عربي
Monday 22nd of July 2024
0
نفر 0

مصباح ‏الشريعة (1)

   مصباح ‏الشريعة (1)

الباب الأول في العبودية

Image result for ‫مصباح الشریعه‬‌
 قال الصادق ع أصول المعاملات تقع على أربعة أوجه معاملة الله و معاملة النفس و معاملة الخلق و معاملة الدنيا و كل وجه منها منقسم على سبعة أركان أما أصول معاملة الله تعالى فسبعة أشياء أداء حقه و حفظ حده و شكر عطائه و الرضا بقضائه و الصبر على بلائه و تعظيم حرمته و الشوق إليه‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 6
و أصول معاملة النفس سبعة الخوف و الجهد و حمل الأذى و الرياضة و طلب الصدق و الإخلاص و إخراجها من محبوبها و ربطها في الفقر و أصول معاملة الخلق سبعة الحلم و العفو و التواضع و السخاء و الشفقة و النصح و العدل و الإنصاف و أصول معاملة الدنيا سبعة الرضا بالدون و الإيثار بالموجود و ترك طلب المفقود و بغض الكثرة و اختيار الزهد و معرفة آفاتها و رفض شهواتها مع رفض الرئاسة فإذا حصلت هذه الخصال في نفس واحدة فهو من خاصة الله و عبادة المقربين و أوليائه حقا

                Image result for ‫مصباح الشریعه‬‌         مصباح‌ الشريعة ص : 7
الباب الثاني
 قال الصادق ع العبودية جوهر كنهها الربوبية فما فقد من العبودية وجد في الربوبية و ما خفي عن الربوبية أصيب في العبودية قال الله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ أي موجود في غيبتك و في حضرتك و تفسير العبودية بذل الكل و سبب ذلك منع النفس عما تهوى و حملها على ما تكره و مفتاح ذلك ترك الراحة و حب العزلة و طريقة الافتقار إلى الله تعالى‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 8
قال النبي ص اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك و حروف العبد ثلاثة ع ب د فالعين علمه بالله و الباء بونه عمن سواه و الدال دنوه من الله تعالى بلا كيف و لا حجاب و أصول المعاملات تقع على أربعة أوجه كما ذكر في أول الباب الأول

                         مصباح ‌الشريعة ص : 9
الباب الثالث في غض البصر
 قال الصادق ع ما اغتنم أحد بمثل ما اغتنم بغض البصر لأن البصر لا يغض عن محارم الله تعالى إلا و قد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة و الجلال سئل أمير المؤمنين ع بما ذا يستعان على غض البصر فقال ع بالخمود تحت السلطان المطلع على سرك و العين جاسوس القلوب و بريد العقل فغض بصرك عما لا يليق بدينك و يكرهه قلبك و ينكره عقلك قال النبي ص غضوا أبصاركم ترون العجائب‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 10
قال الله تعالى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ و قال عيسى ابن مريم ع للحواريين إياكم و النظر إلى المحذورات فإنها بذر الشهوات و بنات الفسق قال يحيى ع الموت أحب إلي من نظرة بغير واجب و قال عبد الله بن مسعود لرجل نظر إلى امرأة قد عادها في مرضها لو ذهب عيناك لكان خيرا لك من عيادة مريضك و لا تتوفر عين يصيبها من نظر إلى محذور إلا و قد انعقد عقدة على قلبه من المنية و لا تنحل بإحدى الحالين إما ببكاء الحسرة و الندامة بتوبة صادقة و إما بأخذ نصيبه مما تمنى و نظر إليه فأخذ الحظ من غير توبة فيصيره إلى النار و أما التائب البالي بالحسرة و الندامة عن ذلك فمأواه الجنة و منقلبه الرضوان

                         مصباح‌ الشريعة ص : 11
الباب الرابع في المشي
 قال الصادق ع إن كنت عاقلا فقدم العزيمة الصحيحة و النية الصادقة في حين قصدك إلى أي مكان أردت فإن النفس من التخطي إلى محذور و كن متفكرا في مشيك و معبرا بعجائب صنع الله تعالى أينما بلغت و لا تكن مستهزئا و لا متبخترا في مشيك قال تعالى وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إلى آخرها و غض بصرك عما لا يليق بالدين و اذكر الله كثيرا فإنه قد جاء في الخبر أن المواضع التي يذكر الله فيها و عليها تشهد بذلك عند الله يوم القيامة و تستغفر لهم إلى أن يدخلهم الله الجنة و لا تكثرن‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 12
الكلام مع الناس في الطريق فإن فيه سوء الأدب و أكثر الطرق مراصد الشيطان و متجرته فلا تأمن كيده و اجعل ذهابك و مجيئك في طاعة الله و السعي في رضاه فإن حركاتك كلها مكتوبة في صحيفتك قال الله تعالى يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ و قال الله تعالى وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ‌
 

                         مصباح ‌الشريعة ص : 13
الباب الخامس في العلم
 قال الصادق ع العلم أصل كل حال سني و منتهى كل منزلة رفيعة و لذلك قال النبي ص طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة أي علم التقوى و اليقين و قال علي ع اطلبوا العلم و لو بالصين فهو علم معرفة النفس و فيه معرفة الرب عز و جل قال النبي ص من عرف نفسه فقد عرف ربه ثم عليك من العلم بما لا يصح العمل إلا به و هو الإخلاص قال النبي ص نعوذ بالله من علم لا ينفع و هو العلم‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 14
الذي يضاد العمل بالإخلاص و اعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثير العمل لأن علم الساعة يلزم صاحبه استعمال طول دهره قال عيسى ابن مريم ع رأيت حجرا عليه مكتوب أقلبني فقلبته فإذا على باطنه مكتوب من لا يعمل بما يعلم مشئوم عليه طلب ما لا يعلم و مردود عليه ما علم أوحى الله تعالى إلى داود ع إن أهون ما أنا صانع بعالم غير عامل بعلمه أشد من سبعين عقوبة باطنة إن أخرج من قلبه حلاوة ذكرى و ليس إلى الله سبحانه طريق يسلك إلا بعلم و العلم زين المرء في الدنيا و الآخرة و سائقة إلى الجنة و به يصل إلى رضوان الله تعالى و العالم حقا هو الذي ينطق فيه أعماله الصالحة و أوراده الزاكية و صدقه و تقواه لا لسانه و مناظرته و معادلته و تصاوله و دعواه و لقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان من كان‌

                         مصباح‌الشريعة ص : 15
فيه عقل و نسك و حكمة و حياء و خشية و إنا نرى طالبه اليوم من ليس فيه من ذلك شي‌ء و العالم يحتاج إلى عقل و رفق و شفقة و نصح و حلم و صبر و قناعة و بذل و المتعلم يحتاج إلى رغبة و إرادة و فراغ و نسك و خشية و حفظ و حزم

                         مصباح‌الشريعة ص : 16
الباب السادس في الفتياء
 قال الصادق ع لا يحل الفتياء لمن لا يصطفي من الله تعالى بصفاء سره و إخلاص علمه و علانيته و برهان من ربه في كل حال لأن من أفتى فقد حكم و الحكم لا يصح إلا بإذن من الله عز و جل و برهانه و من حكم بالخير بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله و مأثوم بحكمه كما دل الخبر العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء قال النبي ص أجرأكم على الفتياء أجرأكم على الله عز و جل أ و لا يعلم المفتي أنه هو الذي يدخل بين الله تعالى و بين عباده و هو الحائر بين الجنة و النار

                         مصباح‌الشريعة ص : 17
قال سفيان بن عيينة كيف ينتفع بعلمي غيري و أنا قد حرمت نفسي نفعها و لا يحل الفتياء في الحلال و الحرام بين الخلق إلا لمن اتبع الحق من أهل زمانه و ناحيته و بلده بالنبي ص و عرف ما يصلح من فتياه قال النبي ص و ذلك لربما و لعل و لعسى أن الفتياء عظيمة قال أمير المؤمنين ع لقاض هل تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال فهل أشرفت على مراد الله عز و جل في أمثال القرآن قال لا قال ع إذا هلكت و أهلكت و المفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن و حقائق السنن و بواطن الإشارات و الآداب و الإجماع و الاختلاف و الاطلاع على أصول ما اجتمعوا عليه و ما اختلفوا فيه ثم إلى حسن الاختيار ثم إلى العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذ إن قدر

                         مصباح ‌الشريعة ص : 18
الباب السابع في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
 قال الصادق ع من لم ينسلخ عن هواجسه و لم يتخلص من آفات نفسه و شهواتها و لم يهزم الشيطان و لم يدخل في كنف الله تعالى و أمان عصمته لا يصلح له الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما أظهر أمرا يكون حجة عليه و لا ينتفع الناس به قال تعالى أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ و يقال له يا خائن أ تطالب خلقي بما خنت به نفسك و أرخيت عنه عنانك روي أن ثعلبة الأسدي سأل رسول الله ص عن‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 19
هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فقال رسول الله ص وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى‌ ما أَصابَكَ حتى إذا رأيت شحا مطاعا و هوى متبعا و إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك و دع عنك أمر العامة و صاحب الأمر بالمعروف يحتاج أن يكون عالما بالحلال و الحرام فارغا من خاصة نفسه مما يأمرهم به و ينهاهم عنه ناصحا للخلق رحيما لهم رفيقا بهم داعيا لهم باللطف و حسن البيان عارفا بتفاوت أخلاقهم لينزل كلا بمنزلته بصيرا بمكر النفس و مكايد الشيطان صابرا على ما يلحقه لا يكافئهم بها و لا يشكو منهم و لا يستعمل الحمية و لا يغتاظ لنفسه مجردا نيته لله مستعينا به تعالى و مبتغيا لوجهه فإن خالفوه و جفوه صبر و إن وافقوه و قبلوا منه شكر مفوضا أمره إلى الله ناظرا إلى عيبه

                         مصباح ‌الشريعة ص : 20
الباب الثامن في آفة العلماء
 قال الصادق ع الخشية ميراث العلم و ميزانه و العلم شعاع المعرفة و قلب الإيمان و من حرم الخشية لا يكون عالما و أن يشق الشعر بمتشابهات العلم قال الله تعالى إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و آفة العلماء ثمانية الطمع و البخل و الرياء و العصبية و حب المدح و الخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته و التكلف في تزيين الكلام بزوائد الألفاظ و قلة الحياء من الله و الافتخار و ترك العمل بما علموا قال عيسى ع أشقى الناس من هو معروف‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 21

بعلمه مجهول بعمله و قال النبي ص لا تجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك و من الإخلاص إلى الرياء و من التواضع إلى الكبر و من النصيحة إلى العداوة و من الزهد إلى الرغبة و تقربوا إلى عالم يدعوكم إلى التواضع من الكبر و من الرياء إلى الإخلاص و من الشك إلى اليقين و من الرغبة إلى الزهد و من العداوة إلى النصيحة و لا يصلح لموعظة الخلق إلا من جاوز هذه الآفات بصدقة و أشرف على عيوب الكلام و عرف الصحيح من السقيم و علل الخواطر و فتن النفس و الهوى قال علي ع كن كالطبيب الرفيق الشفيق الذي يضع الدواء بحيث ينفع في الخبر سألوا عيسى ابن مريم ع يا روح الله مع من نجالس قال ع من يذكركم الله رؤيته و يزيد في علمكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله

                         مصباح ‌الشريعة ص : 22
الباب التاسع في الرعاية
 قال الصادق ع من رعى قلبه عن الغفلة و نفسه عن الشهوة و عقله عن الجهل فقد دخل في ديوان المتنبهين ثم من رعى علمه عن الهوى و دينه عن البدعة و ماله عن الحرام فهو من جملة الصالحين قال رسول الله ص طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة و هو علم الأنفس فيجب أن يكون نفس المؤمن على كل حال في شكر أو عذر على معنى إن قبل ففضل و إن رد فعدل و تطالع الحركات في الطاعات بالتوفيق و تطالع السكون عن المعاصي بالعصمة و قوام‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 23
ذلك كله بالافتقار إلى الله تعالى و الاضطرار إليه و الخشوع و الخضوع و مفاتحها الإنابة إلى الله تعالى مع قصر الأمل بدوام ذكر الموت و عيان الوقوف بين يدي الجبار لأن ذلك راحة من الحبس و نجاة من العدو و سلامة النفس و سبب الإخلاص في الطاعات التوفيق و أصل ذلك لأن يرد العمر إلى يوم واحد قال رسول الله ص الدنيا ساعة فاجعلها طاعة و باب ذلك كله ملازمة الخلوة بمداومة الفكر و سبب الخلوة القناعة و ترك الفضول من المعاش و سبب الفكر الفراغ و عماد الفراغ الزهد و تمام الزهد التقوى و باب التقوى الخشية و دليل الخشية التعظيم لله تعالى و التمسك بخالص طاعة في أوامره و الخوف و الحذر مع الوقوف عن محارمه و دليلها العلم قال الله عز و جل إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
 

                         مصباح ‌الشريعة ص : 24
الباب العاشر في الشكر
 قال الصادق ع في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك بل ألف أو أكثر و أدنى الشكر رؤية النعمة من الله تعالى من غير علة يتعلق القلب بها دون الله عز و جل و الرضا بما أعطى و أن لا تعصيه بنعمته و تخالفه بشي‌ء من أمره و نهيه بسبب نعمته فكن لله عبدا شاكرا على كل حال تجد الله ربا كريما على كل حال و لو كان عند الله تعالى عبادة تعبد بها عباده المخلصون أفضل من الشكر على كل لأطلق لفظة فيهم من جميع الخلق بها فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات و خص أربابها فقال‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 25
 وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ و تمام الشكر الاعتراف بلسان العز خالصا لله عز و جل بالعجز عن بلوغ أدنى شكره لأن التوفيق في الشكر نعمة حادثة يجب الشكر عليها و هي أعظم قدرا و أعز وجودا من النعمة التي من أجلها وفق له فيلزمك على كل شكر شكرا أعظم منه إلى ما لا نهاية له مستغرقا في نعمه عاجزا قاصرا عن درك غاية شكره فأنى يلحق العبد شكر نعمة الله و متى يلحق صنيعه بصنيعه و العبد ضعيف لا قوة له أبدا إلا بالله تعالى عز و جل و الله تعالى غني عن طاعة العبد فهو تعالى قوي على مزيد النعم على الأبد فكن لله عبدا شاكرا على هذا الوجه ترى العجب

                         مصباح ‌الشريعة ص : 26
الباب الحادي عشر في الخروج من المنزل
 قال الصادق ع إذا خرجت من منزلك فاخرج خروج من لا يعود و لا يكن خروجك إلا لطاعة أو سبب من أسباب الدين و الزم السكينة و الوقار و اذكر الله سرا و جهرا سأل بعض أصحاب أبي ذر ره أهل داره عنه فقالت خرج فقال متى يرجع فقالت متى يرجع من روحه بيد غيره و لا يملك لنفسه شيئا و اعتبر بخلق الله تعالى برهم و فاجرهم أينما مضيت فاسأل الله تعالى أن يجعلك من خلص عباده الصادقين و يلحقك بالماضين منهم و يحشرك‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 27
في زمرتهم و احمده و اشكره على ما جنبك من الشهوات و عصمك من قبيح أفعال المجرمين و غض بصرك من الشهوات و مواضع النهي و اقصد من مشيك و راقب الله في كل خلوة كأنك على الصراط جائز و لا تكن لفاتا و أفش السلام لأهله مبتدئا و مجيبا و أعن من استعان بك في حق و أرشد الضال و أعرض عن الجاهلين و إذا رجعت منزلك فادخل دخول الميت في القبر حيث ليس همته إلا رحمة الله تعالى و عفوه

                         مصباح ‌الشريعة ص : 28
الباب الثاني عشر في قراءة القرآن
 قال الصادق ع من قرأ القرآن و لم يخضع لله و لم يرق قلبه و لا ينشئ حزنا و وجلا في سره فقد استهان بعظم شأن الله تعالى و خسر خسرانا مبينا فقارئ القرآن محتاج إلى ثلاثة أشياء قلب خاشع و بدن فارغ و موضع خال فإذا خشع الله قلبه فر منه الشيطان الرجيم قال الله تعالى فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فإذا تفرغ نفسه من الأسباب تجرد قلبه للقراءة و لا يعترضه عارض فيحرمه بركة نور القرآن و فوائده فإذا اتخذ مجلسا خاليا

                         مصباح ‌الشريعة ص : 29

و اعتزل عن الخلق بعد أن أتى بالخصلتين خضوع القلب و فراغ البدن استأنس روحه و سره بالله عز و جل و وجد حلاوة مخاطبات الله تعالى عز و جل عبادة الصالحين و علم لطفه بهم و مقام اختصاصه لهم بفنون كراماته و بدائع إشاراته فإن شرب كأسا من هذا المشرب لا يختار على ذلك الحال حالا و على ذلك الوقت وقتا بل يؤثره على كل طاعة و عبادة لأن فيه المناجاة مع الرب بلا واسطة فانظر كيف تقرأ كتاب ربك و منشود ولايتك و كيف تجيب أوامره و تجتنب نواهيه و كيف تتمثل حدوده فإنه كتاب عزيز لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ فرتله ترتيلا و قف عند وعده و وعيده و تفكر في أمثاله و مواعظه و احذر أن تقع من إقامتك حروفه في إضاعة حدوده



                         مصباح ‌الشريعة ص : 30
الباب الثالث عشر في اللباس
 قال الصادق ع زين اللباس للمؤمن التقوى و أنعمه الإيمان قال الله تعالى وَ لِباسُ التَّقْوى‌ ذلِكَ خَيْرٌ و أما اللباس الظاهر فنعمة من الله تعالى تستر بها عورات بني آدم هي كرامة أكرم الله بها ذرية آدم ما لم يكرم بها غيرهم و هي للمؤمنين من إله لأداء ما افترض عليهم و خير لباسك ما لا يشغلك عن الله عز و جل بل يقربك من ذكره و شكره و طاعته و لا يحملك على العجب و الرياء و التزيين و التفاخر و الخيلاء فإنها من آفات الدين و مورثة القسوة في القلب فإذا لبست ثوبك فاذكر ستر

                         مصباح ‌الشريعة ص : 31
الله عليك ذنوبك برحمته و ألبس باطنك كما ألبست ظاهرك بثوبك و ليكن باطنك من الصدق في ستر الهيبة و ظاهرك في ستر الطاعة و اعتبر بفضل الله عز و جل حيث خلق أسباب اللباس ليستر العورات الظاهرة و فتح أبواب التوبة و الإنابة و الإغاثة ليستر بها العورات الباطنة من الذنوب و أخلاق السوء و لا تفضح أحدا حيث ستر الله عليك ما أعظم منه و اشتغل بعيب نفسك و اصفح عما لا يعنيك حاله و أمره و احذر أن يفنى عمرك بعمل غيرك و يتجر برأس مالك غيرك فتهلك نفسك فإن نسيان الذنوب من أعظم عقوبة الله تعالى في العاجل و أوفر أسباب العقوبة في الآجل و ما دام العبد مشتغلا بطاعة الله تعالى و معرفة عيوب نفسه و ترك ما يشين في دين الله عز و جل فهو بمعزل عن الآفات غائص في بحر رحمة الله تعالى يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة و البيان و ما دام ناسيا لذنوبه جاهلا لعيوبه راجعا إلى حوله و قوته لا يفلح إذا أبدا

Image result for ‫مصباح الشریعه‬‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 32
الباب الرابع عشر في الرياء
 قال الصادق ع لا ترائي بعملك من لا يحيي و يميت و لا يغني عنك شيئا و الرياء شجرة لا تثمر إلا الشرك الخفي و أصلها النفاق يقال للمرائي عند الميزان خذ ثوابا تعد ثواب عملك ممن أشركته معي فانظر من تعبد و تدعو و من ترجو و من تخاف و اعلم أنك لا تقدر على إخفاء شي‌ء من باطنك عليه تعالى و تصير مخدوعا بنفسك قال الله تعالى يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ و أكثر ما يقع‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 33
الرياء في البصر و الكلام و الأكل و الشرب و المجي‌ء و المجالسة و اللباس و الضحك و الصلاة و الحج و الجهاد و قراءة القرآن و سائر العبادات الظاهرة فمن أخلص باطنه لله تعالى و خشع له بقلبه و رأى نفسه مقصرا بعد بذل كل مجهود وجد الشكر عليه حاصلا و يكون من يرجو له الخلاص من الرياء و النفاق إذا استقام على ذلك في كل حال



                         مصباح‌ الشريعة ص : 34
الباب الخامس عشر في الصدق
 قال الصادق ع الصدق نور متشعشع في عالمه كالشمس يستضي‌ء بها كل شي‌ء بمعناها من غير نقصان يقع على معناها و الصادق حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه و هو المعنى الذي لا يسع معه سواه أو ضده مثل آدم على نبينا و آله و ع صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ما به من الكذب في آدم قال الله تعالى وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً لأن إبليس أبدع شيئا كان أول من أبدعه و هو غير معهود ظاهرا و باطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم ع على بقاء الأبد و أفاد آدم ع بتصديقه كذبه بشهادة الله عز و جل له ينفي عزمه عما يضاد عهده في‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 35

الحقيقة على معنى لم ينتقص من اصطفائه بكذبه شيئا فالصدق صفة الصادق حقيقة الصدق يقتضي تزكية الله تعالى لعبده كما ذكر عن صدق عيسى ع في القيامة بسبب ما أشار إليه من صدقه و هو براءة الصادقين من رجال أمة محمد ص فقال تعالى هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ و قال أمير المؤمنين ع الصدق سيف الله في أرضه و سمائه أينما هوى به يقده فإذا أردت أن تعلم أ صادق أنت أم كاذب فانظر في صدق معناك و عقد دعواك و عيرهما بقسطاس من الله تعالى كأنك في القيامة قال الله تعالى وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فإذا اعتدل معناك يفوز دعواك ثبت لك الصدق و أدنى حد الصدق أن لا يخالف اللسان القلب و لا القلب اللسان و مثل الصادق الموصوف بما ذكرناه كمثل النازع لروحه إن لم ينزع فما ذا يصنع

                         مصباح‌ الشريعة ص : 36
الباب السادس عشر في الإخلاص
 قال الصادق ع الإخلاص بجميع فواضل الأعمال و هو معنى افتتاحه القبول و توقيعه الرضا فمن تقبل الله منه و يرضى عنه فهو المخلص و إن قل عمله و من لم يتقبل منه فليس بمخلص و إن كثر عمله اعتبارا بآدم ع و إبليس عليه اللعنة و علامة القبول وجود الاستقامة ببذل كل محاب مع إصابة علم كل حركة و سكون و المخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به العلم و الأعمال و العامل و المعمول بالعمل لأنه إذا أدرك ذلك فقد أدرك الكل و إذا فاته ذلك فاته الكل و هو تصفية معاني التنزيه‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 37
في التوحيد كما قال الأول هلك العاملون إلا العابدون و هلك العابدون إلا العالمون و هلك العالمون إلا الصادقون و هلك الصادقون إلا المخلصون و هلك المخلصون إلا المتقون و هلك المتقون إلا الموقنون و إن الموقنين لعلى خلق عظيم قال الله تعالى وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ و أدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته ثم لا يجعل لعمله عند الله قدرا فيوجب به على ربه مكافأة لعلمه بعمله أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز و أدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام و في الآخرة النجاة من النار و الفوز بالجنة

                         مصباح‌ الشريعة ص : 38
الباب السابع عشر في التقوى
 قال الصادق ع التقوى على ثلاثة أوجه تقوى بالله و هو ترك الخلاف فضلا عن الشبهة و هو تقوى خاص الخاص و تقوى من الله تعالى و هو ترك الشبهات فضلا عن الحرام و هو تقوى الخاص و تقوى من خوف النار و العقاب و هو ترك الحرام و هو تقوى العام و مثل التقوى كماء يجري في النهر و مثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى كأشجار مغروسة على حافة ذلك النهر من كل لون و جنس و كل شجرة منها تمتص الماء من ذلك النهر على قدر جوهره و طعمه و لطافته و كثافته ثم منافع الخلق من ذلك الأشجار و الثمار على قدرها و قيمتها

                         مصباح‌ الشريعة ص : 39
قال الله تعالى صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى‌ بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى‌ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ فالتقوى للطاعات كالماء للأشجار و مثل طبائع الأشجار و الأثمار في لونها و طعمها مثل مقادير الإيمان فمن كان أعلى درجة في الإيمان و أصفى جوهرة بالروح كان أتقى و من كان التقي كانت عبادته أخلص و أطهر و من كان كذلك كان من الله أقرب و كل عبادة مؤسسة على غير التقوى فهي هباء منثورا قال الله تعالى أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‌ تَقْوى‌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‌ شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ و تفسير التقوى ترك ما ليس بأخذه بأس حذرا مما به البأس و هو في الحقيقة طاعة بلا عصيان و ذكر بلا نسيان و علم بلا جهل مقبول غير مردود

                         مصباح‌ الشريعة ص : 40
الباب الثامن عشر في الورع
 قال الصادق ع اغلق أبواب جوارحك عما يقع ضرره إلى قلبك و يذهب بوجاهتك عند الله تعالى و يعقب الحسرة و الندامة يوم القيامة و الحياء عما اجترحت من السيئات و المتورع يحتاج إلى ثلاثة أصول الصفح عن عثرات الخلق أجمع و ترك خطيئته فيهم و استواء المدح و الذم و أصل الورع دوام محاسبة النفس و صدق المقاولة و صفاء المعاملة و الخروج من كل شبهة و رفض كل عيبة و ريبة

                         مصباح‌ الشريعة ص : 41
و مفارقة جميع ما لا يعنيه و ترك فتح أبواب لا يدري كيف يغلقها و لا يجالس من يشكل عليه الواضح و لا يصاحب مستخف الدين و لا يعارض من العلم ما لا يحتمل قلبه و لا يتفهمه من قائله و يقطعه عمن يقطعه عن الله عز و جل تعالى شأنه

                         مصباح‌ الشريعة ص : 42
الباب التاسع عشر في المعاشرة
 قال الصادق ع حسن المعاشرة مع خلق الله تعالى في غير معصيته من مزيد فضل الله تعالى عند عبده و من كان مخلصا خاضعا لله في السر كان حسن المعاشرة في العلانية فعاشر الخلق لله تعالى و لا تعاشرهم لنصيبك لأمر الدنيا و لطلب الجاه و الرياء و السمعة و لا تسقطن لسببها عن حدود الشريعة من باب المماثلة و الشهرة فإنهم لا يغنون عنك شيئا و تفوتك الآخرة بلا فائدة فاجعل من هو الأكبر منك بمنزلة الأب و الأصغر بمنزلة الولد و المثل بمنزلة الأخ و لا تدع ما تعلمه يقينا من نفسك بما تشك‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 43
فيه من غيرك و كن رفيقا في أمرك بالمعروف و شفيقا في نهيك عن المنكر و لا تدع النصيحة في كل حال قال الله تعالى وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً و اقطع عما ينسيك وصله ذكر الله تعالى و تشغلك عن طاعة الله الفتنة فإن ذلك من أولياء الشيطان و أعوانه و لا يحملنك رؤيتهم إلى المداهنة عند الحق فإن في ذلك خسرانا عظيما نعوذ بالله تعالى

                         مصباح‌ الشريعة ص : 44
الباب العشرون في النوم
 قال الصادق ع نم نوم المعتبرين و لا تنم نوم الغافلين فإن المعتبرين من الأكياس ينامون استراحة و لا ينامون استبطارا [استبصارا] قال النبي ص تنام عيناي و لا ينام قلبي و انو بنومك تخفيف مئونتك على الملائكة و اعتزال النفس عن شهواتها و اختبر بها نفسك و كن ذا معرفة بأنك عاجز ضعيف لا تقدر على شي‌ء من حركاتك و سكونك إلا بحكم الله و تقديره و إن النوم أخو الموت و استدل بها على الموت الذي لا تجد السبيل إلى الانتباه فيه و الرجوع إلى صلاح‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 45
ما فات عنك و من نام عن فريضة أو سنة أو نافلة فإنه بسببها شي‌ء فذلك نوم الغافلين و سيرة الخاسرين و صاحبه مغبون و من نام بعد فراغه من أداء الفرائض و السنن و الواجبات من الحقوق فذلك نوم محمود و إني لا أعلم لأهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم لأن الخلق تركوا مراعاة دينهم و مراقبة أحوالهم و أخذوا شمال الطريق و العبد إن اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه أن لا يستمع إلا ما هو مانع له من ذلك و أن النوم من إحدى تلك الآلات قال الله تعالى إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا و إن في كثرته آفات و إن كان على سبيل ما ذكرنا و كثرة النوم يتولد من كثرة الشرب و كثرة الشرب يتولد من كثرة الشبع و هما يثقلان النفس عن الطاعة و يقسيان القلب عن التفكر و الخشوع و اجعل كل نومك آخر عهدك من الدنيا و اذكر الله‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 46

تعالى بقلبك و لسانك و حف طاعتك على شرك مستعينا به في الصيام إلى الصلاة إذا انتبهت فإن الشيطان يقول لك نم فإن لك بعد ليلا طويلا يريد تفويت وقت مناجاتك و عرض حالك على ربك و لا تغفل عن الاستغفار بالأسحار فإن للقانتين فيه أشواقا

                         مصباح‌ الشريعة ص : 47
الباب الواحد و العشرون في الحج
 قال الصادق ع إذا أردت الحج فجرد قلبك لله عز و جل من قبل عزمك من كل شاغل و حجب عن كل حاجب و فوض أمورك كلها إلى خالقك و توكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكونك و سلم لقضائه و حكمه و قدره و تدع الدنيا و الراحة و الخلق و اخرج من حقوق يلزمك من جهة المخلوقين و لا تعتمد على زادك و راحلتك و أصحابك و قوتك و شبابك و مالك مخافة أن تصير ذلك أعداء و وبالا ليعلم أنه ليس قوة و لا حيلة و لا حد إلا بعصمة الله تعالى و توفيقه و استعد استعداد من‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 48
لا يرجو الرجوع و أحسن الصحبة و راع أوقات فرائض الله تعالى و سنن نبيه ص و ما يجب عليك من الأدب و الاحتمال و الصبر و الشكر و الشفقة و السخاء و إيثار الراد على دوام الأوقات ثم اغتسل بماء التوبة الخالصة من الذنوب و البس كسوة الصدق و الصفاء و الخضوع و الخشوع و أحرم عن كل شي‌ء يمنعك عن ذكر الله عز و جل و يحجبك عن طاعته و لب بمعنى إجابة صافية خالصة زاكية لله عز و جل في دعوتك له متمسكا بالعروة الوثقى و طف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت و هرول هرولة فرا من هواك و تبرأ من جميع حولك و قوتك و اخرج من غفلتك و زلاتك بخروجك إلى منى و لا تمن ما لا يحل لك و لا تستحقه و اعترف بالخطإ بالعرفات و حدد عهدك عند الله تعالى بوحدانيته و تقرب إليه و اتقه بمزدلفة و اصعد بروحك‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 49
إلى الملأ الأعلى بصعودك إلى الجبل و اذبح حنجرة الهوى و الطمع عند الذبيحة و ارم الشهوات و الخساسة و الدناءة و الأفعال الذميمة عند رمي الجمرات و احلق العيوب الظاهرة و الباطنة بحلق شعرك و ادخل في أمان الله تعالى و كنفه و ستره و حفظه و كلائه من متابعة مرادك بدخول الحرم و زر البيت متحففا لتعظيم صاحبه و معرفته و جلاله و سلطانه و استلم الحجر رضى بقسمته و خضوعا لعظمته و دع ما سواه بطواف الوداع و صف روحك و سرك للقاء الله تعالى يوم تلقاه بوقوفك على الصفا و كن ذا مروة من الله بفناء أوصافك عند المروة و استقم على شروط حجك و وفاء عهدك الذي عاهدت ربك و أوجبته له يوم القيامة و اعلم بأن الله لم يفترض الحج و لم يخصه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا و لا شرع نبيه ص في خلال المناسك على ترتيب ما

                         مصباح ‌الشريعة ص : 50
شرعه للاستعداد و الإشارة إلى الموت و القبر و البعث و القيامة و فصل بيان السبق من دخول الجنة أهلها و دخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها لأولي الألباب و أولي النهى



                         مصباح‌ الشريعة ص : 51


source : دارالعرفان/ مصباح ‏الشريعة
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

جريمة اغتيال امير المؤمنين (ع) بداية للانعكاسات ...
دخول جيش السفياني الى العراق
شبهات وردود
باقة من رسائل تهنئة عيدالغدير
خصائص الحسين عليه السلام في علي الأكبر
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
الوقف فی الثقافه العامه
أسباب النزول بين العموم والخصوص
مراحل حياة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
أولاد السيدة زينب (ع)

 
user comment