عربي
Monday 22nd of July 2024
0
نفر 0

تفسير الاحلام عند سيد الانام

تفسير الاحلام عند سيد الانام


فسرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كثير من منامات الآخرين ، رجالاً ونساءً ، بل كان يطلب من صحابته أن يقصّوا ما رؤه ليفسّر لهم ، وكان يقول : « هل من مبشّرات ؟ ».
كما فسّرت العترة الطاهرة عليهم‌السلام منامات الآخرين ، وبيّنوا لهم كثيراً من الحقائق ، كما يلي :
رؤيا اُمّ أيمن وتفسير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله
روى الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن البرقي ، عن محمّد بن عيسى وأبي إسحاق النهاوندي ، عن عبيدالله بن حمّاد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « أقبل جيران اُمّ أيمن إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله ، إنّ اُمّ أيمن لم تنام البارحة من البكاء ، لم تزل تبكي حتّى أصبحت.
قال : فبعث رسول الله إلى اُمّ أيمن فجاءته ، فقال لها : يا اُمّ أيمن ، لا أبكى الله عينك ، إنّ جيرانك أتوني وأخبروني أنّكِ لم تزل الليل تبكين أجمع ، فلا أبكى الله عينك ، ما الذي أبكاك ؟
قالت : يا رسول الله ، رؤيا عظيمة شديدة ، فلم أزل أبكي الليل أجمع.
فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فقصّيها على رسول الله ، فإنّ الله ورسوله أعلم.
فقالت : تعظم علَيَّ أن أتكلّم بها.
فقال لها : إنّ الرؤيا ليست على ما تُرى ، فقصّيها على رسول الله.
قالت : رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضاءك ملقى في بيتي.
فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نامت عينك يا اُمّ أيمن ، تلد فاطمة الحسين ، فتربّينه وتلينه ، فيكون بعض أعضائي في بيتك.
فلمّا ولدت فاطمة الحسين عليه‌السلام ، فكان يوم السابع أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحلق رأسه ، وتصدّق بوزن شعره فضّة ، وعقّ عنه ، ثمّ هيّأته اُمّ أيمن ، ولفّته في برد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ أقبلت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : مرحباً بالحامل والمحمول ، يا أمّ أيمن ، هذا تأويل رؤياك » (1).
فسّر صلى‌الله‌عليه‌وآله لاُمّ الفضل أيضاً ما رأته في المنام
قال الطبري : « وقالت اُمّ الفضل بنت الحرث : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : يا رسول الله ، رأيت حلماً منكراً الليلة.
قال : وما هو ؟
قلت : رأيت قطعة من جسدك انقطعت ووضعت في حجري.
فقال عليه‌السلام : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً يكون في حجرك. فولدت فاطمة الحسين ، فكان في حجري كما قال ، فدخلت عليه يوماً فوضعته في حجره ، فحانت منّي التفاتة إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا عيناه تهرقان دمعاً ، فقلت : بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ، ما لك ؟
فقال : هذا جبرئيل أخبرني أنّ اُمّتي ستقتل إبني.
قلت : هذا ؟
فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء » (2).
وفي العُدد القويّة : « روي عن اُمّ الفضل زوجة العبّاس أنّها قالت : يا رسول الله ، صلّى الله عليك ، رأيت في المنام كأنّ عضواً من أعضائك في حجري.
فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : تلد فاطمة غلاماً فتكفليه.
فوضعت فاطمة الحسن ، فدفعه إليها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرضعته بلبن قثم بن العبّاس » (3).
رؤيا هند وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآلهعن ابن عبّاس ، قال : « سألت هند عائشة أن تسأل النبيّ تعبير رؤيا ، فقال :
قولي بها فلتقصص رؤياها.
فقالت : رأيت كأنّ الشمس قد طلعت من فوقي ، والقمر قد خرج من مخرجي ، وكأنّ كوكباً خرج من القمر أسود ، فشدّ على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعتها ، فاسودّ الاُفق لابتلاعها ، ثمّ رأيت كواكب بدت من السماء وكواكب مسودّة في الأرض ، إلاّ أنّ المسودّة أحاطت باُفق الأرض من كلّ مكان ، فاكتحلت عين رسول الله بدموعه ، ثمّ قال : هي هند ، اخرجي يا عدوّة الله مرّتين ، فقد جدّدت علَيَّ أحزاني ، ونعيت إلىَّ أحبابي ، فلمّا خرجت قال : اللّهمّ العنها والعن نسلها.
فسئل عن تفسيرها ، فقال : أمّا الشمس التي طلعت عليها فعليّ بن أبي طالب ، والكوكب الذي خرج كالقمر أسود ، فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله ، وتلك الظلمة التي زعمت ، ورأت كوكباً يخرج من القمر فشدّ على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعتها فاسودّت ، فذلك إبني الحسين يقتله ابن معاوية فتسودّ الشمس ويظلم الاُفق ، وأمّا الكواكب السود في الأرض أحاطت بالأرض من كلّ مكان فتلك بنو اُميّة » (4).
نفس الرؤيا بصورة اُخرى :
وروى البحراني في مدينة المعاجز هذه الرؤيا بصورة اُخرى ، ما نصّه :« روي أن هنداً جاءت إلى بيت النبيّ وجلست إلى جنب عائشة ، فقالت : يا بنت أبي بكر ، رأيت رؤيا عجيبة اُريد أن أقصّها على النبيّ ـ وذلك قبل إسلام معاوية ـ رأيت شمساً مشرقة على الدنيا كلّها أزهر من نورهما المشرق والمغرب ، فبينما أنا كذلك إذ بدت سحابة سوداء مظلمة كأنّها الليل المظلم ، فولد من تلك السحابة السوداء حيّة رقطاء ، فدبّت الحيّة إلى النجمين فابتلعتها ، فجعل الناس يبكون ويتأسّفون على النجمين ، قصّتها عائشة على النبيّ فتغيّر وجهه واستعبر ، وقال : أمّا الشمس فأنا ، وأمّا القمر فهو إبنتي فاطمة ، وأمّا النجمان فالحسنان ، وأمّا السحابة السوداء فمعاوية ، وأمّا الحيّة فيزيد .. » (5).
رؤيا أسماء بنت عميس وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
وفي كتاب الغارات عن أبي إسماعيل كثير النوا : « أنّ أبا بكر خرج في غزاة ، فرأت أسماء بنت عميس في منامها وهي تحته كأنّ أبابكر مخضّب بالحنّاء رأسه ولحيته ، وعليه ثياب أبيض ، فجاءت إلى عائشة فأخبرتها ، فبكت عائشة وقالت : إن صدقت رؤياك لقد قتل أبوبكر ، إنّ خضابه الدم ، وأنّ ثيابه أكفانه ، ثمّ بكت ، فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي كذلك ، فقال : ما أبكاها ؟
فقالوا : يا رسول الله ، ما أبكاها أحد ، ولكنّ أسماء ذكرت رؤيا رأتها لأبي بكر.
فأخبر النبيّ ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس ما عبّرت عائشة ، ولكن يرجع أبو بكر صالحاً فيلقى أسماء فتحمل منه أسماء بغلام تسمّيه محمّداً ، يجعله الله غيضاً على الكافرين والمنافقين.فكان الغلام محمّد بن أبي بكر » (6).
رؤيا عبدالله بن مطيع وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
وعن زكريّا بن إبراهيم بن عبدالله بن مطيع ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : « رأى مطيع بن الأسود في المنام أنّه اُهدي إليه جراب تمر ، فذكر ذلك للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : هل بأحد من فتيانك حمل.
قال : نعم ، بإمرته من بني ليث وهي اُمّ عبدالله.
قال : إنّها ستلد غلاماً ، فولدت فاُتي به النبيّ فسمّاه عبدالله ، وحنّكه بتمرة ، ودعا له بالبركة » (7).
تأويل النبيّ لرؤيا عبدالله بن سلام
روى البخاري : بإسناده عن ابن سيرين ، عن قيس بن عبّاد ، قال : «كنت جالساً في مسجد المدينة في ناس ، فيهم بعض أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع ، فقال بعض القوم : هذا رجل من أهل الجنّة ، فصلّى ركعتين تجوّز فيهما ، ثمّ خرج ، وتبعته فقلت له : إنّك حين دخلت المسجد قالوا :
هذا من أهل الجنّة.
قال : والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم ، وساُحدّثك بمَ ذاك.رأيت رؤيا في عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصصتها عليه ، رأيت كأنّي في روضة ، ذكر من سعتها وخضرتها ، في وسطها عمود من حديد ، أسفله في الأرض ، وأعلاه في السماء ، وأعلاه عروة ، فقيل لي : إرقه.
قلت : لا أستطيع ، فأتاني مِنصف (8) ، فرفع ثيابي من خلفي ، فرقيت حتّى كنت في أعلاها ، فأخذت بالعروة.
فقيل : استمسك ، فاستيقظت وإنّها لفي يدي ، فقصصتها على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال :
تلك الروضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة الوثقى ، فأنت على الإسلام حتّى تموت ، والرجل عبدالله بن سلام » (9).
الإمام أمير المؤمنين وتفسير اللبنة الساجدة
وفي دار السلام : « قيل جاء رجل إلى أمير المؤمنين فقال : يا أمير المؤمنين ، رأيت في منامي كأنّ لبنة ساجدة لنصف لبنة ، وكأنّ دابّة لها فمان ، في رأس واحد يأكل بهما ، وكأنّ بقرة شاربة من إبنتها ، وكأنّ أربعة نفر حسان الوجوه غابت ثلاثة وبقي واحد.
فقال عليه‌السلام : أمّا اللبنة الساجدة لنصف لبنة فإنّه يأتي على الاُمّة زمان تذلّ فيه الأخيار للأشرار.
وأمّا الدابّة التي لها فمان في رأس واحد تأكل بهما ، فإنّه يأتي على الاُمّة زمان تأكل النساء من فروج بناتهنّ.
وأمّا الأربعة نفر حسان الوجوه ، فهي الأمانة والزكاة وصلة الرحم والصلاة ، فإنّه يأتي على الاُمّة ومان يرفع فيه الأمانة والزكاة ، وتنقطع فيه صلة الرحم وتبقى الصلاة تصلّى سمعة ورياءً ، فإذا كان ذلك سلّط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم » (10).
الإمام السجّاد وتفسير بعض المنامات
وفي ربيع الأبرار للزمخشري : « قال رجل للسجّاد عليه‌السلام : رأيت كأنّي أبول في يدي.
قال عليه‌السلام : تحتك محرم.
فنظر ، فإذا بينه وبين إمراته رضاع » (11).
الإمام الباقر وتفسير بعض المنامات
وجاء في كتاب الآيات البيّنات : « جاء رجل إلى أبي جعفر عليه‌السلام فقال : يابن رسول الله ، عزمت على طلاق إمراتي ؛ لأنّي رأيت في المنام كأنّ كبشين ينتطحان على فرجها.
فقال عليه‌السلام : لا تطلّقها ، إنّها لمّا سمعت قدومك من السفر عمدت إلى ذلك الموضع ، فأخذت شعره بالمقراض » (12).
الإمام الصادق وتفسير الشمس الطالعة
روى الكليني عن عليّ بن إبراهيم : بسنده عن ابن اُذينة : « أنّ رجلاً دخل على أبي عبدالله فقال : رأيت الشمس طالعة على رأسي دون جسدي ، فقال : تنال أمراً جسيماً ، ونوراً ساطعاً ، وديناً شاملاً ، فلو غطّتك لا نغمست فيه ، ولكنّها غطّت رأسك ، أما قرأت : ( فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً ) (13) ، فلمّا أفلت تبرّأ منها إبراهيم.
قال : قلت : جعلت فداك ، إنّهم يقولون إنّ الشمس خليفة أو ملك.
فقال : ما أراك تنال الخلافة ولم يكن في آباءك ملك ، وأي خلافة وملوكيّة أكبر من
الدين والنور ترجو به دخول الجنّة ، إنّهم يغلطون.
قلت : صدقت جعلت فداك » (14).
وفيه : عن رجل رأى كأنّ الشمس طالعة على قدميه دون جسده ، قال : « مال يناله نبات من الأرض من برّ أو تمر يطأه بقدميه ويتّسع فيه ، وهو حلال ، إلاّ أنّه يكدّ فيه كما كدّ آدم عليه‌السلام » (15).
أنت رجل تريد إغتيال رجل في معيشته
وعن الكليني أيضاً : عن إسماعيل بن عبدالله القرشي ، قال : « أتى إلى أبي عبدالله رجل فقال له : يابن رسول الله ، رأيت في منامي كأنّي خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه ، وكأنّ شبحاً من خشب أو رجلاً منحوتاً من خشب على فرس من خشب يلوّح بسيفه وأنا اُشاهده فزعاً مرعوباً.
فقال له عليه‌السلام : أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته ، فاتّق الله الذي خلقك ثمّ يميتك.
فقال الرجل : أشهد أنّك قد اُوتيت واستنبطته من معدنه ، اُخبرك يابن رسول الله عمّا قد فسّرت لي ، أنّ رجلاً من جيراني جاءني وعرض علَيَّ ضيعة ، فهممت أن أملكها بوكس كثير لما عرفت أنّه ليس لها طالب غيري.
فقال أبو عبدالله : وصاحبك يتولاّنا ويبرأ من عدوّنا ؟
فقال : نعم يابن رسول الله ، رجل جيّد البصيرة ، مستحكم الدين ، وأنا تائب إلى الله عزّوجلّ وإليك ممّا هممت به ونويته ، فأخبرني يابن رسول الله لو كان ناصبيّاً حلّ لي إغتياله ؟
فقال : أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ، وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين » (16).
كسر الجوز ونثره على الآخر
روى الكليني : بسنده عن محمّد بن مسلم ، قال : « دخلت على أبي عبدالله وعنده أبو حنيفة فقلت له : جعلت فداك ، رأيت رؤيا عجيبة.
فقال لي : يابن مسلم ، هاتها ، فإنّ العالم بها جالس ، وأومأ بيده إلى أبي حنيفة.
قال : فقلت : رأيت كأنّي دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علَيَّ فكسرت جوزاً كثيراً ونثرته علَيَّ ، فتعجّبت من هذه الرؤيا.
فقال أبو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لئاماً في مواريث أهلك ، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله.
فقال أبو عبدالله : أصبت والله يا أبا حنيفة.
قال : ثمّ خرج أبو حنيفة من عنده ، فقلت : جعلت فداك ، إنّي كرهت تعبير هذا الناصب.

فقال : يابن مسلم ، لا يسؤك الله ، فما يواطي تعبيرهم وتعبيرنا ، ولا تعبيرنا تعبيرهم ، وليس التعبير كما عبّره.
قال : فقلت له : جعلت فداك ، فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ.
قال : نعم ، حفلت عليه أنّه أصاب الخطأ.
قال : فقلت له : فما تأويلها ؟
قال : يابن مسلم ، إنّك تتمتّع بإمرأة ، فتعلم بها أهلك فتمزّق عليك ثياباً جدداً ، فإنّ القشر كسوة اللّب.
قال ابن مسلم : فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلاّ صبيحة الجمعة ، فلمّا كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرّت بي جارية ، فأعجبتني ، فأمرت غلامي فردّها ، ثمّ أدخلتها داري ، فتمتّعت بها ، فأحسّت بي وبها أهلي ، فدخلت علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا ، فمزقّت علَيَّ ثياباً جدداً كنت ألبسها في الأعياد » (17).
معانقة الأموات للأحياء
وفيه أيضاً ، قال : « وجاء موسى الزوّار العطّار إلى أبي عبدالله فقال له : يابن رسول الله ، رأيت رؤيا هالتني ، رأيت صهراً لي ميّتاً وقد عانقني ، وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب.
فقال : يا موسى ، توقّع الموت صباحاً ومساءً ، فإنّه ملاقينا ، ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم ، فما كان إسم صهرك ؟
قال : حسين.
فقال : أما إنّ رؤياك تدلّ على بقاءك وزيارتك أبي عبدالله عليه‌السلام ، فإنّ كلّ من عانق سميّ الحسين يزوره إن شاء الله » (18).
لو رأى ربّه في المنام
وفي أمالي الصدوق : عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخي ، قال : « قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : إنّ رجلاً رأى ربّه عزّ وجلّ في منامه ، فما يكون ذلك ؟
فقال : ذلك رجل لا دين له ، إنّ الله تبارك وتعالى لا يُرى في اليقظة ولا في المنام ، ولا في الدنيا ولا في الآخرة » (19).
من رأى في يده عصفوراً
وفي حياة الحيوان في عنوان « العصفور » قال رجل لجعفر الصادق : رأيت كأنّ في يدي عصفوراً ، فقال له : تنال عشرة دنانير.
فمرّ الرجل ، فوقع في يدة تسع دنانينر ، فأتي إليه فأخبره بذلك.
فقال : أعد رؤياك. قال : رأيت كأنّ بيدي عصفوراً وأنا اُقلّبه فلم أرَ له ذنباً.
فقال : لو كان له ذنب لكانت الدنانير عشرة » (20).
من رأى أنّه في الحرم وكان خائفاً
وفي قرب الإسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « من رأى أنّه في الحرم وكان خائفاً أمن » (21).
من رأى في منامه كأنّ معه قناة
وفي الخرائج : روي أنّ أبا عمارة المعروف بالطيّار ، قال : « قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : رأيت في النوم كأنّ معي قناه.
قال : كان فيها زجّ ؟
قلت : لا.
قال : لو رأيت فيها زجّاً لولد لك غلام ، لكن تولد جارية ، ثمّ سكت ساعة ، ثمّ
قال : كم في القناة من كعب ؟
قلت : إثنا عشر كعباً.
قال : تلد الجارية إثني عشر بنتاً.
قال محمّد بن يحيى : فحدّثت بهذا الحديث العبّاس بن الوليد ، فقال : أنا من واحدة منهنّ ، ولي عشر خالة ، وأبو عمارة جدّ أبي » (22).
تفسير الرضا عليه‌السلام لرؤيا رجل من خراسان
وفي العيون : عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني ، عن ابن عقدة ، عن عليّ بن الحسين بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : « قال : قال له رجل من أهل خراسان : يابن رسول الله ، رأيت رسول الله في المنام ، كأنّه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيّب في ترابكم نجمي ؟
فقال له الرضا عليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيّكم ، وأنا الوديعة والنجم.
ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقّي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنّا شفعائه يوم القيامة نجا ، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين :
الجنّ والإنس.
ولقد حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن أبيه عليهم‌السلام : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني ؛ لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من
سبعين جزء من النبوّة » (23).
تفسير الرضا عليه‌السلام لرؤيا ياسر الخادم
وفي المناقب : عن ياسر الخادم ، قال : « قلت للرضا عليه‌السلام : رأيت في النوم كأنّ قفصاً فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسّرت القوارير.
فقال : إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوماً ، ثمّ يموت.
فخرج محمّد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا ، فمكث سبعة عشر يوماً ثمّ مات »(24).
رؤيا محمّد بن كعب القرظي وتفسير الرضا عليه‌السلام
روى ابن شهر آشوب في المناقب : عن الحاكم أبي عبدالله الحافظ ، عن محمّد بن منصور السرخسي بالإسناد ، عن محمّد بن كعب القرظي ، قال : « كنت في حجفة نائماً فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام ، فأتيته ، فقال لي : يا فلان ، سررت بما تصنع مع أولادي في الدنيا ؟
فقلت : لو تركتهم فبمن أصنع ؟
فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلا جرم تجزي منّي في العقبى ، فكان بين يديه طبق فيه تمر صيحاني ، فسألته عن ذلك ، فأعطاني قبضة فيها ثماني عشرة تمرة ، فتأوّلت
ذلك أنّي أعيش ثماني عشر سنة ، فنسيت ذلك ، فرأيت يوماً إزدحام الناس ، فسألتهم عن ذلك ، فقالوا : أتى عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، فرأيته جالساً في ذلك الموضع وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني ، فسألته عن ذلك ، فناولني قبضة فيها ثماني عشرة تمرة.
فقلت له : زدني منه.
فقال : لو زادك جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لزدناك » (25).
رؤيا منسوبة إلى أبي علوان
ورويت نفس هذه الرؤيا أيضاً عن الملاّ في الوسيلة ، إلاّ أنه نسبها إلى ابن علوان ، قال : « رأيت في منامي كأنّ قائلاً يقول قد جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى البصرة ، قلت : وأين نزل ؟
فقيل : في حائط بني فلان.
قال : فجئت الحائط فوجدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالساً ومعه أصحابه ، وبين يديه أطباق فيها رطب برنيّ ، فقبض بيده كفّاً من رطب وأعطاني ، فعددتها فإذا هي ثمان عشرة رطبة ، ثمّ انتبهت فتوضّأت وصلّيت وجئت إلى الحائط ، فعرفت المكان الذي فيه رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.
فبعد ذلك سمعت الناس يقولون : قد جاء عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام فقلت :
أين نزل ؟
فقيل : في حائط بني فلان ، فمضيت فوجدته في الموضع الذي رأيت
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه ، وبين يديه أطباق فيها رطب ، وناولني ثمانية عشر رطبة.
فقلت : يابن رسول الله ، زدني.
فقال : لو زاد جدّي لزدتك » (26).

المصادر :
1- أمالي الصدوق : 73. بحارالأنوار : 43 / 243 ، وفيه : « تلبينّه » ، أي تسقينه اللبن.
2- دلائل الإمامة : 74
3- بحار الأنوار : 43 / 242.
4- مناقب آل أبي طالب : 4 / 72.
5- آيات بيّنات : 84.
6- الغارات : 1 / 189. شرح نهج البلاغة : 6 / 88. دار السلام : 4 / 383.
7- دار السلام : 4 / 329.
8- المنصف ـ بكسر الميم ـ : الخادم.
9- بحارالأنوار : 58 / 223.
10- دار السلام : 4 / 374.
11- آيات بينّات : 101.
12- المصدر المتقدّم : 103.
13- الأنعام 6 : 78.
14- الكافي : 8 / 291.
15- المصدر المتقدّم : 292.
16- الكافي : 8 / 293.
17- الكافي : 8 / 292.
18- المصدر المتقدّم : 293.
19- أمالي الصدوق : 610. بحار الأنوار : 58 / 167.
20- آيات بيّنات : 106.
21- قرب الإسناد : 40. بحار الأنوار : 58 / 159.
22- الخرائج والجرائح : 2 / 638. بحار الأنوار : 47 / 22.
23- عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : 2 / 257. بحار الأنوار : 58 / 234.
24- مناقب آل أبي طالب : 4 / 352.
25- مناقب آل أبي طالب : 4 / 342.
26- مناقب آل أبي طالب : 4 / 342.

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أولاد السيدة زينب (ع)
اضاءات هادية من كلمات فاطمة الزهراء عليها ...
صبر يوسف (عليه السّلام)
النفخ في الصور
الأخلاق الجاذبة الفعّالة
تفسير الاحلام عند سيد الانام
أهداف القرآن في التبليغ
زيارة وزوار الامام الحسين (عليه السلام) في ...
من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
دم الإمام الشهيد

 
user comment