإمام الشافعي كان يظهر حبه لأهل البيت (عليهم السلام) ولا سيما بالنسبة إلى مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، كما يظهر ذلك مما نسب إليه كما يلي :
إذا في مجلس ذكروا عليا * وشبليه وفاطمة الزكيه
يقال تجاوزوا يا قوم هذا * فهذا من حديث الرافضية
هربت إلى المهيمن من أناس * يرون الرفض حب الفاطمية
على آل الرسول صلاة ربي * ولعنته لتلك الجاهلية * * *
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفض حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي * * *
يا آل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له * * *
أنا عبد لفتى أنزل فيه هل أتى * إلى متى أكتمه ، أكتمه إلى متى * * *
لو أن المرتضى أبدى محله * لكان الناس طرا سجدا له
كفى في فضل مولانا علي * وقوع الشك فيه أنه الله
ومات الشافعي وليس يدري * علي ربه أم ربه الله

وقال المامقاني :

الأشعار التي تنقل عن الشافعي في مدح علي بن أبي طالب (عليه السلام) تتضمن الغلو في التشيع غلوا لا يرضى به .
الحنبلي
أحمد بن محمد بن حنبل رابع الأئمة الأربعة ، ينتهي نسبه إلى ذي الثدية رئيس الخوارج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) . ولد أحمد بن حنبل سنة 164 وتوفي سنة 241 . وفي إرشاد القلوب للديلمي : إن أحمد بن حنبل كان تلميذا لمولانا الكاظم (عليه السلام) ، كما أن أبا حنيفة كان من تلامذة الصادق (عليه السلام) (17) . قال أحمد بن حنبل : دخلت في بعض الأيام على موسى بن جعفر (عليه السلام) حتى أقرأ عليه ، وإذا بثعبان قد وضع فمه على أذن موسى بن جعفر (عليه السلام) لم أفهمه ، ثم انساب الثعبان ، فقال : يا أحمد ، هذا رسول من الجن قد اختلفوا في مسألة ، جائني يسألني فأخبرته بها ، بالله يا أحمد ، لا تخبر بهذا أحدا إلا بعد موتي . فما أخبرت به حتى مات (عليه السلام) (18) .

أصول الفقه الحنبلي :

ذكر ابن القيم الجوزية : أن الأصول التي بنى عليها أحمد بن حنبل فتاواه خمسة : أحدها : النصوص ، فإذا وجد النص أفتى بموجبه ولم يلتفت إلى ما خلفه ، ولذلك قدم النص على فتاوى الصحابة . الثاني : ما أفتى به الصحابة ولا يعلم مخالفا فيه ، فإذا وجد لبعضهم فتوى
ولم يعرف مخالفا لها لم يعدها إلى غيرها ، ولم يقل إن ذلك إجماع ، بل يقول من ورعه في التعبير : لا أعلم شيئا يدفعه . الثالث : إنه إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم أقربها إلى الكتاب والسنة ، ولم يخرج عن أقوالهم ، فإن لم يتبين له موافقة أحد الأقوال ، حكى الخلاف ولم يجزم بالقول . الرابع : الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه ، وهو الذي رجحه على القياس . الأصل الخامس : إذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص ولا قول للصحابة أو واحد منهم ولا أثر مرسل أو ضعيف ، ذهب إلى القياس فاستعمله للضرورة . ولكن كتب الأصول عند الحنابلة قد زادت على هذه الأصول ، فذكروا الاستصحاب والمصالح والذرائع ، وربما ذكروا الإجماع (19)

انتشار المذاهب الأربعة في الأقطار الإسلامية

اشتهر الأخذ بالمذاهب الأربعة وانتشر العمل بها في الأقطار الإسلامية ، فهي في القرن الرابع الهجري تغلبت على ما سواها من المذاهب المعمول بها في القرنين الثاني والثالث ، ما عدا مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، فإنه ظل ثابتا وسائرا بقوته الروحية رغم كل العقبات التي وضعت في طريقه . وانتشار المذاهب في القرن الرابع بما يلي :
في سواد صنعاء ونواحيها مع سواد عمان شراة غالية ، وبقية الحجاز وأهل الرأي بعمان وجهرة ، وصعدة ، شيعة ، والغالب على صنعاء أصحاب أبي حنيفة والجوامع بأيديهم ، وفي نواحي نجد واليمن مذهب سفيان ، وفي العراق الغلبة ببغداد للحنابلة والشيعة ، وبه مالكية وأشعرية ، وبالكوفة الشيعة إلا الكناسة فإنها سنية ، وأكثر أهل البصرة قدرية وشيعة ، وثم حنابلة ، وببغداد غالية يفرطون بحب معاوية . وهنا يحدثنا المقدسي عن دخوله جامع واسط واستماعه لقصاص يقص على الناس حديثا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن الله يدني معاوية يوم القيامة فيجلسه إلى جنبه ثم يجلوه على الخلائق كالعروس .
قال المقدسي : فقلت له : بماذا ؟ بمحاربته عليا (عليه السلام) ؟ كذبت يا ضال . فصاح : خذوا هذا الرافضي ، فأقبل الناس علي ، فعرفني بعض الكتبة فكركرهم عني . في إقليم أقور ، وهو اليوم شمال العراق - أي : الموصل ونواحيها - مذهبهم سنة وجماعة ، إلا عانة فإنها كثيرة معتزلة ولا ترى في الرأي غير مذهب أبي حنيفة والشافعي ، وفيها حنابلة ، وجلية للشيعة . وإقليم الشام مذاهبهم مستقيمة أهل جماعة وسنة ، وأهل طبرية ونصف نابلس وأكثر عمان شيعة ، ولا ترى فيهم مالكيا ، والعمل كان فيه على مذهب أصحاب الحديث .
إقليم مصر على مذهب أهل الشام ، غير أن أكثر الفقهاء مالكيون ، ألا ترى أنهم يصلون قدام الإمام ويربون الكلاب ؟ وأعلى القصبة شيعة وسائر المذاهب في الفسطاط موجودة ظاهرية . وأما إقليم المغرب : فالمذاهب فيها على ثلاثة أقسام ، وأما في الأندلس فمذهب مالك ، وقراءة نافع ، وهم يقولون : لا نعرف إلا كتاب الله وموطأ مالك ، فإن ظهروا على الحنفي أو الشافعي نفوه ، وإن عثروا على المعتزلي أو الشيعي ونحوهما ربما قتلوه .
وبسائر المغرب إلى مصر لا يعرفون مذهب الشافعي إلا مذهب أبي حنيفة ومالك ، وأصحاب مالك يكرهون الشافعي ، يقولون : أخذ العلم عن مالك ثم خالفه . إقليم جانب خراسان للشيعة والمعتزلة ، والغلبة لأصحاب أبي حنيفة إلا في كورة الشاش فإنهم شوافع ، وفيهم قوم على مذهب عبد الله السرخسي . وإقليم الرجاب مذاهبهم مستقيمة ، إلا أن أهل الحديث حنابلة . وإقليم خوزستان مذاهبهم مختلفة ، أكثر أهل الأهواز ورامهرمز والدورق حنابلة ، ونصف الأهواز شيعة ، وبه من أصحاب أبي حنيفة ، ولهم إقليم فارس والعمل فيه على أصحاب الحديث . إقليم كرمان : المذاهب الغالبة للشافعي . إقليم السند : مذاهبهم أكثرها أصحاب الحديث ، وقال : رأيت القاضي أبا محمد المنصور داوديا إماما في مذهبه ، أهل الملتان (شيعة يحيعلون في الأذان ويثنون في الإقامة) أي يقولون : حي على خير العمل ، ويقولون في الإقامة مرتين : قد قامت الصلاة ، ولا تخلو القصبات من فقهاء على مذهب أبي حنيفة ، وليس بهم مالكية ، ولا معتزلة ، ولا عمل للحنابلة (20)
المصادر :
1- تأريخ الإسلام وفيات (171 - 180) ، ص 321 - 324 .
2- رجال الطوسي : 325 ، الرقم 23 .
3- تأريخ الإسلام ، الذهبي ، وفيات (141 - 160) ، ص 306 .
4- فهرست ابن النديم : 284 ، الفن الثاني من المقالة السادسة ، دار المعرفة - بيروت .
5- المجروحين لابن حبان 3 : 61 .
6- المجروحين لابن حبان 3 : 73 .
7- المجروحين ، لابن حبان 3 : 65 .
8- سفينة البحار 1 : 348 .
9- الملل والنحل 1 : 140 .
10- تنقيح المقال 3 : 272 ، الرقم 12491 . ، تأريخ الإسلام ، وفيات (141 - 160) ، ص 310 .
11- رجال الطوسي : 308 ، الرقم 455 .
12- وقال الذهبي في تأريخ الإسلام ، وفيات (171 - 180) ، ص 325
13- فهرست ابن النديم : 280 ، الفن الأول من المقالة السادسة .
14- تنقيح المقال 2 : 76 ، الرقم 10360 .
15- فهرست ابن النديم : 295 ، الفن الثالث من المقالة السادسة .
16- تأريخ الإسلام ، وفيات (201 - 210) ، ص 331 .
17- روضات الجنات 1 : 184 .
18- سفينة البحار 1 : 302 .
19- (1) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 4 : 513 .
20- أحسن التقاسيم ، لشمس الدين محمد بن أحمد المعروف بالشاري ، طبع سنة 1909 م بمطبعة بريل .

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أقوال المعصومين في القرآن
تاريخ وفاة السيدة زينب عليها السلام
منكروا المهدي من أهل السنة وعلة إنكارهم
ما الذي حدث في الكون بعد مقتل الامام الحسين ...
كرامات الإمام علي الرضا ( عليه السلام )
ما هي ليلة الجهني، و لماذا سُمِّيت بالجهني؟
بكاء الأئمة على الحسين (عليه السلام)
شعارات وشعائر
التفسير والمفسرون
دعاء الموقف لعلي بن الحسين ع

 
user comment