دعاء الاعتقاد
قال الشيخ علي بن محمد بن يوسف الحراني قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر النعماني الكاتب رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي بن همام قال حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن أبي عبد الله الحسين بن علي الأهوازي عن أبيه عن علي بن مهزيار قالسمعت مولاي موسى بن جعفر ص يدعو بهذا الدعاء
و هو دعاء الاعتقاد
إلهي إن ذنوبي و كثرتها قد غبرت وجهي عندك و حجبتني عن استيهال رحمتك و باعدتني عن استنجاز مغفرتك و لو لا تعلقي بآلائك و تمسكي بالرجاء لما وعدت أمثالي من المسرفين و أشباهي من الخاطئين بقولكيا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُو حذرت القانطين من رحمتك فقلتوَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَثم ندبتنا برحمتك إلى دعائك فقلتادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَإلهي لقد كان ذل الإياس علي
مشتملا و القنوط من رحمتك بي ملتحفا إلهي قد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا و أوعدت المسيء ظنه بك عقابا اللهم و قد أسبل دمعي حسن ظني بك في عتق رقبتي من النار و تغمد زللي و إقالة عثرتي و قلت و قولك الحق لا خلف له و لا تبديليَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْذلك يوم النشورفَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِوبُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِاللهم إني أقر و أشهد و أعترف و لا أجحد و أسر و أظهر و أعلن و أبطن بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك و أن عليا أمير المؤمنين و سيد الوصيين و وارث علم النبيين و قاتل المشركين و إمام المتقين و مبير المنافقين و مجاهد الناكثين و القاسطين و المارقين إمامي و محجتي و من لا أثق بالأعمال و إن زكت و لا أراها منجية لي و إن صلحت إلا بولايته و الايتمام به و الإقرار بفضائله و القبول من حملتها و التسليم لرواتها اللهم و أقر بأوصيائه من أبنائه أئمة و حججا و أدلة و سرجا و أعلاما و منارا و سادة و أبرارا و أدين بسرهم و جهرهم و باطنهم و ظاهرهم و حيهم و ميتهم و شاهدهم و غائبهم لا شك في ذلك و لا ارتياب و لا تحول عنه و لا انقلاب اللهم فادعني يوم حشري و حين نشري بإمامتهم و احشرني في زمرتهم و اكتبني في أصحابهم و اجعلني من إخوانهم و انقذني بهم يا مولاي من حر النيران فإنك إن أعفيتني منها كنت من
الفائزين اللهم و قد أصبحت في يومي هذا لا ثقة لي و لا ملجأ و لا ملتجأ غير من توسلت بهم إليك من آل رسولك صلى الله عليه و على أمير المؤمنين و على سيدتي فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين و الأئمة من ولدهم و الحجة المستورة من ذريتهم المرجو للأمة من بعدهم و خيرتك عليه و عليهم السلام اللهم فاجعلهم حصني من المكاره و معقلي من المخاوف و نجني بهم من كل عدو طاغ و فاسق باغ و من شر ما أعرف و ما أنكر و ما استتر علي و ما أبصر و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم اللهم بوسيلتي إليك بهم و تقربي بمحبتهم افتح علي أبواب رحمتك و مغفرتك و حببني إلى خلقك و جنبني عداوتهم و بغضهم إنك على كل شيء قدير اللهم و لكل متوسل ثواب و لكل ذي شفاعة حق فأسألك بمن جعلته إليك سببي و قدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا و عامي هذا و شهري هذا اللهم فهم معولي في شدتي و رخائي و عافيتي و بلائي و نومي و يقظتي و ظعني و إقامتي و عسري و يسري و صباحي و مسائي و منقلبي و مثواي اللهم فلا تخلني بهم من نعمتك و لا تقطع رجائي من رحمتك و لا تفتني بإغلاق أبواب الأرزاق و انسداد مسالكها و افتح لي من لدنك فتحا يسيرا و اجعل لي من كل ضنك مخرجا و إلى كل سعة منهجا برحمتك يا أرحم
مهجالدعواتومنهجالعبادات ص : 236
الراحمين اللهم و اجعل الليل و النهار مختلفين علي برحمتك و معافاتك و منك و فضلك و لا تفقرني إلى أحد من خلقك برحمتك يا أرحم الراحمين إنك على كل شيء قدير و بكل شيء محيط و حسبنا الله و نعم الوكيل
و من ذلك دعاء مستجاب
يروى أنه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق ص ما دعا به مغموم إلا فرج الله غمه و لا مكروب إلا نفس الله كربه و وقى عذاب القبر و وسع في رزقه و حشر يوم القيامة في زمرة الصديقين و الشهداء و الصالحين و كان له من الثواب عند الله عز و جل عدد من يدعو الله سبحانه و لا يسأله شيئا إلا أعطاه الله و غفر له كل ذنب و لو كانت ذنوبه مثل رمل عالج ابتداء الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك اللهم و بحمدك أثني عليك و ما عسى أن يبلغ من ثنائي عليك و مجدك مع قلة عملي و قصر ثنائي و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت الرازق و أنا المرزوق و أنت الرب و أنا المربوب و أنت القوي و أنا الضعيف إليك و أنت أهل التقوى و أنا السائل و أنت الغني لا يزول ملكك و لا يبيد عزك و لا تموت و أنا خلق أموت و أزول و أفنى و أنت الصمد الذي لا تطعم الفرد الواحد بغير شبيه و القائم بلا مدة و الباقي إلى غير غاية و المتوحد بالقدرة و الغالب على الأمور بلا زوال و لا فناء تعطي من تشاء كما تشاء المعبود بالعبودية
المحمود بالنعم المرهوب بالنقم حي لا يموت صمد لا يطعم قيوم لا ينام و جبار لا يظلم و محتجب لا يرى سميع لا يشك بصير لا يرتاب غني لا يحتاج عالم لا يجهل خبير لا يذهل ابتدأت المجد بالعز و تعطفت الفخر بالكبرياء و تجللت البهاء بالمهابة و الجمال بالنور و استشعرت العظمة بالسلطان الشامخ و العز الباذخ و الملك الظاهر و الشرف القاهر و الكرم الفاخر و النور الساطع و الآلاء المتظاهرة و الأسماء الحسنى و النعم السابقة و المنن المتقدمة و الرحمة الواسعة كنت إذ لم يكن شيء و كان عرشك على الماء إذ لا أرض مدحية و لا سماء مبنية و لا شمس تضيء و لا قمر يجري و لا نجم يسري و لا كوكب دري و لا سحابة منشأة و لا دنيا معلومة و لا آخرة مفهومة و تبقي وحدك وحدك كما كنت وحدك علمت ما كان قبل أن يكون و حفظت ما كان قبل أن يكون لا منتهى لنعمتك نفذ علمك في ما تريد و ما تشاء و سلطانك فيما تريد و فيما تشاء من تبديل الأرض بعد الأرض و السماوات و ما ذرأت فيهن و خلقت و برأت من شيء و أنت تقول له كن فيكون لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أنت الله الله الله العلي العظيم الحي القيوم الله الله الله الحليم الكريم الله الله الله الفرد الصمد الله الله الله بديع السماوات و الأرض عزك عزيز و جارك منيع و أمرك غالب و أنت ملك قاهر عزيز فاخر لا إله إلا أنت خلوت في الملكوت و استترت بالجبروت و حارت أبصار ملائكتك المقربين و ذهلت عقولهم في فكر عظمتك لا إله إلا أنت ترى من بعد ارتفاعك و علو مكانك ما تحت الثرى و منتهى الأرضين السفلى من علم الآخرة و الأولى و الظلمات و الهوى و ترى بث الذر في الثرى و ترى قوام النمل على الصفا و تسمع خفقان الطير في الهواء و تعلم تقلب الساري في الماء تعطي السائل و تنصر المظلوم و تجيب المضطر و
تؤمن الخائف و تهدي السبيل و تجبر الكسير و تغني الفقير قضاؤك فصل و حكمك عدل و أمرك جزم و وعدك صدق و مشيتك عزيز و قولك حق و كلامك نور و طاعتك نجاة ليس لك في الخلق شريك و لو كان لك شريك لتشابه علينا و لذهب كل إله بما خلق و لعلا علوا كبيرا جل قدرك عن مجاورة الشركاء و تعاليت عن مخالطة الخلطاء و تقدست عن ملامسة النساء فلا ولد لك و لا والد كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون المطهر المنزل البرهان المضيء الذي أنزلت على محمد نبي الرحمة القرشي الزكي التقي النقي الأبطحي المضري الهاشمي صلوات الله عليه و على آله و سلم و رحم و كرم بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد فلا إله إلا أنت ذل كل عزيز لعزتك و صغرت كل عظمة لعظمتك و لا يفزعك ليل دامس و لا قلب هاجس و لا جبل باذخ و لا علو شامخ و لا سماء ذات أبراج و لا بحار ذات أمواج و لا حجب ذات أرتاج و لا أرض ذات فجاج و لا ليل داج و لا ظلم ذات أدعاج و لا سهل و لا جبل و لا بر و لا بحر و لا شجر و لا مدر و لا يستتر منك شيء و لا يحول دونك ستر و لا يفوتك شيء السر عندك علانية و الغيب عندك شهادة تعلم وهم القلوب و رجم الغيوب و رجع الألسن و خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و أنت رجاؤنا عند كل شدة و غياثنا عند كل محل و سندنا في كل كريهة و ناصرنا عند كل ظالم و قوتنا في كل ضعف و بلاغنا في كل عجز من كريهة و شدة ضعفت فيها القوة و قلت فيها الحيلة أسلمنا فيها الرفيق و خذلنا فيها الشفيق أنزلتها بك يا رب و لم نرج غيرك ففرجتها و خففت ثقلها و كشفت غمرتها و كفيتنا إياها عمن سواك فلك الحمد أفلح سائلك
و أنجح طالبك و عز جارك و ربح متاجرك و جل ثناؤك و تقدست أسماؤك و علا ملكك و غلب أمرك و لا إله غيرك أسألك يا رب بأسمائك المتعاليات المكرمة المطهرة المقدسة العزيزة و باسمك العظيم الذي بعثت به موسى عليه السلام حين قلت إني أنا الله في الدهر الباقي و بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق و باسمك الذي هو مكتوب حول كرسيك و بكلماتك التامات يا أعز مذكور و أقدمه في العز و أدومه في الملك و الملكوت يا رحيما بكل مسترحم و يا رءوفا بكل مسكين و يا أقرب من دعي و أسرعه إجابة و يا مفرجا عن كل ملهوف و يا خير من طلب إليه الخير و أسرعه إعطاء و نجاحا و أحسنه عطفا و تفضلا يا من خافت الملائكة من نوره المتوقد حول كرسيه و عرشه صافون مسبحون طائفون خاضعون مذعنون يا من يشتكى إليه منه و يرغب منه إليه مخافة عذابه في سهر الليالي يا فعال الخير و لا يزال الخير فعاله يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه و عباده بالساهرة فإذا هم قيام ينظرون يا من إذا هم بشيء أمضاه يا من قوله فعاله يا من يفعل ما يشاء كيف يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره يا من خص نفسه بالخلد و البقاء و كتب على جميع خلقه الموت و الفناء يا من يصور في الأرحام ما يشاء يا من أحاط بكل شيء علما و أحصى كل شيء عددا لا شريك لك في الملك و لا ولي لك من الذل تعززت بالجبروت و تقدست بالملكوت و أنت حي لا تموت و أنت عزيز ذو انتقام قيوم لا تنام قاهر لا تغلب و لا ترام ذو البأس الذي لا يستضام أنت مالك الملك و مجري الفلك تعطي من سعة و تمنع من قدرة تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب أسألك أن تصلي على مولانا و سيدنا و رسولك محمد حبيبك الخالص و صفيك المستخص الذي استخصصته بالحياة و التفويض و ائتمنته على وحيك و مكنون سرك و خفي علمك و فضلته على من خلقت و قربته إليك و اخترته من بريتك البشير النذير السراج المنير الذي أيدته بسلطانك و استخلصته لنفسك و على أخيه و وصيه و صهره و وارثه و الخليفة لك من بعده في خلقك و أرضك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و على ابنته الكريمة الفاضلة الطاهرة الزاهرة [الزهراء] الغراء فاطمة و على ولديها الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة الفاضلين الراجحين الزكيين التقيين الشهيدين الخيرين الفاضلين و على علي بن الحسين زين العابدين و سيدهم ذي الثفنات و على محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمد الهادي و الحسن بن علي العسكريين و المنتظر لأمرك و القائم في أمرك بما يرضيك و الحجة على خلقك و الخليفة لك على عبادك المهدي بن المهديين الرشيد المرشد ابن المرشدين إلى صراط مستقيم صلاة تامة عامة دائمة نامية باقية شاملة متواصلة و أن تغفر لنا و ترحمنا و تفرج عنا كربنا و همنا و غمنا اللهم إني أسألك و لا أسأل غيرك و أرغب إليك و لا أرغب إلى سواك و أسألك بجميع مسائلك و أحبها إليك و أدعوك و أتضرع إليك و أتوسل إليك بأحب مسائلك إليك و أحظاها عندك و كلها حظي عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن
ترزقني الشكر عند النعماء و الصبر عند البلاء و النصر على الأعداء و أن تعطيني خير السفر و الحضر و القضاء و القدر و خير ما سبق في أم الكتاب و خير الليل و النهار اللهم ارزقني حسن ذكر الذاكرين يا رب العالمين و ارزقني خشوع الخاشعين و عمل الصالحين و صبر الصابرين و أجر المحسنين و سعادة المتقين و قبول الفائزين و حسن عبادة العابدين و توبة التائبين و إجابة المخلصين و يقين الصديقين و ألبسني محبتك و ألهمني الخشية لك و اتباع أمرك و طاعتك و نجني من سخطك و اجعل لي إلى كل خير سبيلا و لا تجعل للشيطان علي سبيلا و لا للسلطان و اكفني شرهما و شر ذلك كله و علانيته و سره اللهم ارزقني الاستعداد عند الموت و اكتساب الخير قبل الفوت حتى تجعل ذلك عدة في آخرتي و أنسا لي في وحشتي يا ولي نعمتي اغفر لي خطيئتي و تجاوز عن زلتي و أقلني عثرتي و فرج عن [عني] كربتي و أبرد بإجابتك حر غلتي و اقض لي حاجتي و سد بغناك فاقتي و أعني في الدنيا و الآخرة و أحسن معونتي و ارحم في الدنيا غربتي و عند الموت صرعتي و في القبر وحشتي و بين أطباق الثرى وحدتي و لقني عند المساءلة حجتي و استر عورتي و لا تؤاخذني على زلتي و طيب لي مضجعي و هنئني معيشتي يا صاحبي الشفيق و يا سيدي الرفيق و يا مونسي في كل طريق و يا مخرجي من حلق المضيق يا غياث المستغيثين و يا مفرج كرب المكروبين و يا حبيب التائبين يا قرة عين العابدين يا ناصر أوليائه المتقين يا مونس أحبائه المستوحشين و يا مالك يوم الدين يا رب العالمين يا إله الأولين و الآخرين بك اعتصمت و بك وثقت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك انتصرت و بك احتجزت و إليك هربت فصل على محمد و آل محمد و أعطني الخير فيمن أعطيت و اهدني في من هديت و عافني في من عافيت و اكفني في من كفيت
و قني شر ما قضيت فإنك تقضي و لا يقضى عليك لا مانع لما أعطيت و لا مضل لمن هديت و لا مذل لمن واليت و لا ناصر لمن عاديت و لا ملجأ و لا ملتجأ منك إلا إليك فوضت أمري إليك ارزقني الغنيمة من كل بر و السلامة من كل وزر يا سامع كل صوت يا محيي كل نفس بعد الموت يا من لا يخاف الفوت صل على محمد و آل محمد و اجلب لي الرزق جلبا فإني لا أستطيع له طلبا و لا تضرب بالطلب وجهي و لا تحرمني رزقي و لا تحبس عني إجابتي و لا توقف مسألتي و لا تطل حيرتي و شفع ولايتي و وسيلتي بمحمد نبيك و صفيك و خاصتك و خالصتك و رسولك النذير المنذر الطيب الطاهر و أخيه أمير المؤمنين و قائد المؤمنين إلى جنات النعيم و بفاطمة الكريمة الزاهرة الطاهرة و الأئمة من ذريتهم الطاهرين الأخيار صل عليهم أجمعين و ارزقني رزقا واسعا و أنت خير الرازقين فقد تقدمت وسيلتي بهم إليك و توجهت بك إليك يا بر يا رءوف يا رحيم يا الله يا الله يا ذا المعارج فإنك ترزق من تشاء بغير حساب اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحمنا و أعتقنا من النار و اختم لنا بخير إنك على كل شيء قدير آمين آمين يا رب العالمين
و من ذلك عوذة مولانا الكاظم ص لما ألقي في بركة السباع بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده و الحمد لله رب العالمين أصبحت و أمسيت في حمى الله الذي لا يستباح و ستره الذي لا تهتكه الرياح و لا تحرقه الرماح و ذمة الله التي لا تخفر و في عزة الله التي لا تستذل و لا تقهر و في حزبه الذي لا يغلب و في جنده الذي لا يهزم بالله استفتحت و استنجحت و تعززت و استنصرت و تقويت و احترزت و استعنت بالله و بقوة الله ضربت على أعدائي و قهرتهم بحول الله و استعنت عليهم بالله و فوضت أمري إلى الله حسبي الله و نعم الوكيل و تراهم ينظرون إليك
و هم لا يبصرون شاهت وجوه أعدائي فهم لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون غلبت أعداء الله بكلمة الله أين من يغلب كلمة الله فلجت حجة الله على أعداء الله الفاسقين و جنود إبليس أجمعين لن يضركم إلا أذى و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون تحصنت منهم بالحصن الحصين فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا فآويت إلى ركن شديد و التجأت إلى الكهف المنيع و تمسكت بالحبل المتين و تدرعت بهيبة أمير المؤمنين و تعوذت بعوذة سليمان بن داود عليه السلام و احترزت بخاتمه فأنا أين كنت كنت آمنا مطمئنا و عدوي في الأهوال حيران قد حف بالمهابة و ألبس الذل و قمع بالصغار و ضربت على نفسي سرادق الحياطة و دخلت في هيكل الهيبة و تتوجت بتاج الكرامة و تقلدت بسيف العز الذي لا يفل و خفيت عن الظنون و تواريت عن العيون و أمنت على روحي و سلمت من أعدائي و هم لي خاضعون و مني خائفون و عني نافرون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قصرت أيديهم عن بلوغي و صمت آذانهم عن استماع كلامي و عميت أبصارهم عن رؤيتي و خرست ألسنتهم عن ذكري و ذهلت عقولهم عن معرفتي و تخوفت قلوبهم و ارتعدت فرائصهم من مخافتي و انفل حدهم و انكسرت شوكتهم و نكست رءوسهم و انحل عزمهم و تشتت جمعهم و اختلفت كلمتهم و تفرقت أمورهم و ضعف جندهم و انهزم جيشهم و ولوا مدبرين سيهزم الجمع و يولون الدبر بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر علوت عليهم بمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم و بعلو الله الذي كان يعلو به علي صاحب الحروب منكس الفرسان مبيد الأقران و تعززت منهم بأسماء الله الحسنى و كلماته العليا و
تجهزت على أعدائي ببأس الله بأس شديد و أمر عتيد و أذللتهم و جمعت رءوسهم و وطئت رقابهم فظلت أعناقهم لي خاضعين خاب من ناواني و هلك من عاداني و أنا المؤيد المحبور المظفر المنصور قد كرمتني كلمة التقوى و استمسكت بالعروة الوثقى و اعتصمت بالحبل المتين فلن يضرني بغي الباغين و لا كيد الكائدين و لا حسد الحاسدين أبد الآبدين فلن يصل إلى أحد و لن يضرني أحد و لن يقدر علي أحد بل أنا أدعو ربي و لا أشرك به أحدا يا متفضل تفضل علي بالأمن و السلامة من الأعداء و حل بيني و بينهم بالملائكة الغلاظ الشداد و مدني بالجند الكثيف و الأرواح المطيعة يحصونهم بالحجة البالغة و يقذفونهم بالشهاب الثاقب و الحريق الملهب و الشواظ المحرق و النحاس النافذ و يقذفون من كل جانب دحورا و لهم عذاب واصب ذللتهم و زجرتهم و علوتهم ببسم الله الرحمن الرحيم بطه و يس و الذاريات و الطواسين و تنزيل و الحواميم و كهيعص و حمعسق و ق و القرآن المجيد و تبارك و ن و القلم و ما يسطرون و بمواقع النجوم و بالطور و كتاب مسطور في رق منشور و البيت المعمور و السقف المرفوع و البحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع فولوا مدبرين و على أعقابهم ناكصين و في ديارهم جاثمين فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك و انقلبوا صاغرين و ألقي السحرة ساجدين فوقيه الله سيئات ما مكروا و حاق بهم ما كانوا به يستهزءون و حاق بآل فرعون سوء العذاب و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم اللهم إني أعوذ بك من شرورهم و أدرأ بك في نحورهم و أسألك من خير ما عندك فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و إسرافيل من ورائي و محمد صلى الله عليه
مهج الدعوات ومنهج العبادات ص : 245
و آله شفيعي من بين يدي و الله مظل علي يا من جعل بين البحرين حاجزا احجز بيني و بين أعدائي فلن يصلوا إلي بسوء أبدا و بينهم ستر الله الذي ستر الله به الأنبياء عن الفراعنة و من كان في ستر الله كان محفوظا حسبي الله الذي يكفيني ما لا يكفيني أحد من خلقه و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون اللهم اضرب علي سرادق حفظك الذي لا تهتكه الرياح و لا تخرقه الرماح و وق روحي بروح قدسك الذي من ألقيته عليه كان معظما في أعين الناظرين و كبيرا في صدور الخلق أجمعين و وفقني بأسمائك الحسنى و أمثالك العليا لصلاحي في جميع ما أؤمله من خير الدنيا و الآخرة و اصرف عني أبصار الناظرين و اصرف عني قلوبهم من شر ما يضمرون إلي ما لا يملكه أحد غيرك اللهم أنت ملاذي فبك ألوذ و أنت معاذي فبك أعوذ اللهم إن خوفي أمسى و أصبح مستجيرا بوجهك الباقي الذي لا يبلى يا أرحم الراحمين سبحان من ألج البحار بقدرته و أطفأ نار إبراهيم بكلمته و استوى على العرش بعظمته و قال لموسى أقبل و لا تخف إنك من الآمنين إني لا يخاف لدي المرسلون و لا تخف نجوت من القوم الظالمين و لا تخاف دركا و لا تخشى لا تخف إنك أنت الأعلى و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا أ ليس الله بكاف عبده و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله كان
source : مهج الدعوات ومنهج العبادات ص : 245